أعلنت الأممالمتحدة المجاعة في منطقتين في جنوبالصومال بسبب الجفاف المستمر منذ سنوات وناشدت المانحين توفير المساعدات العاجلة لمساعدة ملايين الأشخاص المتضررين بشدة. وقال مارك بودين، منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في الصومال مساء أمس الأول في نيروبي: كل يوم تأخير في تقديم المساعدة يعني مسألة حياة أو موت للأطفال وأسرهم في المناطق المتأثرة بالمجاعة. وعادة ما يعلن عن مجاعة عندما تتجاوز مستويات سوء التغذية بين الأطفال نسبة 30 % أي وفاة أكثر من شخصين من بين 10.000 كل يوم وعندما لا يتمكن الناس من الحصول على الطعام والاحتياجات الأساسية. وحذر بودين من أن معدلات سوء التغذية في الصومال هي الأعلى في العالم مع وصولها إلى 50 % في بعض المناطق بجنوب البلاد. وفي منطقتي جنوب باكول وشابيل في جنوبالصومال، وصلت معدلات سوء التغذية الحادة إلى 30 % مع وفاة ستة أطفال دون سن الخامسة لكل 10.000 شخص كل يوم.. وخلال الأشهر الماضية لقي آلاف الصوماليين حتفهم نتيجة أسباب لها علاقة بسوء التغذية، معظمهم أطفال. وقد أثر تعاقب مواسم الجفاف على البلاد خلال السنوات الماضية بينما صعّب النزاع من عمل المنظمات الإنسانية والوصول إلى المجتمعات المتضررة في الجنوب. وقال بودين: إذا لم نتحرك الآن ستنتشر المجاعة إلى كل مناطق جنوبالصومال الثماني خلال شهرين بسبب فشل الحصاد وتفشي الأوبئة. واضاف: نحن لا نملك حتى الآن كل الموارد اللازمة لتوفير الطعام والمأوى والرعاية الصحية لإنقاذ مئات الآلاف من الصوماليين. وبينما رحبت العديد من المنظمات الإنسانية بإعلان جماعة الشباب المسلحة للمطالبة بعودة المنظمات الدولية إلى جنوبالصومال، إلا أن عدم تمكن المنظمات من العمل في المنطقة منذ عام 2010 قد منع الأممالمتحدة من الوصول إلى الجوعى مما ساهم في الأزمة الحالية. وعلى الرغم من الصعوبات تعمل المنظمات الإنسانية بجد للاستجابة وعززت من جهودها في الأسابيع الأخيرة وقامت بنقل المعدات الطبية والطعام والمياه جواً إلى المناطق المتضررة. من ناحيتها قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي جوزيت شيران: إن البرنامج ينظر في عدد من الخيارات لضمان وصول المساعدات الغذائية للفئات الأكثر تضرراً بمن فيها الأطفال والحوامل والمرضعات. وقالت شيران: إن العمليات في الصومال هي الأكثر خطورة وقد فقد البرنامج 14 من موظفي الإغاثة منذ عام 2008.. مضيفة: سنحاول مواصلة الجهود للحد من المخاطر عبر المراقبة والتقييم المستمر إلا إنني أدعو كل الأطراف إلى النظر إلى كل المخاطر الراهنة في جنوبالصومال. وستتوجه شيران الموجودة حالياً في إثيوبيا حيث تعقد اجتماعات رفيعة المستوى مع مسؤولين حكوميين والاتحاد الأفريقي، خلال اليومين القادمين لزيارة المناطق المتضررة ومعاينة عمليات البرنامج والتحدث مع ضحايا الجفاف. ويرافق شيران في هذه الجولة مدير عام منظمة الأغذية والزراعة (فاو) جاك ضيوف، الذي سيعقد اجتماعاً طارئاً في روما يوم الاثنين لمناقشة الأزمة المتفاقمة في القرن الأفريقي وتعبئة الدعم العالمي.. وقال ضيوف: يموت مئات الأشخاص كل يوم وإذا لم نفعل شيئاً سيلقى المزيد من الناس حتفهم. وطالبت منظمات الأممالمتحدة بمبلغ 1.6 مليار دولار لتوفير المساعدات المطلوبة للقرن الأفريقي ولم تتلقَ سوى نصف ذلك المبلغ.