مديرية السدة في محافظة إب تمتلك مقومات سياحية متميزة ومتنوعة، فهي تنفرد بمناخ معتدل وتنوع فريد في التضاريس المتمثلة على السهول والأودية والمرتفعات والشلالات والمدرجات الجبلية الخضراء، تحتضن عشرات المواقع المصنفة ضمن قائمة متاحف الهواء الطلق؛ حيث تشمل العديد من المواقع الأثرية والتاريخية المتمثلة في متحف ظفار وجبل عصام، مما جعلها مؤهلة لاحتضان المهرجان السياحي الثاني في أغسطس عام 2004م الذي أقيم فيها لخصوصيتها ومؤهلاتها السياحية.. ولمعرفة ما تمتاز به المديرية عن غيرها من المعالم السياحية والتاريخية والأثرية واطلاعنا على مخزونها السياحي الفريد التقينا بالشيخ عبدالملك ناجي الكينعي - نائب مدير عام مكتب المالية بالمحافظة - أحد الشخصيات الاجتماعية والمهتمين بالسياحة والآثار بمديرية السدة، حيث تحدث في بداية اللقاء قائلاً: في الحقيقة مديرية السدة مترامية الأطراف، تتميز عن غيرها بالمعالم التاريخية والسياحية والأثرية، وتطل على أجمل أودية اليمن: وادي بنا، تعتبر متحفاً مفتوحاً لخضرتها الدائمة طوال السنة، فهي مخزن سياحي للوطن، كذلك شلالاتها ومدرجاتها الزراعية وآثارها التاريخية ومستوطنتها في عزلة جبل عصام التي تعود للقرن الأول والرابع الميلادي، كذلك متحف ظفار، وهي مدينة كانت عاصمة لمملكة سبأ وذي ريدان ومنها انطلقت حركة إعادة توحيد اليمن وهي مزار سياحي طبيعي تكسو جبالها الاخضرار وشلالاتها المحيطة من كل جانب. المديرية حباها الله بخصوبتها الزراعية وبمناظرها الجميلة وجوها السياحي والرائع، حظيت المديرية باهتمام كبير من قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - حفظه الله، باني نهضة اليمن ومحقق وحدته المباركة الذي يولي جل اهتمامه ورعايته الكريمة لقطاع السياحة في المديرية؛ لما له من مردود اقتصادي، ونقول لهم: اللهم من افتعل الأزمة أهلكه ودمره وأهلك أعداء الوطن والوحدة، اللهم نسألك الشفاء العاجل لرئيسنا وعودته الحميدة لبلادنا، واحفظه لشعبه. كما قال الشيخ عبدالملك الكينعي – نائب مدير عام المالية بالمحافظة: تقع المديرية على بعد 65 كم للشرق من مركز المحافظة، ويبلغ مساحتها 350 كم، وعدد سكانها 82.5 نسمة وفقاً لتعداد ديسمبر 2004م، وتعتبر مدينة السدة المركز الإداري للمديرية. مدينة السدة منطقة سياحية جميلة بجوها الطبيعي الساحر، حباها الله بطبيعتها الخضراء ووديانها الواسعة وجبالها المكسوة بالاخضرار البديع، ويحيط بها عدد من الجبال التي تحتضن الكثير من المعالم التاريخية. تعتبر المديرية حديقة تتوسط الجبال الشاهقة من كل جانب، وهي ممر تجاري لمعظم المديريات.. أهم المعالم السياحية للمديرية: مدينة ظفار، والتي تقع في الطرف الشمالي للمديرية في عزلة العرافة على مساحة تزيد عن 20كم، وقد كانت عاصمة لمملكة سبأ وذي ريدان، وهو ما أكسبها مكانة سياحية واقتصادية هامة ومتميزة ترجمت من المعالم الأثرية التي احتوتها كقصر ريدان وشوحطان وكوكبان، بالإضافة إلى السدود والصهاريج المائية المنحوتة على سفوح الجبال ومخازن الحبوب والمقابر الصخرية، كذلك السدود القديمة التي تحفظ المياه للأراضي الزراعية. المديرية غنية بمعالمها المحيطة في كل الجهات، حيث ورد ذكرها في المصادر الكلاسيكية الرومانية واليونانية في القرون الميلادية الأولى على أنها عاصمة المملكة، وتضم العديد من المباني الضخمة المبنية بحجارة ملونة مزخرفة، مترامية القرى والعزل المعلقة فوق قمم الجبال التي تبعد عن مركز المديرية بأمتار ووديانها الزراعية رائعة وواسعة، تزرع المحاصيل الآتية: الشام – الذرة - البر – الشعير – البلس بنوعيه - المشمش والفرسك. مديرية السدة تمتلك مقومات سياحية طبيعية تشفي المريض بجوها وخضرتها الرائعة فهي متنفس سياحي على مدار السنة حباها الله بعيون المياه الطبيعية التي تجعلها خضراء لا يمل الزائر من مشاهدتها لما تحتوي من مناظر ساحرة تشفي العليل وترقص العصافير على رنين شلالاتها التي تتناغم أثناء هطول الأمطار، هناك استراحات سياحية تحظى بها المديرية باهتمام كبير من قيادة المحافظة ممثلة بالقاضي أحمد عبدالله الحجري – محافظ المحافظة - عميد المحافظين، والعميد أمين الورافي - الأمين العام بالمحافظة، اللذين يعملان على إنعاش السياحة بالمديرية، وتذليل كافة الإمكانيات للجانب السياحي. أما أهم حصونها التاريخية والأثرية القديمة هناك الكثير من الحصون مثل حصن ريدان من أهم الحصون القديمة ويضم بقايا قصر ريدان المشهور في التاريخ اليمني القديم كان مقراً لحكم مملكة سبأ وذي ريدان، حيث تغنى به الشعراء والمؤرخون، وتدل على عظمة وإتقان بنائه وزخرفته الجميلة مجموعة الجدران القديمة التي لازالت قائمة حتى وقتنا الراهن، وقد كشف في الموقع عن معبد يعود إلى القرن الأول الميلادي يتميز بالتخطيط الهندسي للمعابد اليمنية، ويحتوي هذا المعبد على زخارف حجرية بارزة لحيوانات مقدسة وعناقيد ورق العنب، أيضاً جبل عصام يطل على وادي بنا ، وهو من الجبال الشاهقة المطلة على مدينة السدة. ويضيف الشيخ عبدالملك الكينعي – نائب مدير عام المالية بالمحافظة: أما كريف الرهدة هو عبارة عن خزان للمياه منحوت في الصخر، ويقع على سفح جبل الرهدة – جنوب قرية ظفار – فهو من المعالم القديمة للمديرية، أيضاً جيوبة اللقية تقع إلى يسار بداية طريق القرية ومنها مجموعة جدران لسور مدينة ظفار القديمة وهي في الأصل موقع معبد قديم كذلك هناك الكثير من السدود والحواجز المائية القديمة مثل سد العقلة وهو سد شبه مربع الشكل مبني من الحجر على شكل بركة يقع إلى الغرب من مقبرة ظفار الحديثة، مرابط الخيل أيضاً هي منحوتة من الصخر، تتكون من عدد من الغرف حول دهليز مزودة بأحواض في مستوى مرتفع عن الأرض، وتقع إلى الجهة الشمالية من المدافن، وفي الطرف الغربي للحصن أيضاً يوجد بالمديرية المقبرة الصخرية والتي تقع على الأطراف الغربية والجنوبية لحصن بعدان وإلى الغرب من البوابة الغربية وهي عبارة عن قبور منحوتة من الصخر ومرتفعة عن مستوى الأرض، كما يوجد بعض المقابر بالقرب من ذلك تسمى حالياً سوق الليل، بالإضافة إلى القبور الصخرية الموجودة على سفح جبال المجعارة التي تقع إلى الشمال الغربي من قرية الطرفة بمديرية السدة. أما سد الأعوار وهو سد كبير يقع خارج أسوار مدينة ظفار بجوار الجدار الشرقي، وتقع بالجوار من الجهة الشمالية خزانات منحوتة في الصخر. مديرية السدة تشتهر بالكثير من المعالم الأثرية مثل: جبل عصام، موقع سياحي قديم يسكنه الكثير من المواطنين. ويقول الشيخ عبدالملك الكينعي: مديرية السدة فيها الكثير من المواقع الأثرية المنتشرة في جبال المديرية المتناثرة مثل موقع العصيبية ويقع في عزلة جبل عصام، وهو عبارة عن مستوطنة سكنية تعود إلى الفترة الممتدة من القرن الأول إلى الرابع الميلادي، تم اكتشاف الكثير من الآثار التاريخية حيث قامت الدولة بالاهتمام بهذا الموقع وتحصينه من الأيادي العابثة بالآثار، تم تسوير الموقع من كافة الجهات ووضع له حراسة أمنية حتى الآن، أما موقع الحرثي يقع في منطقة جبل حجاج وقد كشف فيه عن معبد قديم يعود إلى عهد مملكة سبأ وذي ريدان “حمير” أيضاً وجود قرية المصنعة والتي تقع مسافة 5كم من مدينة السدة ويحدها قرية دار سعيد الواقعة جنوب طريق السدة النادرة مباشرة، ويبدو أن هذا المكان في الأصل كان مدينة حميرية تعود إلى الفترة ما بين القرنين الأول قبل الميلاد والأول ميلادي حسب طرق دفن الموتى العتيقة التي وجدت في القبر المكتشف في المديرية، حيث فيها الكثير من المعالم السياحية والتاريخية والأثرية والمواقع والقرى الأثرية القديمة التي لازالت تحكي عن تاريخ اليمن القديم، والتي لو فاقت الجهات المعنية بالآثار لتنقيب معظم المواقع الأثرية في مديرية السدة والنادرة لاكتشفت العديد من الآثار والحصون التاريخية الساحرة. مديرية السدة لؤلؤة على بساط أخضر، متحف بطبيعتها.. ويستطرد الشيخ عبدالملك الكينعي - أحد الشخصيات الاجتماعية البارزة في المديرية - أن هناك موقع تراحب التويتي، والذي يقع في عزلة التويتي بمديرية السدة في محافظة إب، وتحديداً إلى الشمال الغربي من قرية دار التويتي، ويبعد عن مدينة السدة غرباً ب10كم تقريباً، ويتصل موقع تراحب من الجهة الجنوبية بسفح جبل الحصن، ويمتد سطحه في مسار منحدر نحو الانخفاض إلى الشمال مطلاً على (وادي بنا) أكثر المواقع تطل على الوادي وضم عدداً من المدن التي تعود إلى مملكة قتبان للفترة بين القرنين الثاني والثالث ق. م مثل جبل العود والحدثي والعصيبية وجبل كهال ، شخب عمار، ومدينة ظفار متحف تاريخي وأثري. مديرية السدة تعد مزاراً سياحياً، احتضنت المهرجان السياحي الثاني في أغسطس 2004م في مدينة ظفار التاريخية وتعتبر من المتاحف المشهورة الإقليمية لمحافظة إب التي تشتهر بها لأهميتها التاريخية ومتحف ظفار الوطني، ولأهمية موقع ظفار والتي كانت عاصمة لمملكة سبأ وذي ريدان فقد تم تشييد متحف إقليمي في ظفار سنة 1976م لعرض القطع الأثرية التي توزع في جميع الصالات، من حيث النوعية: الصالة الأولى مخصصة لمجموعة النقوش المسندية تمثل مراحل تطور خط المسند إبان العصر الحميري، أما الصالة الثانية خصصت لعرض نماذج من الفنون الزخرفية المعمارية وعرض للأدوات الحجرية والفخارية المنزلية، والصالة الثالثة خصصت لعرض نماذج من الزخارف والرموز الدينية والمباخر، أما الصالة الرابعة فتعرض فيها نماذج مختلفة من القطع الأثرية الحجرية والمعدنية والفخارية والعملات والتماثيل المتنوعة، حيث يستقبل زوار المتحف طوال أيام الأسبوع صباحاً ومساءً قيادة المحافظة والجهات المعنية التي أولت اهتمامها الكبير لمدينة ظفار التاريخية لأهمية موقعها الأثري والسياحي، أيضاً هناك المتنزهات والاستراحات في طريق السدة لمشاهدة مناظرها الجميلة ومعالمها التاريخية ووديانها الخضراء وشلالاتها. مديرية السدة حظيت بالعديد من المشاريع الخدمية والتنموية والحيوية من كافة المجالات: الطرق والصحة والكهرباء وغيرها من القطاعات يأتي ذلك باهتمام قيادتنا السياسية ممثلة بابن اليمن الوحدوي فخامة الأخ علي عبدالله صالح- رئيس الجمهورية -حفظه الله الذي يولي جل اهتمامه ورعايته لكافة المديريات النائية وتوجهاته الكريمة لإعطاء المديريات الأولوية بتنفيذ كافة المشاريع الخدمية لحرمانها خلال سنوات الإمامة والظلم الكهنوتي وتعويضها عن الحرمان.