في شهر رمضان المبارك، يثار جدل حول الفوائد الصحية للصيام، خاصة بالنسبة للمرضى الذين يعانون مشاكل واضطرابات في القلب، أو ارتفاعاً في ضغط الدم.. الدراسات الطبية الحديثة أفادت بأن شهر رمضان يعد علاجاً مثالياً للمرضى الذي يعانون اضطرابات في القلب، مشيرة إلى أن 10 % من كمية الدم التي يدفع بها القلب إلى الجسم تذهب إلى الجهاز الهضمي، إلا أنه وخلال الصيام لا توجد عملية هضم.. الأمر الذي يقلل بدوره كمية الدم التي يدفع بها القلب إلى الجهاز الهضمي، وبالتالي يعطي قدراً من الراحة. وتضيف الدراسات: أن الصوم يوقف عملية امتصاص المواد المتبقية في الأمعاء، ويعمل على طرحها، والتي يمكن أن يؤدي طول مكثها إلى تحولها لنفايات سامة، كما أنه الوسيلة الوحيدة الفعالة التي تسمح بطرد السموم المتراكمة في البدن، والآتية من المحيط الملوث. ألقى من جهته مزيدا من الضوء حول الفوائد الصحية التي يحققها الشهر الفضيل؛ د. فكري الديب استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية- في برنامج صباح الخير يا عرب الذي أكد في البداية على ضرورة التفرقة بين نوعين من مرضى القلب. وأوضح الديب أن النوع الأول يمكنه الصيام بسهوله دون أية مشاكل، فيما يعاني النوع الثاني من اضطرابات حادة تجعل من الضروري الإفطار حفاظا على الصحة، تماما مثلما هو الحال مع المرضى المصابين بالذبحة الصدرية أو الذين يعانون من ضعف في عضلة القلب. وتابع: أن مريض القلب يجب عليه استشارة طبيب مسلم ثقة، قبل بدء شهر رمضان، حتى يعطيه الوصفة الصحيحة؛ إما بالإفطار أو الصيام، وفق برنامج علاجي ملائم لصحة المريض. وذكر د. فكري الديب أن الصيام إذا تم وفق الأسس الدينية السليمة التي أوضحتها السنة النبوية يمكنه أن يحقق الكثير من الفوائد للإنسان، وهو الأمر الذي تنبهت له العديد من المستشفيات الغربية التي تلجأ إلى الصيام لعلاج المرضى. هذا، وقد أكد د. فكري الديب: على تطور الأساليب العلاجية في الفترة الأخيرة، والتي تتيح لمرضى القلب الصيام خلال شهر رمضان؛ حيث يتعاطى المريض أدوية في أثناء الليل ذات تأثير طويل المدى لا تدفعه إلى الإفطار خلال النهار. وجدد استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية التأكيد على أهمية الالتزام بالسنة النبوية، “نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع”، مضيفا: أن العمل بتلك النصيحة تجنب الفرد العديد من الأمراض والاضطرابات الهضمية التي تأتي نتيجة تناول كميات كبيرة من الطعام بشكل مفاجئ. ما هومرض نقص التروية القلبية (الذبحة الصدرية) Ischaemic Heart Disease (Angina Pectoris)؟؟؟ يحدث نقص التروية القلبية عند وجود عدم التوازن بين إمداد القلب بالأوكسجين و المواد المُغذية الأخرى و حاجة القلب لهذه المواد , الذي ينتج غالباً بسبب تضيق الشريان التاجي الناجم عن التصلب العصيدي التاجي Coronary Atherosclerosis الذي هو عبارة عن تكوّن كتل ضمن جدار الشريان التاجي بسبب تراكم الكوليسترول و الدهون. يمكن أن يُضاف لهذا التضيق الثابت , التشنج التاجيCoronary Spasm و هو تضيق مؤقت في الشريان التاجي. نقص التروية القلبية هو السبب الأول للوفاة في المملكة المتحدة (و معظم دول العالم) و يبلغ معدل الوفاة 60 حالة وفاة لكل 100,000 من السكان. و أسباب عدم التوازن هذا هي : 1 - نقص جريان الدم التاجي Diminished Coronary Blood Flow إلى منطقة من القلب بسبب الإنسداد الميكانيكي Mechanical Obstruction , و أسباب هذا الإنسداد هي : - تكوّن العصيدة في جدار الشرايين التاجية Coronary Artery Atheroma . - تكوّن الجلطة في جوف الشرايين التاجية Coronary Artery Thrombosis . - تشنج عضلات جدار الشرايين التاجية Coronary Artery Spasm . - صمة الشرايين التاجية Coronary Artery Embolus . - تضيق (إنسداد) فوهة الشريان التاجي Coronary Ostial Obstruction . - إلتهاب الشريان التاجي Coronary Arteritis . 2 - نقص جريان الدم الغني بالأوكسوجين للقلب , و ذلك بسبب : - فقر الدم Anaemia. - تسمم الدم بغاز أول اُكسيد الكربون Carbon Monoxide Poisoning “CO” , و الذي يؤدي إلى زيادة كاربوكسي هيموجلوبين الدم Carboxyhaemoglobulinaemia. - إنخفاض الضغط الشرياني Hypotension الذي يؤدي لإنخفاض ضغط الجريان التاجي Coronary Perfusion Pressure (الضغط الذي يجعل الدم يتدفق للشرايين التاجية). - زيادة حاجة القلب للأوكسوجين بسبب زيادة النتاج القلبي Cardiac Output (و هو الدم الذي يضخه القلب إلى الشرايين خلال دقيقة واحدة) , كما في فرط نشاط الغدة الدرقيةThyrotoxicosis , أو بسبب ضخامة القلب Cardiac Hypertrophy كما في تضيق الصمام الأبهري Aortic Valve Stenosis و إرتفاع ضغط الدم Hypertension . العوامل التي تزيد من خطر حدوث نقص التروية القلبية (مرض الشريان التاجي) 1. العمر Age : يزداد معدل الإصابة بمرض الشريان التاجي مع تقدم العمر. نادراً ما يُصيب التصلب العصيدي الأطفال و صغار السن بإستثناء حالات فرط كوليسترول الدم العائلي Familial Hypercholesterolaemia و التي يكون فيها مستوى الكوليسترول , و في حالات مع الدهون الثلاثية , في الدم عالياً جداً لعوامل وراثية , و عادة يظهر عند الشباب في سن 20 - 30 سنة . التصلب العصيدي موجود عند كل الكهول تقريباً. 2. نوع الجنس Gender : يحدث مرض الشريان التاجي عند الذكور أكثر من النساء قبل سن اليأس عند النساء, و لكن النسبة تُصبح متساوية بعد سن اليأس . و يُفسر هذا بالدور الواقي لهرمون الأستيروجينOestrogen من مرض الشريان التاجي عند النساء. 3. التاريخ العائلي Family History : عادة نُشاهد إصابة أكثر من فرد في العائلة بمرض الشريان التاجي. و التاريخ العائلي مهم خاصة عند وجود أقارب من الدرجة الأولى مُصابين بمرض الشريان التاجي قبل سن الخمسين سنة. 4. التدخين Smoking : يرتبط خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي عند الذكور مباشرة مع عدد السجائر المدخنة. و هذا الإرتباط أقل عند النساء و مدخني الغيلون و السيجار. يتناقص خطر التدخين بعد الإقلاع عنه حتى يصبح الخطر صفراً بعد 10 سنوات من الإقلاع. 5. الحمية (الغذاء) Diet : يترافق الغذاء الغني بالدهون و الفقير بالعوامل المُضادة للأكسدة مثل فيتامين ج C و فيتامين هاء E مع خطر الإصابة بنقص التروية القلبية. 6. إرتفاع الضغط الشرياني Hypertension : يترافق إرتفاع كل من الضغط الإنقباضي (ضغط الدم أثناء إنقباض عضلة القلب) و الضغط الإنبساطي (ضغط الدم أثناء إرتخاء عضلة القلب) مع خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي و عند الجنسين. إرتفاع ضغط الدم. 7. فرط دهون الدم Hyperlipidaemia : يترافق إرتفاع كوليسترول الدم مع زيادة خطر الإصابة بعصيدة الشريان التاجي و خاصة إذا ترافق مع نقص الكوليستيرول الحميد في الدم. يُعتبر إرتفاع الدهون الثلاثية في الدم High Serum Triglyceride عامل خطورة للإصابة بمرض الشريان التاجي أيضاً. أبدت الدراسات أن علاج إرتفاع كوليسترول الدم بالأدوية يُنقص معدل الوفيات و يُنقص ظهور إصابات جديدة في الشريان التاجي و يُنقص الحاجة لإعادة فتح الشريان التاجي سواء بالتوسيع أو الجراحة. 8. مرض السكري Diabetes Mellitus . 9. البدانة (السمنة) Obesity: تزيد من إحتمال الإصابة بمرض الشريان التاجي و خاصة البدانة المركزية (منطقة البطن). 10. الخمول و قلة الحركة يزيدان من خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي, والرياضة المنتظمة و المستمرة تقلل من هذا الخطر. 11. توجد الكثير من العوامل الأخرى مثل العوامل العرقية و المادية و الجغرافية , عوامل وراثية , إرتفاع مستوى الليبوبروتين أ Lipoprotein A في الدم , إرتفاع مستوى الفايبرونوجين Fibrinogen في الدم و عامل التجلط السابع Coagulation Factor VII , إرتفاع مستوى الهيموسيستاين Homocysteine في الدم و إرتفاع مستوى البروتين الإرتكاسي سي C - Reactive Protein في الدم. ملاحظة : وعن اعراض الذبحة الصدرية وطرق علاجها انتظرونا في حلقة الغد .....