من الغارات إلى التجسس.. اليمن يواجه الحرب الاستخباراتية الشاملة    الدولة المخطوفة: 17 يومًا من الغياب القسري لعارف قطران ونجله وصمتي الحاضر ينتظر رشدهم    ضبط الخلايا التجسسية.. صفعة قوية للعدو    التدريب في عدد من الدول.. من اعترافات الجواسيس: تلقينا تدريبات على أيدي ضباط أمريكيين وإسرائيليين في الرياض    نجاة برلماني من محاولة اغتيال في تعز    سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا    الأهلي يتوج بلقب بطل كأس السوبر المصري على حساب الزمالك    الدوري الانكليزي: مان سيتي يسترجع امجاد الماضي بثلاثية مدوية امام ليفربول    الرئيس الزُبيدي يُعزي قائد العمليات المشتركة الإماراتي بوفاة والدته    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    شعبة الثقافة الجهادية في المنطقة العسكرية الرابعة تُحيي ذكرى الشهيد    محافظ العاصمة عدن يكرم الشاعرة والفنانة التشكيلية نادية المفلحي    قبائل وصاب السافل في ذمار تعلن النفير والجهوزية لمواجهة مخططات الأعداء    هيئة الآثار تستأنف إصدار مجلة "المتحف اليمني" بعد انقطاع 16 عاما    وزير الصحة: نعمل على تحديث أدوات الوزارة المالية والإدارية ورفع كفاءة الإنفاق    في بطولة البرنامج السعودي : طائرة الاتفاق بالحوطة تتغلب على البرق بتريم في تصفيات حضرموت الوادي والصحراء    تدشين قسم الأرشيف الإلكتروني بمصلحة الأحوال المدنية بعدن في نقلة نوعية نحو التحول الرقمي    جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي    وزير الصناعة يشيد بجهود صندوق تنمية المهارات في مجال بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية    اليمن تشارك في اجتماع الجمعية العمومية الرابع عشر للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي بالرياض 2025م.    شبوة تحتضن إجتماعات الاتحاد اليمني العام للكرة الطائرة لأول مرة    رئيس بنك نيويورك "يحذر": تفاقم فقر الأمريكيين قد يقود البلاد إلى ركود اقتصادي    صنعاء.. البنك المركزي يوجّه بإعادة التعامل مع منشأة صرافة    الكثيري يؤكد دعم المجلس الانتقالي لمنتدى الطالب المهري بحضرموت    بن ماضي يكرر جريمة الأشطل بهدم الجسر الصيني أول جسور حضرموت (صور)    رئيس الحكومة يشكو محافظ المهرة لمجلس القيادة.. تجاوزات جمركية تهدد وحدة النظام المالي للدولة "وثيقة"    خفر السواحل تعلن ضبط سفينتين قادمتين من جيبوتي وتصادر معدات اتصالات حديثه    ارتفاع أسعار المستهلكين في الصين يخالف التوقعات في أكتوبر    علموا أولادكم أن مصر لم تكن يوم ارض عابرة، بل كانت ساحة يمر منها تاريخ الوحي.    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    محافظ المهرة.. تمرد وفساد يهددان جدية الحكومة ويستوجب الإقالة والمحاسبة    عملية ومكر اولئك هو يبور ضربة استخباراتية نوعية لانجاز امني    نائب وزير الشباب يؤكد المضي في توسيع قاعدة الأنشطة وتنفيذ المشاريع ذات الأولوية    أوقفوا الاستنزاف للمال العام على حساب شعب يجوع    هل أنت إخواني؟.. اختبر نفسك    أبناء الحجرية في عدن.. إحسان الجنوب الذي قوبل بالغدر والنكران    عين الوطن الساهرة (1)    سرقة أكثر من 25 مليون دولار من صندوق الترويج السياحي منذ 2017    الدوري الانكليزي الممتاز: تشيلسي يعمق جراحات وولفرهامبتون ويبقيه بدون اي فوز    جرحى عسكريون ينصبون خيمة اعتصام في مأرب    قراءة تحليلية لنص "رجل يقبل حبيبته" ل"أحمد سيف حاشد"    الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري تعزّي ضحايا حادث العرقوب وتعلن تشكيل فرق ميدانية لمتابعة التحقيقات والإجراءات اللازمة    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    المستشفى العسكري يدشن مخيم لاسر الشهداء بميدان السبعين    وفاة جيمس واتسون.. العالم الذي فكّ شيفرة الحمض النووي    بحضور رسمي وشعبي واسع.. تشييع مهيب للداعية ممدوح الحميري في تعز    الهجرة الدولية ترصد نزوح 69 أسرة من مختلف المحافظات خلال الأسبوع الماضي    القبض على مطلوب أمني خطير في اب    في ذكرى رحيل هاشم علي .. من "زهرة الحنُّون" إلى مقام الألفة    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    ضيوف الحضرة الإلهية    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الذبحة الصدرية نوبات ألم لمشكلة قاتلة
نشر في الجمهورية يوم 23 - 11 - 2010

الدكتور أحمد المترب: الدراسات الصحية الوطنية تؤكد أن القات عامل خطورة مستقل للجلطة القلبية
الدكتور صالح زايد عاطف: نقص تروية القلب تستدعي تدخلاً طبياً عاجلاً
الدكتور مروان محمد قاسم: تظهر علامات نقص تروية القلب بوضوح عندما يكون التضيق في مجرى الشريان
الشعور بألم حاد في الصدر لايعير البعض له أية أهمية ولا يعتبرونه دافعاً للجوء إلى الطبيب, ليس على سبيل التخويف وإنما الحذر والحرص مطلوباً لتجنب المضاعفات الخطيرة فالكشف عن المشاكل القلبية وعلاجها في البداية أجدى وأضمن لدرأ خطرها قبل أن تتطور ويصير علاجها أكثر تعقيداً.. في التقرير التالي نحط رحالنا على مشكلة قلبية آخذة في التنامي والانتشار أوسع مما كانت عليه ,وذلك بابعادها وعواملها ومسبباتها وما يضمن للمرء تحاشيها والوقاية منها وسبل علاجها.. إنها نقص التروية القلبية المسببة للذبحة الصدرية أو الجلطة القلبية.
جوهر المشكلة
يعكس الدكتور مروان محمد قاسم استشاري أمراض وجراحة القلب والشرايين جوهر المشكلة في ظل غياب الاحصاءات الدقيقة التي تحدد حجم عدد المرضى بالذبحة الصدرية والجلطة القلبية في اليمن مستعرضاً جانباً من الإحصاءات من موقع عمله بقوله: من خلال معاينتنا في عيادة القلب الاستشارية بالمستشفى الجمهوري بصنعاء فإنه منذ بداية العام وحتى يومنا تم معاينة نحو 3740 ثلاثة آلاف وسبعمائة واربعين حالة قلب, منها 834 حالة نقص تروية للقلب تراوحت ما بين ذبحة صدرية واحتشاء في عضلة القلب ,بنسبة 22 % من إجمالي حالات القلب المرضية.
وعلى الأرجح ساهم في زيادة حدوث وشيوع هذه الأمراض عوامل متعددة نشأت في ظل التطور الصناعي والتقدم التكنولوجي وما أديا إليه من تسهيل سبل وأنماط المعيشة وميول الكثير من الناس إلى تقليل الحركة والنشاط وقبول المجتمع بانماط حياتية دخيلة على المعيشة, منها وفرة أصناف الغذاء غير الصحي بأنواع وأشكال غير معهودة, والبعد كثيراً عن الأغذية المحلية الأكثر أمناً وفائدة, وتزايد عدد المدخنين من الرجال والنساء وهذا في حد ذاته يحمل الكثير من المؤشرات على زيادة خطورة المشكلة.
واضاف الدكتور مروان: لاشك أن الهرمونات الاصطناعية التي تستخدم لتسمين الحيوانات من أجل لحومها وزيادة إدارارها للحليب تلعب دوراً في تنامي المشكلة, علاوة على ذلك التهافت الكبير على متطلبات الحياة العصرية في المجتمعات المتقدمة.
وبالمقابل قلة فرص العمل وتردي أحوال الناس الاقتصادية بالنسبة للمجتمعات الفقيرة واسهامها في زيادة التوتر النفسي والعصبي ,وكذا التقدم الكبير في حقل الاتصالات والمواصلات وتقنية الكمبيوتر والمعلومات, وبالتالي سهولة العيش وانعكاسه سلباً على ضعف الحركة وقلة الجهد البدني اليومي, فكل ذلك وما سبق ذكره شكل حلقة متصلة من العوامل التي صعدت على نحو خطير مشاكل القلب المختلفة, ومنها نقص التروية القلبية والاعتلالات الناتجة عنها.
تأثير القات
تفيد الدراسات الصحية الوطنية بأن القات عامل خطورة مستقل للجلطة القلبية, وبهذه الدراسة وجد أن نسبة الوفيات للمخزنين أعلى ,إذ وصلت إلى نسبة 5.9 % بينما هي أقل بين غير المخزنين لم تتعد 2.4 %.. وهناك بحث أجري في بريطانيا حول القات شارك فيه الدكتور أحمد المترب ثبت من خلاله أن القات يسبب الجلطة القلبية بشكل مباشر.. وأشار من جانبه إلى أنه يلاحظ اصابة معظم الناس بالجلطة في اليمن أثناء تناول القات أو بعد جلسة القات مباشرة.. ومن خلال الملاحظة والبحث في المختبرات تبين أن للقات تأثيراً مباشراً على الشرايين التاجية, والشرايين الطرفية فهو يؤدي إلى انقباضات في الأوعية الدموية تؤدي إلى انسداد فيها وحدوث الجلطة.
كما أنه يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب وتقليل الأوكسجين على القلب وإلى قلة الحركة والتوتر العصبي والرغبة الكبيرة في التدخين.. بالإضافة إلى زيادة تعرض غير المدخنين من (المخزنين) للتدخين بالإكراه (الاستنشاق القسري لدخان التبغ) لما تفرضه جلسات القات من إحكام النوافذ والأبواب ومجالسة المدخنين الذين يزداد استهلاكهم للتدخين بسبب القات.
وعن الفرق بين الذبحة الصدرية واحتشاء عضلة القلب يقول: تنتج الذبحة الصدرية عن انسداد جزئي للشرايين القلبية نتيجة تضيق أو انقباض الشرايين التاجية وهذا يحدث ألماً للمريض يزول بتوقفه غالباً عن الجهد.
أما احتشاء عضلة القلب (الجلطة القلبية) فنتيجة انسداد كامل في الشريان التاجي بجلطة (خثرة) تسمح للدم بالمرور عبره فيتخرب جزء من عضلة القلب كان يروى بذلك الشريان.
أسباب ومسببات
يقول الدكتور عبدالواسع المجاهد استشاري أمراض القلب والباطنية (الأستاذ المساعد بكلية الطب جامعة صنعاء): يجب أن نوضح الأسباب المتعددة التي تؤدي إلى النقص في تروية القلب, وهي تعود إلى مرض في الشرايين (الاكليلية) المغذية للقلب, أو لأسباب أخرى لاعلاقة لها بهذه الشرايين مثل:
1 الأمراض التي تتعلق بالشرايين الاكليلية (التاجية) وتشمل:
تضيق الشريان العصيدي.
تشنج الشريان.
سوء وظيفة بطانة الشريان.
2 أمراض أخرى لا علاقة لها بالشرايين التاجية ,مثل:
أمراض صمامات القلب.
فقر الدم المتوسط أو الشديد.
ضخامة القلب.
تسرع القلب.
تباطؤ القلب.
ملامح الأعراض
الجانب الأهم لتلافي اتساع مشكلة نقص تروية القلب حتى لاتتخذ منحاً أخطر يهدد سلامة المريض يعتمد على معرفته بالأعراض الأولية التي يصفها الدكتور صالح زايد عاطف استشاري أمراض القلب بقوله: أعراض نقص التروية يكون عندها التضيق الحاصل في الشريان بسيطاً حتى أن المريض لايشعر بأية أعراض ولكن عندما يكون التضيق في مجرى الشريان بنسبة تصل إلى 75 % يبدأ ظهور الأعراض بشكل واضح وهذه الأعراض:
1 ألم الصدر: وهو ألم يتموضع خلف القص في منتصف الصدر وينتشر إلى الحنجرة والفك السفلي وإلى الجانب الداخلي للذراع الأيسر أو الذراعين معاً أو إلى خلف الرقبة والكتفين.
2 ضيق النفس.
3 الإحساس بخفقان القلب وعدم انتظام ضرباته.
4 آلام البطن مع اعراض هضمية في حالات قليلة ,وكذلك تعرق.
5 الوفاة من جراء توقف القلب عن النبض (السكتة القلبية).
وبالتالي وجود هذه الأعراض يستدعي تدخلاً طبياً عاجلاً قبل استفحال الخطر حفاظاً على حياة المريض.
حالات الاشتباه
ونوه الدكتور مروان محمد من جانبه إلى أن الشعور بأي ألم في الصدر لايعني جزماً أن منشأه نقص التروية, بل يحتمل أن يكون سببه مشكلة أخرى في القلب كان يكون السبب ناجماً عن:
ألم التامور انسداد الصمام التاجي.
أو أنه ناجم عن مشكلة لا علاقة لها بالقلب مثل:
 أسباب عضلية أو عظمية.
أسباب تتعلق بالجهاز التنفسي (الرئة).
أسباب تتعلق بالجهاز الهضمي (المريء المعدة القولون العصبي).
الضغوط النفسية والتوتر والقلق الزائد.
وهذا يضعنا على تساؤلات تعتبر على المحك.. ما إذا كانت صفات الألم هي نفس صفات ألم نقص التروية التي سبق توضيحها من حيث مكان الألم وانتشاره ومسبباته ومدة بقائه؟ أم أنه مختلف؟
وما إذا كانت هناك عوامل خطورة لدى الشخص.. هل هو مدخن؟ أو يشكو من ارتفاع ضغط الدم, أو يعاني من ارتفاع مستوى (الكولسترول) بالدم أو إنه مريض بالسكر يعاني من زيادة تركيزه بالدم ولا يستطيع التحكم في خفضه إلى المستوى الطبيعي.
وعلى هذه التساؤلات أجاب الدكتور أحمد المترب قائلاً: الاحتمال أكبر لهذه الأنواع من الشكوى وجود نقص في التروية القلبية, وبالتالي يجب على المريض أن يبادر إلى عمل الفحوصات المطلوبة التي يطلبها الطبيب المختص للتأكد من المرض وتشخيصه وتشمل:
عمل تخطيط قلب كهربائي.
عمل (أيكو) للقلب.
عمل أشعة وفحوص الدم الخاصة بانزيمات القلب.
عوامل مختلفة
وفي إشارة إلى العوامل التي تترتب عليها – أي على وجودها – زيادة في نسبة حدوث تصلب الشرايين التاجية ومن ثم حدوث تضيق فيها يرى الدكتور عبدالواسع المجاهد أنها تقسم إلى قسمين:
- عوامل كبرى: قد يؤدي وجود أي منها منفردة إلى حدوث تضيق الشرايين.
- عوامل صغرى: يلزم معها لحدوث تصلب الشرايين وجود مجموعة عوامل منها مجتمعة معاً.
وتشمل العوامل الكبرى:
1 - التدخين: الذي يلعب دوراً بارزاً في زيادة حدوث أكسدة (الكولسترول الضار/LDL) وإنقاص نسبة (الكولسترول المفيد/HDL) ماينجم عنه من:
- إحداث اضطراب في وظيفة بطانة الشريان التاجي للقلب.
- تشنج في جدار الشريان.
- احداث زيادة في قابلية التصاق الصفيحات الدموية.
2 - ارتفاع في ضغط الدم الشرياني.
3 - ارتفاع في (كولسترول) ودهون الدم.
4 - داء السكر.
أما العوامل الصغرى فتشمل:
- التوتر النفسي.
- العمر.
- الجنس.
- وجود قصة عائلية(عامل الوراثة).
- زيادة الوزن (البدانة).
- قلة الحركة والتمارين الرياضية.
- الإفراط في تناول القهوة المغلية.
ويقول الدكتور مروان محمد، مضيفاً إلى ماذكره الدكتور عبدالواسع المجاهد: هناك عوامل مكتشفة حديثاً، وهي:
- (الهوموسيستين): وهو حمض أميني ينجم عن تفكك واستقلاب البروتينات، ويتحول بدوره إلى مادة تطرح من الجسم تدعى (السيستين).
وعملية التحول هذه تحتاج على وجود مواد وسيطة مثل حمض (الفوليك) وبعض الفيتامينات مثل (B6 - B12).
- آليات التهابية.
- حدوث الإنتانات المتكررة.
- (الفيبرنيوجين).
تشخيص الحالات
تتظاهر نقص التروية بأشكالٍ متعددة تبعاً لشدة التضييق أو التشنج للشريان التاجي، وصنفها الدكتور مروان محمد إلى ستة أشكال تشخيصية وهي:
1 - الذبحة الصدرية(خناق صدر مستقر): تكون معها النوبات متباعدة ثابتة.
2 - الخناق غير المستقر: تحدث هذه النوبات متقاربة بشكلٍ ليس ثابتاً.
3 - خناق الصدر المتغير: وغالباً السبب فيه حدوث تشنج بجدار الشريان، وهذه الحالة أكثر شيوعاً لدى السيدات وتحدث أثناء الراحة أو النوم أو في الصباح الباكر.
4 - خناق الصدر الصامت: وتحدث فيه نوبات نقص تروية القلب من دون أن تترافق مع الإحساس بألم في الصدر وخاصة عند مرضى السكر وكبار السن.
5 - المتلازمة المجهولة: وفيها تحدث نوبات نقص تروية ويكون اختبار الجهد ايجابياً، وقد يظهر التخطيط بأن المريض قد تعرض إلى أزمة قلبية، لكن تصوير الشرايين بالقسطرة يظهر أنها طبيعية.
6 - احتشاء عضلة القلب (الجلطة القلبية): وهو شكل حاد وشديد يحدث نتيجة انسداد تام لأحد الشرايين التاجية المغذية للقلب، حيث يمكن لعضلة القلب أن تموت بشكل كامل بعد انقضاء أكثر من (4-6) ساعات إذا استمرت الحالة.
لذا يجب التدخل السريع والمعالجة على وجه السرعة.
تأخر الإحالة
أظهرت دراسة في اليمن قبل ثلاث سنوات تمت بالتعاون مع دول الخليج العربي أن (31 %) فقط من المرضى الذين أصيبوا بالجلطة القلبية على مستوى جميع مستشفيات الجمهورية وصلوا قبل (12) ساعة على حدوثها، أي في الساعات الذهبية للمعالجة، وتم اعطائها مذيبات الجلطة.
بينما المتأخرون عن هذه الفترة تصعب معالجتهم بمذيبات الجلطة ويتطلبون تدخلاً سريعاً لإنقاذ عضلات القلب.
ولعل الأسباب التي تكمن وراء تأخر وصول المريض إلى المستشفى في الوقت المناسب إلى عدم إدراكه للأعراض وغياب الخدمات في المناطق النائية.
حيث اشترط الدكتور أحمد المترب لتلافيه حفاظاً على حياة المريض تسلح الناس بالوعي الكافي بأعراض الجلطة من أجل إحالة المرضى سريعاً لأقرب مستشفى لإجراء تخطيط القلب وإنزيمات القلب فإذا تم تحديد أنه مصاب بالجلطة، خاصة خلال الساعات الأولى لحدوثها يتم التعامل معها بشكلٍ أفضل ويتكلل علاجها بالنجاح مع المحافظة على عضلة القلب وقوة انقباضها، وبالتالي تقل مخاطرها المميتة.
مضيفاً: أن نسبة الوفيات عالية نتيجة الجلطة القلبية أوالذبحة الصدرية، فإذا تجاوز المريض الوفاة، فإنه يظل عرضة لمضاعفات كثيرة ويتحول من إنسان سليم إلى أقل سلامة (مريض مزمن) ويكون بحاجة إلى رعاية طبية مستمرة.
الوقاية.. وجدواها
الالتزام بالوقاية وشروطها للحد من تبعات مشكلة نقص التروية تجعل المريض بمنأى عن التوعكات الخطيرة التي يمكن أن تكلفه حياته، وهذا تترجمه نصائح الدكتور مروان محمد التي وجهها لمرضى نقص التروية القلبية، ويشترط فيها تلافياً لما لايحمد عقباه:
1 - تفهم المريض لأبعاد مرضه: إذ يصاب المرضى بُعيد تشخيص حالة نقص التروية لدى علمهم بمرضهم بالخوف والقلق مما يدفع البعض إلى الكآبة والاستسلام للموت.
لذلك يجب على الطبيب أن يوضح للمريض كل المعلومات الصحيحة المتعلقة بالمرض ومساعدته على اتخاذ موقف إيجابي ليساعده على التخلص من مرضه وأعراضه، ويبين له سهولة العلاج من خلال الدواء أو القسطرة القلبية.
2 - البحث عن العوامل المؤهبة للمرض الوارد ذكرها مسبقاً والعمل على إزالتها، وفي مقدمتها:
- الإقلاع عن التدخين.
- معالجة ارتفاع ضغط الدم الشرياني.
- معالجة ارتفاع نسبة الدهون بالدم (الكولسترول).
- ضبط سكر الدم بالنسبة لمرضى السكر.
- تناول (الاسبرين) بشكل وقائي إذا ما وجدت ضرورة لاستخدامه.
- إنقاص الوزن الزائد للجسم.
- القيام ببعض التمارين الرياضية (المشي – السباحة).
- الالتزام بالتغذية الجيدة وعدم تناول الوجبات الثقيلة والغنية بالدهون والإكثار من الخضروات والفواكه والأطعمة سهلة الهضم.
تعزيز الحماية
من خلال ماأجري من دراسة ومراقبة في أوروبا وأمريكا للذبحة الصدرية والجلطة القلبية بشكل مستمر على مدى سنوات تم وضع حد للانتشار المتسارع لها، وبدأت تتناقص في هذه البلدان وذلك بالتحكم في أعراضها.. فضغط الدم المرتفع سيطر عليه، وعزز هذا انتشار الوعي والعلاج المستمر.
أيضاً الوقاية من السكر مهمة، ولابد من تشجيع الناس على التغذية الصحية السليمة وإنقاص الوزن والحركة الجسدية والنشاط البدني وتجنب التوتر العصبي قدر الإمكان.
وبدوره دعا الدكتور أحمد المترب المواطنين لاسيما من تجاوز عمرهم 35 عاماً إلى اجراء الفحص الدوري لأمراض القلب خاصة ضغط الدم والسكري والدهون، وكل ذلك بالفحص الدوري لدى الطبيب.. إلى جانب الإقلاع عن التدخين، وكذا التدخين السلبي (الاستنشاق القسري لدخان التبغ) وممارسة الرياضة – قدر الإمكان – وألا يتم طرح الذرائع بأن الوقت ليس كافياً لكل هذا.
وأكد الدكتور المترب على وجوب إيجاد وقت للحركة والنشاط الجسدي – مهما كانت الظروف – لأن البعد عن النشاط البدني يوازي عدة عوامل خطرة متجمعة للذبحة الصدرية والجلطة القلبية.
لافتاً إلى أن الحركة الجسدية تقلل من الإصابة بضغط الدم والسكري وزيادة نسبة الدهون بالدم، وكذلك للحفاظ على الصحة العامة.
وبالتالي ستؤدي إلى نتائج ممتازة تولد الإحساس لدى المريض بالعافية العامة وتقلل أيضاً من حدوث الجلطة القلبية.
أسس المعالجة
وانتقل الدكتور صالح عاطف إلى الحديث عن المعالجة واصفاً جدواها بالقول: يمكن للمعالجة الدوائية تخفيف أو إزالة الأعراض التي يشكو منها مرضى نقص التروية القلبية بتقليل نسبة التدهور الناجم عن المرض أو منعه، كاحتشاء عضلة القلب وقصور عمله واضطراب سرعته.
وثمة معالجة أخرى – على حد قول الدكتور مروان محمد من خلال توسيع الشرايين بالبالون أواستعمال شبكة داعمة وزرعها في مكان التوسيع للمساعدة على ابقاء الشريان مفتوحاً على المدى البعيد.
موضحاً أن المعالجة الجراحية تُجرى عبر جراحة الشرايين (الإكليلية) باستعمال المجازة (الوصلة أو التحويلة) من خلال استخدام قطعة من وريد في الساق وزرعها على القلب مكان الشريان المسدود.
وأضاف الدكتور عبدالواسع المجاهد: في السنوات الأخيرة أصبح يستعمل شريان الثدي الباطن (وصلة شريانية حيث ثبت أنه يعمل بشكل أفضل من الوريد).
وحدد الدكتور مروان الدواعي للجوء إلى العمل الجراحي في حالات نقص تروية القلب بقوله: يمكن أن يكون التدخل الجراحي حلاً إذا:
- فشلت الأدوية في السيطرة على أعراض المرض.
- وجود تضيق (انسداد كلي) في جذع الشريان (الإكليلي) الرئيسي الأيسر.
- ظهرت إصابة شريان أو أكثر مع عدم إمكانية توسيعه أو توسيعها بالبالون.
- كان المريض في حالة حرجة بسبب المعاناة من:
نوبة خناق الصدر غير المستقر التي لاتستجيب للأدوية ويكون معها احتمال حصول أزمة قلبية حادة وشيكاً، بينما يكو الشريان المتضيق ليس قابلاً للتوسع.
حدوث تمزق في جدار القلب أو تمزق في الشرايين الإكليلية أثناء القسطرة.
المركز الوطني للتوثيق والإعلام الصحي والسكاني
بوزارة الصحة العامة والسكان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.