شهد قطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية في بلادنا تطوراً كبيراً خلال العقدين الآخرين وتفوقاً على كثير من قطاعات الاتصالات لدى دول مجاورة أو عربية. وحققت المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية أرقاماً كبيرة في تقديم خدماتها للجمهور وتوسيعها خلال الربع الأول من هذا العام، رغم الظروف الصعبة التي تعيشها بلادنا منذ بداية العام. وفي هذا الصدد يقول الدكتور علي ناجي النصاري، مدير عام المؤسسة: إن أهم أسباب استمرارية نجاحات المؤسسة هي حيادية خدماتها وأداؤها والعمل الدؤوب الذي يبذله المنتسبون إليها وفي كل الأحوال والمتغيرات للكشف عن خطط مستقبلية للمؤسسة وأرقام كبيرة في مجال الاتصالات والإنترنت.. ويتجلى كل ذلك في سياق اللقاء التالي: ما مدى تأثير الأزمة الراهنة على أدائكم؟ وكيف تقدمون خدماتكم وسط هذا الزخم من الإشكاليات؟ - مما لا شك فيه أن المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية كان له نصيب التأثير من الأزمة الراهنة، وكان ذلك واضحاً بسبب انقطاع الديزل، الأمر الذي صعب من مهمة وصول العمال والمهندسين إلى مواقع الأعطاب، لكن المؤسسة تقدم خدماتها للجمهور وفق مبادىء وتوجهات عامة تحدد أداءنا في تقديم خدماتنا، ومن أهمها اعتماد مبدأ المساواة في تقديم الخدمات لكافة أفراد المجتمع سواءً كانوا حضراً أم ريفاً، ونعتمد على مبدأ الحيادية الفنية، باعتبار أن نشاطنا فني، يتمثل في توفير الإمكانات الفنية والبنية التحتية اللازمة لتقديم خدمات الاتصالات إلى الجمهور، ومن هذا المنطلق فإن اعتمادنا على هذه المبادىء مكننا من تقديم خدماتنا والحفاظ على مستوى الأداء الجيد والذي تحظى به خدمات مؤسستنا لدى جمهورها سواء قبل أو أثناء الأزمة. ما هي الآليات التي واجهتم بها الأزمة؟ - حقيقة وكما أسلفنا في الإجابة السابقة بأن اعتماد المؤسسة على مبدأ الحيادية والمساواة في تقديم خدماتنا للجمهور مكننا من تنفيذ أعمالنا والحفاظ على استمرارية وتوافر خدماتنا قبل وخلال الأزمة، ومما لا شك فيه بأن الركود الذي أصاب البلاد بشكل عام أثر على سير الأعمال التي ننفذها وعلى سير بعض المعاملات، ولكن بشكل عام نحن نؤدي واجبنا تجاه المجتمع والجمهور بالشكل الذي يرضينا ويحافظ على صورتنا الذهنية الجيدة لدى المجتمع اليمني، وقد قمنا من باب تدارك المشكلة أثناء الأزمة بتشكيل فريق خاص بالطوارىء يعمل على متابعة تنفيذ الأعمال في جميع فروع المؤسسة وإدارتها وتذليل الصعوبات والمشاكل، وهذا الفريق موجود من سابق ممثلاً بالمكتب الفني، ولكن تم تكثيف مستوى العمل والمتابعة الميدانية خلال فترة الأزمة تحسباً لأي طارىء. ما مدى حجم الخسائر لديكم جراء الأزمة؟ - على الرغم من أن الأزمة لم تؤثر بشكل مباشر على أداء المؤسسة إلا أن التأثير غير المباشر للأزمة وما رافقتها من أحداث كلفتنا خسائر كبيرة غير ملموسة ومتمثلة في عدم تمكن الموظفين الإداريين من الدوام بسبب الأحداث وخلال الأزمة سبب إرباكاً وركوداً في العمل الإداري، بالإضافة إلى خسائر تمثلت في توقف بعض المحولات في بعض المحافظات والسنترالات وما نتج عن ذلك التوقف من إرباك في الأداء وكلف خسائر كبيرة وانقطاع التمويلات النفطية التي كان لها تأثير على الأداء في المؤسسة أو فروعها. ماهي أبرز العروض الرمضانية التنافسية لديكم؟ - مثل قدوم شهر رمضان فرصة تستغلها المؤسسة وبما يشبه التقليد السنوي الذي تعود عليه الجمهور لتقديم عروض تسويقية خاصة في خدمات المؤسسة وتمثلت عروض المؤسسة هذا العام في عرض التخفيض من قيمة خدمة الهاتف الثابت المسبق الدفع من 8 آلاف ريال إلى 4 آلاف ريال وكذلك تخفيض الهاتف الثابت إلى 5 آلاف ريال بدلاً من 12 ألفاً، وهذا العرض بدأ قبل رمضان، وسيستمر حتى نهاية الشهر الكريم. هل هناك عروض أخرى؟ - هناك عروض أخرى متعلقة بخدمات الهاتف النقال في يمن موبايل وتم تطبيقها كعروض ترويجية خلال شهر رمضان المبارك. كيف تقرؤون مستقبل الاتصالات فيما تبقى من نصف هذا العام في غضون الأحداث والأزمة الحالية؟ - الاتصالات هي خدمة محايدة وفنية والمؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية تحرص على أداء واجبها على أكمل وجه، بغض النظر عن الانتماء السياسي والفكري, فهي خدمة لكل أبناء الوطن وحريصة على حياديتها وصب اهتمامها بشكل أساسي على تقديم خدماتها في كل أرجاء الوطن بفاعلية وكفاءة. وحقيقة ما نحب أن نؤكده أن المؤسسة تعمل وفق خطط ودراسات سنوية، ويتم عن طريقها إنجاز العديد من المشاريع الجاري تنفيذها، وهذا نهج تعتمده المؤسسة في عملها، كما نؤكد أن المؤسسة عازمة على تنفيذ مشاريعها الهامة وتقديم خدماتها والحفاظ على مستوى الأداء الذي اعتاد عليه جمهورها تحت أي ظروف ومن منطلق إيماننا الكبير بالمسئولية الاجتماعية التي نحملها تجاه جمهورنا ومجتمعنا والمستفيدين من الخدمات التي نقدمها. ما هي خططكم المستقبلية؟ - تواصل المؤسسة تحقيق سياساتها وأهدافها المستقبلية التي رسمتها تجاه خلق نقلة نوعية في هذا القطاع، وتعمل على توسيع رقعة استخدام وسائل تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في المجتمع اليمني لتقليص الهوة الرقمية ومواكبة المتغيرات العالمية الحديثة والمساهمة في تحويل اليمن إلى دولة منتجة ومستخدمة لتطبيقات تقنيات العصر والارتقاء إلى مصاف البلدان متوسطة التنمية.. وهناك العديد من المشاريع التي يتم تنفيذها خلال عام 2011 وفي عدة مجالات منها: توسعة الهاتف الثابت: - تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع الانتقال إلى شبكة الجيل التالي (NGN) من حيث توفير المتطلبات الخاصة بهذه المرحلة وملحقاتها. - إحلال بقية السنترالات القديمة بوحدات جديدة (MSAN) في بعض محافظات الجمهورية من خلال تركيب وإعادة توزيع وحدات السنترالات غير المستغلة وتوسعة مواقع بحاجة إلى خطوط إضافية للاستفادة من السعات الشاغرة في تلك المواقع بحسب الطلبات، مع توسعة الشبكات الخارجية للمشتركين لمواقع السنترالات. - كما ستقوم المؤسسة بإنشاء بعض المباني الإدارية وصالات خدمات المشتركين في بعض المحافظات, ومبانٍ لمواقع السنترالات الجديدة. - تنفيذ خطة الكبائن الخارجية Outdoor المرحلة الأولى لمواقع جديدة لخدمة الهاتف الثابت. الاتصالات الريفية: كذلك تولي المؤسسة اهتماماً كبيراً بالمشاريع المرتبطة بالاستراتيجيات الشاملة للدولة ذات الطابع السياسي والاقتصادي والاجتماعي مثل استراتيجية التخفيف من الفقر، وذلك عبر مشروع تطوير خدمات الاتصالات الريفية، حيث يخدم المشروع التجمعات السكانية العديدة والمتفرقة ذات الكثافة القليلة، والتي تعيش في المناطق الريفية والنائية في ظروف قاسية وتضاريس جغرافية متنوعة منها الجبلية الوعرة والسهلية والصحارى المترامية الأطراف والجزر المتفرقة المقطوعة في عرض البحر، وتلبية لذلك تقوم المؤسسة جاهدة باختيار الأنظمة الملائمة للتضاريس الطبيعية التي تتواجد فيها تلك التجمعات السكانية؛ حيث تنوع الأنظمة العاملة بين كبائن تستخدم على مسارات كابلات الألياف الضوئية وأخرى تعمل عبر الراديو (أنظمة النواقل الرقمية DLC) وأنظمة تعمل لاسلكياً تخدم المناطق الوعرة والجبلية والجزر (الهاتف اللاسلكي WLL) بالإضافة إلى توسيع شبكة الإنترنت وتراسل المعطيات. وفيما يخص مشروع توسعة وتطوير شبكة التراسل، فالمؤسسة في إطار تحديث شبكة التراسل الوطنية، والتي تمثل العمود الفقري لربط جميع الشبكات والخدمات، تخطط من خلال هذا المشروع استكمال إنشاء نظام البروتوكولات المتعددة / بروتوكول إنترنت (IP/MPLS) والتي أصبحت مسألة ضرورية لربط جميع الشبكات الأخرى الثابتة منها والمتنقلة في شبكة واحدة تحقيقاً لمبدأ الاندماج التقني والذي سيمكن المؤسسة من المنافسة في ظل هيمنة شبكات الهاتف النقال على سوق الاتصالات والإبقاء على ديمومة عملها واستغلال بنيتها التحتية الواسعة من جانب وتعويض الفقد في إيراداتها من جانب آخر؛ لما له من علاقة بالمشاريع الأخرى مثل شبكة الجيل القادم (NGN) والتي تعتمد على مصطلح الALL IP لتقديم خدماتها مثل (Broadband Services)ويعتبر DWDM والألياف الضوئية الوسائط الأساسية للتواصل داخل الشبكة، لذا وضعت المؤسسة ضمن خطتها تنفيذ مسارات رئيسية وفرعية بطول (434) كم، والذي يتضمن الأعمال المدنية مثل الحفر والردم وأعمال الدكت ومد الكابلات وتركيب التجهيزات التراسلية الأخرى المطلوبة مثل: STM4 – STM1 - SDH ..إلخ). ومن منطلق حرص المؤسسة على مواكبة التطويرات التقنية وثورة التكنولوجيا سعياً منها لتوفير الخدمات الجديدة والتي تلبي احتياجات السوق وطلبات المشتركين فإنها ستقوم من خلال مشروع البرنامج الوطني لتقنية المعلومات بتوفير الأنظمة والبرمجيات وقواعد البيانات اللازمة لها لتجهيز المرحلة الثانية للبنية التحتية لشبكة المعلومات العامة والخاصة بالشبكة الواسعة WAN وأمن المعلومات والشبكات واستكمال إنشاء شبكة نظام البصمة وتعميمه على فروع المؤسسة وتطوير النظم البرمجية والتطبيقات اللازمة للمؤسسة لأتمتة الأعمال وترقية النظم الموجودة لما يلبي متطلبات العمل وتحقيق تكاملية وتوافق مع التحديث في بيئة العمل وبناء وتجهيز نظام إدارة العلاقات مع الزبائن (CRMS) واستكمال بناء نظام ال (ERP) مجموعة أنظمة متكاملة لتنظيم الموارد «المالية، التجارية, المشتريات والمخازن....الخ» بالإضافة إلى ما سيتم في جانب الإنترنت وتراسل المعطيات من خلال إضافة Access Server لمواقع جديدة لعدد(12) واستحداث مواقع جديدة لخدمة ال WIMAX وتوسعة في شبكة ال WIMAX وإضافة مواقع لشبكة الإنترنت اللاسلكي الWi-Fi والتوسعة في نقاط التواجد في شبكة ال (Dial up) ...إلخ. ماذا عن مشروع تطوير المعهد العام للاتصالات وما الهدف من ذلك ؟ - بمشروع تطوير المعهد العام للاتصالات ضرورة ملحة وتهدف المؤسسة من خلاله ضمن الخطة الخمسية الثالثة إلى تحقيق الأهداف التالية: - توسيع نشاطات المعهد لتشمل المحافظات الأخرى ذات النشاط التجاري والكثافة السكانية. - تحسين خدمات المعهد؛ لكي نتمكن من المنافسة في ظل قانون عمل المعهد بآلية السوق. - تأهيل الشباب والشابات الراغبين على إتقان التعامل مع تقنيات المعلومات و الاتصالات. - تطوير وتجهيز المعامل فيما يتناسب مع حداثة التقنية المتسارعة. - تحديث وتطوير الوسائل التعليمية والتدريبية. ومن أهم أنشطة المعهد العام للاتصالات إصدار الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب التي تمثل معياراً قياسياً دقيقاً لمقدار كفاءة ومؤهلات الحاسوب وتطبيقاته ومهاراته، وذلك طبقاً لمعايير عالمية حيث تعتبر الشهادة الأشهر والأوثق والمعترف بها في جميع أنحاء العالم. وضمن مكونات المعهد العام لاتصالات أكاديمية سيسكو المتخصصة في تدريب جميع فئات المجتمع ومن الجنسين وقد تأسست في اليمن في 12/3/2003م بإشراف وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بالتنسيق مع الاتحاد الدولي للاتصالات، وتقدم خدمات التدريس لشبكات الكمبيوتر والإنترنت وكيفية عملها وتعليم الدارسين كيفية عمل كل جهاز يستخدم في الشبكة مع معرفة ما هي الخطوات لضبط هذه الأجهزة. ما هي إنجازات المؤسسة خلال الربع الأول من هذا العام؟ - حققت المؤسسة إنجازات هائلة خلال الربع الأول من العام الجاري 2011 وفي عدة مجالات رغم كل الظروف والمشاكل التي تشهدها الساحة العامة اليمنية وهي على النحو التالي: • السعات الهاتفية المجهزة إلى نهاية ربع العام 2011م بلغت (1.365.778) خطاً هاتفياً. • وبلغت الخطوط الهاتفية العاملة (1.051.631). • عدد المحطات الريفية والمقويات (1.327). • السعات المجهزة في المحطات الريفية بلغت (229.832) خطاً هاتفياً. • عدد الخطوط الهاتفية الريفية العاملة (185.889) خطاً. • بلغ عدد مراكز الاتصالات حتى نهاية ربع العام 2011م (16.081) مركزاً. • وصل إجمالي عدد مقاهي الإنترنت حتى نهاية ربع العام 2011م (1.009) مقهى. • عدد مشتركي الإنترنت Dail Up حتى نهاية ربع العام 2011م (496.148). • عدد مشتركي الإنترنت ADSL حتى نهاية ربع العام 2011م (88.672). بدأ العمل في هذه الخدمة منذ بداية العام 2005م . • إجمالي مشتركي الإنترنت حتى نهاية ربع العام 2011م (584.820). • أما نشاط استضافة وتصميم المواقع فقد بلغ إجمالي المواقع المستضافة في البوابة اليمنية للإنترنت (يمن نت) حتى نهاية ربع العام 2011م 642 موقعاً، تنوعت ما بين تجارية وحكومية وتعليمية ومنظمات وشبكات. • عدد الجهات المرتبطة عبر القنوات المؤجرة لأغراض الإنترنت 173 جهة. • عدد النقاط الفرعية المرتبطة عبر القنوات المؤجرة لأغراض نقل المعلومات 1.421 نقطة. • مشتركو خدمة IP Address منذ بدء الخدمة وحتى ربع العام 2011م 905 . كلمة أخيرة؟ - نؤكد صمود وثبات كل العاملين في الاتصالات وعزمهم على تأدية كافة واجباتهم في الظروف الصعبة التي تمر بها البلد، وعلى أكمل وجه، وتقديم خدمات المؤسسة بشتى أنواعها سواء كانت خدمات هاتف ثابت أم نقال أو إنترنت.