ما قدمه ناشئو اليمن في التصفيات التمهيدية الأخيرة في دولة الكويت من مستوى رائع وكبير على أرض الواقع الحدث الكروي من عمق الفعل الرياضي شيء عظيم يحسب لصغار الأحمر اليمني بل ومن حقهم أن يحتفوا بالانتصارات بما يتناسب وقيمة البطولة ومن باب ذكر الحقيقة البطولة جاءت تحت مسمى الناشئين أي في المرتبة الثالثة بحسب تراتب الفئات السنية للمنتخبات الوطنية أنا هنا لا أ قلل من قيمة العروض التي رسمها لاعبونا غير أنني أقف صامتا عن التبجيل والتطبيل الذي تغالي به صحفنا وإعلامنا الرسمي فيما اعتبر حدث استثنائياً يفترض أن نتعامل معه بحسب حجم الطموحات في ظني بان طموحاتنا تتجاوز تحقيق الناشئين الأمر يتطلب التعامل العقلاني والطرح المنطقي وخصوصاً وإنه سبق لنا وإن حققنا إنجازاً مشابهاً في العام 2003م عندما وصلت اليمن لملاقات منتخبات أعظم دول العالم شهرة في كرة القدم ويبقى العامل الأساسي قيمة الاستفادة ففي ما مضى لن نستفيد من نجاحات ناشئي العام 2003م لم نحتفظ بعناصر المنتخب كلاعبين قوميين يخدموا الكرة اليمنية. كتب – أحمد زيد الكلام في الماضي الكروي ها هو اليوم يعيد إنتاج نفسه يعيد انتاج التفاخر الإعلامي الوطني بطريقة التعالي في الوسط الرياضي العربي هذا الأمر أرق عقول اللاعبين كثيراً وأرجعهم إلى حالة التعالي ذاتها التي عملت على زعزعة الاستقرار النفسي في روح نجوم السابق ما نأمله اليوم أن لا يطغى الطرح الإعلامي على الفعل الكروي وأن نتجاوز واقعنا قبل البدء بالتصفيات النهائية الآسيوية المؤهلة لكأس العالم للعام 2012م الأصل أن لا ننفخ في دواخل اللاعبين حتى لا يحتفظوا بقيمة التعالي بل حتى لا يشعروا بأنهم قدموا كل ما عليهم ولم يتبقى لهم سوى الاحتفاء بما تم إنجازه الأصل أن نحتفظ بشيء من التوازن وأن لا نحمل لاعبي النعاش هماً وطنياً ينتظره الجميع في قادم الأيام يجب أن نحسب حساب قوة وحضور المنتخبات المتأهلة الأخرى وبخاصة أن المرحلة القادمة من التصفيات ستحمل التنافس الأقوى في عمر المنافسات الآسيوية وبكل حقيقة حجم الانجاز الذي تحقق ليس بالهين غير أن ما تمتلكه البلد من مواهب كروية وبالفطرة قادرة بان تفجر المفاجأة الكروية لليمن المهم أن ننقب بشكل صحيح ومهني عن العناصر الجيدة وما أكثرها في ميادين الكرة اليمنية هذا هو العامل الذي يفترض بنا أن نحتفي به بل ونفاخر به أمام الآخرين أن بلدنا تختزن بداخلها نجوم كرة بما قد يمكننا أن نختار من كل مدينة منتخباً يمثل اليمن. وعلى ذلك بإمكاننا أن نقول بأن قيمة الانجاز الذي تحقق يكمن في كيفية تطوير ذلك لصنع نجاحات قادمة بأقدام ذات اللاعبين وهذا قد يتحقق إذا ما ركز القائمون على منتخب الناشئين بالاهتمام العملي من خلال التركيز على التأهيل الفني للعناصر البشرية وإعطائها الوقت الوفير لكن أن نسلط الأضواء الإعلامية ونهتم للشأن الرسمي بالاستقبال الرئاسي لمجرد استثمار الحالة الفرائحية هذا الأمر سيسبب الضغط النفسي للاعبين وسيحملهم هماً وطنياً زائداً وضغوطات شعبية باعتبارهم أبطال فوق العادة وتقتضي مهمتهم أن يتحملوا طموحات شعب ينظر إلى التعالي من منظار صغار البلد هذا الهم وحده سيجعل اللاعبين أمام طموحين وطموح حلم النجاح في المشاركة الآسيوية وحلم تجاوز كل المنتخبات المنافسة كسب رهان مراضاة شعباً بأمله والأصل بأن نقتسم الهم من خلال تخفيف الضغط على المنتخب بتعديل الخطاب الإعلامي بحيث لا يتصاعد هذا الخطاب إلى الحد الذي يقدم منتخبنا باعتباره الأفضل لابد وأن نترك مسافة عادلة تتيح أمام الوقت الحاضر بأن نحتفي بصغارنا بحسب ما سيقدموه الأهم بأن لا نستبق الأحداث وأن لانحمل صغار الناشئين عبئاً أكبر من سنهم بل لا يجب ألا نلقنهم الكلمات ذاتها نهدي الانجاز للرئيس وللشعب اليمني ولله قبل الجميع الانجاز تحقق بفعل مجهودات اللاعبين الذين امتلكوا المقدرة على العطاءات داخل ميادين الكرة والأصل بأن الانجاز يخصهم وحدهم وعلينا أن نشعرهم بضرورة الاعتزاز بقيمة الفرد. المشكلة التي كانت ولم تزل ترمي بسلبياتها على كرتنا أننا دائماً ما نخطئ التعامل مع صفة النجاح بمجرد الوصول إلى حالة التفوق تغزونا العزة وتكبر في دواخلنا الحاجة إلى صنع انجاز آخر إنجاز تتقدمه الكلمة المهداة إلى شخوص الرياضة وتتوجه بالشكر لهم جميعاً وكان ذلك إنما هو تعبير عن عمق الجراحات الساكتة من زمن غياب النجاحات إذا كان ولابد أن نتحدث عن النجاحات لابد وأن ننتظر ثمار هذا المنتخب الناشئى عندما نعلن بأنهم عن جد من سيقضون على خيبات أمل المنتخب الوطني الأول متى ما تحقق الاهتمام بهؤلاء على المدى البعيد هنا فقط يجب الانصاف والاحتفاء بالشكل الكامل للكرة اليمنية ولما تحقق لكن أن نحتفي بهم مع البدايات الأولى ونهجرهم بعد كل انجاز هذا هو الموقف المرفوض لا أريد أن اطلق حكماً بالفشل القادم على الأحمر الصغير غير أنني أتمنى أن نتوصل إلى ضرورة إلغاء طريقة التعامل بالصيحات المبكرة والاهتمام الزائد منذ البداية الأمر يتعلق بمعنويات لاعبي الناشئين الذين سيتحدد مستقبلهم الكروي باحترامهم من خلال ما سيبذلونه من جهد في قادم البطولة لذلك لا يمكن أن نقول لهم من الآن أنتم الأفضل والأروع والأجمل للكرة اليمنية بل يجب أن نوثق نجاحهم بهدوء وحسن نية حتى نترك المجال أمامهم لما يشعرون بأنهم مازالوا في وسط المهمة التي تنتظرهم في البطولة الآسيوية حتى ندعهم وبهدوء يفهمون ما عليهم والحقيقة أننا أثقلنا عليهم كثيراً وبالفعل هم الآن يتمنون التخلص من الضغط الإعلامي الذي رافقه ضجيج الاستقبال الرسمي الكبير. فيما يخص حالة التكريم بشكل عشوائي وغير مرتب أو منسق له أننا الدولة الوحيدة التي لا ترسم برنامجاً مسبقاً لفرقها المشاركة وكيف سينتهي بها الأمر عندما يقول مسئولونا في اتحاد الكرة أو وزارة الشباب والرياضة بأنهم يحترمون نجاحات الآخرين كأنهم يثبتون أنهم دائماً يعيشون حالة ظلم وتناسي عمد وما أن يجيء الانتصار حتى يتحولون إلى شخوص معنيين باحترام نجاحات الآخر والسؤال أين كان اتحاد الكرة ووزارة الشباب قبل مشاركة منتخب الناشئين وماذا أعدوا له مسبقاً ؟. لماذا لم يكونوا قد أعلنوا عن التكريم ؟ ما يحدث أن الكبار دائماً يستغلون فرصة الصغار لصنع النجاحات وتجييرها بأسمائهم أنهم عادة ما يقفزون فوق الحالات النفسية للاعبين ليكبرواهم أمام جمهور الشعب كل هذا الرعب قد يحبط نفسيات اللاعبين وهو الحدث الذي عادة ما يستغله رجالات الاتحاد العام للكرة ووزارة الشباب والرياضة هي عادة ما يقصدون بالاحتفاء وبالانجاز الرياضي بما يخدم مصالحهم ووجودهم على السطح الشبابي باللعب على فكرة التكريم وتقديم المكرمات المالية باسم الوطن عبر شخوص الرياضة ومسئولي الكرة يقدمهم الإعلام كأبطال وطنيين على عانقهم تحقق ما انجزه الصغار هذا ما تتعرض له كل نجاحات الرياضة في الوطن.