في إطار فوضى الرياضة وفوضى السياسة التي تعم البلاد هنا يبقى من الخيال التحدث عن قضية المطالبة بإحداث نشاط رياضي، نشاط فعلي يستطيع أن يذهب بأحلام الشباب وكل الرياضيين إلى مبتغاهم في التواصل مع الرياضة، صحيح التطور في الأحداث العامة لايساعد على تحقيق شيء، بل بإمكان الأحداث أيضاً تؤدي إلى التراجع في كافة مناحي الحياة ومنها الحياة الرياضية، غير أننا كمتفائلين باحثين عن مكاسب رياضية ننظر بأنه بين الفوضى والمستقبل هناك حقوق لابد وأن يسعى إليها الجميع وإذا ماوضعنا المستقبل بين هذه الفوضى وركود العمل الإيجابي الرياضي سنجد أن اتحادنا خالي من مشاعر المسئولية، بل ويتحمل مسئولية التغييب إلى وقت غير معلوم، وفي ظل غياب من يقع عليهم واجب السعي وراء تحريك عجلة الرياضة ستبقى المشكلة مربوطة بالتراجع وعدم استقرار المستوى الفني العام وحتى لاننسى فإن كل خطوة تراجع ستسجل بعدها عدم الاستقرار لسنوات لاحقه.. هذا الأمر إذا لم ننظر إليه بعين الصدق من المؤكد أنه مع كل أزمة سنتراجع إلى جذور الفشل ذاته وكالعادة سنحاول البحث عمن يخلصنا في حينه حتى قدرات المدرب العالمي وحدها لاتكفي فما هو مشاهد أن الاتحاد العام للكرة اليمنية لايرى حتى إلى كيفية الضرورة في صناعة المستقبل الكروي ..لايرى إلى رسم برنامج عملي إلى حين حضور اللحظة المواتية للبدء بذلك. وعليه لاعجب أن نتحدث عن محاولة إيجاد حلول تسارع بإخراج المسابقة المحلية إلى الوجود وإقامتها وإن في محافظة واحدة المهم محافظة آمنة، شخصياً أنظر إلى محافظتي عدن والحديدة مكاناً آمناً للإعلان عن بطولة الدوري العام لفرق الدرجة الأولى مع ذلك متأكد أن رأياً مخالفاً سيظهر ليقول إن الوقت غير مناسب وأن زمن الكرة لم يحن بعد..! إذا كان الأمر كذلك فهل هناك من يمتلك رؤية تبقي على ديمومة الحركة الرياضية داخل الأندية، خاصة أن جميعنا يدرك أن التوقف لايخدم الرياضة أبداً وأن التوقف يفقد اللاعبين إحساسهم بالكرة كما وأنه أيضاً يفقد جمهور الفرجة رغبة التمتع بمتابعة البطولات المحلية. من حولنا كل البلدان بدأت تروي قصص الدوريات، بل هناك من بدأ بالدخول في حسابات البحث عن مراكز آمنة في خارطة الدوري تجنباً للهبوط للمرتبة الأولى، وقياساً بالزمن الذي معه انطلقت بطولات كرة القدم في ملاعب المدورة الكروية عربياً ودولياً كرتنا تأخرت كثيراً طبعاً هذا حالها مع كل عام جديد نستقبله وإذا ما طال هذا الغياب أظن أن لاشيء سيربطنا بأمل قادم..!؟ الصحيح أن المجتمع بأكمله يعيش وضعاً بائساً..يعيش الأزمة ذاتها ولكن كان أمام رجالات اتحاد الكرة الوقت الكافي ليخرجوا ويواجهوا الجماهير الرياضية، كان عليهم أن يواجهوا مشاكلهم، كان عليهم أن يطرحوا وجهات نظرهم، كان عليهم أن يعملوا لصالح الرياضة، ففي العمل الشبابي يجوز للقائمين أن يشرحوا مسببات تأخرهم بشكل جدي، المهم أن يعرفوا كيف يكونوا شجعان أمام الرأي العام، أظنهم لو كانوا قد صدقوا في طرح حججهم المقنعة في حينه لاستطعنا أن نلتمس لهم العذر ومنحناهم مايستحقونه من الاحترام لكنهم تأخروا. دعونا نتحدث قليلاً عن النجاحات وكيف أن مسئولي الرياضة يحبون الظهور ودمج أسماءهم في كل نجاح يحققه الرياضيون لكنهم بالمقابل لايحققون النجاح ذاته من مواقع كأس العالم للناشئين ..جميعنا شاهد حضور أعضاء الاتحاد ولمس رغبة أغلبهم بحاجة المشاركة من خلال الظهور العلني لكننا أيضاً متشوقون إلى ظهور الأعمال التي تدلل على جدية بقائهم تحت مظلة الرياضة..وإلى ذلك سيبقى السؤال الذي دائماً مايغزو أذهاننا «هل سننتظر طويلاً..»!؟