لم يكن يحلم أمين عام نادي اليرموك الزميل العزيز عماد القدسي -زمالة عمل أعتز بها في وكالة (سبأ)- أن يصل فريقه إلى قمة الترتيب في دوري متقلب المزاج يخضع لقواعد لعبة الكراسي الموسيقية، لكنه اعتبر أن حصول فريقه على لقب الدوري لأول مرة سيكون خير وبركة ،وهذا بعض ما ورد في تصريحه لصحيفة "اليمن" في أعداد سابقة هذا الأسبوع ،والزميل عماد نموذج بسيط لقاعدة إدارية كبيرة تقود الأندية والرياضة اليمنية بالبركة وكثير منهم دخل هذا المجال بالصدفة ليس إلا. عماد لم يتحدث من فراغ ، وإنما عكس واقع الحال، ومع احترامي له وللجميع في قيادات الرياضة اليمنية وأنديتها واتحاداتها فإن هذا العرف السائد في الوسط الرياضي يبين سبب الانتكاسات والفشل والتراجع الذي يصيب كرتنا في مقتل، وأنا لا أتهم القدسي وإدارته بالتقصير ولكنه أوضح بجلاء العقلية المحدودة التي نقود بها الكرة اليمنية بأساليب بدائية وسمجة لا ترق إلى مستوى عال لأن الطموح أصلا أقل من المستوى، ولهذا تسير كرتنا بالبركة فقط وليس لها أي معنى أو اعتبار. فكل أحوال الكرة اليمنية مع ما يسمى بالتوجه نحو الاحتراف والمهنية هي مجرد "خبط عشواء"، فكانت الصدارة اليرموكية خبط عشواء أيضا، وقبلها صدارة أهلي صنعاء وشعب حضرموت وأي فريق سيقفز لاحقا للصدارة أو يفوز باللقب؛ فلأن الحظ وقف كثيرا إلى جانبه وليس لأن له إدارة محترفة وضعت خططا وبرامجا وقدمت فكرا وأداء وعملا واجتهادا من أجل الوصول إلى القمة، بما معناه أن أي نجاح لأي شخص في هذه المنظومة الكروية الفاشلة إنما جاء "بفضل دعاء الوالدين وصلاة الفجر بحين" وإذا كانت زوجته راضية عليه – كما يقول البعض مازحا – وهذه هي المصيبة الكبرى. يمكن أن تكون الطريق الآن مفروشة بالورد أمام يرموك الروضة الذي وجد نفسه فجأة في القمة دون أن يعمل أي حساب أو ترتيب أو تخطيط لذلك، مع الخدمات المجانية التي يقدمها المنافسون ،وقد وصل الأمر بإدارة النادي أنها كانت أكدت على اللاعبين أن البطولة غير مطلوبة منهم حاليا خصوصا وأن الفريق ناضل في الموسمين الماضيين من أجل العودة إلى دوري النخبة ،واعتقد قادة اليرموك أن من الطبيعي أن يدخلوا البطولة بهدوء ودون لفت الأنظار إليهم بانتظار اللحظة المناسبة، فرفض الحظ اعتقادهم وقدم لهم الصدارة على طبق من ذهب فهل سيواصل لاعبو الروضة الخضراء أداءهم الجيد نحو البطولة في جولات الحسم أم إنهم سيصدقون الإدارة ؟!!