رأس فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة أمس اجتماعاً لقيادات وزارتي الدفاع والداخلية وقادة الأجهزة الأمنية وعدد من قادة الوحدات العسكرية والأمنية بحضور الأخ وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي. وفي بداية الاجتماع تحدث فخامة الرئيس بكلمة هنأ فيها الحاضرين ومن خلالهم إلى منتسبي القوات المسلحة والأمن البواسل بمناسبة العيد ال48 لثورة ال14من أكتوبر المجيدة, متمنياً لهم دوام التوفيق والنجاح. وأشاد فخامة الرئيس بالصمود البطولي والثبات القوي لكل الرجال المخلصين سواء كانوا في القوات المسلحة والأمن أو في مؤسسات الدولة الأخرى وتفانيهم من أجل الحفاظ على الوطن وأمنه واستقراره والسكينة العامة للمجتمع. وقال فخامته: “نحب أن نطلع الإخوة قادة القوات المسلحة والأمن على المستجدات الجارية والحاصلة في الوطن بشكل عام والعاصمة صنعاء بشكل خاص منذ أكثر من تسعة أشهر الأزمة, وأربعة أشهر ما يحدث في أمانة العاصمة من تطورات ومن إقلاق للسكينة العامة وقطع الطرقات واستهداف المواطنين واحتلال مساكنهم ونهب متاجرهم فبدت المدينة شبه خالية وخاصةً بعض الأحياء التي توجد في حي الجامعة والمناطق المجاورة”. وأضاف: كان في بداية الأزمة اتخذ قرار بأن الفرقة الأولى قبل ما تنحرف أو تنحرف قيادتها أو تخرج عن الشرعية فكلفت بحماية المعتصمين بعدما انحرفت القيادة الفرقة وانضمت لما يسمى بثورة الشباب. وتابع بالقول: “كما تحدثت في أكثر من اجتماع هو هروب للأمام نتيجةً لما ارتكبوا من جرائم في حق الوطن سواء كان في حرب 94م أو في حرب صعدة التي دامت أكثر من ستة حروب وهي مطالب ترقيات، أراضٍ، ذخيرة، أطقم، أسلحة، يعني أن هناك برنامجًا لشيء, لكن هذا هو برنامجهم فاضطررنا أن نوقف هذه الحرب بشتى الوسائل وهدأنا الأمور في محافظة صعدة وقلت كان القرار بحماية المعتصمين والمتظاهرين وإذا انحرفوا وتحولوا إلى قوى متمردة تواجه الشرعية وتعتدي على المواطنين وتجعل من هؤلاء المدنيين دروعاً بشرية عندما يتحركون في المسيرة يتحرك وراءهم الأطقم والمدججون بالسلاح والميليشيات لحزب الإصلاح الذي اجتمعوا من كل حدب وصوب إلى الفرقة ويلبسون ملابس الفرقة ويتحرك وراءهم ويستهدفون رجال الأمن. واستدرك فخامته: “طيّب كيف مسيرة سلمية ووراءها قوة عسكرية منشقّة منظمة إليها وجزء لا يتجزأ مما يسمى بالمعتصمين، العالم الخارجي يتعامل معنا بأنها ثورة شعبية ضد النظام السياسي لا يرى المؤيدين للشرعية والذين صوتوا للشرعية في عام 2006م ولكن ينظر إلى العشرات المتجمعين وقال: هؤلاء يجب على النظام أن يحمي المتظاهرين والمعتصمين, طيب لماذا لا تنظرون من بينهم ومن وراءهم ومن يحميهم، تحميهم ميليشيات الإصلاح ممثلةً بجامعة الإيمان والمعاهد التي كانت واجتمعوا من كل أنحاء الوطن إلى ما يسمى بالفرقة ولبسوا ملابس الفرقة ويتحركون لإقلاق السكينة العامة وقطع الطرقات وفصل الكهرباء واختطاف المواطنين سواء مدنيين أو عسكريين. وقال: “هذا هو الإرهاب بعينه, هذا هو الإرهاب بذاته, طيب تحدثنا في أكثر من حديث وأكثر من اجتماع تعالوا للحوار عندكم نزوة وعندكم شبق للسلطة تعالوا للحوار تعالوا لنعمل انتخابات رئاسية وبرلمانية أنتم هربتوا منذ فترة عن الانتخابات البرلمانية واضطررنا أن نعدل الدستور وأن نؤجلها لمدة سنتين، الآن تريدون الرئاسة وتنفيذ المبادرة الخليجية, نحن حاضرين على تنفيذ المبادرة الخليجية ولكن غرضهم من المبادرة الخليجية محطة واحدة أن نوقع على هذه المبادرة ثم يبدأ العد التنازلي لهذه المبادرة وهي الثلاثين اليوم يخلي الرئيس سلطاته وتنتقل لمدة ستين يومًا الى نائبه ونعمل أزمة مستمرة خلال الستين اليوم وإذا لم تتم الانتخابات الرئاسية خلال الستين اليوم تبدأ أزمة، نشكل المجلس العسكري الانقلابي هذا هو هدف مجلس عسكري انقلابي من نوعهم وفصيلتهم ومدرستهم، ممن ثقفوهم وربوهم ليس مجلسًا عسكريًا من هذه الوجوه القيادية المسئولة والعسكرية والتي تدافع عن الوطن, لكن مجلس عسكري من مدارسهم”. وأضاف فخامة الرئيس: “ليس عندهم مشكلة في الوصول إلى السلطة ولو على نهر من الدماء وهذا ما هو حاصل، يقتلون الجنود في أرحب ويعتدون عليهم ويقولون هذه مسيرات سلمية، يعتدون على الجنود في فرضة نهم ويقولون سلمية، يعتدون على الجنود في بني حشيش ويقولون هذه مسيرات سلمية، في نقيل ابن غيلان ويقولون مسيرات سلمية.. طيب نقول للعالم الخارجي وسفراء الاتحاد الأوروبي: أين المسيرات السلمية عندما يعتدون على المعسكرات لماذا ما تتكلمون كأوروبيين وكأمريكان وسفراء آخرين معتمدين, لماذا ما تتكلمون عن الاعتداءات التي حصلت على المعسكرات، يسقطون طائرة “سيخواي22” هل هذه الممارسة سلمية؟!. وأكد فخامة رئيس الجمهورية بالقول: “هذا انقلاب عسكري, إخوان مسلمين بالتنسيق مع تنظيم القاعدة لأن تنظيم القاعدة هو خرج من جلد حركة الإخوان المسلمين وهو من نفس الفصيلة ونحن لا نلفق تهمًا, فلدينا وثائق كاملة تؤكد التنسيق فيما بينهم وما يحدث في أبين وشبوة ومأرب إمداد ونقل المعلومات إلى تنظيم القاعدة في أبين. وبيّن فخامة الرئيس: “لقد تحدث العسكريون المنشقون مع بعض القيادات العسكرية في أبين أن يسلموا معسكراتهم لما يسمونها الثورة في أبين وتعهدوا بأنهم سوف يجعلون عناصر القاعدة تنسحب لأنه لا يستحق ذكر اسم هذا الشخص، اليوم يتحركون بالمظاهرات, نحن نرحب بالمظاهرات ونرحب بالاعتصامات ونرحب بالتعبير عن الرأي لكن في إطار سلمي لا نقبل مسيرات مدججة بالسلاح. وتابع: “لقد صبرنا الكثير ولازلنا صابرين ونحن نعرف أن هذه بمثابة أحداث يناير في الجنوب قبل الوحدة وأحداث أغسطس في السبعينيات وأحداث عبدالله عبدالعالم في الحجرية, هذه هي المدرسة وفي نهاية المطاف سوف يرحلون لأنه من خان الوطن وخان الثورة سوف يرحل لأن الثورة قائمة على مبادئ والوحدة قائمة على مبادئ. وأكد فخامته: “هناك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه سواء كانوا في القوات المسلحة أو رجال الأمن البواسل، سوف سيدافعون عن الثورة والجمهورية والوحدة والحرية والديمقراطية ويواجهونهم بمسئولية، خارج عن الهرطقة، الإعلامية لهم.. المال المدنس بمال يتسرب إلى الوطن لهؤلاء العناصر الخارجين عن النظام والقانون، لكنهم سوف يفشلون, نحن تعودنا على الصبر، والصبر فيه الانفراج، القوقعة في النهاية. واستدرك فخامته: القلق لديهم لا ينامون ولا يرقدون, مجانين يريدون يوصلون إلى السلطة، ونحن ليس لدينا مانع, تعالوا الى صناديق الاقتراع, تعالوا نحن لسنا متشبثين بها لكن متشبثون بالمبادئ, متشبثون بثقة الشعب ليس حباً في السلطة ولا هي مغنمًا كما أنتم تبحثون عن المغانم، تبحثون عن إدارة التربية والتعليم، تبحثون عن البنك المركزي، تبحثون عن وزارة النفط، تبحثون على أموال القوات المسلحة، وما فيها من مخازن تنهبوها هذا هدفكم، وليس هدفهم بناء الوطن. وأوضح فخامة رئيس الجمهورية: “طيب الذي يريد أن يصل إلى هذا المكان يجب أن يكون متواضعاً ويجب أن يكون حصيفاً وأن يقدم نفسه مصلحاً ليس مخرباً ليس قطاع طريق، ليس قاتل نفس محرمة لا يختطف المواطنين ولا ينهب متاجر, ما يخيف السبيل, ما يحتل المساكن بالقوة, حي الجامعة مشلول, شارع هائل مشلول, حي وزارة العدل مشلول, شارع الزبيري مشلول, هذه كلها مشلولة الحركة التجارية, المواطنون خرجوا من مساكنهم, احتلوا مساكنهم.. وخاطب فخامة الرئيس القيادات العسكرية والأمنية: “أحببنا أن نطلع المؤسسة العسكرية والأمنية على هذه التطورات منذ تسعة أشهر وعلى وجه الخصوص الأربعة الأشهر الأخيرة، لكي تكونوا في الصورة وفي الاطلاع ومطلعين ونتداول الرأي وما سوف نخرج به كمؤسسة عسكرية وأمنية تتحمل المسئولية لما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا للوطن. وأردف بالقول: “أحب أطلعكم على التحرك السياسي مع الدول دائمة العضوية أعضاء مجلس الأمن الدولي, دول مجلس التعاون الخليجي أصحاب المبادرة الخليجية وما هي آراؤهم وما هي معلوماتهم, المعلومات تأتي إلى الدول الدائمة العضوية من سفرائهم.. سفراؤهم لا يعرفون أين فرضة نهم ولا يعرفون أين هو نقيل ابن غيلان ولا يعرفون ما يحدث في جبل الصمع أو في شريجة ولا ما يحصل اثناء المسيرات من إطلاق نار وارتكاب حماقات واحتلال مساكن المواطنين والمرتفعات ولا نهب متاجر الذهب حق المواطنين ولا يعرفون قطع الطرقات، فقط يذهبون من معارض إلى معارض ويأخذون معلوماتهم على هذا الأساس ويعتبرون معلومات الطرف المعارض أنه هو الذي مظلوم والذي يجب ان يناصروه, خارج منهم بعض الدول الصديقة من الدول دائمة العضوية كالصين وروسيا لم يكونوا متعصبين مثل بعض الدول الدائمة العضوية. واختتم فخامته: “سنطلعكم أولاً على مشروع قرارهم الذي يتداولونه الآن في مجلس الأمن ورؤيتنا حوله وتكونون في الصورة عن ما يجري, والبلد أمانة في أعناقنا جميعاً وعلى وجه الخصوص المؤسسة العسكرية والأمنية.. وشكراً. هذا وقدم الحاضرون تهانيهم الحارة لفخامة الأخ الرئيس على سلامته وشفائه وعودته إلى أرض الوطن بعد تلقيه العلاج في المملكة العربية السعودية الشقيقة جراء الإصابة التي تعرض لها في الحادث الإجرامي الإرهابي الغادر على جامع دار الرئاسة وهم يؤدون صلاة الجمعة في الأول من شهر رجب الحرام, منددين بهذا الاعتداء الإجرامي البشع والغادر.. ومشددين على سرعة كشف التحقيقات المتعلقة به وتقديم كل المتورطين فيه ومن يقف وراءهم إلى المحاكمة. وقد وقف الاجتماع أمام تطورات الأوضاع الأمنية ومستجدات الأزمة السياسية الراهنة التي افتعلتها أحزاب اللقاء المشترك والمتحالفون معها من قوى التمرد والخارجين عن الدستور والقانون والذين انقلبوا على الديمقراطية والشرعية الدستورية, وكذا التصعيد المسلح الذي تقوم به أحزاب اللقاء المشترك وخصوصا ميليشيات حزب الإصلاح “الإخوان المسلمين” وأولاد الأحمر وميليشيات المتمرد علي محسن الأحمر باتجاه تفجير الموقف عسكريا في إطار المخطط الخبيث الذي يحاك ضد الوطن والذي اتخذ معدوه ومنفذوه من قضية الاعتصامات والمظاهرات كتعبير عن المظالم والمطالبة بالحقوق ستاراً لهذا المخطط كمشروع لتنظيم القاعدة والانفصاليين والمتمردين ومن معهم من القوى المتحالفة لتجزئة الوطن وتخريبه والذين أعماهم الجهل والغباء والطمع عن إدراك ما سيؤول إليه الوضع في حالة تنفيذ ذلك المخطط من تشرذم وانهيار وتمزق للوطن وصراعات وثارات وتعصب مناطقي وقبلي. كما تم في الاجتماع استعراض ما أسفرت عنه الأحداث المؤسفة التي قامت بها تلك الميليشيات خلال الأيام الماضية بالعاصمة صنعاء ومدن أخرى وما نتج عنها من استشهاد وإصابة العشرات من المواطنين الأبرياء ورجال الأمن والإضرار بالممتلكات العامة والخاصة. كما استمع الاجتماع إلى تقرير من الأخ وزير الخارجية حول الجهود المبذولة في الجانب الدبلوماسي وخاصة في ضوء المبادرة الخليجية والمشاورات الجارية في مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة في بلادنا, والتواصل مع أمين عام مجلس التعاون الخليجي ووزراء خارجية مجلس التعاون حول الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة.