لا أدري من أين أبدأ؟ ولا كيف سأكتب؟ ترددت كثيرا وأنا أحاول الكتابة عن موضوع في غاية الأهمية كهذا، نظرت إلى واقعنا اليمني وواقع مؤسساتنا التعليمية الجامعية وكيف تغرد خارج السرب؟ نحن في اليمن، فقلت في نفسي سأُجرب وسأبحث بعمق عن جامعة متميزة في عالمنا العربي فبحثت من أقصاه إلى أدناه متنقلا بين جامعاته وكلياته ومراكزه البحثية والعلمية وبعد بحث مضن شعرت بخيبة أمل وانتابني شعور غريب لم أشعر به من قبل حيث لم أجد ولو جامعة واحدة في عالمنا العربي تنتج المعرفة ولا تعتاش على ما ينتج من معارف تطرحها الجامعات الغربية، ولو عدنا قليلا إلى المشهد اليمني وسألنا أنفسنا: ما وضع جامعاتنا اليمنية في الوقت الحالي؟ ماذا نريد من الجامعات أن تكون؟ ماذا يجب أن نعمل لكي نحقق ما نريد؟ كم نحتاج من الوقت والمال؟ هل طموحاتنا واقعية؟ هل نحن كيمنيين لا نستحق تعليما جامعيا يلبي طموحاتنا؟ من المسئول عن هذا؟ أين هو دور القادة الاستراتيجيون؟ لماذا كل هذا التخلف؟ إن تساؤلات كهذه تعد مشروعة في ظل تحديات العولمة وتعقيداتها وضغوطها التي تحاول من خلالها إعادة تشكيل المجتمعات وإعادة هندسة المؤسسات وفقا لمعطيات النظام العالمي الجديد وإقامة القرية الكونية التي يتماثل فيها الجميع وتذوب الفوارق والطبقات وتُجتث الجذور وتتوحد الهوية وينتهي دور التاريخ والجغرافيا فلا أمم ولا حضارات ولا تراث ولا عقائد طالما أنها تعيق التقدم وتعرقل عجلة التغيير. والذي يزيد أهمية وخطورة هذه التساؤلات أو التي يحتمل تحولها إلى مسائلات ومحاسبات هو هذا العجز والقصور الذي تعانيه مؤسساتنا التعليمية الجامعية في ظل وجود قيادات إستراتيجية وأكاديمية في هذه المؤسسات يعملون فيها ويقضون فيها سنوات شبابهم ونضجهم ويكسبون من خلالها موارد عيشهم فأداؤها لم يعد يقنع السياسيين والمسؤولين ولم يرض العاملين والدارسين ولا المواطنين ولم يستجب لاحتياجات وتوقعات الجهات المستفيدة من مخرجاتها التي تضطر غالبا إلى تشغيل الوافدين...فأين دور هؤلاء القادة؟ *رئيس الجمعية الخيرية للعمل الطوعي – تعز [email protected]