عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الريال يخطط للتعاقد مع مدرب مؤقت خلال مونديال الأندية    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    غريم الشعب اليمني    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    الحكومة تعبث ب 600 مليون دولار على كهرباء تعمل ل 6 ساعات في اليوم    "كاك بنك" وعالم الأعمال يوقعان مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق استثماري لدعم الشركات الناشئة    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    مئات الإصابات وأضرار واسعة جراء انفجار كبير في ميناء بجنوب إيران    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    لتحرير صنعاء.. ليتقدم الصفوف أبناء مسئولي الرئاسة والمحافظين والوزراء وأصحاب رواتب الدولار    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التكثيف الزراعي في دلتا أبين والتدابير الفنية لتحسين مستواه
نشر في الجمهورية يوم 28 - 12 - 2011

يُقصد بالتكثيف الزراعي الحصول على أكبر إنتاجية ممكنة من وحدة المساحة، وهو ما يؤدي إلى زيادة المساحة المحصولية المزروعة فعلاً عن المساحة الفعلية للأرض، فعندما تتم زراعة هكتار واحد من الأرض مرتين في العام فالمساحة المحصولية المزروعة تكون هكتارين لا هكتاراً واحداً.. ويحتاج التكثيف الزراعي إلى تدابير جديدة في الأرض وإلى تنظيم وإدارة العمل الزراعي بشكل صحيح وإلا أصبح التكثيف غير ذي فائدة وقد يؤدي أحياناً إلى تدهور التربة عندما يتم استنزافها بسرعة، أو عندما لا يكون تعاقب المزروعات فيها صحيحاً وعلى أسس علمية. .
ويتم التكثيف الزراعي من خلال الآتي:
- إنتاج وتربية أصناف نباتية جديدة بمزايا مطلوبة كارتفاع الإنتاجية، التبكير في الإنتاج، مقاومة الأمراض المستعصية وتحمل الجفاف. ثم إدخال هذه الأصناف في ظروف إنتاج أفضل تمكنها من تحقيق ما تتيحه لها قدراتها الوراثية.
- زيادة المحاصيل المزروعة في نفس مساحة الأرض في نفس السنة، إلا أن هذا التكثيف لا يمكن أن يتم إلا بعد توافر مجموعة من العوامل مثل الظروف المناخية الملائمة ومياه ري كافية وخصوبة جيدة للأرض.
- الاهتمام بالدورة الزراعية التي يرتبط التكثيف الزراعي بها ارتباطاً وثيقاً، فهي من التدابير التي تحافظ على خصوبة التربة وذلك بزراعة محاصيل بعد أخرى تعوض الأرض ما فقدته من مواد استنزفها المحصول الأول، إضافة إلى أن التنوع في المحاصيل يقلل من توطن الأمراض والحشرات والحشائش في الأرض، وبالتالي يزيد في مردود المساحة ودخل المزارع منها.
- التحول من زراعات أقل قيمة نقدية إلى أخرى أعلى قيمة.
- الالتزام من قبل المزارعين بتنفيذ التعليمات بدقة وخاصة ما يتعلق بموعد الزراعة ومسافات الزراعة والتسميد والري ومكافحة الآفات، لما لذلك من أثر في جودة المحصول وإنتاجية وحدة المساحة منه.
- إدخال أسلوب الزراعة المحمية، وهي درجة عالية من التكثيف الزراعي، وفيها تتم زراعة العديد من المحاصيل في بيوت محمية في ظروف خاضعة للتحكم فيها في درجات الحرارة والرطوبة والإضاءة ومكافحة الأمراض.
أظهر التوصيف الزراعي لدلتا أبين أن مستوى التكثيف الزراعي فيها متدنٍ جداً، حيث تراوح معدل استخدام الأرض بين 0.72 – 1.0 (بمتوسط عام للدلتا لم يتجاوز 0.87). حيث تلعب مصادر الري الدور الأساسي في تحديد مستوى التكثيف، ففي مناطق وسط الدلتا وأعلى الدلتا بلغ المستوى 1و0.9 على التوالي؛ وهي المناطق التي استزرعت فيها 48.26 و33.77 % من المساحات المروية بالسيول، في حين أن مناطق أسفل الدلتا بلغ فيها مستوى التكثيف الزراعي 0.72 رغم سيادة الأراضي المروية بالآبار فيها بنسبة 62.76 % من المساحة المروية بالآبار في الدلتا ويعود ذلك إلى أن 72.15 % من مساحة الموز تقع في مناطق أسفل الدلتا بالإضافة إلى ارتفاع قيمة الديزل واختفائه في كثير من الأحيان.
بالنظر إلى الظروف الموضوعية والذاتية للواقع الزراعي في الدلتا يمكن القول إنه توجد إمكانية كبيرة لرفع مستوى التكثيف الزراعي في دلتا أبين وبالتالي رفع إنتاجية وحدة المساحة فيها وذلك من خلال اتباع التدابير التالية:
1 – التحميل
يقصد به إنتاج محصولين أو أكثر من نفس المساحة من الأرض في موسم واحد مثل زراعة الفلفل والبصل، أو زراعة الطماطم والبصل أو زراعة القطن والفول السوداني. وهذا التدبير يساعد على زيادة استثمار الظروف البيئية بإنتاج محصولين مختلفين في نفس المساحة وبالتالي زيادة العائد منها، ويمارس المزارعون هذا الأسلوب في الدلتا من خلال:
أ – تحميل محصول الفول السوداني على محصول القطن: ويتم ذلك بزراعة سطور الفول السوداني بين سطور القطن. وقد بلغت نسبة المساحة المزروعة بالقطن والمحملة بمحصول الفول السوداني 19.72 % من مساحة القطن في الدلتا؛ وهي تعادل 27.10 % من مساحة الفول السوداني في الدلتا.
ب – تحميل محصول الموز بمحصول الباباي: ويتم بزراعة محصول الباباي في خطوط بالتناوب مع خطوط الموز أو على الريشة البطالة من خطوط الموز. وعادة يكون ذلك في مساحات الاستزراع الجديدة للموز.. وقد بلغت المساحة المزروعة بالموز والمحملة بالباباي 0.90 % من مساحة الموز في الدلتا وهي تعادل 8.69 % من مساحة الباباي في الدلتا.
ج – تحميل محصول الموز بمحصول الطماطم: ويتأتى ذلك بزراعة محصول الطماطم بالتناوب مع خطوط الموز أو على الريشة البطالة لخطوط الموز. وعادة يكون ذلك في مساحات الاستزراع الجديدة للموز.. وقد بلغت المساحة المزروعة بالموز والمحملة بالطماطم 0.18 % من مساحة الموز في الدلتا وهي تعادل 0.41 % من مساحة الطماطم في الدلتا.
د – تحميل الباباي بالطماطم: ويتم ذلك بزراعة محصول الطماطم في الريشة البطالة من خطوط زراعة الباباي.. وعادة يكون ذلك في مساحات الاستزراع الجديدة للباباي.. وقد بلغت المساحة المزروعة بالباباي والمحملة بالطماطم 13.91 % من مساحة الباباي في الدلتا وهي تعادل 3.29 % من مساحة الطماطم في الدلتا.
ه – تحميل الباباي بالبصل: حيث يقوم المزارعون بزراعة محصول البصل في الريشة البطالة من خطوط زراعة الباباي.. وعادة يكون ذلك في مساحات الاستزراع الجديدة للباباي.. وقد بلغت المساحة المزروعة بالباباي والمحملة بالبصل 3.48 % من مساحة الباباي في الدلتا وهي تعادل 10.53 % من مساحة البصل في الدلتا.
و – تحميل الباباي بالفلفل: ويتحقق ذلك بزراعة محصول الفلفل في الريشة البطالة من خطوط زراعة الباباي، وعادة يكون ذلك في مساحات الاستزراع الجديدة للباباي.. وقد بلغت المساحة المزروعة بالفلفل والمحملة بالبصل 16.11 % من مساحة الفلفل في الدلتا وهي تعادل 63.16 % من مساحة البصل في الدلتا.
2 – الزراعة البينية
هذا التدبير لا يختلف عن سابقه ولكنه يتبع في أشجار الفاكهة المعمرة كالمانجو والليمون، حيث تزرع في المساحات الواقعة بين أشجار الفاكهة المعمرة محاصيل حقلية كالسمسم أو الذرة الرفيعة.. ويمارس المزارعون هذا الأسلوب في الدلتا من خلال:
أ – زراعة السمسم في حقول المانجو: حيث تروى حقول المانجو بمياه السيول ثم تزرع المساحات الواقعة بين أشجار المانجو بمحصول السمسم. ويشترط في ذلك أن يصادف موعد تدفق السيول مع موعد زراعة السمسم.. وقد بلغت نسبة المساحة المزروعة بالمانجو التي تخللتها زراعة بينية بالسمسم حوالي 4.90 % من مساحة المانجو في الدلتا وهي تعادل 4.92 % من مساحة السمسم في الدلتا.
ب – زراعة أعلاف الذرة الرفيعة في حقول المانجو: حيث يقوم المزارعون بري حقول المانجو بمياه السيول ثم زراعة المساحات الواقعة بين أشجار المانجو بمحصول الذرة الرفيعة.. ويشترط في ذلك أن يصادف موعد تدفق السيول مع موعد زراعة الذرة الرفيعة.. وقد بلغت نسبة المساحة المزروعة بالمانجو التي تخللتها زراعة بينية بالذرة الرفيعة حوالي 4.90 % من مساحة المانجو في الدلتا؛ وهي تعادل 1.97 % من مساحة أعلاف الذرة الرفيعة في الدلتا.
ج – زراعة السمسم في حقول الليمون: وفيه يقوم المزارعون بري حقول الليمون بمياه السيول ثم زراعة المساحات الواقعة بين أشجار المانجو بمحصول السمسم.. ويشترط في ذلك أن يصادف موعد تدفق السيول مع موعد زراعة السمسم.. وقد بلغت نسبة المساحة المزروعة بالليمون التي تخللتها زراعة بينية بالسمسم حوالي 8.44 % من مساحة الليمون في الدلتا وهي تعادل 3.08 % من مساحة السمسم في الدلتا.
د – زراعة أعلاف الذرة الرفيعة في حقول الليمون: حيث تروى حقول الليمون بمياه السيول ثم تزرع المساحات الواقعة بين أشجار الليمون بمحصول الذرة الرفيعة. ويشترط في ذلك أن يصادف موعد تدفق السيول مع موعد زراعة الذرة الرفيعة.. وقد بلغت نسبة المساحة المزروعة بالليمون التي تخللتها زراعة بينية بالذرة الرفيعة حوالي 3.37 % من مساحة الليمون المانجو في الدلتا وهي تعادل 0.65 % من مساحة أعلاف الذرة الرفيعة في الدلتا.
3 – تعميم أصناف جديدة
تلعب الأصناف المحسّنة ذات الإنتاجية العالية أو التي تلبي مواصفاتها احتياجات المنطقة كتحمل الجفاف والتبكير في الإنتاج ومقاومة الآفات المستعصية دوراً كبيراً في تحسين مستوى التكثيف الزراعي.. ومعظم الأصناف السائدة في الدلتا أدخلت قبل عدة عقود من السنين، البعض منها افتقد للمزايا التي بسببها تم تعميمه. ومن تلك الأصناف:
- الصنف آشفورد في الفول السوداني الذي عمم في سبعينيات القرن الماضي ولايزال هو الصنف السائد رغم إصابته بمرض الذبول.. وقد عممت البحوث مؤخراً الصنف الجديد (كود 1) في موسم 08 - 2009م الذي حقق زيادة في إنتاجية الهكتار بلغت 16 % وزيادة في العائد الاقتصادي بلغت 14 % مقارنة بالصنف المعمم (آشفورد) ومازالت نسبة تبني الصنف الجديد شبه معدومة لأسباب تتعلق بإنتاج بذوره.
- الصنف بلدي أحمر في السمسم وهو صنف محلي تسود زراعته منذ عقود وقد أنتجت البحوث مؤخراً صنفاً جديداً من السمسم هو الصنف (كود 94) الذي بدأ تعميمه في 08 - 2009م وقد أعطى تفوقاً في إنتاجية وحدة المساحة بمقدار 70.5 % مقارنة بالصنف المعمم (بلدي أحمر) ومازالت نسبة تبني الصنف الجديد متدنية جداً لأسباب تتعلق بإنتاج بذوره.
- الصنف (هوني ديو) في الباباي وهو معمم منذ سبعينيات القرن الماضي وقد بدأت ظواهر غير مرغوبة فيه مثل تساقط الأشجار وارتفاع نسبة الأشجار المذكرة مسببة انخفاض إنتاجية وحدة المساحة منه. وقد أنتجت البحوث مؤخراً صنفاً جديداً هو (أبين 2006) وبدأت خطوات تعميمه في 09 /2010م حيث أعطى زيادة في إنتاجية وحدة المساحة قدرت ب 82.7 % مقارنة بإنتاجية الصنف هوني ديو.. ومازالت نسبة التبني شبه معدومة لأسباب تتعلق بإنتاج بذوره أو شتلاته لتلبية حاجة المزارعين منها.
- الصنف (الخبر) في الدخن وهو صنف محلي تسود زراعته منذ عقود، وقد أنتجت البحوث مؤخراً صنفاً جديداً من الدخن هو الصنف (أبين 1) بدأ تعميمه منذ 08 / 2009م حيث تفوق على الصنف المعمم (الخبر) بمقدار 100 %. والاهتمام بإنتاج بذور هذه الصنف وتوزيعها على المزارعين ستعيد لهذا الصنف مكانته في التركيب المحصولي للدلتا.
- أصناف البطيخ والشمام المعممة: كل أصناف البطيخ (شارلستون جرى) والشمام (هلز بست وهوني ديو) أصبحت تصاب بشدة بمرض الاصفرار الأمر الذي أصاب زراعة هذين الصنفين في مقتل فانحسرت المساحات المزروعة بهما في الدلتا بعد أن اقتربت الإنتاجية في كثير من الأحيان إلى الصفر، وفي الآونة الأخيرة اتجه المزارعون إلى زراعة الهجن التي أحضرتها شركات استيراد المدخلات الزراعية دون أن يكون لمؤسسات البحوث الزراعية المحلية في هذه الهجن رأي فني؛ إلا أن هذه الهجن لم تظهر مقاومتها لمرض الاصفرار كما توقع المزارعون وروجت له تلك الشركات.
- أصناف الطماطم المعممة: عممت البحوث الزراعية العديد من الأصناف على ضوء نتائج الكثير من الدراسات؛ غير أنه ومنذ تسعينيات القرن الماضي اتجهت شركات استيراد المدخلات الزراعية إلى استبدالها بهجن جديدة مستغلة غياب تطبيق القوانين واللوائح المنظمة لاستيراد البذور وبدواعي أنها – أي الهجن – ذات إنتاجية عالية ومقاومة للأمراض؛ إلا أن هذه الهجن لم تظهر مقاومتها لمرض تجعد الأوراق الفيروسي الذي أصبح من الأمراض المستعصية التي يشكو منها مزارعو الطماطم رغم الأسعار المرتفعة لهذه الهجن.
- أصناف الفلفل والباذنجان والباميا: عممت البحوث الزراعية العديد من الأصناف على ضوء نتائج الكثير من تجارب الأقلمة، ولأسباب ما توقفت تجارب الأقلمة والإدخال وبقيت هذه الأصناف المعممة في هذه المحاصيل هي السائدة في الدلتا رغم ما تعانيه من مشاكل مثل مرض تجعد الأوراق الفيروسي الذي يصيب محصول الفلفل.
مما سبق يستنتج أن غياب الأصناف الجيدة من حقول الإنتاج تساعد بشكل كبير في تحديد التركيب المحصولي للدلتا ومستوى التكثيف الزراعي فيها.
4 - رفع الكثافة النباتية في وحدة المساحة
وهذا يتأتى من خلال:
أ – اتباع المسافات الزراعية الموصى بها:
أظهرت الدراسات الميدانية عن تبني التوصيات الفنية عدم التزام 47.9 % من مزارعي الفاكهة و49.7 % من مزارعي الخضار و22.34 % من مزارعي المحاصيل الحقلية باتباع المسافات الزراعية الموصى بها.. وقد قدّر الانخفاض في إنتاج خمسة محاصيل خضار نتيجة عدم التقيد بالمسافة الزراعية بحوالي 25.5 % وكل هذا يدل على أن المسافة الزراعية المتبعة في زراعة المحاصيل الزراعية في الدلتا تسهم إلى حد كبير في خفض مستوى التكثيف الزراعي في الدلتا، وأن إمكانية رفع هذا المستوى ممكنة جداً.
ب – زراعة أكثر من نبات في الجورة الواحدة:
تلعب الكثافة النباتية دوراً مهماً في خفض أو رفع مستوى التكثيف الزراعي.. ورغم هذه الأهمية إلا أن هذا التدبير لا يمارس في الحقول الزراعية في دلتا أبين.. ومع ذلك يمكن إيراد بعض الأمثلة والتي يمكن من خلالها المزارع رفع مستوى التكثيف المحصولي في محاصيله الزراعية.. ففي الطماطم ذكرت إحدى الدراسات المحلية أنه يمكن لمنتجي الطماطم زيادة إنتاجية وحدة المساحة من خلال زراعة نباتين أو ثلاثة نباتات في الجورة بمقدار 40.9 ، 31.3 % عن الإنتاجية في حالة الزراعة في جورة واحدة. وهذا النمط من التكثيف يمكن تطبيقه في محاصيل أخرى مثل الفلفل والباميا والبطيخ والشمام والقطن ولكن بعد دراسات تجرى لتقييمه في مؤسسات البحوث الزراعية المحلية.
5 – اتباع الدورة الزراعية والتعاقب المحصولي:
يقصد بالدورة الزراعية ترتيب المحاصيل الزراعية إثر بعضها البعض في قطعة معينة من الأرض وبنظام معين، وتسمى الدورة عادة باسم أهم المحاصيل من الوجهة الاقتصادية، كما تسمى بوصف عددي يدل على السنين التي تنقضي بين زراعة المحصول الرئيسي وبين إعادة زراعته مرة أخرى في نفس القطعة.. فيقال “التعاقب المحصولي” فيقصد به تناوب المحاصيل في نفس القطعة خلال نفس العام.. فيقال دورة ثنائية أو ثلاثية أو سداسية إذا كانت مدة الدورة سنتين أو ثلاثاً أو ست سنوات.. أما التعاقب المحصولي فيقصد به تناوب المحاصيل في نفس القطعة خلال نفس العام.. في دلتا أبين بلغت نسبة المزارعين الذين يدركون أهمية الدورة الزراعية أو التعاقب المحصولي في إنتاج المحاصيل الزراعية (84.8 %) من مزارعي الدلتا.. ورغم ارتفاع هذه النسبة إلا أن المزارعين المدركين لهذه الأهمية يدركونها من ناحية تأثيرها على الإنتاج وإجهاد التربة، أي أن الدورة الزراعية والتعاقب المحصولي وعلاقتهما بمستوى الإصابة بالآفات الزراعية لم يكن في حسبانهم.
وتلعب مواعيد تدفق السيول دوراً كبيراً في تحديد نوعية المحاصيل التي تزرع في الأراضي المروية بالسيول بغض النظر عن نوعية محاصيل الموسم السابق.. كما أن نسبة المزارعين الذين امتثلوا للتوصيات الفنية في هذه الناحية تختلف من محصول إلى آخر.. فعلى صعيد محاصيل الخضار تراوحت النسبة بين 70 – 100 % وعلى صعيد المحاصيل الحقلية بين 38 – 100 %.
أهم التدابير الفنية لرفع مستوى التكثيف الزراعي في الدلتا:
وأخيراً يمكننا تلخيص أهم التدابير الفنية الممكنة لرفع مستوى التكثيف الزراعي في الدلتا في المدى القريب على النحو التالي:
- تعميم صنف الباباي الجديد (أبين 2006).
- حل معضلة مرض تجعد الأوراق الفيروسي بإدخال أصناف طماطم وفلفل جديدة مقاومة للمرض.
- إدخال أصناف باذنجان جديدة عالية الإنتاجية.
- حل معضلة مرض الاصفرار بإدخال أصناف بطيخ وشمام جديدة مقاومة للمرض.
- إدخال أصناف باميا جديدة عالية الإنتاجية.
- تعميم صنف السمسم الجديد (كود 94)
- تعميم صنف الفول السوداني الجديد (كود 1)
- تعميم صنف الدخن الجديد (أبين 1)
- استخدام مبيدات حشرية جديدة للقضاء على الذبابة البيضاء الناقلة لمرض اصفرار القرعيات.
- اتباع التوصيات الفنية في خدمة المحاصيل الزراعية وخصوصاً في التسميد والري ومسافة الزراعة والدورة الزراعية.
- زراعة نباتين أو ثلاثة نباتات في الجورة في زراعة حقول الطماطم.
- تعميم نمط التحميل على الباباي أو الموز بمحاصيل البصل أو الطماطم أو الفلفل في السنة الأولى من عمر المحصول.
- زيادة مساحة التحميل والزراعات البينية في مختلف المحاصيل الحقلية والبستانية.
# المدير الفني لمحطة الأبحاث الزراعية - الكود


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.