من أهم مخاطر انتشار تعاطي المخدرات في أي مجتمع ظهور مشكلة الإدمان عليها، ولهذا الخطر أكثر من اتجاه وأهمها استهداف حياة ومستقبل الشباب على اعتبار أنهم من أهم الفئات التي تتعاطى المخدرات.. وتؤكد الكثير من الدراسات الخاصة بمشكلة الإدمان على المخدرات أن المدمن على المخدرات يفقد صلته بأسرته ويتحول إلى عضو سلبي في المجتمع غير منتج وغير ذي نفع، ولذا يموت في سن مبكرة.. حول خطورة وانتشار المخدرات التقت «الجمهورية» بالمقدم عدنان محمد عكيش نائب مدير إدارة مكافحة المخدرات بأمن محافظة حضرموت.. ظروف عصيبة ^.. حدثنا عن نشاط إدارة المخدرات في محافظة حضرموت خلال العام 2011م؟ للحديث عن الإنجازات التي حققتها إدارة مكافحة المخدرات بأمن محافظة حضرموت خلال تلك الفترة تم ضبط ما يقارب 29 قضية مخدرات بين تعاطي وترويج وحيازة ونقل من خلال المتابعة المستمرة للأفراد والضباط بإدارة المخدرات، كما تم ضبط كمية من المخدرات تقدر ب50 كيلو من مخدر الحشيش، وضبط ما يقارب 50 متهماً تم إحالتهم جميعاً إلى النيابات كل في مجال اختصاصه.. وقد صدرت بحقهم بعض الأحكام فيما ما زال الآخر قيد المحاكمة. ضبط مروجي الخمور ^.. ماذا عن الخمور وتعاطيها والقضايا المضبوطة؟ في هذا الشأن تم خلال تلك الفترة ضبط أكثر من 30 قضية خمر وتعاطي وترويج وتصنيع الخمور، والمتهم فيها حوالي خمسين متهماً وضبط كمية ما يزيد عن 2000 لتر من الخمر الجاهز المصنع تصنيعاً بلدياً، كما تم ضبط ما يقارب 33 قارورة خمر خارجي في شهر نوفمبر 2011مع أكبر مروجي الخمور في منطقة الغليلة. انخراط نساء في تعاطي المخدرات ^.. شاع خبر خطير بين أوساط المجتمع حول تعاطي النساء المخدرات ما صحة ذلك؟ صراحة يؤسفنا جداً أن نذكر بعض القضايا المهمة التي هزت أرجاء المجتمع، وهو انخراط النساء في تعاطي وترويج المخدرات، إذ لاحظنا من عملنا في جانب المخدرات خلال السنوات الماضية بأنه لم يكن للنساء دور إلا دور مساعد أو مشارك من بعيد ولكن في الفترة القريبة لاحظنا أن النساء أصبحن عنصراً أساسياً في جرائم المخدرات، إذ جمعنا معلومات كثيرة عن بعض الفتيات من بنات المكلا وأريافها مشتبهات في تعاطي المخدرات والعجيب من ذلك أنهن لم يصبحن متعاطيات فقط إنما أصبحن من كبار المروجات وناقلات المخدرات، حيث إنه ما من مروج مخدرات يقوم بنقل المخدرات من المحافظات الأخرى إلى المكلا أو من المكلا إلى المحافظات الأخرى إلا أن يصطحب معه مجموعة من النساء اللاتي يسهلن له عملية النقل بين النقاط، وكذلك بداخل المديرية نظراً للطابع الموجود في الأخلاق اليمنية المتمثل في احترام الأسر والعائلات. سابقة خطيرة ^.. هل لديكم إحصائيات عن تورط بعض الفتيات في قضية المخدرات بالمكلا؟ نعم خلال تلك الفترة قامت إدارة مكافحة المخدرات بمراقبة تلك الفتيات مراقبة شديدة حتى تم التوصل إلى ضبط اثنتين منهن وهن في حالة تلبس في قضيتين مفصولتين عن بعض، إذ تم ضبط الفتاة الأولى مع أحد المروجين الذي يحمل الجنسية المصرية وتم ضبطهن وبحوزتهن المخدرات، كما تم ضبط مروجة أخرى مع مروج آخر من خارج حضرموت قدِم بالمخدرات إلى حضرموتالمكلا، وتم ضبطه متلبساً في أحد الشاليهات بداخل غرفة في حالة اختلاء وفعل فاضح، وتم ضبط كمية المخدرات بحوزتهم، وأحيلوا جميعهم إلى النيابة الجزائية المتخصصة والقضايا ما زالت قيد المحاكمة وهذه أهم القضايا التي نراها ذات طابع نوعي جديد بأن النساء انخرطن في ترويج وتعاطي المخدرات. مراقبة شديدة ^.. بالطبع هناك انتشار لمثل هذه القضية هل من معلومات تؤكد الزيادة؟ صحيح الكلام، توجد لدينا الآن معلومات عن الكثير من النساء موجودات في المكلا وبعض المديريات المجاورة ويقمن بهذا العمل وهن تحت المراقبة وإن شاء الله سيتم ضبطهن خلال هذا العام 2012م. تعامل صعب ^.. كيف تتعاملون مع العنصر النسائي المنخرط في هذه القضية أو الجريمة؟ طبعاً التعامل مع النساء تعامل صعب وعملية ضبطهن ليست بالسهولة، ولكن القانون أتاح لنا تفتيش بعض ما تحمله المرأة من أمتعة وغير ذلك، وبالتالي دائماً المخدرات تكون في أماكن منفصلة عنها إلا إذا كانت المخدرات لاصقة فيها فإننا نجد صعوبة وبالتالي يتم فشل بعض القضايا مع المرأة تكون المخدرات فيها وبالتالي لا نستطيع تفتيشها لعدم وجود العنصر النسائي أي الشرطة النسائية في إدارة مكافحة المخدرات.. لذا نستعين بشرطة نسائية من أي قسم آخر.. نلاحظ أن المرأة تستطيع تصريف المخدر إذا كان موجوداً معها برميه أو إخفائه، وهذا ما حصل في قضية سابقة في عام 2009م تم ضبط امرأة بحوزتها كمية من المخدرات وعند تفتيش الرجل الذي كان مرافقاً لها وجد معه كمية بينما المرأة بحكم ذكائها قامت برمي المخدرات اللاصقة، بجسمها بالداخل وهذا عرقل التفتيش لها ولكن تم مشاهدتها عند رميها المخدرات خارج المنزل، ولكن لم تثبت عليها القضية بينما تحملها الرجل أما المرأة أخذت هي جزاءها بالسجن لمدة ستة شهور لقضية الاختلاء ولم تثبت عليها قضية المخدرات وبالتالي من الشيء المهم أن تكون في إدارة مكافحة المخدرات شرطة نسائية خاصة بها تقوم بالمهام وهذا ما نسعى إليه جاهدين في خطة عام 2012. تعاون المجتمع مما لا شك فيه أن المواطن يعتبر الرجل الأول في الميدان الذي يحافظ على أمن واستقرار هذا الوطن الحبيب، وبالتالي نحن بصراحة نحظى بكثير من تعاون المواطنين في تقديم يد العون والمساعدة وخاصة في جانب المعلومات وتسخير إمكانياتهم لدعم إدارة مكافحة المخدرات من توفير سيارات مدنية وبعض الإمكانيات أثناء الضبط، إذ إن إدارة المخدرات لا تستخدم السيارات العسكرية في ضبط القضايا وإنما تستخدم السيارات المدنية حتى لا تكشف خطة الضبط، وبالتالي فإن كثيراً من المواطنين في كثير من المديريات نقدم لهم الشكر والتقدير وجزاهم الله خيراً وهم آمرون بالمعروف وناهون عن المنكر ويكون ذلك في ميزان حسناتهم. التوعية بالخطورة ما زال الوعي لدى المواطن سلبياً حول المخدرات ونحن نهيب بالمواطنين بالإبلاغ عن أية قضية للمخدرات والترويج لأن القضية قضية الجميع وليس لفرد.. ومكافحة المخدرات مسئولية الجميع وحب الخير للوطن الحبيب.