بسبب عدم التزام المقاول الشركة المنفذة بالمواصفات الفنية والهندسية عند قيامها بأعمال وتصميم مشروع الجسر الحديدي الجديد على خط البريقة خور بئر أحمد وجوار الجسر القديم بمدينة عدن توقف سير المركبات والسيارات على ذلك الجسر بعد أن تم استكمال العمل بالمشروع من قبل شركة العمودي لعدم توفر السلامة المرورية فيه. مدير عام مديرية البريقة أوضح أن الجسر الحديدي لا يصلح لعبور المركبات وليس فيه أي مقومات لهذا الغرض.. واكتفى بإحالة الإجابة على أمين عام المجلس المحلي بمديرية البريقة رضوان علي محمد الذي أكد عدم مسئولية المجلس المحلي عن تنفيذ هذا المشروع الذي تم إنزال مناقصته من قبل إدارة مشاريع الجسور مركزياً ولم يتم موافاة المجلس المحلي بأي وثائق خاصة بالمشروع حيث تولت شركة العمودي تنفيذ المشروع في ظل غياب أي دور رقابي أو إشرافي من قبل السلطة المحلية والمجلس المحلي. مشيراً إلى أن مشروع بناء الجسر الذي يتراوح طوله ما بين 500 إلى 600 متر وعرضه حوالي 10 أمتار كان الهدف من إقامته منذ أن بدأ التفكير بإقامته قبل حوالي عشر سنوات من الآن هو تخفيف ازدحام المركبات والسيارات والقاطرات في إطار توسعة الطريق الممتد من البريقة إلى جولة كالتكس في المنصور إلى خطين. وأضاف أمين عام المجلس المحلي أن مشروع الجسر الذي توقف سير المركبات عليه بسبب عدم ملاءمته لعبور المركبات والذي صمم جسر عبور للمشاة وأن بداية المشروع كانت تكاليفه حوالي 200 مليون وارتفعت حتى وصلت إلى أكثر من 800 مليون ريال حسب قوله .. فيما مصادر مسئولة أكدت ل “الجمهورية” أن تكلفة المشروع الفاشل بلغت حوالي مليار وأربعمائة مليون ريال وفي كل الحالات فهذا المشروع خال تماماً من أي مواصفات للجسور العالقة الخاصة بمرور المركبات فكيف بمرور القاطرات على اعتبار أن الخط هو الوحيد لمرور الشاحنات والقاطرات من وإلى ميناء الزيت ومصافي عدن. المصادر أكدت أيضاً أن الشركة المنفذة أيضاً لم تلتزم برفع عملية الردم ومخلفات البناء في موقع المشروع, الأمر الذي جرفها مياه البحر إلى ميناء الزيت حتى أن بعض الأنباء ترددت عن عرقلة لإحدى السفن الناقلة للنفط أثناء رسوها في الميناء. المصادر البيئية هي أيضاً حذرت من مخلفات الردم وما سببه ذلك من تهديد للكائنات البحرية في مياه بحيرة خور أحمد المسمى بمملاح الفارسي والذي يعد إحدى المحميات الطبيعية.. ناهيك عما سببه هذا الجسر من حوادث مرورية كانت نتيجتها وفاة أفراد أسرة بكاملها في وقت سابق. سائقو الشاحنات والمركبات استنكروا عدم التزام الجهات المنفذة للمشروع والمنتسبين لذلك أياً كانوا, وقالوا في أحاديثهم: إنه وبمجرد مرورهم خلال أيام معدودة على الجسر يشعرون بالاهتزاز وارتجاج الجسر من تحت عجلات سياراتهم بسبب تسطيح سقف الجسر بلوحات حديدية وبالمقارنة مع مواصفات الجسر السابق المجاور يمكن معرفة مدى حجم الفرق كبيراً وإلى أين وصل الاستهتار بحياة الناس وأموال الشعب في ظل استشراء الفساد الذي ينبغي أن يحاسب عليه كل المتسببين.