اضطرت السلطات المحلية بمديرية البريقة بعدن قبل أيام ان تقوم بإغلاق جسر البريقة الجديد وذلك بعد بروز علامات واضحة على انهيار وشيك له بعد شهر على افتتاحه فقط. وتسببت الاختلالات الفنية التي يعاني منها المشروع في وقوع عدد من الحوادث المرورية كان أخرها حادث لعائلة من محافظة إب والذي أسفر عن مقتل اثنان من أفرادها وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة جدا أثناء مرورهم على الجسر وهو ماعجل باتخاذ السلطة المحلية لقرار إغلاق الجسر.
وتبادلت مؤخراً شركة العمودي للمقاولات التي بدأت أعمال المشروع ووزارة الأشغال العامة التي تولت استكمال المشروع بعد عجز الشركة عن استكماله الاتهامات بالمسئولية عن الاختلالات التي ظهرت على الجسر.
ولجأت الشركة المنفذة للمشروع قبل إغلاقه إلى استخدام أسلاك حديدية بهدف الحفاظ على توازن واستقرار الجسر وقامت بغرسها بأعماق المياة ، كما انه بدأ واضحا ان أساسات الجسر تعرضت للتأكل في فترة زمنية وجيزة.
وبلغت تكاليف المشروع الذي لم يصمد سوى شهر واحد (900) مليون ريال بتمويل محلي من وزارة الأشغال العامة والطرقات للجزء السفلي للجسر أما الجزء العلوي (الحديدي) فقد تكفلت به الحكومة اليابانية بمبلغ يصل إلى (400) مليون بحيث تصل الكلفة الإجمالية للجسر مليار و300 مليون ريال .
وحاول " عدن الغد" الاستفسار من مدير عام مديرية البريقة السيد مجاهد احمد سعيد حول قرار السلطة المحلية إغلاق الجسر الا انه قال انه لايملك معلومات كافية عن الاختلالات التي يعاني منها المشروع موضحا انه عاد لتوه اليوم من رحلة علاجية قضاها في الاردن. وقال عدد من سائقي المركبات العامة بالبريقة ل"عدن الغد" ان الجسر لايمكن المرور عليه كون ان أرضيته هي عبارة عن صفائح رقيقة من الحديد وتم تركيبها بشكل عشوائي حيث تصدر عند مرور السيارات فوقها صوتاً مخيفا كما أنها لايمكن لها الصمود طويلا.
وكان المهندس عبد الولي يحيى الوزير – مدير المشروع قد قال في تصريحات صحفية نشرت له مسبقا بأن الجسر الذي تم إنشائه كان بخطين متوازيين بلغ طوله (216) متر وعرض (7.30) متر وعمق عن قاع البحر يقدر ب(12) مترا .
ويسود مدينة البريقة استياء بالغ كون ان أهالي المدينة انتظروا انجاز هذا المشروع منذ أكثر من أربع سنوات حيث استبشروا به خيراً كون ان الجسر القديم وبسبب ضيقه يشهد في العام الواحد العشرات من الحوادث المرورية التي تحصد أرواح الكثير من الأبرياء. الجدير بالذكر ان شركة العمودي تعمل منذ سنوات أيضا على انجاز مشروع جسر الخط البحري الذي يربط بين مديريتي المنصورة وخور مكسر في ظل مخاوف من ان يكون هذا المشروع نسخة أخرى من جسر البريقة. صورة للاسلاك الحديدية التي تشد الجسر الى البحر بهدف الحفاظ على توازنه صورة للجسر من الداخل وتظهر صفائح الحديد الرقيقة صورة للجسر من الناحية الشمالية