الجمعة 15 فبراير 2013 08:54 مساءً عدن (عدن الغد) خاص : أغلق سكان محليون في غرب مدينة عدن (عدن الصغرى) اليوم جسرا آيل للانهيار بعد أسابيع من قيام السلطات المحلية بفتحه رغم تحذيرات من وقوع كارثة بشرية. وقام عدد من أهالي مديرية البريقة بأغلاق الجسر البحري بعد أن عاودت السلطات المحلية فتحه في منتصف يناير الماضي بشكل تجريبي وفق ما افاد به مسئولون في وزارة الاشغال العامة والطرق بعدن. ويربط الجسر البحري بين مدينتي البريقة وباقي مناطق عدن من جهة الغرب حيث تم إنشاءه بهدف تخفيف الضغط على الجسر القديم إلا أنه تعرض للتصدع والاعطال الاخرى بعد شهر واحد من الانتهاء من أعمال تشييده في العام 2010 بتكلفة بلغت مليار و300 مليون ريال. وأفاد المواطنون أنهم يخشون من انهيار الجسر بسبب الأعطال الكثيرة والتي تبشر بكارثة بشرية في حال أستمر المواطنين بالمرور من فوقه ، مؤكدين ان مشروع الجسر البحري أكبر دليل على فساد السلطات التي تتهون بأرواح المواطنين. وقال عدد من سائقي المركبات العامة بالبريقة ل(عدن الغد) ان الجسر لا يمكن المرور عليه كون أرضيته عبارة عن صفائح رقيقة من الحديد تركيبها بشكل عشوائي حيث تصدر عند مرور السيارات فوقها صوتاً مخيفا كما أنها لايمكن لها الصمود طويلا. وكان مدير عام مديرية البريقة "خالد وهبي عقبة" قد ادلى بتصريح ل(عدن الغد) عقب فتحه في يناير الماضي ان السلطة المحلية لم تتخذ قرار بإعادة فتح هذا الجسر موضحا ان قرار فتحه اتخذته وزارة الإشغال العامة بعد زيارة وفد من صنعاء للجسر واطلاعه عليه. وتسببت الاختلالات الفنية التي يعاني منها المشروع في وقوع عدد من الحوادث المرورية أسفرت عن مصرع وجرح عدد من الاشخاص أثناء مرورهم على الجسر وهو ما عجل باتخاذ السلطة المحلية لقرار إغلاق الجسر حينها. وتبادلت في ذاك الوقت شركة العمودي للمقاولات التي بدأت أعمال المشروع ووزارة الأشغال العامة التي تولت استكمال المشروع بعد عجز الشركة عن استكماله الاتهامات بالمسئولية عن الاختلالات التي ظهرت على الجسر. ولجأت الشركة المنفذة للمشروع قبل إغلاقه إلى استخدام أسلاك حديدية بهدف الحفاظ على توازن واستقرار الجسر وقامت بغرسها بأعماق المياه ، كما بدأ واضحا ان أساسات الجسر تعرضت للتأكل في فترة زمنية وجيزة. وبلغت تكاليف المشروع الذي لم يصمد سوى شهر واحد (900) مليون ريال بتمويل محلي من وزارة الأشغال العامة والطرقات للجزء السفلي للجسر أما الجزء العلوي (الحديدي) فقد تكفلت به الحكومة اليابانية بمبلغ يصل إلى (400) مليون بحيث تصل الكلفة الإجمالية للجسر مليار و300 مليون ريال . وحاولت " عدن الغد" في فبراير من العام 2011 الاستفسار من مدير عام مديرية البريقة حينها السيد مجاهد احمد سعيد حول قرار السلطة المحلية إغلاق الجسر الا انه قال انه لا يملك معلومات كافية عن الاختلالات التي يعاني منها المشروع موضحا انه عاد لتوه يومها من رحلة علاجية قضاها في الاردن. وكان المهندس عبد الولي يحيى الوزير – مدير المشروع قد قال في تصريحات صحفية نشرت له مسبقا بأن الجسر الذي تم إنشائه كان بخطين متوازيين بلغ طوله (216) متر وعرض (7.30) متر وعمق عن قاع البحر يقدر ب(12) مترا . ويسود مدينة البريقة استياء بالغ كون ان أهالي المدينة انتظروا انجاز هذا المشروع منذ أكثر من أربع سنوات حيث استبشروا به خيراً كون ان الجسر القديم وبسبب ضيقه يشهد في العام الواحد العشرات من الحوادث المرورية التي تحصد أرواح الكثير من الأبرياء. الجدير بالذكر ان شركة العمودي تعمل منذ سنوات أيضا على انجاز مشروع جسر الخط البحري الذي يربط بين مديريتي المنصورة وخور مكسر في ظل مخاوف من ان يكون هذا المشروع نسخة أخرى من جسر البريقة.