- دعونا في هذه المساحة المتاحة لهذا الأسبوع أن نخرج عن الحديث المألوف عن الرياضة ومشاكلها ووضع اللاعبين فيها ، حديثنا سيوجه هذا اليوم إلى فئة الشباب الذين يملكون الكثير من المواهب والإبداع في كثير من النواحي الذاتية لديهم.. - يوم الأربعاء 15 فبراير كنا في عدن على موعد مع رسم الفرحة وزرع الابتسامة في وجوه الكثير من أولياء الأمور الذين عاشوا لإسعاد أولادهم وبناتهم وخاصة ممن هم في مراحل دراسية مختلفة ، فرحتنا كانت معهم لأنهم كرموا في يوم يعتبر بالنسبة لهم يوم خالد في حياتهم عندما يرون أحلام أبنائهم وبناتهم تتحقق أمامهم ومن خلال حفل تكريم المتفوقين والمتفوقات الحاصلين على تقدير «ممتاز» منذ الصف الأول الأساسي ، وحتى الثالث الثانوي ، هذه البسمة والفرحة اشترك في رسمها وصناعتها كل من المنظمة الوطنية لتنمية المجتمع ، وللسنة الثالثة على التوالي والحلم يتحقق لصاحب الفكرة الأولى في بذرها على أرض الواقع عندما خطط لها بهدف لفت الأنظار إلى المخزون الكبير من المبدعين في يمننا الحبيب ، فالطالب اليمني لايقل قدرة ومكانة عن غيره من الطلاب في أي بلد لكنهم بحاجة إلى من يأخذ بأيديهم إلى طريق الإبداع والتفوق ومساعدتهم في فتح آفاق أمامهم من خلال عدد من الدورات التأهيلية التي تفتح لهم الطريق لاستغلال طاقاتهم وقدراتهم الإبداعية. الجوائز مقارنة مع غيرها من الجوائز المرصودة في أي بلد آخر قد تكون غير كافية لكنها في واقع يحيط به الجهل والأمية والمرض تعتبر شيئاً رائعاً وجميلاً أن توجد جهة تدعم التفوق والمتفوقين استشعاراً من المسؤولية الاجتماعية لهم ، فمليون ريال للفائز الأول شيء كبير وعظيم أن يكرم بها فائز أو فائزة من طلابنا وطالباتنا في عموم اليمن ، فجوائز مهرجان التفوق الدراسي بلغت (3,750,000 ريالاً) ومنحت لعشرة متفوقين ومتفوقة تم اختيارهم وفق آلية فيها من الدقة والانضباطً ، وهى تشكل نقلة غير عادية في المجتمع اليمني ، وهي بحد ذاتها دعوة لكل القطاع الخاص ورجال المال والأعمال للالتفات إلى شريحة المتفوقين دراسياً لأنهم بتفوقهم يرسمون ملامح مستقبلهم ومستقبل اليمن الجديد. وعطفاً على كل ماسبق يمكن التأكيد على أن الأندية تعتبر أحد محاضن الشباب التي يفترض أن تقوم بدورها في رفد الساحة بمبدع من الشباب والشابات في مجالات هم يحبونها أكثر وأفضل مما قد يفرض عليه في بيئته وأسرته ، فمشكلة الشاب الطموح اليوم أنه لا يسير وفق رغبته بقدر ماتتحكم فيه عادات وتوجهات خارجة عن رغبته وإرادته فيتجه صوب تخصص قد لايرغب فيه ويترك مايحب لأن أحد أفراد أسرته تخرج من قسم كذا وأبدع فيه أو صديق له أصبح متفوقاً في مجال فهو يريد أن يكون شبيه لصاحبه وتناسى ميوله ورغباته التي تتصارع في ذاته. الأندية اليوم دورها يفترض أن لايقل عن دور المدرسة والكلية،فالشاب المبدع في النادي يفترض أن ينظر إليه ويمنح الفرصة للتعبير عن تطلعاته وطموحاته قبل أن ترتد إليه فيصاب بالإحباط ويصبح في وضعية لاهو مبدع ولاهو مبتدع. من محاسن جائزة الامتياز والتفوق التي منحت حتى الآن لقرابة 24 متفوقاً ومتفوقة أن معظم من استفاد منها تعيش أسرته وضعاً مادياً صعباً وبالتالي فالجائزة تمثل مسحاً لآلامهم وهمومهم الأسرية التي كادت تقف حجر عثرة أمام البعض منهم في إكمال مسيرته التعليمية فكانت الجائزة مخرجاً لهم وفتحت آفاقاً جديداً ينطلقون منها صوب عالم مغاير لما كانوا يعيشونه. ومن الميزة الأخرى أن هذه الجائزة تسيطر عليها عدن،فيما تغيب اليمن كلها عنها وخاصة تعز منطلق الفكرة ورائدة المشروع..ومن هنا فإننا نحث الأندية على توجيه الشباب صوب الإبداع في أي مجال الذي سيخدم اليمن قبل كل شيء. كما نتمنى على وزارة الشباب أن تضع جوائز متعددة للشباب يتنافسون عليها وأن تحمل اسم اليمن دون ربطها بأشخاص. [email protected]