سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفن.. في خدمة اليمن الجديد ! في كل بلاد المعمورة يساهم الفن والمسرح خصوصاً بفعالية في تعبئة المجتمع نحو التنمية وثقافة العمل وخدمة الوطن.. غير أن هذا المفهوم يغيب عن الفن اليمني..
الفن لغة العالم فإذا أردت ان تعرف أو تتطلع على حضارة الشعوب فانظر الى فنونها، والمسرح أبو الفنون وأحد هذه الفنون، لا شيء سوى الفن يخاطب المشاعر ليترجم لواعج الوجدان ويحاكي واقع المجتمعات ويلبي تطلعاتها وطموحاتها، ويعكس آمالها.. الفن الجميل هو وحده من يوثق حضارة الشعوب، وهو من يحمل في ثناياه عبق التاريخ، ويعبئ الشعوب نحو صنع المنجزات وصياغة المستقبل.. وكم يحتاج الوطن اليوم لكل من يخدم المرحلة الجديدة التي يخوضها اليمنيون، فللمسرح والأعمال الفنية قدرة خاصة في إيصال رسائل تنموية تدفع بالوطن للأمام، ومن أجل إبراز هذا الابداع علينا رعايته والاهتمام به وبالفنانين من الموهوبين والمبدعين.. (ابداع) التقت عدداً من المسرحيين الذين تحدثوا حول ضرورة استعادة المسرح والفنون عامة لدورها التنويري والتوعوي والتنموي في اليمن. معوقات الإبداع البداية كانت مع النجم المبدع الكوميدي الفنان محمد الحبيشي - رئيس فرقة مرح المسرحية - بطل مسلسل مش كل مرة، والكاميرا الخفية، الذي تحدث عن معوقات الإبداع المسرحي في اليمن منتقداً شركات الانتاج الفني ودورها شبه الغائب عن الساحة اليمنية وقال شركات الانتاج للأسف لم تصل إلى مستوى الشركات الخليجية أو المصرية، فالشركات تعتمد على أشخاص معينين وبجهود ذاتية، ونتفاءل خيراً بدور القطاع الخاص للخوض في هذا المجال من أجل ايجاد نهضة حقيقية للدراما اليمنية. وتمنى الممثل الحبيشي أن يمتلك الفنان اليمني وسائل الإنتاج مستقبلا، وأشار إلى أن الفنان باليمن يعاني من غياب الدعم والتشجيع، واعتبر أن رعاية الشركات للأعمال تحقق استمرارية للدراما والفنانين. وبشأن دور الشركات في إنتاج مسلسلات وأعمال درامية وتسويقها عربيا، أشار إلى أن السوق اليمني هو المتاح لها حاليا ولذلك فإن هذه الشركات لا تمتلك القدرة على المغامرة وتنتج ذاتياً الأعمال الدرامية، خاصة في ظل غياب السوق العربي المنفتح على الدراما اليمنية وإمكانية شرائها وعرضها. الفن.. ثقافة الشعوب وقال: من المفترض بالمؤسسة اليمنية للإذاعة والتلفزيون إنتاج أعمال درامية قوية وتسويقها خارجياً والاحتفاء اللازم بها والعمل من أجل أن يعتاد المشاهد العربي على مشاهدتها. ودعا الحبيشي إلى دعم الفنان والابداع وقال: على الدولة أن تساهم وتبذل المزيد من الدعم لأن الفن هو ثقافة الشعوب فكيف يمكن لنا أن نوصل ثقافتنا لو لم يوجد فن ومسرح. المسرح في خدمة الوطن المؤلف المبدع الشاب خالد الرياشي حمل من جانبه الجهات المعنية التخلي عن دعم هذا المجال، وانقاذ الفنان من (الشحططة) والبحث عن دعم لأعماله وقال: إن الأعمال الفنية والمسرحية تخدم الوطن أولاً. وأضاف الرياشي: وأتمنى من الجهات الدعم والمساندة من اجل اخراج الاعمال بالشكل اللائق. وعن أسباب غياب المبادرات الذاتية والشخصية من الفنانين أنفسهم لإنتاج أعمال درامية أو مسرحية تخدم الوطن وتساهم في تنميته قال الرياشي: أخطط مع الفنان محمد الحبيشي لإنشاء شركة إنتاج فنية والمشروع بحاجة إلى شركاء لإنجاحه. رسالة من القيم والأهداف النبيلة من جانبها - الفنانة الصاعدة - أمل عبده محمد قالت: الفن رسالة سامية تحمل الكثير من القيم الإنسانية والأهداف النبيلة، والفن أكثر من ذلك كونه لغة الشعوب، فالشاعر والكاتب والرسام والفنان المسرحي ما هم إلا معبرين عما بداخلهم من مشاعر وقيم إنسانية وما تحمله تلك المشاعر من ألم وآهات وحزن وفرح، أو ناقلين لحدث ما بأسلوبهم الفني ومن الطبيعي أن الفنان يتأثر ويؤثر بمن حوله.. واضافت أمل: من هنا يستطيع الفنان من خلال فنه أن يخدم الوطن، خاصة في ظل غياب الأعمال المسرحية والدرامية التي تعمل على غرس حب الوطن وخدمته. مخاطبة الأفكار وعموماً فإن المرحلة الحالية التي يمر بها الوطن تستدعي أن يشمر كل صاحب ذي مهنة أو حرفة أو أي عمل عن سواعده ليسهم في تنمية اليمن، ولكن الجوانب الإعلامية والتوعوية والفكرية (والفن والمسرح على رأسها) تستوجب وقفة خاصة لما لها من أهمية في حياة إنسان اليوم، فالعصر الحالي هو عصر الإعلام، والأفكار اليوم لا تجد لها أفضل من الإعلام والثقافة ومخاطبة الفكر لتحقق أهدافها.