سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أنت رمز وطني كان يطمح ويناضل لتحقيق الوحدة العربية فلا تختم حياتك بالدعوة إلى الانفصال رئيس كتلة المستقلين، الشيخ علي عبدربه القاضي يوجه نداءً إلى علي سالم البيض لحضور مؤتمر الحوار الوطني:
دعا الشيخ علي عبدربه القاضي الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض إلى المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل . وقال القاضي وهو رئيس كتلة المستقلين البرلمانية، إن اليمن اليوم تمر بمرحلة دقيقة وتاريخية وأن علي سالم البيض حاضر بقوة في ذاكرة الشعب اليمني كزعيم “حقق الوحدة وتنازل عن كرسي الرئاسة حباً في اليمن التي ناضل البيض عشرات السنين لأجلها”. وعبر الشيخ علي عبدربه القاضي رئيس كتلة المستقلين عن أمله في أن تشارك كل معارضة الخارج في بناء اليمن الجديد بعد أن رحل علي عبدالله صالح عن الحكم ، داعياً المعارضين السياسيين في المنفى ، إلى أن يعودوا الى بلدهم “كزعماء ناضلوا طويلاً من أجل هذه اللحظة التاريخية والوطن بحاجة ماسة لقدراتهم وخبراتهم”، مؤكدًا لهم: “ستجدون اليمن قد تغيرت وستجدون كل شيء مختلفاً”. وخاطب القاضي ، الرئيس السابق علي سالم البيض قائلاً :” تاريخك مشرف وحافل بالنضال الوطني وأرجو من الله ان يوفقك لتتوج هذا النضال الطويل بأن تشارك بقوة في صنع ملامح العهد الجديد “. وأضاف مخاطبا علي سالم البيض : “أنت رمز وطني كبير لكل اليمنيين شمالاً وجنوباً وأنت الزعيم العربي الوحيد الذي تخلى عن السلطة من أجل تحقيق وحدة الشعب ولم يفعلها زعيم قبلك ، ذلك مجد ما بعده مجد”. مؤكداً له بأن الشعب على استعداد لأن يرد اعتباره بعد عامين: “وينتخبك رئيساً إذا أردت”. لافتا الى أن كلمات علي سالم البيض عن الوحدة محفورة في ذاكرة جيل الوحدة : “وأنت كنت تناضل وتطمح إلى وحدة العرب فلا تختم حياتك بالدعوة الى الانفصال، أرجوك”. القاضي قال: إن علي سالم البيض رجل صلب وصاحب موقف وشجاع” والوحدة بالنسبة له ليست فكرة عابرة بل هي عقيدة أصيلة لديه”. وقال: إن اسم هذا الرجل مقرون بالوحدة لا ينفك “ وكلما ذكرت الوحدة يحضر اسم البيض معها، والناس تدين له بالتقدير والاحترام وسيحتفظ له التاريخ بالمآثر العظيمة”. وقال: “ أنا اتفهم مشاعر هذا الرجل وإحباطاته لأنه قدم تنازلات كبيرة من أجل الشعب ولأجل هدف كبير ولكن أنا لا اتفهم أبدًا المنطق الذي يدعو الى الانفصال ، هذا المنطق يضر بنضالك الطويل ، ومثلما أن الوحدة لا يمكن ان تكون بالقوة فالانفصال أيضاً لا يمكن ان يتحقق بالقوة”. مضيفاً :” تعال يا علي سالم البيض الى حوار ليس فيه علي عبدالله صالح واطرح ما لديك بلا تحفظ ، حتى فكرة الانفصال ستطرح للحوار وللنقاش الوطني العام ، مع أنني كما اعرفك وكما اعرف تاريخك ونضالك وثقافتك الوطنية ليست هذه ثقافتك، فأنت قاومت الوجود البريطاني لأن الاستعمار كان يروج لفكرة الجنوب العربي وللانفصال، وطيلة مراحل ما بعد التحرير كرس الناس نضالهم للوحدة وقدمتم لأجل ذلك مئات الشهداء والجرحى وكنتم تدرسون الطلاب في المدارس معاني الوحدة في المناهج كعقيدة، ولم تحضر فكرة الانفصال إلا أيام الاستعمار”. الشيخ علي عبدربه القاضي، هو مناضل ناصري قديم، كان محكوماً عليه بالإعدام ضمن قادة الصف الأول من الناصريين الذين انقلبوا على الرئيس صالح في أكتوبر 1978م، أي بعد أشهر على توليه الحكم في اليمن ، وبعد فشل الحركة التجأ القاضي الى قبيلته في مأرب وظل مطارداً ليستقر في المنفى لسنوات، ثم عاد ولكن لتلتقفه أجهزة الأمن الوطني وترميه إلى السجن ولكن الرجل تمكن من الانفكاك من قبضة السجان ليأوي الى قبيلته المنيعة “مراد” ، التي وقفت ضد كل من يريد أو يفكر بالاقتراب إليه. قال القاضي، وهو عضو مجلس نواب ورئيس كتلة النواب المستقلين في البرلمان الحالي: إن ثقته بوحدوية علي سالم البيض بالذات “لا تتزحزح”. وقال: “ طالما وقد رحل العهد القديم عن السلطة وقامت ثورة ضد نظامه وخلقت الثورة وعياً جديداً وأفرزت افكاراً جديدة فلا عذر لأحد يتنصل في هذه المرحلة التاريخية عن الحوار والمشاركة في إنقاذ بلده والنهوض بها من وضعها البئيس الذي ناضلنا جميعا ضد هذا النظام منذ أسابيعه الأولى، وقدمنا شهداء ودخلنا السجون وعشنا في المنافي وعدنا نناضل الى هذه اللحظة ، كلنا تعرضنا للظلم شماليين وجنوبيين من هذا النظام الذي سقط بثورة شبابية أدهشت الدنيا وضربت اروع معاني التضحية والفداء بسلميتها وأخلاقها”. تكلم الشيخ علي عبدربه القاضي، إلى الزميل علي الضبيبي ، من صحيفة “الجمهورية”، بتوسع عن استحقاقات المرحلة الحالية في اليمن ، مرحبا بالصيحفة لإجراء حوارات تاريخية عن مسيرة حياته النضالية في الأيام القادمة على حلقات. وإذ وصف هذه المرحلة بأنها خطيرة ومعقدة ، إلا انه أبدى تفاؤله بقدرة اليمنيين على تجاوزها بجدارة “شعب حكيم وصاحب حضارة وتاريخ جبار”. وهو يتحدث الى الصحيفة كان الشيخ علي عبدربه القاضي يجادل عن البيض وعن صدقه ووحدويته ، وقال: إنه يتوقع حضور علي سالم البيض مؤتمر الحوار الوطني “ومشاركته الفاعلة في مجمل نقاشات المرحلة القادمة”. وأضاف قائلا: “يساورني إحساس قوي بأن الأخ علي سالم البيض سيفعلها ، وسيحضر ليرفع علم الوحدة من جديد ، لأن الرجل معني بهذا الحدث العظيم اكثر من أي رجل آخر ، وهو سياسي مخضرم وصاحب مشروع الوحدة وتاريخه النضالي طويل”. وعن حجم المخاطر ومداها الآن, قال الشيخ القاضي، هي مخاطر جسيمة وكبيرة ، لكن الثورة كانت ضرورة وطنية “لأن المخاطر كانت ستكون اكبر اذا كانت الثورة لم تقم”. لافتا الى ان اليمنيين اليوم سيقفون بمسؤلية وبشجاعه أمام ما يتهدد وطنهم وبلدهم من عواصف وأخطار “على اليمنيين اليوم أن يقفوا بثبات لا يتزلزل لإنقاذ بلدهم وأن يجتمعوا في مؤتمر الحوار الوطني للوقوف أمام كل ما يجب ان يتم ، وأن يناقشوا ويستمعوا لبعضهم بقلوب مفتوحة ومنشرحة لأن هذا المؤتمر هو أعظم مؤتمر في تاريخ الشعب اليمني “. مشيرا الى ان عدم المشاركة في هذا الحدث العظيم تحت أية حجج أو مبررات “ليست مقبولة ، ولن يغفرها التاريخ”. وأضاف: “نحن أمام تحول كبير وأمام بلدنا مهدد بالتمزق والفوضى والجوع والارهاب وأمام اهتمام اقليمي ودولي غير مسبوق تجاه اليمن ، فمن شذ عن الإجماع شذ في النار ، والتاريخ لن يرحم أحداً”. وعن شكل نظام الحكم القادم ، وما يحمله من افكار هو عن الصيغة المناسبة لشكل الدولة القادمة ، قال القاضي ، بأن هناك أكثر من صيغة وأكثر من تصور لدى البعض ، وستخضع كل الأفكار للنقاش والتداول بطريقة حضارية ترفع رؤسنا بين الأمم وتنقذ بلادنا, “أما انا فأنا أرى ان الفدرالية هي الصيغة الأنسب والأفضل لليمن والأضمن لبقاء الوحدة ولتحقيق المساواة في الثروة والسلطة ، شريطة أن تخضع اية فكرة حول هذا الموضوع للدراسة العلمية والمعمقة وللتوزيع المتعادل والمتناسب والمتجانس ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وأن يكون لكل اقليم ميناء بحري”. وقدم الشيخ القاضي رؤيته لذلك: “أنا ارى ان اليمن ستستقر على فيدرالية من 6 أقاليم، هي كالتالي: صعدة والجوف وعمران وحجة والمحويت اقليم مركزه عمران وميناؤه ميدي، وصنعاء وريمة والحديدة وذمار اقليم وعاصمته وميناؤه الحديدة ، ومارب وشبوة والبيضاء اقليم وعاصمتهم عتق، وإب وتعز إقليم وعاصمتهم تعز وميناؤهم المخا ، والضالع وعدن وأبين اقليم ومركزهم وميناؤهم عدن، وحضرموت والمهرة اقليم والمكلا عاصمة وميناء”. مضيفا: “هذا هو رأيي الشخصي وليس إلا فكرة قابلة للنقاش وللأخذ والرد ، لكني ارى انها مناسبة”. الجمهورية سألته: ما اذ كان يعتقد ان تلقى هذه الفكرة استجابة، خصوصا من جهة الجنوب ، قال القاضي: هي مجرد فكرة والإخوة الجنوبيون هم المعنيون أكثر من غيرهم ، وبالتأكيد هناك افكار اخرى وهناك تصورات ستطرح كلها على مؤتمر الحوار الوطني للتباحث ، لكن لا أظن ان فكرة الفيدرالية على اساس اقليمين أنها مناسبة ، اما الفيدرالية بستة أقاليم فهي شكل قديم للدولة اليمنية الموحدة والمزدهرة وكانت مستقرة. مشيرا الى ان هذه الأفكار ستمثل اختبارا حقيقيا للنخبة اليمنية لأن الشكل القائم للدولة غير سوي وغير ممكن الركون اليه في تحقيق الاستقرار والمواطنة المتساوية والحفاظ على الوحدة.