من حق أبناء الحجرية بمديرياتها ال”10” وعدد سكانها الذين يبلغون مليون نسمة تقريباً.. من حقهم أن يتطلعوا ويطمحوا ويحلموا بقادم تعليمي أفضل، ويبقى أهم ما يلفت النظر تكاتف والتفاف أبناء المنطقة وتلك ظاهرة صحية ما كانت لتوحد الرؤيا لولا أن وجهاء وأبناء وشباب المنطقة اتفقوا على هدف واحد وهو الانتصار لأجيالهم السابقة والقادمة، والتطلع يبدو حقا مشروعا وطموحا عاما بالنسبة لهم ولذلك هم ثائرون وجادون في مطالبهم ووجهاء منطقتهم يستشعرون المسئولية الملقاة على عاتقهم.. خاصة بعد أن اتضحت الحقيقة وانكشف المخطط الخطير في استهداف حلم أبناء المنطقة الكبير في محاولة تمرير المشروع الصغير بتحويل فرع الجامعة في التربة إلى شعب “مجرد أقسام تابعة لجامعة تعز” بعد أن تعمدت رئاسة جامعة تعز إرسال بطائق الطلاب بفرع الجامعة كطلاب شعب لطلاب كليات بهدف ضم جميع الكليات الست تحت مسمى كلية التربية وذلك مالم يحدث حتى في العصر الحجري، وقد تم إنزال التوزيع في دليل الطالب الجامعي وهذا الأمر هو ما أثار حفيظة أبناء المنطقة وطبيعي أن يولد مثل هكذا إجراء، وضعاً مضطرباً وطارئاً كونه يهدد حاضر ومستقبل العملية التعليمية في المنطقة.. لتأخذ القضية بعداً آخر ومنحنى تصاعدياً مثيراً في طريقة التصعيد وموجة الغضب والاحتجاجات التي شهدتها التربة مطلع شهر مارس الجاري ومايزال الوضع أكثر تعقيداً حتى لحظة كتابة هذه السطور وبالرغم من محاولة أصحاب القرار في جامعة تعز تهدئة الوضع بهدف التغطية بإصدار تعميم “على أن ما حدث يبقى مجرد تسريبات وإشاعات ولا صحة لأخبار تحويل فرع الجامعة إلى شعب. إلا أن الجميع تنبه لخطورة الموقف والوضع وهو ما أدى إلى تعليق الدراسة والعمل في فرع الجامعة إلى حين إيجاد حلول لكل مشاكل العملية التعليمية وأعضاء هيئة التدريس والموظفين والمتعاقدين في فرع الجامعة. حالياً ومن خلال المتابعات الدؤوبة لقيادة فرع الجامعة في إمكانية تحويلها إلى جامعة مستقلة والبدء في الشروع بالتوجيه من دولة رئيس مجلس الوزراء.. كل ذلك أربك حسابات رئيس جامعة تعز ومن أجل ذلك ولذلك كله جاء رد الفعل غير طبيعي ومتجاوزا الأنظمة والقوانين في محاولة تحويل فرع الجامعة إلى شعب، وكل تلك الإجراءات والقرارات التعسفية والقرارات الانفعالية بناها الرجل على تقارير لجنة عرف كيف يمرر ما يريد من خلالها لإزاحة مشروع كانت إدارة فرع الجامعة في بداية الشروع فيه ومن أجل استمرار الفرع تحت تصرفاته من خلال الاعتمادات وكان المجلس الأعلى للجامعات في 4/11/2011 قد أقر تحويل كلية التربية بالتربة إلى فرع لجامعة تعز وظلت الجامعة خلال العامين الماضيين تتلكأ وتناور في إصدار القرارات لإنشاء هيكل الفرع وقرارات الكليات وقرارات العمداء وقرارات الأمانة العامة وعلى الرغم من تحقق أجزاء من ذلك إلا أن الجامعة حاولت الالتفاف على كل تلك المكتسبات وتم إنزال بطائق الطلاب باسم شعب وضم كلية العلوم الطبية وكلية الحاسبات وكلية العلوم الإدارية إلى كلية التربية، كما تم سحب صلاحيات الأمانة العامة للفرع وإعادتها إلى الجامعة، كما أصدرت الجامعة تعميمات بإلغاء القرارات التي أصدرها فرع الجامعة بتكليف موظفين لتسيير أعمال ومهام الفرع. الحكومة ووزارة التعليم في المحك !! والمتتبع لمسار الأحداث في فرع الجامعة يدرك جيداً في ظل هكذا إفرازات ولدت اضطراباً أو بالأحرى وضعاً مضطرباً وطارئاً يهدد حاضر ومستقبل العملية التعليمية في المنطقة وأدى لانسداد الأفق بين الفرع والجامعة وارتفاع سقف مطالب أبناء المنطقة انطلاقاً من أحقيتها واستحقاق الحجرية لجامعة مستقلة نزولاً عند كثافة سكانها وطموح أبنائها الذي لا يتوقف عند حد معين كل ذلك وأكثر يستدعي التدخل العاجل والفعال لحكومة دولة الأستاذ محمد سالم باسندوة خاصة بعد توجيهات رئيس مجلس الوزراء الموجهة إلى الدكتور يحيى الشعيبي معالي وزير التعليم العالي فيما يخص تحويل الفرع إلى جامعة مستقلة وبتضافر الجهود وبتكاتف أبناء المنطقة ومثقفيها ووجهائها وكل المهتمين ومن يهمهم مستقبل الحجرية وهذا بالضبط ما لمسته عن قرب، ولكن نريد أن تثمر كل الجهود ويتحقق الهدف المنشود. وفي ظل توجيهات رئيس الحكومة وتكاتف أبناء المنطقة نستطيع القول بأن فرع جامعة الحجرية قد تحولت إلى جامعة مستقلة مع وقف التنفيذ.. وفي انتظار أن يفي رئيس مجلس الوزراء بوعده.