روسيا.. استخراج كهرمان بداخله صرصور عمره حوالي 40 مليون سنة    في مساحة الاختلاف.. يبقى الوطن أولاً..    لماذا لن يقمع الانتقالي مظاهرات الجنوب الحقيقية؟    الحثالات في الخارج رواتبهم بالدولار ولا يعنيهم انهيار سعر الريال اليمني    مورفي يكذب مزاعم ترامب تدمير البرنامج النووي الإيراني    أحزان الكعبة المشرفة.. هدم وحرائق من قبل أمراء مسلمين    خبير دولي يحذر: العد التنازلي للمؤامرة الكبرى على مصر بدأ    مانشستر سيتي ينتظر الهلال السعودي في ثمن نهائي كأس العالم للأندية    الهلال السعودي إلى ثمن نهائي كأس العالم    نادي النصر يجديد عقد الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو    الفزعة الإماراتية.. نخوّة وشجاعة في كل موقف    الأوقاف: اقتحام المساجد أمر مستنكر يسيء إلى هيبة الدولة ويزرع الفوضى ويفتح أبواب الفتنة    Fairphone تعود لعالم أندرويد بهاتف منافس    عدن تشتعل بالأسعار بعد تجاوز الدولار حاجز 3 آلاف ريال    امتيازات خيالية وأرقام ضخمة بعقد رونالدو الجديد مع النصر السعودي    عراقجي: لا نقبل حاليا زيارة غروسي لطهران    حقيقة "صادمة" وراء تحطم تماثيل أشهر ملكة فرعونية    كأس العالم للاندية: السيتي يكتسح اليوفنتوس بخماسية ليخطف الصدارة    التكتل الوطني يحذر من تفاقم الأوضاع ويدعو الرئاسة والحكومة لتحمل مسؤولياتهما    شهادات مروعة.. معتقلون يكشفون تفاصيل تعذيبهم داخل زنازين الحوثي    عدن.. انعقاد الورشة التشاورية لصياغة خطط حماية المرأة ضمن برنامج تعزيز الوصول إلى العدالة للنساء والفتيات    عن الهجرة العظيمة ومعانيها    إدارة أمن عدن توضح حول اقتحام مسجد في المنصورة وتلمح إلى الاسباب    كلمة السيد القائد بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية وآخر المستجدات (فيديو)    مبابي يتهم باريس سان جيرمان بالتعامل معه بطريقة "غير أخلاقية"    وفاة واحد من ابرز الجيولوجيين اليمنيين    عبده شرف الشامخ بفكره وعلمه ومبادئه    مقتل 29 تلميذا في افريقيا الوسطى    القائم بأعمال رئيس هيئة مكافحة الفساد يهنئ القيادة الثورية والسياسية بالعام الهجري الجديد    الارصاد يتوقع استمرار هطول الامطار الرعدية على المرتفعات    شرطة تعز تلقي القبض على متهم بارتكاب جريمة قتل في مديرية مقبنة    باقزقوز لسلطة صنعاء: تحصين الجبهة الداخلية بانصاف المظلومين ومحاسبة الفاسدين    صفقة جديدة تثير الجدل في ليفربول.. ومخاوف من التأثير على دور محمد صلاح    استبصار وقراءة في سردية احمد سيف حاشد الجزء الثاني (فضاء لايتسع لطائر)    زينة: «ورد وشوكلاته» يكشف مشاكل الشخصيات    كازاخستان.. اكتشاف قطع أثرية تعود لعصر قبيلة الساكا    الدولار يسجل مستويات متدنية وسط مخاوف أمريكية    من الماء الدافئ إلى دعامة الركبة.. دراسة: علاجات بسيطة تتفوق على تقنيات متقدمة في تخفيف آلام الركبة    بفاعلية الحقن ودون ألم.. دراسة : الإنسولين المستنشق آمن وفعّال للأطفال المصابين بالسكري    طرق الوقاية من السكتة القلبية المفاجئة    تسجيل هزات أرضية من المياه المجاورة لليمن    من يومياتي في امريكا .. مرافق بدرجة رجل أعمال    كيف نطالب بتحسين الأوضاع    استئناف نقل النفط الخام من عقلة شبوة لكهرباء الرئيس    من يدير حرب الخدمات وتجويع المواطنين في عدن؟    فعالية ثقافية في مديرية السخنة بالحديدة إحياءً لذكرى الهجرة النبوية    العيدروس يهنئ قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي بالعام الهجري الجديد    تحذير أممي من استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في اليمن    عينيك تستحق الاهتمام .. 4 نصائح للوقاية من إجهاد العين في زمن الشاشات والإضاءة الزرقاء    5 مشكلات صحية يمكن أن تتفاقم بسبب موجة الحر    تجارة الجوازات في سفارة اليمن بماليزيا.. ابتزازًا مُمَنهجًا    الشاعر المفلحي.. رافعات الشيادر روحن فوق جيل الديس    صنعاء .. البنك المركزي يوقف التعامل مع 9 منشآت وشركات صرافة وبنك وشبكة تحويل أموال خلال يونيو الجاري    كيف تواجه الأمة واقعها اليوم (4)    كفى لا نريد دموعا نريد حلولا.. يا حكومة اذهبي مع صاروخ    حين يتسلل الضوء من أنفاس المقهورين    إب .. تعميم من مكتب التربية بشأن انتقال الطلاب بين المدارس يثير انتقادات واسعة وتساؤلات حول كفاءة من اصدره    الحديدة و سحرة فرعون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لن نقبل بأي قيادات داخل الجامعة إلا بالانتخاب
عضو نقابة هيئة التدريس بجامعة صنعاء الدكتور عبدالله ناشر ل(الجمهورية)
نشر في الجمهورية يوم 25 - 04 - 2012

إقالة رئيس جامعة صنعاء وتكليف قائم بأعماله لم يطفيء جذوة التغيير بل زاد اشتعالها ايذاناً بثورة حقيقية ستجتاح الجامعات اليمنية كافة والتي أقرت نقابات هيئة التدريس فيها حق الانتخاب للقيادات الأكاديمية ووافق عليه المجلس الأعلى للجامعات من حيث المبدأ إلا أن عضو هيئة التدريس بجامعة صنعاء وأحد أبرز الناشطين فيها الدكتور عبدالله ناشر في حوار مع (الجمهورية ) يقول: إن وزير التعليم العالي ويسعى لابطال قرار المجلس ليكشف ناشر عن مواجهة ذلك بإضراب مفتوح سيشمل كافة الجامعات اليمنية.
- كونك أحد أعضاء الهيئة الإدارية لنقابة أعضاء هيئة التدريس في جامعة صنعاء، إلى أين وصل مد التغيير داخل جامعة صنعاء ؟
- لا يوجد أي تغيير حقيقي في جامعة صنعاء حتى الآن, كل ما حدث هو تغيير رئيس الجامعة السابق برئيس جامعة جديد. المشكلة ليست في تغيير شخص بآخر, مشكلتنا في منظومة فساد تسيطر على الجامعات اليمنية وتسيرها من خارجها تتبع النظام السابق، وهذا كلام تحدثنا عنه كثيراً, ولا جديد في التغيير حتى الآن وباعتقادي أن الجامعة سوف تزداد سوءا، برغم أن رئيس الجامعة الحالي يحاول أن يصلح ما أفسد الدهر، لكنه لن يستطيع، لأنهم لم يضعوا أيديهم على الجرح الحقيقي لإصلاح وضع الجامعات.
- لكن الملاحظ أن آلية التغيير التي ينتهجها الرئيس هادي ونظام الحكومة في التغيير وتفكيك النظام هي ما تعيبها اليوم وهي ما تسري على كل المؤسسات الحكومية ومنها جامعة صنعاء؟
- صحيح, وهذه الطريقة قد تنجح في مؤسسات معينة ولكنها لا يمكن أن تنجح في الجامعات اليمنية, كون لها خصوصيتها, هذه مؤسسات فيها نخبة المجتمع، التغيير بهذه الطريقة في الجامعات هو في الواقع تكريس للوضع السابق وربما يقودنا إلى ما هو أسوأ, وفي المرحلة الراهنة الوضع تغير والناس مع التغيير, واستمرار الوضع داخل الجامعة على ما كان قبل الثورة هو أمر في غاية الخطورة, وهنا نقول لكل العقلاء في هذا البلد ومجلس الوزراء على وجه الخصوص تنبهوا: الجامعات اليمنية لها وضع خاص, هناك إشكاليات جذرية وحقيقية داخل الجامعات وهي التي تمثل جوهر المشكلة, والإدارات السابقة كانت جزءاً من السوء داخل البد, لكن إذا أردنا أن نصلح وضع الجامعات علينا أن نبدأ من المكان الصحيح .
- ما هو هذا المكان الصحيح ؟
- النظام السابق كرس في إدارات الجامعات اليمنية ما يخدم مشاريعه ويضمن نظامه، وتنفيذ أجندته الخاصة, فأهدر الكثير من مقدرات الجامعات وتسبب في هجرة العقول المؤهلة والمتميزة إلى خارج الوطن, بل تحولت الجامعات إلى مدارس، وتكرس قيادات لا تنطبق عليها شروط القانون, وهي في نفس الوقت قيادات غير مؤهلة ولا تمتلك أي رؤية لإصلاح المؤسسات في التعليم العالي والجامعات على وجه الخصوص, هذه كانت تمثل رأس المشكلة. نحن في نقابة أعضاء هيئة التدريس نرى أن أول خطوة في إصلاح التعليم العالي والجامعي بوجه خاص يبدأ بانتخاب للقيادات الأكاديمية, وللحقيقية والإنصاف الأستاذ محمد سالم باسندوة متفهم وهو مع هذا التوجه, لكن هناك معاول تسعى منذ فترة طويلة إلى هدم التعليم العالي, وما زالت هذه القوى تنشط وتحاول عرقلة مسار التغيير في الجامعات.
- تطالبون بحق الانتخاب للقيادات الأكاديمية داخل الجامعة مع أن القانون الحالي للجامعات لا ينص على هذا الحق وانتم الآن تطالبون بحق خارج القانون ؟
- يا أخي لا يصلح في الجامعات إلا الانتخابات الحرة والمباشرة للقيادات الأكاديمية, فالانتخابات تعني أنك ستختار الكفاءات، ومن هنا يمكنك أن تبني المؤسسات بشكل صحيح. القانون الحالي هو قانون فرضه رأس النظام السابق فرضاً على أعضاء هيئة التدريس، حيث كنا في 1993 ننتخب القيادات الأكاديمية في الجامعات اليمنية, وكان لنا قانون ينص على مبدأ الانتخاب، وكانت تلك هي الفترة الذهبية للجامعات اليمنية, والذي حصل أن رأس النظام عجز في تلك الفترة عن إيصال أنصاره الذين لا تتوفر فيهم لا قدرات أكاديمية ولا مهارات إدارية إلى قيادات الجامعة عبر الانتخابات، لذلك عمد إلى إلغاء الانتخابات، فجاء بهم عبر إصدار قانون جديد يقوم على التعيين, لأنه شعر أن طريق الانتخابات تدفع نحو إيجاد جيل واع ومتنور وجامعات حرة ومستقلة عن سطوته الأسرية، فعمل على إلغاء القانون وهذه هي قمة المهزلة في أن يُقر حق الانتخاب للفلاح والرعوي في الريف - وهذا في الواقع حق لهؤلاء – ولكن المهزلة بأن يُسلب هذا الحق ويحرم منه أساتذة الجامعات. هكذا كان النظام السابق. وبالعودة إلى سؤالك, من أن القانون الحالي لا يوفر شرط الانتخاب, نقول أولاً الدستور في هذا البلد قد تم تعليقه بالمبادرة الخليجية, فلماذا التحجج بعدم وجود نص في القانون يقول بحق الانتخاب. هذه مشكلتهم وليست مشكلتنا. ما يجب أن يعلمه الجميع أن حق الانتخاب هو السبيل لإصلاح الجامعات والتعليم العالي في اليمن، وقد ناضلنا في الجامعات اليمنية منذ أن أسقطه رأس النظام السابق في النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي، وسوف نستمر في نضالنا من أجله، ولن نقبل بأي قيادات داخل الجامعة من الآن وصاعداً لا يتم اختيارها من قبل أعضاء هيئة التدريس، وفق المعايير المتفق عليها. وقبل أن تقاطعني أسمح لي بنقطة مهمة تتعلق بالذين يتحججون بضرورة تغيير القانون أولاً، نقول لهم إن قانون التعليم العالي الذي ينص على اختيار رؤساء الجامعات من قبل مجلس أُمناء، بأن ذلك القانون قد صدر عام 2010م فلماذا لم يطبقوه منذ ذلك الوقت، حيث لم يطبق حتى هذه اللحظة .! ولم يتذكروا هذا القانون إلا في هذه الأيام عندما بدأ صوت أعضاء هيئة التدريس في جميع الجامعات اليمنية يعلو أكثر للمطالبة بحق انتخاب القيادات الأكاديمية، وهذه الحجة تسقط تماماً. ولا أريد أن يدفعني هؤلاء للحديث عن الشرعية الثورية في هذا الجانب .
- لكن هناك مع تفاقم هذه المشكلة وتعرض الجامعة لمخاطر الإضراب والفوضى والتوقف، يرى البعض أن الحل الوسط يقوم على تقسيم المناصب الأكاديمية بالتساوي بين كل الأطراف كحل وسط ينهي الخلاف أو حتى يؤجله إلى وقت يكون البلد قد خرج من الوضع الذي هو فيه الآن ؟
- دعني أقل لك شيئاً وهو أن النظام سيطر - كما لا يخفى على الجامعة عبر عناصر أمنية أرسلها إلى الجامعات وتم تعيينها خارج إطار القانون, وهو يريد أن يستمر الحال على ما هو عليه الآن, وهو من يحرص على التقاسم. هنا مربط الفرس، أي إن النظام يعمل كل ما في وسعه للدخول في تقاسم، لأنه يعتبر ذلك حبل نجاة له ولعناصره، حيث إن الانتخابات لن تكون في صالحهم. فهل بعد أن أصبح اقتلاع جذور الفساد في الجامعة بمتناول اليد، نقوم نحن برمي الحبل له لإنقاذه. هذه فرصة تاريخية لتنظيف الجامعات وبنائها على أسس وطنية سليمة بعيدة عن أي محاصصات ولأي طرف كان. ليكن معيار الكفاءة والنزاهة هو الفيصل عبر الصوت الحر للناس، ولا ينبغي أن نتخوف من الذي سيقود الجامعة ومن أي اتجاه سيكون طالما سيأتي باختيار الناس.
- لماذا لا يكون هذا جزءاً من الحل ؟
- لا يمكن, ولا يمكن أن يكون هذا حل منطقي لمشاكل الجامعات اليمنية, بل العكس هو الصحيح حيث يدفع الجامعات إلى حالة انهيار أكبر, ونحن نقول لإخواننا في اللقاء المشترك سيرتكبون خطأ كبيراً بل جريمةً كبيرةً بحق أنفسهم وحق الجامعات إذا قبلوا بالتقاسمات. وإن قبلوا هم فإن أعضاء هيئة التدريس لن يقبلوا وهنا سوف نوجد مشكلة جديدة, إذا أرادوا أن يضعوا حلولاً جادة فعليهم أن يبحثوا عن جذور المشكلة، وسيجدون الحل المناسب، وبذلك نتجاوز مفردات النظام السابق ونستوعب الجامعة ودورها الريادي . إن الحلول الجزئية التي يخرج بها الطرفان داخل البلد لن تقدم أي شيء .! الحل هو أن يُمنح أعضاء هيئة التدريس حق الانتخاب المباشر لاختيار قياداتهم الأكاديمية في الجامعات .
- يلاحظ في بياناتكم أو في تصريحاتكم لغة تهديد، ما الذي يمكن أن يقوم به أعضاء هيئة التدريس في جامعة صنعاء أو الجامعات الحكومية الأخرى في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم ؟
- نحن حددنا بوضوح في بياننا الأخير لوزير التعليم العالي مهلة مدتها أسبوع – قبل استقالة رئيس جامعة صنعاء السابق - لاختيار قيادة جماعية للجامعة, - وهذه المهلة انتهت هذا الأسبوع - وقد وضحنا في البيان مطالبنا وما يجب أن يقوم به وزير التعليم العالي, وكان قد سبق في اجتماع مع وزير التعليم العالي يحي الشيعبي قبل الانتخابات الرئاسية في فبراير بشهرين أن طلب مننا في الهيئة الإدارية للنقابة أن نعطيه فرصة كافية وكانت 57 يوماً بالتحديد لكي تتم الانتخابات، وقد وعد حينها بحلول جذرية للجامعات ولكن الرجل لم يف بوعده حتى اللحظة, وهو الآن - يعني الشعيبي - ويريد أن يبطل قرار المجلس الأعلى للجامعات المنعقد بتاريخ 9/4/2012 الذي أقر مبدأ الانتخابات, ونحن حددنا في بياننا لوزير التعليم العالي مهلة أسبوع كما قلت لك, بحيث تدير هذه القيادة الجماعية جامعة صنعاء لمدة أسبوعين فقط لتهيئة وإجراء الانتخاب للقيادات الأكاديمية, وهنا نقول بوضوح إن لم يتم إقرار الآلية التي طلبها المجلس الأعلى للجامعات في اجتماعه قبل السابق, وبالتالي الشروع في تنفيذ الانتخابات فإننا سنلجأ لكل الخيارات المتاحة أمامنا لانتزاع هذا الحق، لأننا لم نعد مستعدين لتقديم التنازلات فيما نعتقد أنه يدمر مؤسستنا التعليمية. لقد قدم الأكاديميون دماؤهم في الشوارع ضمن ثورتنا السلمية وفي مقدمتهم اثنان من أعضاء الهيئة الإدارية للنقابة ممن جرحوا في المسيرات السلمية، ولسنا بعد هذا مستعدين لأن يستمر الفساد ومعاوله الهدامة تدمر مؤسساتنا التعليمية في اليمن ونحن نتفرج عليها.
للأسف الشديد استطاع صالح خلال فترة حكمه أن يوجد له معاول لهدم هذه المؤسسات من داخلها.
- هذا يدفعنا لسؤال نراه مهماً لماذا الخوف على جامعة صنعاء وهل صحيح أنها تمثل بالنسبة للنظام السابق خطاً أحمر ؟
- طبعاً جامعة صنعاء وهذا للعلم أنها تمثل العقدة لعلي عبد الله صالح .
- وهل هذه العقدة هي ما جعلته يقاطع الجامعة لسنوات عديدة؟
- صحيح الرجل قاطع جامعة صنعاء لأكثر من عشر سنوات, كونه (أي أعضاء هيئة التدريس ونقابتهم) لا تسير وفق هواه برغم كل الاستهداف الذي طالها, وقد ظلت تمثل له عقدة حتى غادر السلطة, ودائماً كانت عصية على الكسر والتطويع، بسبب الوعي الاستثنائي الذي يتمتع به أعضاء هيئة التدريس بكل اتجاهاتهم، بما في ذلك إخواننا في حزب المؤتمر، إلا من قبل أن يبيع نفسه للنظام.
- لماذا هذا العداء من النظام السابق ما هي الخطورة التي تمثله الجامعة بالنسبة له على اعتبار كلامك السابق ؟
- النظام السابق بما لا يخفى على أحد كان يدمر التعليم العالي بالأساليب التي يسيطر بها على الجامعات......
- مقاطعاً” لم تجب على السؤال لماذا الخوف هل كون جامعة صنعاء ستقود التغيير والثقافة في البلد وهذا ما يخيف علي عبد الله صالح أم شيئاً آخر ؟
- نعم يخاف كثيراً من جامعة صنعاء. قبل الوحدة كما تعرف لم يكن يدخل الجامعة إلا من حصل على صك براءة من قبل الأمن السياسي ومع هذا تمكنت كثير من شخصيات الحركة الوطنية أو مخرجاتها التي كانت تتميز بوعي وثقافة استثنائية إلى حد كبير, من دخول الجامعة فبقيت هاجساً لدى علي عبد الله صالح إلى أن تم ترحيله من السلطة, وهنا مازالت جامعة صنعاء عصية وهي تمتلك قدرات بشرية متميزة ورائعة ومشكلتها أنها لم تلاق فرصتها كي تخدم المجتمع. هناك برنامج كانت ومازال يتم إعداده في أقبية الآمن يعمل على أسر الجامعات بيد رأس النظام السابق والذي أدى إلى حالة الانهيار التي تشهدها الجامعات اليمنية، وهذه النقطة التي جعلت النظام يركز على جامعة صنعاء بالذات, فأعضاء هيئة التدريس بجامعة صنعاء ممثلين بنقابتهم كانوا على الدوام رأس حربة التغيير، وقد نفذت النقابة أطول إضراب شهدته البلاد عام 2005م ثم إضراب لخمسة أشهر نفذته النقابة بعد مجزرة النظام بحق شباب الثورة السلمية يوم جمعة الكرامة18 / مارس 2011م.
- ربما أن هناك مبرراً من الخوف من جامعة صنعاء كونها انطلقت منها شرارات الثورة؟
- هذا صحيح, وللأسف الشديد هي تشهد الآن عقوبات شديدة من قبل القربي والشعيبي, كونها خرجت منها الثورة, ونحن نقول لهم لن يستمر هذا العقاب وسوف تنتصر إرادة التغيير في الجامعة وفي الوطن ككل.
- قلت قبل قليل إن المهلة المحددة لوزير التعليم العالي تنتهي هذا الأسبوع ما شكل التصعيد الذي ستبدءون به إذا لم يتم الاستجابة لمطالبكم ؟
- نقابة أعضاء هيئة التدريس في انعقاد دائم الآن, وهناك بعض الأبواب متاحة للخروج من هذه الإشكالية, وخلال اليومين القادمين سوف تتبلور القضية بصورة نهائية ونحسم المسالة مع حكومة الوفاق الوطني إما أن يستجيبوا لمطالب أعضاء هيئة التدريس أو نذهب للتصعيد، وإذا ما أجبرونا على التصعيد هذه المرة فلن نتراجع أبداً حتى تحقيق جميع المطالب, كنا في الماضي نوقف الإضرابات باتفاقات, هذه المرة لن يكون هناك أي توقف مالم تنجز جميع المطالب وهنا لن نعود لتوقيع أي محاضر ولن نوقف أي تصعيد إلا بتحقيق كافة المطالب والأيام القادمة سوف تؤكد هذا الكلام.
- تنوون تصعيداً نقابياً أم ثورة ؟
- الأصل أن جامعة صنعاء تقود ثورة, وبإذن الله سوف نقود ثورة في إطار الجامعات اليمنية، والجديد هو أن التصعيد سوف يشمل كل الجامعات الحكومية في كل البلاد لأنهم جميعاً معنيون بإصلاح الجامعات وتطهيرها من الفساد وإنقاذها من الانهيار. وفي الواقع الجميع متهيئ ويتواصلون معنا باستمرار.
- اللقاء التشاوري لنقابات الجامعات اليمنية الحكومية الذي دعت له نقابتكم في جامعة صنعاء يوم 11/4/2012 بماذا خرج ؟
- بعد أن أقر المجلس الأعلى للجامعات في اجتماعه يوم 9/4/2012 مبدأ انتخاب القيادات الأكاديمية وكلف وزير التعليم العالي أن يقدم الآلية المناسبة لذلك, فوجئنا بأن وزير التعليم العالي لم يقدم الآلية المطلوبة، بل لم يضمن جدول أعمال المجلس هذا الموضوع بالمرة، و تم إسقاطه من جدول الأعمال عنوة, تم توجيه الدعوة لإخواننا في نقابات أعضاء هيئة التدريس بجميع الجامعات اليمنية الحكومية، وحضرت إلى صنعاء وعقدنا لقاءً تشاورياً لمدة يومين خرج اللقاء بإقرار صريح وواضح لحق الانتخاب للقيادات الأكاديمية في الجامعات الحكومية اليمنية, وطلب واضح وصريح بضرورة تعديل قانون الجامعات اليمنية، وقد تم رفع ذلك برسالتين رسميتين موقعتين من ممثلي النقابات إلى دولة رئيس الوزراء ووزير التعليم العالي يحيى الشعيبي, ولكن يبدو أن وزير التعليم العالي لا يعير هذه القضايا أي اهتمام, وهنا نريد أن يصل صوتنا إلى دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ محمد سالم باسندوة: حيث نود القول أن البعض يعمل على تنفيذ مخطط مفضوح من قبل النظام السابق يتمثل في زج حكومة الوفاق الوطني في معركة مع أساتذة الجامعات اليمنية عبر محاولة تعطيل تنفيذ قرار المجلس الأعلى للجامعات الذي أقر حق الانتخاب للقيادات الأكاديمية بالجامعات اليمنية، وهم بهذا المخطط يعتقدان أنهما سيخلقان بؤرة توتر خطيرة تهدد حكومة الوفاق الوطني وتعيق تنفيذ المبادرة الخليجية، لهذا نرجو من رئيس حكومة الوفاق الوطني والعقلاء في الحكومة التنبه لهذا المخطط وتفويت الفرصة على من يريد تنفيذه.
- ألا تشعرون بأنكم بهذا التصعيد الذي تقول إنكم سوف تبدأون بتنفيذه خلال الأيام القليلة القادمة سوف تحرجون الحكومة وربما الرئيس هادي نفسه في إنجاز أو استكمال التغيير الحقيقي الذي ينتظره ويتطلع له كل اليمنيين من خلال استكمال تغيير القيادات العسكرية المرتبطة بالعائلة والنظام السابق والقيادات المناصرة للثورة المنشقة عن الجيش ؟
- من المؤكد أن هذا سوف يوقعهم في هذا المأزق وهذا ما نقوله لهم بكل وضوح، ونريد منهم أن يتنبهوا للمخطط.
- مقاطعاً “ أنتم بهذا التصعيد سوف تشغلون الرأي العام وتذهبون به جانباً عن التغيير الحقيقي ؟
- أبداً .. نحن نقول وهذا كلام موجه إلى رئيس الحكومة الأستاذ محمد سالم باسندوة الذي شخصياً أثق به من خلال كلامه أنه مع إصلاح الجامعات، ونريد منه أن يستمر في موقفه ونقول له إن ما يصنعه البعض هو مخطط مفضوح للزج بحكومة الوفاق الوطني إلى مربع الصراع مع نقابات أعضاء هيئة التدريس بالجامعات اليمنية, من خلال إبطال القرار الذي خرج به المجلس الأعلى للجامعات الذي أقر مبدأ الانتخابات. هؤلاء يريدون في الواقع أن يضربوا حكومة الوفاق الوطني بأعضاء هيئة التدريس وهنا نقول لهم ...
- مقاطعاً “ ما الذي يمكن أن تقوم به الحكومة لحل هذه الإشكالية ؟
- المسألة في غاية البساطة, لقد تم إقرار مبدأ انتخاب القيادات الأكاديمية من قبل المجلس الأعلى للجامعة في اجتماعه يوم 9/4/2012، والمطلوب أن يوجه دولة رئيس الوزراء وزير التعليم العالي لتنفيذ القرار فوراً.
- يا دكتور عبد الله وكأن عملية الانتخاب سوف تكون الحل السحري لمشكلات الجامعة أليس هذا تسطيحاً للمشكلات وتهويلاً في غير محله ؟
- نعم في الواقع هو الحل السحري, وفي ظروف الجامعة وظروف البلد لن يكون هناك حل مناسب سوى الانتخابات, وهنا نقول عندما تختار قيادات أكاديمية أولاً أنت تتيح لأكبر شريحة في المجتمع مؤهلة أن تختار اختياراً كفؤاً ونزيهاً, سوف أضرب لك مثالاً بانتخاب نقابة أعضاء هيئة التدريس, كان الحزب الحاكم يمتلك 205 بطاقة بين مندوبي المؤتمر العام للنقابة من أصل 336 ومع هذا صوت مندوبو المؤتمر العام لنقابة أغلبيتهم ليسوا من الحزب الحاكم هذا يعكس النضج والوعي العالي لدى أعضاء هيئة التدريس في جامعة صنعاء بغض النظر عن اتجاهاتهم السياسية, أليس بمقدور هذه النخب الجامعية أن تختار القيادات الأكاديمية الأكثر كفاءة وقدرة على إدارة الجامعة في المرحلة القادمة ؟! هذا هو السبيل للنهوض بالجامعات ومعالجة كل المشكلات المتراكمة فيها طول السنوات الماضية, بل والخروج من حالة الانهيار التي تعاني منه الجامعات.
- لماذا لا تؤجلون هذه المطالب على الأقل إلى ما بعد إعادة هيكلة الجيش، أقل شيء يكون الرئيس قد أنجز أهم شيء في بنود المبادرة وحقق أهم مطلب لشباب الثورة ولا يكون هذا التصعيد حجر عثرة أمام عجلة التغيير التي تباشر عملها اليوم كما تسمع وترى ؟
- يا أخي نحن تأخرنا كثيراً, وأنت تدرك ويدرك الجميع أن جامعة صنعاء انطلقت منها شرارة الثورة, وقبل التوقيع على المبادرة الخليجية قلنا علينا أن نتمهل قليلاً وتعرضنا بسبب ذلك لنقد لاذع من إخواننا أعضاء هيئة التدريس. أعتقد أننا أتحنا فرصة كافية لحكومة الوفاق الوطني كي تعطي أولوية للجامعات, ومع كوننا لم نُصعد في تلك المرحلة بحيث نساعد الوطن على الخروج من المأزق الذي هو فيه، فقد فُسر ذلك بشكل خاطئ, ونسي البعض أن جامعة صنعاء كانت ثورة ولا زالت حتى اليوم ثورة ولم ترضخ لرأس النظام في عز قوته فكيف اليوم وهو في أدنى سلم الضعف والسقوط, لقد هدأنا في عز الثورة من أجل أن يخرج الوطن بسلام ويبدو أن هذا فسر بطريقة خطأ, الآن يريد النظام السابق أن يبقى مبدأ التقاسمات جارياً ونحن نقول هذا لن يكون. ليس أمامنا سوى المضي في انتخاب القيادات الأكاديمية وتصحيح قانون الجامعات مالم فإن حركة التصعيد سوف تقوم بدورها في الضغط حتى تلبية كل المطالب بلا استثناء, وهنا نقول ونؤكد لن يتوقف أي تصعيد تحت أي ظرف سوى بتحقيق كافة المطالب غير منقوصة ولا مستثناة .
- ما حقيقة اعتراض رئيس جامعة صنعاء الحالي في المجلس الأعلى للجامعات الأخير عند عرض موضوع إنشاء جامعة صنعاء للعلوم الصحية ؟
أشكرك على هذا السؤال لأنه سيتيح لي أن أوضح إلى أي مدى يتدخل البعض بشؤون الجامعات.. الذي حصل هو إدراج موضوع جامعة صنعاء للعلوم الصحية في جدول الإعمال الذي لم يتم بطلب من رئيس جامعة صنعاء الحالي, وقد فوجئ الجميع أن رئيس جامعة صنعاء يقول من هو الذي قدم هذا الطلب دون أن اعرف وأنا رئيس جامعة صنعاء, والذي تبين أن الذي قدم الطلب هو أبو بكر القربي.
- لماذا طرح مثل هذا البند ؟
- هو أدخله كون هناك موضوع متعلق بأرض أعضاء هيئة التدريس, وهو يريد من خلال هذا الموضوع أن يعيق تنفيذ قرار مجلس جامعة صنعاء بمنح أعضاء هيئة التدريس أرضاً للسكن داخل الحرم الجامعي، مثل ما هو معمول به في كل بلاد الدنيا وفي كل الجامعات. أراد من خلال ذلك أن يعيق تنفيذ هذا القرار، وهو استمرار لنهج النظام السابق في العداء المستمر لأعضاء هيئة التدريس بجامعة صنعاء. لقد كان هناك قرار لرئيس الجامعة عام 2004م بمسح أراضي الجامعة وتحديد المخصص منها للمنشئات وإخراج الأراضي الفائضة بحيث تمنح لأعضاء هيئة التدريس في الجامعة وقدماء الموظفين، وهذا في الواقع لم يكن إلا تنفيذاً لتوجيهات حصلت عليها النقابة من رئيس النظام السابق والتي لم تجد طريقها للتنفيذ منذ 1991، وشخصياً أحمد الله أن رأس النظام السابق لم يحظ بهذا الشرف في أن ينال أعضاء هيئة التدريس هذه الأرض في عهده بل يذهب هذا الشرف اليوم لحكومة الوفاق الوطني لأنه لم يكن صادقاً مع أعضاء هيئة التدريس ابداً، واليوم بعض من بقايا النظام مستمرون في مسلسل مناصبة العداء للجامعة ولأعضاء هيئة التدريس، وهم من الأسباب التي أدت إلى هجرة العديد من كوادر الجامعات إلى خارج البلد. لقد تم إدخال هذا الموضوع من أجل انتزاع هذه الأرض التي سوف تمنح لأعضاء هيئة التدريس, وقد استغرب رئيس جامعة صنعاء المكلف بقوله من الذي أدخل هذا الموضوع وكيف حصل هذا وأنا رئيس جامعة.
- هل طالبتم باجتماع مع الرئيس عبده ربه منصور هادي ؟
- نحن لم نطالب حتى الآن بأي لقاء معه, ونحن نقدر مشاغله الكثيرة، كما نقدر جهوده التي يبذلها للخروج بالبلد إلى بر الأمان .
- تعتقد أن الرئيس هادي سوف يلق اهتماماً يذكر لجامعة صنعاء عكس ما ذهب إليه الرئيس السابق ؟
- نحن نتمنى ذلك وحتى الآن الرئيس هادي مهتم بأمر الجيش وإنجاز الهيكلة, وموضوع القاعدة، ...الخ، وربما أن وضع جامعة صنعاء لا يحتل أولوية لديه, وأنا أعتقد أن هذا يعد خطأ كبيراً, وأقول إن التغيير الحقيقي لن يكون إلا عبر الجامعات. يا أخي الجامعات اليوم لا تقوم بأي دور في خدمة المجتمع, بل أصبحنا أشبه بمدارس ثانوية, هناك اليوم في الجامعات اليمنية فئة من أرقى الشخصيات الأكاديمية ليس على المستوى المحلي بل والإقليمي والعربي, لدينا كوادر رائعة تخرجت من أرقى الجامعات العالمية ومشكلتها أنها لم يتح لها الفرصة أن تقوم بواجبها وتلتحم بالمجتمع من خلال ما تمتلكه من علم وخبرة أكاديمية.
- اللقاء المشترك متجاوب ومتفهم لمطالبكم ؟
- بالتأكيد فلم نعرفهم في الجامعة إلا من المطالبين بالتغيير داخل الجامعة, ودائماً كانت كوادره هي الطرف المقصي داخل الجامعة, وما أعرفه أنهم ليسوا مع التقاسمات داخل الجامعة وأنهم مع مطالب التغيير الحقيقي والمنشود داخل الجامعة, التقاسمات خطر على الجميع والجامعة اليوم في فرصة كبيرة كي يتم تطييرها من الفساد .
- سؤال أخير لا تستطيع جامعة صنعاء أن تمارس أي تغيير منشود دون البداية من الانتخابات المباشرة كأهم المطالب لديكم ؟
- لن يكون هناك أي تغيير ..
- مقاطعاً “ الحرية اليوم تختلف عن الماضي البلاد بالكامل في وضع مختلف ومناخ التغيير والعمل نحو التغيير مفتوح بشكل واسع تغيرت كثير من القواعد وفُتحت كثير من الأبواب لماذا لا تنطلقون في التغيير الشامل من هذه القنوات كبداية للوصول إلى التغيير الشامل والكامل والذي كما يقول كثير أنه لا يأتي دفعة واحدة ؟
- أبداً, لن يحدث أي تغيير حقيقي في الجامعات بدون انتخابات لقياداتها الأكاديمية، نريد أن نسمي الأمور بمسمياتها, لن يتحقق أي تغيير بدون ذلك، إن تغيير رئيس جامعة بشخص آخر وتقول هذا تغيير أعتقد هذه مغالطة.
- أقصد من السؤل لماذا لا تستفيدون من الوضع الحالي وهو بالتأكيد يختلف عن الوضع السابق بكثير ؟
- التأخير له مآلات خطيرة, ونتائجه كارثية, إذا أردنا تغييراً حقيقياً في المجتمع فيجب أن نبدأ من الجامعات وهذا مع الأسف ما يدركه النظام ويغفل عنه الكثير من المحسوبين على الثورة, النظام اليوم يستميت على الجامعات كونه يدرك هذه الحقيقة, الجامعات لا تشبه أي مؤسسات أخرى إطلاقاً ولا يجوز تشبيهها بالمؤسسات الأخرى، بل تريدً وتغييراً حقيقياً ، إذا أردنا تغييراً حقيقياً فعلينا أن نبدأ من الجامعات. عدم إنجاح التغيير في الجامعات اليمنية هو في الواقع إيقاف للتغيير، وإيقاف زحف الثورة ينطلق من تعطيل جامعة صنعاء والجامعات الحكومية في البلد بالكامل عن القيام بدورها.
- ما الذي يخيفك في المرحلة القادمة ؟
- أتخوف من أن لا تعي حكومة الوفاق مخاطر ما يطرحه أساتذة الجامعات, أخاف من أن الحكومة لا تستوعب أن هناك أطرافاً تريد أن تجر الحكومة في معركة مع أساتذة الجامعات اليمنية وخاصة جامعة صنعاء، على حساب التغيير ووضع البلاد, النظام يدرك أن هذه القوة الضاربة داخل الجامعة التي لم ترضخ للنظام في أي يوم من الأيام يمكن أن تدخل في صراع مع الحكومة من خلال عرقلة أي جهود نحو التغيير الشامل والحقيقي داخل الجامعة والبداية من إقرار مبدأ الانتخابات.
- متفائل من المرحلة القادمة ؟
- متفائل جداً, فما دام هناك ثورة مشتعلة وهناك شباب صامدون في الساحات وعلى بوابة جامعة صنعاء فأنا متفائل جداً, أنا لا أراهن على أي سياسي بقدر ما أراهن على هؤلاء الشرفاء الذين لا زالوا في ساحات الحرية والتغيير وفي مقدمتهم شباب ثورة فبراير على امتداد وطننا اليمني، لم أكن أرى الوطن الحلم الذي يسكننا هماً ويسكننا أملاً اقرب إلى التحقيق من اليوم.
- كلمة أخيرة ؟
- أنا أوجهها إلى كل الزملاء من أعضاء هيئة التدريس وفي كل الجامعات الحكومية, نحن في لحظة تاريخية فارقة يجب أن لا تفوت. لقد صبرنا كثيراً وحان الوقت كي نعيد الحياة إلى جامعاتنا اليمنية كي تقوم بدورها المنشود, هذه هي اللحظة التي يجب أن نصحح فيها وضع الجامعات ومن ثم ننطلق إلى التغيير في كل أنحاء البلاد, هذه هي اللحظة التي سوف نستطيع من خلالها أن نخدم ونقدم خدماتنا للمجتمع بشكل صحيح, يجب أن نفشل جهود النظام السابق الذي يستميت كي يعرقل التغيير داخل جامعاتنا وفي الوطن ككل، ويسعى إلى خلق مشكلة مع الحكومة من خلال عدم الاستجابة لهذه المطالبة المشروعة والتي أصبحت قدراً لا يمكن التنازل عنه. لا ينبغي أن نكون أقل ثورية من أبنائنا الذين خرجوا إلى الساحات للانتصار للوطن والإنسان فيه وقدموا أرواحهم في سبيل ذلك, ما سندفعه من تكاليف في معركتنا مع الفساد والمفسدين في الجامعات لن يكون أكثر مما دفعه شباب الثورة في الساحات، ولكن المؤكد أن ما سنجنيه من التغيير الكثير والكثير ليس للجامعات فحسب بل للوطن كله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.