بعض السطور عن دور الاعلام    راموس: اريد انهاء مسيرتي بلقب مونديال الاندية    صنعاء .. التربية والتعليم تعمم على المدارس الاهلية بشأن الرسوم الدراسية وعقود المعلمين وقيمة الكتب    حريق يلتهم مركزاً تجارياً وسط مدينة إب    مسؤول إيراني: نستعد لشن ضربة قوية على إسرائيل    السامعي يدعو لعقد مؤتمر طارئ لمنظمة التعاون الاسلامي لبحث تداعيات العدوان على إيران    كأس العالم للأندية: تشيلسي يتصدر مؤقتاً بفوز صعب ومستحق على لوس انجلوس    النفيعي يعلن القائمة الأولية لمنتخب الشباب استعدادا لكأس الخليج بالسعودية    واشنطن تبلغ حلفائها بعدم التدخل في الحرب بين ايران واسرائيل وصحيفة تكشف توقف مصفاة نفط    وجبات التحليل الفوري!!    صنعاء : التربية تعمم بشأن الرسوم    اتحاد كرة القدم يقر معسكرا داخليا في مأرب للمنتخب الوطني تحت 23 عاما استعدادا للتصفيات الآسيوية    إيران تصدر إنذارا لإخلاء قناتين للعدو الاسرائيلي بعد استهداف تلفزيونها الرسمي    العلامة مفتاح: اليمن غيرت كل المعادلات وغزة مدرسة ونشيد بموقف باكستان    صنعاء تعلن الغاء نقطتي تحصيل "مأرب والضالع"    تشكيلات مسلحة تمنع موكب "مليونية العدالة" من دخول عدن    الأمم المتحدة تقلص مساعداتها الإنسانية للعام 2025 بسبب نقص التمويل    القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي يتفقد مستوى الانضباط الوظيفي في هيئات المجلس بعد إجازة عيد الأضحى    باكستان: إسرائيل "دولة مارقة" وقدراتها النووية تشكل تهديدا للسلام العالمي    غزة.. عشرات الشهداء بمجازر جديدة وانقطاع الإنترنت وسط وجنوبي القطاع    بطولة برلين للتنس.. أنس جابر تبدأ بنجاح مشوارها في برلين    نائب وزير الاقتصاد يلتقي وكيل وزارة الخدمة المدنية    أمين عام الإصلاح يعزي البرلماني صادق البعداني في وفاة زوجته    احتجاجات غاضبة في حضرموت بسبب الانقطاعات المتواصلة للكهرباء    البكري يبحث مع مدير عام مكافحة المخدرات إقامة فعاليات رياضية وتوعوية    الوصفة السحرية لآلام أسفل الظهر    الأمم المتحدة:نقص الدعم يهدد بإغلاق مئات المنشآت الطبية في اليمن    تعز.. مقتل وإصابة 15 شخصا بتفجير قنبلة يدوية في حفل زفاف    تصنيف الأندية المشاركة بكأس العالم للأندية والعرب في المؤخرة    اليمن يستهدف عمق الكيان    علماء عرب ومسلمين اخترعوا اختراعات مفيدة للبشرية    بايرن ميونخ يحقق أكبر فوز في تاريخ كأس العالم للأندية    أرقام صادمة لحمى الضنك في الجنوب    الانتقالي ومعايير السيطرة في الجنوب    التوقعات المصيرية للجنوب في ظل الحرب الإسرائيلية الإيرانية    وزيرا الخارجية والصحة يلتقيان مبعوث برنامج الأغذية العالمي    القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد «الأخيرة»    ثابتون وجاهزون لخيارات المواجهة    الفريق السامعي: الوطنية الحقة تظهر وقت الشدة    حصاد الولاء    مناسبة الولاية .. رسالة إيمانية واستراتيجية في مواجهة التحديات    إب.. إصابات وأضرار في إحدى المنازل جراء انفجار أسطوانة للغاز    العقيد العزب : صرف إكرامية عيد الأضحى ل400 أسرة شهيد ومفقود    مرض الفشل الكلوي (8)    من يومياتي في أمريكا .. صديقي الحرازي    هيئة الآثار :التمثالين البرونزيين باقيان في المتحف الوطني    نائب وزير الخدمة المدنية ومحافظ الضالع يتفقدان مستوى الانضباط الوظيفي في الضالع    وزير الصحة يترأس اجتماعا موسعا ويقر حزمة إجراءات لاحتواء الوضع الوبائ    انهيار جزئي في منظومة كهرباء حضرموت ساحلا ووادي    أهدر جزائية.. الأهلي يكتفي بنقطة ميامي    صنعاء تحيي يوم الولاية بمسيرات كبرى    - عضو مجلس الشورى جحاف يشكو من مناداته بالزبادي بدلا عن اسمه في قاعة الاعراس بصنعاء    سرقة مرحاض الحمام المصنوع من الذهب كلفته 6ملايين دولار    اغتيال الشخصية!    قهوة نواة التمر.. فوائد طبية وغذائية غير محدودة    حينما تتثاءب الجغرافيا .. وتضحك القنابل بصوت منخفض!    الترجمة في زمن العولمة: جسر بين الثقافات أم أداة للهيمنة اللغوية؟    فشل المطاوعة في وزارة الأوقاف.. حجاج يتعهدون باللجوء للمحكمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا يرتقي الفن إلا إذا لامس هموم الناس
الفنانمحمد مرشد ناجي ل« الجمهورية » :
نشر في الجمهورية يوم 03 - 06 - 2012


ملخص مانشر:
من الطفولة إلى الشباب ومن الشباب إلى مرحلة المجد الفني وإلهاب مشاعر الشعب.. مراحل مختلفة عاشها الفنان المرشدي ومحطات كثيرة وقف عندها، وتحدث عنها، حقائق تاريخية أفردها، مواقف مشرفة سجلها، رؤى وأفكار طرحها بمنتهى القوة والشجاعة.. وفي هذه الحلقة الأخيرة يتحدث عن علاقته بالمحضار الفنية والشخصية وعن النكهة المرشدية في أغاني المحضار، وعن انطباعاته عن بعض عمالقة الفن اليمني، وعن الأغاني الشبابية والطرب الأصيل، كما أبرز علاقته بالصحافة والصحافة الفنية بين زمنين مبيناً موقفه من فن الغناء والحفلات الفنية، وإذا كانت قد جرت العادة في مثل هذه الحوارات ذات الحلقات أن تكون لها خاتمة في حلقتها الأخيرة، فقد آثرنا عدم الاختتام وذلك لأمرين، الأول: ترك ذلك للقارئ المتذوق ولجمهور المرشدي ومحبي فنه الأصيل.. الآخر: الأمل المتجدد بدوام التواصل واستمراره عبر هذه الصفحة مع قامة فنية عملاقة بقامة الفنان الكبير الأستاذ محمد مرشد ناجي.. فإلى مسك الحلقات:
أغاني المرشدي والمحضار
غنيت للشاعر الكبير حسين أبوبكر المحضار..حدثنا عن العلاقة الفنية والشخصية بينكما، وما هي أهم مميزات تعاونكما الغنائي المشترك باعتباركما قامتين غنائيتين ولكما باع طويل في مجال الغناء ليس في اليمن، بل وعلى مستوى الخليج أيضاً؟
المحضار هو صديق وحبيب وكنا يرحمه الله برغم البعد الذي كان بيننا نلتقي دائماً وهو شاعر كبير وملحن وبالنسبة للتعاون الفني فيما بيننا أريد أن أقول إن الشاعر الكبير المحضار كانت عنده مشكلة تتعلق به حيث كان لايعطي أي فنان كلمات أغنيته إلا وهي ملحنة فهذه هي عادته يقول القصيدة واللحن معاً وهذا دليل آخر على قصة التلحين فالشاعر المحضار لديه مخزون هائل من الغناء الشعبي الحضرمي وهذه الألحان العظيمة التي صاغها المحضار نبتت من ذلك المخزون.. لذلك هو يكتب القصيدة ويلحنها في وقت واحد.
وعلى ذكر هذا لا توجد في أغانيه ألحان أخرى إلا في قصيدة واحدة كتبها، ولكنه لم يستطع وضع اللحن لها.. فعندما قامت الوحدة كتب قصيدة بالأسلوب “الحميني” وهو غير الأسلوب الشعبي الحضرمي الذي عادة مايكتب به المحضار لذلك استعصى عليه لحن هذه القصيدة.. وعندما التقينا في صنعاء نحن الاثنين وكان الفنان عبدالرحمن الحداد ثالثنا ذكر لي هذه القصيدة وقصة عدم استطاعته تلحينها، والقصيدة اسمها “ناشر على الوحدة شراعي” ومطلعها يقول:
يا ساري الليلة لماذا سريت
هل لهذا الأمر داعي
وهي قصيدة جميلة جداً ونحن نتحاور فيها وحول عدم قدرته على تلحينها قلت اكتب لي مطلعها وطلبت منهما الصمت وأن يتركاني لوحدي لفترة لا تتجاوز النصف ساعة.. نعم هذه الفترة فقط ووضعت له اللحن في تلك الجلسة وحتى لا يقال إن المرشدي يتناقض مع نفسه مع ما قاله في سابق هذا الحديث عن حكاية اللحن بحيث لابد وأن يأخذ له وقتاً أطول حتى تحين لحظة تجلي الخاطر اللحني دون إنذار سابق، بالعكس فمثل هذه الأمور تحدث وممكنة جداً ولكن مثل ماكان لدى الملحن مخزون كبير من التراث اللحني، فما بالك والأمر مع قصيدة مثل قصيدة المحضار كلماتها في منتهى الجمال والسهولة وقد تم تلحينها بكل سهولة في تلك الجلسة وتسجيلها وقد أخذها معه في حينه وعندما كان الناس يعتقدون أن هذه القصيدة هي من ألحانه كان يرد عليهم لا هذه القصيدة هي من ألحان أبو علي.
أغاني المحضار والنكهة المرشدية
أما في إطار التعامل في الجانب العملي أريد أن أقول شيئاً يتعلق بهذا الخصوص وهو أغاني المحضار التي غنيتها أنا وكما ذكرت سابقاً أنه يقول القصيدة واللحن معاً وما غنيته أنا طبعاً هو من ألحانه ولكن هناك معالجات لحنية أنا وضعتها بنفسي ويمكن أن نسميها بالنكهة المرشدية، أو المعالجة المرشدية، فمثلاً أغنية “دار الفلك دار” لحنها الأصلي أو الخام أغلبه للمحضار وضعتها في الأغنية لهذا كان هو يرتاح لمثل هذه الأمور فالبرغم أنه كان يضع الأغنية بلحنها الخام إلا أنه بالفعل كان ينبسط عندما يسمع مايضاف إليها من نكهة خاصة وهو ماحدث معي ومع الفنان أبوبكر سالم بالفقيه الذي يأخذ اللحن الخام للمحضار ويضيف إليه مقدمة أو أشياء لحنية أخرى وإضافات.. إلخ وهكذا.
هؤلاء الفنانون
عرفت عن قرب هؤلاء الفنانين أحمد قاسم، محمد سعد، الزيدي، العزاني ومعظمهم قد رحل عن دنيانا كيف تصفهم من حيث الغناء والموسيقى ومقدرتهم على الأداء والطرب؟ بكل صدق وبدون مجاملة؟
والله هؤلاء الفنانون ليس هناك شك بأنهم فنانون كبار وكل ما أقدر أقوله عنهم أنه مثلاً الفنان أحمد قاسم وأنا أشارك الدكتور المقالح في رأيه عندما قال: أن الفنان أحمد قاسم جاء في عصر غير عصره.. أما الفنان محمد سعد فهو فنان كبير ولاشك في ذلك ولايحتاج كلام يمتدح فيه وعن الفنان محمد صالح عزاني، استطيع القول أنه كان مشروع فنان كبير لولا أن القدر خطفه في بداية مشواره الفني فالشخص عندما يستمع إلى ألحانه الستة أو السبعة يجد نفسه أنه أمام موهبة كبيرة.. وهو بالنسبة لي اعتبره أحد أبنائي لأنه كان عندي في المدرسة وأنا فيما بعد من أدخله إلى الحياة الفنية وكنت واثقاً من موهبته ونجاحه فلم أر موهبة مثل موهبته ولكن الموت خطفه في بداية حياته.
أما الفنان محمد عبده الزيدي يرحمه الله فقد كان فناناً جيداً ولا شك في ذلك وأنا الذي وقفت إلى جانبه وقدمته إلى المسرح في إحدى حفلاتي حيث كان عازفاً وتقدم يستأذن مني في إحدى الحفلات ليغني فسمحت له بذلك بكل سرور ولكن عمره الفني قصير جداً هو أيضاً وكان بالإمكان أن يكون فناناً لو أطال الله في عمره.
السعد وكاظم والمرشد
كتب الأستاذ. محمد علي سعد رئيس تحرير صحيفة الجمهورية الأسبق مقالاً منذ بضعة أشهر في صحيفة “الوحدة” أشار فيه إلى أن هناك وجه تشابه كبير بينك وبين الفنان كاظم الساهر وحدد”الشبه بأنكم الاثنان يسكن الوطن أغانيكم وقال عندما أسمع كاظم أرى بغداد ونخيل العراق حين يغني المرشدي أشتم رائحة وطني في صوته.
فإلى أي حد وفق الأستاذ السعد في إيراد ذلك الشبه ومقارنته الجميلة تلك؟
هو كصحفي نابغ رأى أن الفنان كاظم الساهر يهتم بالقصيدة الفصحى وأعتقد أنه بنى رأيه على هذا الأساس كوني أنا أيضاً اهتممت بغناء القصيدة الفصيحة وهنا نقطة الالتقاء الفني.. وهو رأي أجزم أنه أصاب فيه الحقيقة من حيث المقارنة في الملمح أو التوجه الفني في اهتمامي واهتمام الفنان كاظم الساهر بغناء القصيدة العربية.
أما قوله أو بالأصح مشاعري الخاصة برؤيته لبغداد حينما يستمع إلى أغاني يرى عدن فهذه مشاعره الخاصة وهو أدرى بها ولا استطيع التعليق عليها فهو أعلم بها مني ومن غيري.
الأغاني الشبابية والطرب الأصيل
الأغنية الشبابية أغاني الفيديو كليب..
التلفزيون وأثره في صعود وأفول نجوم الشباب في فن الغناء وغيرها من الأشياء التي ساعدت على انتشارها وجود القنوات الفضائية.. كيف تنظرون إلى هذه المسائل؟
بالنسبة للفنانين الشباب فالحديث حول هذا الموضوع يطول كثيراً فالعملية في رأيي تحتاج إلى تصحيح الأجهزة الإعلامية فما هو لدينا في إعلامنا المسموع والمرئي لم توجد فيه لوائح منظمة كما هي العادة في جميع وسائل الإعلام الأخرى؛ لأنه لايمكن أن تعرف إذا ما كانت هناك موهبة فنية أم لا، إلا متى ما ضبطت هذه المسألة ولدينا من السهل أن نشاهد أي أحد يطلع في التلفزيون وفي غيره وهذا يعد من الصعوبة في أي بلد آخر لكن عندنا”اختلط الحابل بالنابل وتشابهت البقر”.
وهناك أيضاً مسألة أخرى تتعلق بعدم وجود الحفلات الفنية والتي تعطى فيها الفرص للمواهب والوجوه الجديدة أمام الجماهير فمثلاً كما قلت لك عن حكاية محمد عبده الزيدي والذي أعطيت له فرصة في إحدى حفلاتي للغناء ونجح فيها لأن الجمهور من حكم على ذلك فاستقبال الجمهور له من عدمه هو المقياس وكذا بالنسبة للفنان بلفقيه والفنان عطروش الذين أعطيت لهما فرصاً مماثلة لفرصة الزيدي واثبتوا فيها مواهبهما وتقبلتهما الجماهير وكانت هي الحكم.
مراحل ازدهار الثقافة والفنون
عشت مراحل مختلفة في زمن الاحتلال وبعده قبل التوحد وما تلا وحدة الوطن.. ما هي المراحل الأكثر ازدهاراً ولماذا؟ خاصة فيما يتعلق في ازدهار الثقافة والفنون بشكل عام؟
حقيقة ازدهار الثقافة بشكل عام كانت أكثر ازدهاراً في العهد البريطاني أما في الفترات اللاحقة فقد أصابها نوع من الجمود لأسباب عدة ففي أيام الاحتلال نستطيع القول أنه كانت هناك حرية لمختلف التيارات والعملية كانت منظمة وفق القانون وفي هذا الإطار قل ماشئت.. عن ما شئت.. واكتب ماشئت أيضاً.. ولكن بشرط أن لاتتعدى الخطوط الحمراء والتي حددها القانون وهذا ما حدث مع الكاتب والصحفي الكبير الراحل عبدالله عبدالرزاق باذيب عندما شعر الإنجليز أنه تجاوز الخطوط الحمراء قدمته للمحاكمة وهذا في رأيي أذكى وأعدل من حكم الأنظمة العربية السابقة والحالية التي لايستطيع فيها الكاتب أن يقول شيئاً وأن فعل فمصيره معروف أما الإنجليز كانوا أكثر ذكاء فكل ما فعلوه هو محاكمته وفقاً للقانون.. ونال عقوبة خمس سنوات توقف عن الكتابة وهي في نظري عقوبة أشد من القتل فهي في هذا تساوت مع الأنظمة العربية ولكن بذكاء فالكاتب عندما تحكم عليه بالتوقف عن الكتابة معناه، أنك قتلته بدون سلاح أو سيف..
وبالفعل أثرت هذه العقوبة على باذيب وأنا بحكم معرفتي السابقة بما كان يكتبه قبل التوقف وبعده عندما أصدر فيما بعد صحيفة “الأمل” بعد خروج الإنجليز كنت أجد الفارق في كتاباته السابقة واللاحقة.
المرشدي والصحافة
علاقتك بالصحافة قديماً وحديثاً ماذا يمكن للقارئ أن يعرف عنها، خاصة وأن الكثير يعدكم من الفنانين المثقفين الذين لهم اهتمام كبير وإطلاع واسع بالجانب الثقافي والإبداعي والصحافة واحدة منها؟
علاقتي بالصحافة علاقة وطيدة ومن خلال معايشتي لواقع الأمس ولواقع اليوم أجد أن صحافة الأمس كانت مزدهرة أكثر مما هي عليه اليوم، خاصة في الأمس الاستعمار فمثلاً الأستاذ باذيب كان سكرتيراً لصحيفة النهضة التي كان يرأس تحريرها الأستاذ عبدالرحمن جرجرة هذه الصحيفة كانت لسان حال رابطة أبناء الجنوب وهي جريدة أسبوعية.. وقد كانت تنفد في الساعات الأولى لتوزيعها من يوم إصدارها وذلك لجرأة المواضيع التي كانت تتناولها وأهمية ما تنشره فيها بالنسبة لكل قارئ.
فالصحافة يا عزيزي والثقافة بشكل عام بكل فنونها لايمكن أن ترتقي ما لم تكن ملامسة لهموم الناس وما لم تكن فيها حرية بحيث يجد فيها أي إنسان المتنفس وأنها فعلاً تعبر عن حقيقة مشاعره وآلامه وأفراحه وأحزانه وهكذا أيضاً الكاتب أو الفنان يجد فيما يبدع أن الناس تتجاوب معه وتكون هناك ردود فعل بين المرسل والمتلقي ومتى ما كان هذا موجودا فإن الأمور تسير بصورة جيدة والإنجليز كانوا في مثل هذه الأمور مهتمين بالرأي العام وهذا الأهم وهنا الفرق بين اليوم والأمس لأن هدف الرسالة الفنية أو الإعلامية أو غيرها تكون الناس لذلك لابد أن يكون ما ترسله له تأثير عند الغالبية العظمى وكذلك السلطة وإلا لا فائدة فيما تكتبه أو تبدعه.
الصحافة الفنية بين زمنين
بالنسبة للصحافة الفنية، هل لنا أن نعرف كيف كانت في الماضي وكيف صارت عليه اليوم؟ وهل ساهمت في الحركة الفنية اليمنية وتطورها؟
الصحافة الفنية في أيام الاستعمار كانت توجد فيها الكثير من الإثارات والمعارك الفنية؛ بحكم وجود التنافس بين الفنانين، بل والشعراء والكُتاب أنفسهم وكانت الصحافة الفنية كثيراً ما تثير مثل هذه المعارك، بل والشتائم أحياناً ولكن أكثر ما كانت تهتم به الصفحات الفنية في ذلك الوقت الأخبار المتعلقة بالفنانين ومما أتذكره في هذا الاتجاه اتجاه المعارك الفنية أو الجدل الفني ما دار من جدل حول أغنية “لاتخجلي” وهي من كلمات الشاعر أحمد الجابري ومن الأغاني التي تعالج قضية الحجاب عند المرأة، وعندما غنيت هذه الأغنية دار جدل حولها، البعض معارض والبعض مؤيد واستمر الجدل حولها في الصحف ما يقارب ثلاثة أشهر ومثلها ما دار حول أغنية “وحدة” التي كتب كلماتها الأستاذ عبدالله فاضل، ولكن أحمد شريف الرافعي الله يرحمه كانت له كتابات هجومية ومهاترات وصاحب قلم سليط ولأنه سمع على ما أعتقد أن الأستاذ عبدالله قال عنه كلاماً هاجم كلمات الأغنية وقد دخلت أنا معه في معارك صحفية حول هذا الموضوع كنا نتناوب في الكتابة حولها يومياً في صحيفة الأيام ولكن باختصار الصحافة الفنية أو ماكان ينشر في صدر الصفحات الفنية داخل صحف تلك الفترة لم يكن مبنياً على أصول نقدية أو بالأصح لم يكن هناك نقاد فنيون متخصصون، بل كانت هناك محاولات نقدية عابرة ليست مبنية على أسس صحيحة وربما كان للصحافة الفنية العربية في ذلك الوقت تأثير كبير على ما يكتب في ذلك الحين في صحف عدن ومع ذلك فهي كانت أكثر مما هي عليه الآن الذي غابت فيه الصحافة الفنية بشكل ملحوظ تماماً.
الحفلات الفنية والتنافس والخوف
وماذا عن الحفلات الفنية، كيف كانت وما هو تقييمك لها الآن بعد هذا العمر؟ وهل مازالت لديك الرغبة في الاشتراك فيها بعد هذا العمر الجميل؟
لم يحصل في تاريخ الغناء العربي كله أن ثلاثة أو اثنين من الفنانين المتنافسين غنوا معاً في حفلة واحدة؛ ولذلك مثلاً ترك عبدالوهاب الحفلات الموسيقية وعمره في الثلاثينيات، بينما نحن كنا هنا في اليمن نحيي حفلات مشتركة كما هو الحال معي والفنان أحمد قاسم، بل وأحياناً كنا نحيي حفلات يكون فيها أكثر من ثلاثة فنانين أو أربعة أمثال الفنان المرحوم علي الآنسي وعلي السمة وغيرهما وبرغم أن هذه المسألة هي خطأ إلا أننا كنا نعملها وربما أخذت أنا المسألة كعناد أو كإثبات على القدرة في التحدي؛ لأن ذلك عند أهل الفن فيه شيء من الخوف فكيف يمكن أن يغني مثلاً محمد عبده وطلال مداح في حفلة واحدة أو وردة وفائزة أحمد أو فريد وعبدالوهاب.. ومع هذا أقمنا حفلات معاً كما ذكرت لك سابقاً ونجحت فيها، بل كنت دائماً آخذ الفقرة الأخيرة..
وهي الفقرة التي يخاف منها كل فنان اعتباراً لعدم ضمان انتظار الجمهور له إلى الفقرة الأخيرة ولكني أنا أعتبر المسألة عادية وإذا كان لي جمهور يحب المرشدي وأغانيه فحتماً هو سينتظرني وهذا ما كان بالفعل سواء في حفلاتي المشتركة مع الفنان أحمد قاسم أو مع الفنانين الآخرين في صنعاء أو خارجها وظللت على هذا الحال طيلة أكثر من خمسين عاماً هي فترة مشواري الفني.
مشاريع وليس اعتزالاً فنياً
ماذا عن مشاريعك وهل صحيح أن الفنان يصل إلى مرحلة يعتزل فيها الفن؟
كفاية الآن أنا تركت مثل هذه الحفلات والمشاركات الداخلية أو الخارجية على المسارح ولكني لم أعتزل الفن وسأقوم قريباً بتسجيل بعض الأغاني للفضائية اليمنية فهناك مجموعة أغاني للشاعر محمد سعيد جرادة والشاعر لطفي جعفر أمان لم أسجلها قط للإذاعة ولا للتلفزيون من قبل وسوف أطلع إلى صنعاء وأقوم بتسجيلها على فترات متلاحقة كما أن هناك أغنية بيني وبين عبدالوهاب سوف أقوم بتسجيلها وكفاية وربما أغنيها في باريس في القريب وكل عام وأنتم بخير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.