استقبل رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة أمس بصنعاء رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة الأمريكية العربية دايفيد فيلبس، وعدداً من المدراء التنفيذيين لشركات استثمارية امريكية وبريطانية كبرى تعمل في مجالات مختلفة ابرزها الاستثمار في النفط والغاز. جرى خلال اللقاء مناقشة الجوانب المتصلة بتاكيد الحضور الفاعل لكبرى الشركات الاستثمارية الامريكية والبريطانية والأوروبية بصفة عامة في اليمن للاستثمار في مختلف المجالات خاصة قطاعات النفط والغاز خلال الفترة المقبلة. حيث عبر رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة الأمريكية العربية خلال اللقاء عن سعادته والوفد الاستثماري بزيارة اليمن في هذه المرحلة التي بدأ اليمن فيها عهد جديد بعد الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت في 21 فبراير الماضي. وأشار إلى المشاركة اليمنية الفاعلة برئاسة وزير النفط والمعادن المهندس هشام شرف في المؤتمر العالمي لاستكشاف النفط والغاز الذي عقد في مايو الماضي بالولاياتالمتحدةالأمريكية.. موضحاً ان هذه الزيارة هي إحدى نتائج هذا المؤتمر الذي تم فيه الترويج للفرص الاستثمارية المتاحة في اليمن في مجالات النفط والغاز وما أبدته عدد من الشركات خاصة الأمريكية والبريطانية من رغبة للاستثمار في اليمن. وقال: “نحن هنا اليوم بالتنسيق مع هذه الشركات ووزارة النفط والمعادن اليمنية والسفارة الأمريكيةبصنعاء للتمهيد لهذه الشركات للاستثمار في اليمن”. ونوه بما يمتلكه اليمن من ثروات كبيرة قد يؤدي استثمارها الى خدمة التنمية المنشودة في البلاد. بدوره رحب الأخ رئيس الوزراء بالوفد وبكافة الشركات الأمريكية والبريطانية والمستثمرين من الدول الشقيقة والصديقة للاستثمار في اليمن والاستفادة من الفرص الكبيرة والواعدة في مختلف المجالات.. مؤكدا ان الحكومة ستقدم كافة التسهيلات والمزايا للشركات الاستثمارية الجادة والراغبة الاستثمار في اليمن وأنها ستحظى بكافة أشكال الرعاية اللازمة لانجاح عملها، وتذليل اية صعوبات أمامها. ولفت الأخ باسندوة إلى أن الحكومة تعول كثيرا على تنشيط الاستثمارات خلال الفترة القادمة لدفع عجلة التنمية الشاملة في البلاد، وتجاوز التداعيات والانعكاسات السلبية التي خلفتها الأحداث التي شهدتها اليمن العام الماضي على مختلف الصعد. حضر اللقاء وزير النفط والمعادن المهندس هشام شرف ووزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور وسفير الولاياتالمتحدةالأمريكية لدى اليمن جيرالد فايرستاين. كما استقبل رئيس مجلس الوزراء الاخ محمد سالم باسندوة أمس بصنعاء صانع نهضة ماليزيا الحديثة ورئيس وزرائها الاسبق الدكتور مهاتير محمد والوفد المرافق الذي يزور اليمن حاليا. تناول اللقاء مناقشة جوانب استفادة اليمن من التجربة الغنية والخبرات الكبيرة للدكتور مهاتير محمد، لتحقيق النهوض بالاقتصاد ودفع عجلة التنمية الشاملة، والسبل المتاحة لتطبيق التجربة الماليزية والسياسات التي انتهجها لنقل بلاده من دولة نامية الى مصاف الدول المتقدمة، خاصة في ظل تشابه كثير من الظروف والتحديات التي تواجهها اليمن حاليا مع ما واجهته ماليزيا قبل مهاتير محمد. وتطرق اللقاء الى تجربة النهضة الماليزية، خاصة فيما يتعلق بجانبيها الاقتصادى والتنموي، وإمكانية أن تتخذها اليمن كنموذج حديث ومتقدم لتحقيق التحول والبناء المنشود، بعد دوران عجلة التغيير، والآمال العريضة التي يعقدها الشعب اليمني على ذلك في صنع مستقبل افضل يلبي طموحات الجميع في التطور والازدهار. واستمع الاخ رئيس الوزراء الى عرض من الدكتور مهاتير محمد حول التجربة الماليزية التي اوصلت البلد الى ما هي عليه الآن من تطور وارتقت بها إلى مصاف الدول المتقدمة، وكيف يمكن لليمن أن تستفيد من هذه التجربة. وعبر الدكتور مهاتير عن تمنياته بالقيام بدور فاعل في خدمة العلاقات الثنائية الماليزية اليمنية، وأن يقدم الاستشارات المفيدة للجمهورية اليمنية وبما يسهم في تحقيق النهوض المنشود. وأشار الى ان هذه الزيارة تهدف للاطلاع عن قرب على الوضع الراهن في اليمن وتشخيصه بشكل دقيق، بما يساعد على معرفة الدور المطلوب القيام به، وما سافعله من اجل النهوض بالوضع الاقتصادي اليمني وتقديم الاستشارات والخبرات اللازمة في هذا الجانب، بالاستناد الى التجربة الماليزية التي كانت تعيش ظروفا مشابهة لما تمر به اليمن حاليا. وقال:” ماضي ماليزيا كان معقدا جدا كما هو الحال الآن في اليمن، حيث كنا نعاني من البطالة والفقر وانتشار السلاح وتردي الخدمات، واعتماد الاقتصاد على مصدر واحد للدخل والمتمثل في الزراعة، فالبداية لم تكن عندنا مفروشة بالورود بل واجهنا الكثير من الصعوبات والتحديات”. وأكد أن بداية النجاح الذي اعتمدته ماليزيا هو التركيز على الصناعة خاصة كثيفة العمالة لما لها من اهمية في خلق فرص عمل واسعة والتخفيف من الفقر وتنمية مستوى الدخل، وكذا جذب الاستثمارات الاجنبية وتقديم كافة المزايا والتسهيلات لها وتهيئة البيئة المناسبة لعملها، اضافة الى الاستعانة بخبرات اجنبية للاستفادة منها في هذه الجوانب.. لافتا الى تركيز ماليزيا على التعليم وتسخير امكانيات كبيرة وصلت الى 25 بالمائة من موازنة الدولة للارتقاء بالتعليم وخاصة في جوانب الهندسة وتقنية المعلومات. وأضاف: “السياسة الاقتصادية التي انتهجناها في ماليزيا كانت ناجحة بكل المقاييس واستطعنا من خلالها توفير فرص عمل فائضة باكثر من العمالة المحلية، ما دفعنا الى استقدام عمالة من خارج البلاد لتلبية الطلب المتزايد على العمالة نتيجة التوسع في المشاريع والاستثمارات والتصنيع”. وتطرق الدكتور مهاتير محمد في سياق حديثة الى النهج التنموي والتحديثي الذي اعتمده في ماليزيا والصعوبات والتحديات التي واجهته وكيفية التغلب عليها، وصولا الى النهضة والتقدم الذي تعيشه ماليزيا حاليا، بما في ذلك الجوانب التي ينبغي التركيز عليها لتحقيق هذه الغاية. وأكد ان المناخ الديمقراطي ساهم في تعزيز الرقابة الشعبية وجعل الحكومات تهتم لمطالب المواطنين. بدوره أشاد رئيس الوزراء الاخ محمد سالم باسندوة بالتجربة الماليزية الرائدة فى عملية التنمية ونجاحها فى تحقيق النهضة الاقتصادية.. معبرا عن إعجابه وتقديره الكبير بالدور المحوري للدكتور مهاتير محمد في صنع نهضة ماليزيا وتقدمها، وتطلع اليمن إلى الاستفادة من هذه التجربة الغنية والمتميزة لتحقيق النهوض المنشود. ونوه الاخ رئيس الوزراء بحرص مهاتير محمد بالنهوض باليمن مثلما يحرص جميع اليمنيين على ذلك.. معربا عن ثقته بأنه لن يبخل على اليمن وشعبها بتقديم افكاره واستشاراته المستمدة من تجربته الغنية والمتميزة لتحقيق ما نصبو اليه من تقدم وتطور. وأكد باسندوة أن ما سيقدمه من نصائح واستشارات وأفكار للحكومة اليمنية سيكون محل اهتمام وسيجد طريقه الى التنفيذ..وقال:” وكما دخل الدكتور مهاتير محمد تاريخ ماليزيا من اوسع أبوابه، فإنه بما سيقدمه من خبرات واستشارات للحكومة سيدخل تاريخ اليمن ايضا، وليثق اننا هنا سواء في الحكومة او في كل مكان سنكون اخوة له”. حضر اللقاء مستشارا رئيس الجمهورية الدكتور ياسين سعيد نعمان وعبد الوهاب الآنسي ووزراء التخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد السعدي والمالية صخر الوجيه والخدمة المدنية والتأمينات نبيل شمسان وحقوق الانسان حورية مشهور ومدير مكتب رئيس الوزراء سالم بن طالب والسفير الماليزي لدى اليمن عبدالله فائز ومساعد مدير مكتب رئيس الوزراء السكرتير الخاص علي النعيمي.