التقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اليوم الخميس بمسئولين اقتصاديين أجانب في إطار جلب الاستثمارات والاستفادة من خبراتهم في الجانب التنموي لتطوير البنية الاقتصادية اليمنية. وجرى اليوم لقاء بين الرئيس هادي ورئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد بصنعاء في إطار زيارة الأخير إلى اليمن لتقديم الاستشارات الاقتصادية الممكنة للحكومة اليمنية. وأشاد هادي خلال اللقاء بنجاحات حققها مهاتير ونقل بها دولة ماليزيا إلى مصاف الدول المتقدمة صناعيا وتجارياً، معبرا عن سعادته بوجود مهاتير محمد في اليمن كأحد الشخصيات البارزة في الجانب الاقتصادي. وحسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) فقد استعرض الرئيس هادي جملة من القضايا والموضوعات المتصلة بشؤون الاقتصاد وقضايا الشباب والعمالة وما مرت به اليمن من أزمات سياسية واقتصادية وأمنية منذ مطلع العام الماضي 2011م. وأكد أن اليمن بحاجة لكل الجهود والخبرات والتجارب من اجل معالجة التداعيات التي خلفتها الأحداث الماضية. من جانبه قال مهاتير محمد إنه يريد التعرف على الوضع الاقتصادي في اليمن عن كثب، ليتسنى له معرفة ما إذا كان هناك إمكانيات للتشخيص الدقيق وتقديم المشورات وفقا لما يتمتع به من خبرات وتجارب سالفة. وأضاف: «لن يبخل في تقديم ما يمكن تقديمه وبما يساعد اليمن على تجاوز الظروف الصعبة». وكان رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة تحدث أكثر من مرة عن رغبة حكومته في الاستفادة من الخبراء بينهم مهاتير محمد الذي قال انه يمتلك تجربة طويلة في التنمية الاقتصادية. إلى ذلك، وجه الرئيس هادي اليوم الخميس وزارة النفط تقديم كافة التسهيلات واعتماد الوضوح والمصداقية في كل المعاملات وبما يحقق المصداقية في الشراكة والوضوح والشفافية في التعامل. وقال هادي خلال لقاءه برئيس مجلس إدارة غرفة التجارة الأمريكية العربية دافيد فيلبس والوفد المرافق له الذي يضم شركات من المملكة المتحدة هادي إن المرحلة في اليمن جديدة ومتغيرة عن الأساليب السابقة وبصورة شفافة وواضحة وصادقة بعيدا عن المخاتلة أو الاشتراطات غير القانونية. وأكد أنه يؤمن بصورة مطلقة إن حل المشكلة الاقتصادية في اليمن لن تأتي إلا عبر استثمار واستخراج النفط والغاز. وأضاف هادي «الغاز اليوم أصبح يحتل مكانة كبيرة في إنتاج الطاقة الكهربائية وصناعة الاسمنت والكثير من المصانع حولت من الديزل والبترول إلى الغاز غير الاستهلاكات الأخرى المتعددة لمادة الغاز»، مشيراً إلى أن الوضع في جوانب الاستثمار قد تغير اليوم ولا يقبل غير الشفافية والوضوح والتعامل الصادق والبناء. ورحب هادي بالاستثمارات الأمريكية والبريطانية والأوروبية بصفة عامة، لافتاً إلى أن تلك الاستثمارات ستحظى بالرعاية الكاملة وبما يشجع على الاستثمارات الكبيرة. وتابع «اليمن لديه مخزون نفطي وغازي يمثل ثروة حقيقية وكبيرة». ونوه إلى أن العديد من الشركات كانت العقود معها للنفط فقط وعند عملية الاستخراج والاستكشاف ظهر بأن معظمها كانت غازية واضطررنا بعد ذلك إلى إبرام عقود باسم النفط والغاز. وعبر الوفد الزائر عن رغبته للاستثمار في مجالات النفط والغاز، مؤكداً الاستعدادات الفنية والمالية والقدرات العالية مهنياً وتكنولوجيا والتعاون الكامل فيما يحقق الشراكة والعوائد والفوائد الاقتصادية بين الجانبين والاستفادة من الخبرات والتجارب الماضية التي استخدمت في العديد من البلدان المشابهة وتعزيز التعاون الأمني والقانوني من اجل العمل الناجح في الميدان وبما يحقق الإنتاج الوفير من المخزون النفطي والغازي في اليمن.
كما جرى اليوم لقاء جمع رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة برئيس مجلس إدارة غرفة التجارة الأمريكية العربية دايفيد فيلبس، وعدد من المدراء التنفيذيين لشركات استثمارية امريكية وبريطانية كبرى تعمل في مجالات مختلفة ابرزها الاستثمار في النفط والغاز. وناقش اللقاء الجوانب المتصلة بتأكيد الحضور الفاعل لكبرى الشركات الاستثمارية الأمريكية والبريطانية والأوروبية بصفة عامة في اليمن للاستثمار في مختلف المجالات خاصة قطاعات النفط والغاز خلال الفترة المقبلة. وعبر رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة الأمريكية العربية خلال اللقاء عن سعادته والوفد الاستثماري بزيارة اليمن في هذه المرحلة التي بدأ اليمن فيها عهد جديد بعد الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت في 21 فبراير الماضي.