دشن رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة أمس بصنعاء حفل توزيع المواد الغذائية للأسر الفقيرة وعددها 18 ألفاً و500 أسرة موزعة على 20 محافظة، وبتمويل من قطر الخيرية. وفي حفل التدشين الذي أقامته جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية وشركاء قطر الخيرية، ألقى الأخ رئيس الوزراء كلمة رحب في مستهلها بالأشقاء الأعزاء من دولة قطر الشقيقة في أرض الأجداد ومهد العروبة.. معبراً عن تقدير كل أبناء اليمن لمواقف دولة قطر الرائعة سواء في اليمن أو الأقطار العربية الأخرى، فهي المبادرة في حقل الخير كما عودتنا دائماً. وأشار باسندوة إلى ما لمسه أثناء لقائه بأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قبل توقيع المبادرة الخليجية من تعاون وتفهم كبير لقضايا ومعاناة اليمن.. وقال: كما أن زيارتي مؤخراً للدوحة ولقائي بولي عهد قطر وما تم طرحه من احتياجات عاجلة لليمن في الظروف الراهنة، والذي لم يتردد في الموافقة على تقديم الدعم والمساندة. وأكد رئيس الوزراء حاجة اليمن في الوقت الراهن إلى مساعدة ومساندة الأشقاء والأصدقاء لتجاوز الظروف الصعبة الراهنة وتضاعف الاحتياجات الإنسانية وتراكم معاناة المواطنين منذ عقود من الزمن.. معرباً عن ثقته أن الأشقاء والأصدقاء وفي المقدمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي لن يتوانوا عن تقديم كافة أشكال الدعم والمساعدة لمساندة اليمن على تخطي المرحلة الراهنة الصعبة. وثمن باسندوة التوجيهات الكريمة لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بتنظيم حملة تبرعات لدعم ومساندة الأوضاع الإنسانية في اليمن، وكذا تقديم 500 مليون درهم لشراء مواد غذائية وتوزيعها على الأسر المحتاجة في بلادنا.. مؤكداً ثقة اليمن بأشقائها في دول مجلس التعاون الخليجي، وكما عهدتهم دوماً في الوقوف إلى جانب الشعب اليمني في مختلف الظروف والمحن. وتطرق إلى الصعوبات والعراقيل التي تواجه حكومة الوفاق الوطني وتصميمها رغم كل ذلك على قيادة الوطن إلى بر الأمان وشق طريقه نحو التقدم والنهوض والازدهار.. مؤكداً الإرادة القوية لتجاوز كل هذه العراقيل بتضافر جهود جميع أبناء اليمن ومساندة الأشقاء والأصدقاء.. ولفت رئيس الوزراء إلى قرار مجلس الأمن الدولي الذي صدر مؤخراً، وتضمن تحذيراً نهائياً لأولئك الذين يعتدون على خطوط الكهرباء ويفجرون أنابيب نقل النفط ويحاولون عرقلة السير في تنفيذ بقية المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، وأن القرار القادم سيكون حازماً، ويتخذ عقوبات ضدهم .. مشيراً إلى معاناة المواطنين جراء الاعتداءات التخريبية على خطوط نقل الكهرباء والتي تعرضت لاعتداءات متتالية خلال اليومين الماضيين. من جانبه حيا وزير العدل رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية القاضي مرشد العرشاني دولة قطر أميراً وحكومة وشعباً على كرمهم النبيل وشعورهم الأخوي تجاه إخوانهم المحتاجين في اليمن ووقوفهم إلى جانبهم ودعمهم السخي.. مبيناً أن الوفد القطري الذي يزور اليمن يحمل مشاعر الخير وعنوان المحبة والأخوة والعون والغوث للمحتاجين؛ تجسيداً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».. وقال: «لا غرابة أن يكون الأشقاء في قطر الشقيق عوناً لإخوانهم في اليمن في مبادرتهم الأولى لإغاثة المحتاجين والمعسرين في اليمن ومساندتهم والوقوف إلى جانبهم كما هو حال الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة العربية السعودية. وأضاف: «لقد أعدت جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية ومعها الجمعيات والمؤسسات العاملة والشريكة في المجال الخيري خطة محكمة لاستقبال وتوزيع المعونة القطرية السخية بناء على معايير عادلة من تحديد المستفيدين للفئات الأشد فقراً من أسر الأيتام والأرامل والأسر المتضررة التي بلغت 18 ألفاً و 500 أسرة موزعة على عشرين محافظة لكل أسرة سلة غذائية».. وأكد العرشاني أن الجمعية وضعت آلية تنفيذية لإيصال المواد الغذائية إلى مستحقيها بطريقة تحفظ كرامة وإباء الأسر المستفيدة، بما يساعد في إنجاح حملة الإغاثة القطرية بمهنية وشفافية.. لافتاً إلى أن دعم الأشقاء بدولة قطر لإخوانهم في اليمن سيبقى في أعناق اليمنيين محفوراً في ذاكرتهم التاريخية ولن ينسى الشعب اليمني جميل أشقائهم. بدوره أوضح الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية يوسف الكواري أن تقديم قطر الخيرية للمعونة الإغاثية لليمن يعبر عن أواصر الحب والأخوة بين البلدين الشقيقين.. مؤكداً أن قطر الخيرية أولى الجمعيات الإنسانية التي سارعت في تلبية عون المحتاجين والفقراء في اليمن.. وأعلن الكواري فتح مكتب إداري لقطر الخيرية في صنعاء، بما يسهم في تقديم المعونات للأسر الفقيرة والمحتاجة في اليمن.. مؤكداً أن هناك مشاريع خيرية تنموية لقطر الخيرية سيتم تدشينها خلال المرحلة المقبلة.. وقال الكواري: «إن قطر الخيرية قدمت خلال الفترة من أبريل 2011م حتى أبريل 2012 م معونات غذائية لعدد ألف و17 أسرة بمبلغ ثمانية ملايين دولار أمريكي». فيما أشار مدير عام مؤسسة الواحة محمد اليمني في كلمته عن شركاء قطر الخيرية إلى أن الشراكة في الأعمال الإغاثية تعزز روح التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع وتجسد معاني الإنسانية.. مؤكداً ضرورة العمل سوياً يداً بيد لخدمة المتضررين والمحتاجين ومساعدتهم من خلال التعاون المثمر والشراكة العملية الفاعلة في إيصال تلك المعونات إلى مستحقيها. وقال: «إننا ونحن ندشن حملة الإغاثة القطرية سيتم توزيعها بآلية شفافة دون أن تكلف تلك الفئة أي أعباء واستلامها في زمن قياسي بواسطة عدد كبير من المكاتب والمندوبين والمتطوعين الذين سيقومون بتوزيعها في مختلف المحافظات». تخلل الاحتفال الذي حضره وزير الإدارية المحلية الدكتور علي اليزيدي والسفير القطريبصنعاء جاسم عبدالعزيز البوعينين وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى والمسؤولين في الجهات ذات العلاقة، أنشودة ترحيبية لزهرات جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية وعرض ريبورتاج عن الوضع التغذوي في اليمن ومكونات حملة الإغاثة القطرية ومناطق توزيعها وأعداد المستفيدين. هذا وقد كرمت جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية في ختام حفل التدشين رئيس مجلس الوزراء وكذا وفد قطر الخيرية بالدروع التذكارية، تقديراً لجهودهم في دعم أنشطة وبرامج الجمعية. إلى ذلك تفقد رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة أمس سير العمل الجاري في إنشاء مشروع مستشفى الطفل التخصصي بأمانة العاصمة البالغ تكلفته الإجمالية 20 مليون دولار، بتمويل من قطر الخيرية، وتنفذه جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية.. واطلع الأخ رئيس الوزراء ومعه الرئيس التنفيذي لقطر الخيرية يوسف الكواري على حجم الأعمال الإنشائية المنجزة بالمشروع، والتي وصلت إلى حوالي 40 بالمائة، ويتوقع استكمال كافة التجهيزات الخاصة بالمستشفى في نهاية العام القادم 2013م، يتضمن في المرحلة الأولى 95 سريراً و المرحلة الثانية 250 سريراً .. واستمع باسندوة من وزير العدل رئيس جمعية الإصلاح القاضي مرشد العرشاني وعضو مجلس النواب رئيس اللجنة العليا للأيتام بالجمعية حميد الأحمر والمهندسين والمختصين إلى شرح عن المشروع الذي فكر فيه الخيرون في جمعية الإصلاح لعمل مستشفى للأطفال اليتامى الذين تكفلهم الجمعية، ثم تطورت الفكرة إلى بناء مستشفى متخصص بالأطفال لجميع أبناء اليمن في كافة التخصصات نظراً للاحتياج الفعلي في البلاد لمثل هذه المستشفيات التي تهتم بالطفل من قبل ولادته وأثناء الحمل وعند الولادة وما بعد الولادة وحتى سن البلوغ.. مشيرين إلى أهمية المشروع الذي سيقدم خدماته للجميع دون استثناء مع تركيزه على الخدمة الرئيسة التي أنشئ من أجلها. ولفتوا إلى الأهمية الكبيرة لهذا المشروع على اعتبار أنه لا يوجد في اليمن مستشفى متخصص بالأطفال، باستثناء مستشفى السبعين، والحاجة الماسة له للمساهمة في تقديم خدمات صحية متميزة للأطفال في اليمن وبالذات الأيتام. كما تعرف الأخ رئيس الوزراء على التصاميم الخاصة بالمستشفى والحرص على أن تكون مواكبة لأحدث المواصفات العالمية المتبعة في تصميم المستشفيات المماثلة.. ويهدف مشروع مستشفى الطفل التخصصي إلى أن يكون المرجعية والرائد لطب الأطفال في اليمن، وتقديم خدمات طبية متميزة ومتخصصة في المجالات المختلفة للأم والطفل، إضافة إلى الإسهام في تقليل نسبة الوفيات الناتجة عن الحمل والولادة، ومعالجة الأمراض الخلقية المنتشرة في اليمن والتشوهات في مختلف أنواعها. ويتكون المستشفى من عدة أقسام أهمها الطوارئ، والعيادات الخارجية والاستقبال، والمختبر، والعمليات والعناية والإفاقة والمناظير، والنساء والولادة، وأقسام الرقود، إضافة إلى بنك الدم والمركز الإنجابي والصيدلية. وعبر رئيس الوزراء عن ثقته بأن هذا الصرح الطبي المتخصص سيمثل إضافة نوعية ومتقدمة للخدمات الطبية في اليمن، خاصة وأنه موجه لأهم شريحة في المجتمع.. مؤكداً دعمه الكامل لمثل هذه المشاريع التي تحتاج إليها اليمن. وثمن الأخ باسندوة تمويل قطر الخيرية لإقامة مشروع مستشفى الطفل التخصصي.. منوهاً بما تقوم به جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية من جهود لتنفيذ المشروع وفقاً لأحدث المواصفات وإنجازه في الوقت المحدد.