نظمت مؤسسة حياتي للتنمية الاجتماعية بصنعاء الندوة العلمية الأولى لرعاية المراهقين بعنوان (مراهقة آمنة.. لنهضة وطن) بمشاركة نخبة من الأكاديميين وممثلي عدد من الوزارات. الندوة التي تعتبر باكورة فعاليات حملة ميدانية تنفذها المؤسسة بعنوان (من أجل مراهقة أمنة) هدفت بحسب مدير الحملة عبد السلام سلطان اليوسفي إلى تسليط الضوء على واقع فترة المراهقة ودورها في نهضة الشعوب، وتوضيح علاقتها بالإرهاب وسبب اهتمام المحاضن الإرهابية بهذه السن، وأشار اليوسفي إلى أن نخبة من الأكاديميين سيقدمون عدداً من أوراق العمل في الندوة العلمية التي تتحدث عن المراهقة الآمنة ودور القطاع الخاص ومساهمته في رعاية هذه المرحلة وكذا دور الخدمة الاجتماعية، ودور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في رعاية المراهقين. وناقشت الندوة التي ترأسها الدكتور احمد عقبات وقدم أوراقها كل من الأكاديمية الباحثة سامية الأغبري عن مؤسسة حياتي حول واقع المراهقة، والدكتورة نجاة صائم الأستاذ المشارك بقسم علم النفس بجامعة صنعاء حول الجوانب النفسية والاجتماعية التي تؤثر على المراهقين والمراهقات، والدكتور سمير سالم رئيس قسم الخدمة الاجتماعية بجامعة صنعاء حول دور الخدمة الاجتماعية في مواجهة تحديات فترة المراهقة، والأستاذ محمد المهلا عن الغرفة التجارية والصناعية بأمانة العاصمة حول دور القطاع الخاص ومساهمته الفاعلة في خدمة فئة المراهقين والشباب. وخرجت الندوة بالعديد من التوصيات منها توعية أولياء الأمور والمربين بخصائص مرحلة المراهقة والشباب، مع الاهتمام بنشر الثقافة السيكولوجية لكافة المتعاملين مع هذه المرحلة العمرية لتفهم ما يتعرض له المراهقون والشباب في هذه المرحلة من ضغوط تتعلق بمظاهر النمو الجسمي والنفسي، وتطلعهم إلى التغيير لمواكبة التطورات السريعة في الحياة المعاصرة وضرورة توجيه الرعاية والعناية للمراهقة الأنثى لاحتياجها إلى المعلومات الصحية الصحيحة و المهارات اللازمة للوصول إلى مستوى النضج ومرحلة الإنجاب، كما أوصت الندوة بالتهيئة اللازمة لإعداد الفتى والفتاة في هذه المرحلة للحياة المستقبلية من خلال إكسابهم المعلومات والمهارات الحياتية التي تؤهلهم لمستقبل أفضل. كما دعت الندوة إلى توجيه النظر إلى المراهقين والشباب كضحايا عنف وليس فقط كمسببين له، فقد ثبت أن التعرض للعنف سبب هام لكثير من المشكلات الصحية والنفسية التي يعاني منها المراهقون والشباب، ونادت الندوة بالاهتمام بقضايا الشباب والتي تثير القلق لديهم وخاصة فيما يتعلق بالمستقبل في تكوين الأسرة وتحقيق الذات، كما حثت الندوة القائمين على أجهزة الإعلام بالتصدي للتوعية ومناقشة مشكلات الشباب والإسهام في وضع الحلول المناسبة لها، وكذا الاهتمام بتيسير سبل شغل الفراغ بالبرامج الرياضية والاجتماعية و الثقافية والفنية من خلال المؤسسات التربوية والنوادي ودور الثقافة وغيرها. وتأتي الندوة كتدشين لحملة (من أجل.. مراهقة أمنة) التي تستهدف المراهقين والشباب والذين يمثلون شريحة كبيرة ومهمة بالمجتمع وأولياء الأمور والتربويين وجميع العاملين مع فئة المراهقين والتي تستمر لمدة عام وتشمل معظم المدارس ودور رعاية الأحداث والأيتام في أمانة العاصمة. وتتضمن الحملة التعريف بمشاكل المراهقين وإقامة دبلوم تخصصي لمدربي المراهقين والشباب والذي سيحظى باستضافة خبرات خارجية في ذات المجال، وتسعى المؤسسة إلى إنشاء نادي للمراهقين والشباب يقوم على أنشاء أنشطة بناءة وهادفة بإشراف قيادات شبابية متخصصة، كما تهدف الحملة إلى توضيح طبيعة وحقيقة هذه المرحلة العمرية (المراهقة) بشكل علمي ومنطقي والتعريف بمرحلة المراهقة وطبيعة تغيراتها ومهارات التعامل معها وتسليط الضوء على خطورة إهمال مرحلة المراهقة في المجتمع وعلاقتها بالجماعات الإرهابية ونشر ثقافة التغيير الحقيقية من خلال المربيين المتخصصين وإيصالها إلى الشباب والمراهقين بشكلها الصحيح البناء. وجاءت الحملة كنتيجة حتمية لأهمية هذه الشريحة في المجتمع اليمني، وللتوعية بطبيعة المتغيرات التي تطرأ على هذه الفئة وما يترتب عليها من سمات خاصة لهذه المرحلة، وشحة البرامج التي تعني بهذه الشريحة بشكل خاص وبالجانب الأسري بشكل عام وطاقت هذه الفئة غير مستغلة. مديرة المؤسسة سامية الأغبري أكدت إن الحملة التي تدشنها المؤسسة بالندوة العلمية، بدأت بالنزول الميداني وعمل مسح واستطلاع شامل لأهم مشاكل المراهقة ثم تختم بالندوة الأولى لرعاية المراهقين وسيليها المرحلة الثانية بإقامة الدبلوم التخصصي الأول باليمن لمدربي المراهقين والشباب. وأضافت إن المرحلة الثالثة ستتمثل بنزول ميداني من فريق متخصص للمدارس والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني المختصة بقضايا الشباب، بحملة توعوية شاملة (للمربين والمراهقين) والمرحلة الرابعة تهدف إلى إنشاء نادي للمراهقين والشباب، له أنشطة بناءة وهادفة وبإشراف قيادات شبابية متخصصة، وأكدت الأغبري إن الحملة ستقدم خدمة نوعية متخصصة للمربين والمتعاملين مع المراهقين في المدارس والجامعات ودور رعاية الأيتام ومؤسسات المجتمع المدني وصناع القرار بالمجتمع في مهارات التعامل معهم واستغلال طاقاتهم للبناء والتغيير. يذكر إن مؤسسة حياتي للتنمية الاجتماعية مؤسسة أسرية - تنموية –تربوية تهتم بتقديم الخدمات الاجتماعية لكافة شرائح المجتمع وبالذات فئة الشباب والمراهقين، وأقامت العديد من الدورات والأمسيات التدريبية لكافة فئات المجتمع « طفولة – الأسر – الشباب» وكذا تقدم خدمة الاستشارات الزوجية والنفسية والتربوية ضمن العديد من مشاريعها كمشروع الأسر المنتجة للفقراء والمحتاجين، وكذا مشروع تدريب أخصائيي المدارس الحكومية والأهلية في الأمانة.