اليوم الخميس الخامس من يوليو 2012م الذكرى الثلاثون لرحيل فقيد الوطن والأدب الشاعر الكبير عبدالله عبدالوهاب نعمان«الفضول» والذي يعد بامتياز مهندس الأغنية الوطنية والدليل على ذلك بأنه صاحب النشيد الوطني الرسمي للجمهورية اليمنية والذي نسمعه صباح كل يوم في المدارس وفي الاحتفالات الرسمية. فصاحب كلمات النشيد الرسمي للبلد تمر ذكرى رحيله السنوية مرور الكرام كل عام ولا تقرأ عليه حتى الفاتحة...فهذا الرجل رحل عنا وهو يمتلك ثروة هائلة ليست من المال وإنما ثروة من الأدب الثقافي وثروة من العطاء الفريد الذي حقق فيه الشهرة والنجاح. فالفقيد قاوم الحكم الإمامي والاستعمار في الجنوب من خلال صحيفة «الفضول» التي أصدرها في عدن ولقب الشاعر بالفضول منذ ذلك الحين نسبة إلى هذه الصحيفة والذي انطلق من خلاله في مقالاته الساخرة للعديد من الكتاب والأدباء ومن هذه المقالات في الصحيفة مقال بعنوان”انقلاب عسكري في اليمن” فالكاتب لا يقصد من ذلك انقلاباً عسكرياً على كرسي الحكم وإنما يقصد أن أحد عساكر الإمام أرسله إلى إحدى المحافظات لإحضار أحد الرعية بينما العسكري راكب فوق الحمار انقلب من على حماره إلى الأسفل في ذمار وهو مسافر من صنعاء” فالفضول شبه تلك الحادثة وقال” انقلاب عسكري في اليمن” وغيرها من المقالات التي كانت تهز عرش الإمامة والاستعمار فصحيفة الفضول كانت هي محطة الانطلاق والمواجهة والتي تعد ثاني صحيفة في عدن بعد صحيفة صوت اليمن التي أسسها الزبيري وعم الفضول” الاستاذ أحمد محمد نعمان”. وللفضول إبداعاته الفنية من خلال إثراء الساحة الوطنية بأقوى وأجمل الروائع والملاحم الوطنية الشهيرة والتي تغنى بها فنان اليمن أيوب طارش عبسي بارك الله في عمره حيث كانت هناك علاقة وطيدة بين الرجلين آنذاك حيث كان كل منهما مكملاً للآخر فشكلا ثنائية من عطاء فريد ونادر من حيث أسلوب الكلمات. حيث كان يرى الفضول في أيوب بأنه ضالته التي وجدها، والفضول لم يدخل إلى الأدب والشعر بالصدفة وإنما ورث ذلك عن أسرته أسرة«آل نعمان» والتي تمتاز بأنه أسرة لديها رصيد ثقافي زاخر، فوالده عبدالوهاب نعمان أعدم على يد الإمام عام 1948م وكان عبدالله في ذلك الحين شاباً بدأ يعرف الحياة وما يدور حولها من أحداث فأقسم أن يسير بنفس الطريق التي سار عليه والده. وظل يسطر ملاحم الشعر والكتابات الساخرة طيلة حياته إلا أن وافاه الأجل في عام 1982م وترك بعد موته ثروة أعماله للفنان أيوب. ومن المعطيات التي نسمعها دائماً أن الفضول مات وأغلب أعماله لم تغنّ بصوت أيوب إلا بعد موته وفي الأخير نقول للفضول وهو في قبرك: يا من رحلت إلى بعيد قصر مسافات البعيد فلربما عاد الهوى وعادك الله المعيد