لايختلف اثنان على أن الموسم الرياضي الحالي 2011م- 2012م يمثل حالة استثنائية لقطبي الكرة في المحافظة الخضراء(إب السحر والجمال والفن الكروي الأصيل) فريقا شعب إب(العنيد) واتحاد إب(النسور الحمر) على اعتبار أن الفريقين يقدمان هذا الموسم حالة استثنائية وظهور غير مسبوق لكلا الفريقين الاتحاد والشعب معاً خصوصاً وأن الاتحاد كثيراً ماكان يراوح بين التواجد في أحضان الدرجة الثانية أو المحافظة على البقاء وينطبق الحال على الجار العنيد وبصفة خاصة في الخمسة المواسم الأخيرة وبعد أن دخل العنيد إلى سلم التاريخ فيما قبل المواسم الخمسة المذكورة حتى العام 2006م وهي المواسم التي شهدت العصر الذهبي والماسي للعنيد ونجومه الذهبيين.. ويوم الجمعة الموافق السادس من يوليو 2012م سيبدو الأمر مختلفاً كلياً عما سبق فاللقاء المرتقب لن يكون لقاء دربي حامي الوطيس فحسب ولكنه سيكون دربي ملتهب أو كما قال الزميل العزيز بندر مرشد الأحمدي ووصفه له بدربي تكسير العظام, كون الفريقين يمني كل منهما الآخر بالخروج فائزاً طمعاً في التتويج ببطولة هذا الموسم كل على حساب الآخر وبشرط عدم التفريط بأي نقطة في اللقاءين القادمين.. ومثلت اللقاءات الماضية بين الفريقين أهمية قصوى للفريقين وأنصارهما باعتبارها مباراة تقليدية والفوز بها يعتبر بطولة بحد ذاتها وإذا ماعدنا لتاريخ اللقاءات بين الفريقين نجد أنها اكتسبت أهمية يفرضها واقع التنافس داخل المحافظة ولم تكن لقاءات الفريقين وليدة الصدفة بل يرجع التاريخ إلى ماهو أبعد من ذلك إلى جيل السبعينيات من القرن الماضي بين العنيد والفتوة(أحد أركان الاتحاد حالياً) مع السلام.. ومن يومها وجماهير الناديين تعتبران لقاءات الفريقين عيداً كروياً خاصاً.. الفريقان لاشك سوف يدخلان هذا اللقاء بإصرار شديد على تحقيق الفوز على اعتبار أن التعادل لايلبي رغبتيهما في المنافسة على بطولة الدوري والتي يتصدرها حتى كتابة هذه السطور الاتحاد برصيد 43 نقطة وبفارق نقطتين فقط عن العنيد ونقطة واحدة عن العروبة الخطر القادم والمحدق والذي يتهدد الفريقين معاً في حالة التعثر بالتعادل والذي يخدم العروبة أكثر مما يخدم الجارين العنيد والاتحاد كون العروبة يمتلك 42 نقطة وبغض النظر عن خوض العروبة للقاء صعب مع الوحدة العدني الذي يواجه شبح الهبوط وبقوة.. وصدقوني لاتخضع لقاءات الفريقين في الغالب على المعايير التي تخضع لها لقاءاتهما مع الأندية الأخرى حتى وإن كانا معاً أو أحدهما على أغلب الظن في أسوأ الحالات والظروف بل لازلت أتذكر كلمات أحد المشجعين من نادي الاتحاد والذي قال لو أدى الاتحاد كل لقاءاته في البطولات بنفس الحماس والغيرة التي يؤدي بها لقاءاته أمام العنيد لكان بطل الدوري لأكثر من موسم ولو لعب الفريقان بنفس القوة أمام الفرق الأخرى لما خرجت بطولات الدوري من المحافظة الرياضية إب والتي يتنفس أهلها هواءً ونسيماً عنوانه الرياضة وهي حقيقة واقعية تفرضها الأرقام والموازين. اللقاءات بين الفريقين وهي بطبيعة الحال حقيقة كامنة للكثير من ديربيات أقطاب الكرة في الكرة الأرضية ولايستطيع أحد إنكار هذه الحقيقة إطلاقاً.. وعلى الرغم من وجود العديد من الديربيات الكروية في الوطن اليمني الحبيب إلا أن الديربي الإبي ينفرد بخصوصية عن غيره من الديربيات على اعتبار أن ديربي إب تعده جماهير إب ديربياً بنكهة خاصة لاتساويها ديربيات أخرى, فمن يفوز بالديربي الذي يحمل الرقم 19 خصوصاً وأن اللقاءات الأخرى تحمل الغلبة للعنيد والذي حسم الأمور في ست مرات فيما حسمها الاتحاد أربع مرات وانتهت ثمان لقاءات أخرى بأنصاف الحلول للفريقين(التعادل) غير أن اللقاء التاسع عشر هذا سيكون لقاءً مختلفاً كلياً لأن اللقاء ربما سيكون سبباً في تتويج أحد الفريقين إذا ماواصل الفريق الفائز طريقه دونما تعثر يذكر.. ولاتخل مثل هذه اللقاءات من العديد من الخصوصيات ولعل أبرزها أن المستويات الكروية الرائعة التي يقدمها الفريقان تشفع لهما بتقديم لقاء تاريخي ستتذكره لسنوات عدة قادمة شريطة التقيد بجملة لابد منها لإنجاح هذا اللقاء بداية من توفير طاقم التحكيم القادر على إخراجه إلى بر الأمان بعيداً عن حمى وعمى الألوان والتي تصيب العديد من الحكام وعادة في مثل هذا التوقيت الحاسم والحساس, إضافة إلى التزام جمهوري الفريقين بكل الآداب والأخلاق والتي تستطيع أن تساهم وبرأي العديد من المقربين من الناديين والكثير من الزملاء في إب في إنجاح اللقاء والديربي التاريخي وليفوز من يفوز, هذا الجانب الثاني, أما الجانب الثالث فيتمثل في الحضور الجماهيري الكبير والمرتقب لجماهير الناديين ورابطتا المشجعين ويومها سنقول هذا لايحدث إلا في إب ودوناً عن غيرها من المحافظات, أما الجانب الرابع والذي سيكون سبباً إن شاء الله في نجاح الديربي المرتقب فهو في جانب اللاعبين والجهازين الفنيين للفريقين والذي يقودهما مدرب مخضرم وقدير الكابتن(أحمد علي قاسم) مدرب العنيد ومدرب شاب وقدير أثبتت الأيام قدرته العجيبة على التعاطي مع مجريات الأمور ومخرجات الحياة الرياضية في وقت راهن بعض الأغبياء على فشله ولكنه أثبت عكس ذلك تماماً وهو الكابتن(خالد الدغيش) وهما الشخصان الوحيدان القادران على إدارة شئون اللقاء وتقديم الخطط السليمة والقدرة على توظيف لاعبي الفريقين التوظيف السليم داخل الملعب واللعب بالأوراق الرابحة لكل منهما على الرغم من قناعاتنا التامة على أن مهمة المدربين تبقى توجيهية أكثر منها تحكماً بأمزجة اللاعبين وعلى اعتبار أن مهمة كلا المدربين تنتهي حالما يدخل اللاعبون أرضية الملعب. ومن الخصوصيات التي انفردت بها جماهير الناديين أرصد لكم العديد منها في هذه السطور ولعل أبرزها أن الجماهير تستعد لمثل هذه اللقاءات منذ الأسابيع الأولى للدوري ولاأبالغ إذا قلت لكم أن المشجع الإباوي بمجرد أن يقتني جدول المباريات يقوم بوضع دائرة حول المباراة وموعدها حتى يتجهز لها ويعد العدة لها زمن طويل وتبدأ حالات الهرج والمرج بين الجماهير وكلٌ يتوعد الآخر بالهزيمة ولايهمه إذا خسر فريقه كل المباريات لأن للفوز بمباراة الديربي نكهة خاصة, كما أن لهذا الديربي قوة عجيبة في إخراج العديد من الجماهير وعشاق الناديين ومن الذين لاتراهم ولاتشتم لهم أثراً إلا مع إقامة لقاءات الناديين أن لقاءات العنيد والاتحاد تحظى بسحر آخاذ ويتابعه الصغار والكبار والشباب والمسنون وحتى الأخوات المشجعات من الجنس اللطيف واللواتي يتواجدن بكثرة في مثل هذه اللقاءات وهذا ليس عيباً, وفي الجانب الآخر يبدأ السواد الأعظم من الجمهور الرياضي المتعصب بصهر الوجوه والأجساد بالألوان المعبرة عن التحدي والهيبة وخصوصاً رابطتي المشجعين في الناديين صغاراً وشباباً وأطفالاً وتبقى الأهازيج والتشجيعات الذواقة هي المطلب الملح والذي قد يكتمل به الشيء الأكثر حلاوة في هذا اللقاء والذي لايقبل أنصاف الحلول إذا ماأراد الشعباوية عودة الأفراح والليالي الملاح أو الاتحاديين في تسجيل حضورهم الأول في سلم البطولات وضمها إلى البطولة الوحيدة كروياً والمتمثلة في بطولة الكأس عام 1998م, فلمن يبتسم الحظ هل للنسور الحمراء(الاتحاد) أم لنجوم العنيد الخضراء خصوصاً وأن الفريقين يضمان في صفوفهما نجوماً للخبرة المتسلحين بقوة وعنفوان الشباب, ومن سيفوز هل رفاق المايسترو الفنان رضوان عبدالجبار أم رفاق الفنان غمدان القبلاني.. اليوم سنكون على موعد مع لقاء يكتسي باللونين الأحمر والأخضر بين شعبتاوي إب العنيد والاتحاد أو الاتحاد والعنيد وكلا التسميتين صحيحتين فقط مع لقاء العنيد والاتحاد والذي لن يخلو من عبارة(ديربي العنيد والاتحاد لقاء بنكهة بطولة) فمن يفوز.