لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الريال يخطط للتعاقد مع مدرب مؤقت خلال مونديال الأندية    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    نقابة الصحفيين تدعو إلى سرعة إطلاق الصحفي المياحي وتحمل المليشيا مسؤولية حياته    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    الحكومة تعبث ب 600 مليون دولار على كهرباء تعمل ل 6 ساعات في اليوم    "كاك بنك" وعالم الأعمال يوقعان مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق استثماري لدعم الشركات الناشئة    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    مئات الإصابات وأضرار واسعة جراء انفجار كبير في ميناء بجنوب إيران    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    السوبرمان اليهودي الذي ينقذ البشرية    لتحرير صنعاء.. ليتقدم الصفوف أبناء مسئولي الرئاسة والمحافظين والوزراء وأصحاب رواتب الدولار    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الانطفاءات المتكررة أسبابها عديدة وليست فقط الاعتداءات المسلحة !
مدير محطة الحسوة الگهربائية بعدن المهندس أصغر محمد حنيف ل (الجمهورية):
نشر في الجمهورية يوم 14 - 07 - 2012

قال مدير عام محطة الحسوة البخارية في عدن المهندس أصغر محمد حنيف إن مشكلة الكهرباء في اليمن تكمن في عدم وجود سياسة للطاقة تتبناها الدولة، وأضاف حنيف في حوار مع (الجمهورية): إنه خلال ربع قرن لم تقم الدولة ببناء أي محطة بخارية إضافية لمواجهة التزايد السكاني والعمراني في البلاد، معتبراً المحطات البخارية الكهروحرارية أساس الطاقة في كل دول العالم.. واستغرب مدير محطة الحسوة الكهروحرارية تحميل المحطة مسئولية الانطفاءات المتكررة التي تشهدها عدن واليمن عموماً في ظل الاعتداءات المتزايدة على محطة مأرب الغازية وخطوط الضغط العالي، كاشفاً عن جملة من القضايا تضمنها الحوار التالي:
^^.. رغم الحديث عن استعدادات قبيل كل فصل صيف إلا أننا نشهد إنقطاعات متكررة في خدمة الكهرباء بمحافظة عدن تحديداً، ما الأسباب الحقيقة وراء ذلك؟
أولاً نشكر الإخوة في صحيفة الجمهورية لنزولهم إلى المحطة والاطلاع على جاهزية المحطة والمشاكل التي تواجهها خلال العام وليس فقط خلال فصل الصيف، أما بالنسبة للاستعدادات فللأسف الشديد أن المحطة تعاني عجزا شديدا في قطع الغيار، وهذا يؤدي إلى عدم الإمكانية في الاستعداد الكامل، بالرغم من استمرار تلك الاستعدادات وما زالت الجهود مبذولة من قبل الطاقم الفني في المحطة، ولكن هناك أسبابا خارجة عن إرادتنا أدت إلى خروج جاهزية المحطة وبالذات في فصل الصيف الحالي، ونحن نقدر ظروف المواطنين في محافظة عدن، ولكن ما باليد حيلة، في الأخير هذه إمكانياتنا وظروفنا.
^^.. ما طبيعة تلك الأسباب الخارجة عن إرادتكم؟
بالنسبة للأسباب الخارجة عن إرادتنا هي في الأساس خروج محطة مأرب الغازية المتكرر عن العمل، وكما يعرف الشعب اليمني كله حكاية التخريب الذي تتعرض له خطوط الضغط العالي القادمة من محطة مأرب الغازية إلى صنعاء، وبحكم أن محطة مأرب الغازية هي أكبر محطة في الجمهورية إنتاجاً للكهرباء حيث يبلغ إنتاجها 350 ميجاوات فخروجها بشكل مباغت ومفاجئ عن الشبكة الوطنية يؤدي إلى انطفاء كامل محطات الجمهورية بما فيها محطة الحسوة الحرارية بعدن والمحطات الأخرى في المحافظة كمحطة المنصورة وخور مكسر، بالإضافة إلى خروج المحطات الأخرى في تعز والحديدة وصنعاء، وهذا الخروج المفاجئ للمحطات بشكل عام يؤدي إلى أضرار كبيرة في المعدات المساعدة وأحياناً في المعدات الرئيسية، على سبيل المثال تسبب خروج محطة مأرب بأضرار في محطة الحسوة أدت إلى انخفاض الجاهزية في محطة الحسوة فبدلاً من أن تكون الجاهزية ليست أقل من 80 ميجاوات أصبحت 55 ميجاوات، ورغم تلك الصعوبات والمسببات نحن نعمل على صيانة إحدى الغلايات التي سترفع الحمل والطاقة، وللعلم فإن محطة الحسوة ومحطة المخا بتعز ومحطة الحديدة هي محطات بخارية من أقدم المحطات في الجمهورية، أحدث محطة منهم بدأت العمل عام 1986م ومنذ ذلك الحين وخلال 26 سنة للأسف الشديد لم توجد خطة استراتيجية لبناء محطة بخارية في البلاد، وتلك المحطات القديمة تتعرض للأضرار في المعدات وبالتالي النقص في قطع الغيار.
^^.. حتى التحديث أو التطوير غير متواجد؟
وكذلك التحديث.. رغم أنه تم عندنا في محطة الحسوة جزء من التحديث، لكن بشكل غير كامل اقتصر على الغلايات وتحويلها من نظام يدوي إلى نظام إلكتروني بالكمبيوتر، وهذا ساعد كثيراً من ناحية التقنية، إلا أن المولدات بقيت دون تطوير أو تحديث ولم يتم تغيير أنظمتها القديمة.
^^.. في تصريحات صحفية صدرت عنه مؤخراً كشف مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء بأنه سيتم رفع الطاقة التوليدية لمحطة الحسوة إلى 110 ميجاوات، ما صحة ذلك؟
طبعاً أنا اطلعت على تلك التصريحات والتي كانت عقب زيارة للمحطة قام بها رئيس مجلس الوزراء أثناء تواجده في عدن برفقة وزير الكهرباء والمدير العام للمؤسسة، وكنت حينها في صنعاء، وطبعاً المحطة جاهزيتها في حدود من 80 ميجاوات إلى 83 ميجاوات وكان الأساس رفعها إلى 110 ميجاوات في حالة دخول الغلاية رقم 4 التي هي حالياً في الصيانة العمرية وكان المفروض الانتهاء من صيانتها في العام الماضي غير إن البواخر المحملة بقطع الغيار الخاصة القادمة من أوكرانيا لم تستطع الوصول إلى عدن بسبب الظروف الأمنية التي مرت بها البلاد العام الماضي، وتسبب ذلك في تأخير جاهزية الغلاية، بالإضافة إلى أن المحطة شهدت خلال الفترة من بداية مايو الماضي وحتى منتصف يونيو إضراباً في محطات محافظة عدن والمناطق الكهربائية بما فيها محطة الحسوة، وهذه الفترة تسببت بمشكلات كبيرة فخلالها كان يمكن الانتهاء من التشطيبات الأخيرة في أعمال الصيانة للغلاية، كما كان يمكننا إدخال الغلاية رقم 4 في طاقة 16 طنا في الساعة وكانت ستعطي زيادة في الإنتاج بحدود 10-15 ميجاوات، فتصريحات مدير عام المؤسسة لا أعلم على أي أساس استند إليه خاصة في ظل تلك المشاكل بالرغم من أن أعمال الصيانة مستمرة وتليها عملية اختبارات للغلايات وفحوصات تأخذ وقتا، وللأسف الشديد بعض التصريحات من قبل بعض المسئولين في المؤسسة تحمل محطة الحسوة المسئولية عند أي انطفاء في المنظومة، وهذا إجحاف في حق محطة الحسوة، وبالعكس نحن نتمنى لو وجد خلل في المحطة يؤدي إلى انطفاء المنظومة حتى نطلب المساعدة من الإدارة العامة لحل المشكلة، فالمشكلة ليست مشكلة محطة الحسوة وإنما مشكلة منظومة، فالمفروض جميعنا نتعاون في معالجة الخلل، لكن أن نحمل محطة الحسوة المسئولية دون مؤيدات فهذا الكلام أرفضه ورفضته من سابق.
^^..إذاً من يتحمل مسئولية الانطفاءات المتكررة؟
المشكلة تكمن في خطوط النقل والتوزيع داخل المحافظة، وهناك تقرير من مركز التحكم الوطني بهذا الخصوص يؤكد ذلك، حتى إن أحد المهندسين في المؤسسة العامة للكهرباء أدلى بتصريح يحمل فيه محطة الحسوة المسئولية واعتذر فيما بعد عن تصريحه وأكد أنه لم يقصد محطة الحسوة لتوليد الكهرباء، وإنما كان يقصد محطة الحسوة التحويلية التي تبعد كيلو مترا واحدا عن محطة الحسوة البخارية التوليدية، والمحطة التحويلية تقوم بمهمة الرابط بين الشبكة الوطنية وشبكة عدن، فالظاهر أن التصريحات الصحفية لا تفرق بين محطة الحسوة لتوليد الكهرباء وبين محطة الحسوة التحويلية، وهذا قد يكون خطأ غير مقصود، لكن للأسف الشديد الكثير من المسئولين على سبيل المثال وكيل مساعد وزارة الكهرباء المهندس فهد القوسي يقول إن السبب في محطة الحسوة التوليدية، كذلك نائب المدير العام للشئون المالية والإدارية أحمد النمر حتى هو يتصل بنا ويحملنا مسئولية المشكلة.
^^.. يتردد ذكر غلايات المحطة في حديثك وعلى ألسنة المواطنين في عدن وحتى في وسائل الإعلام أنها سبب مشكلة الانقطاعات الكهربائية، وأن محطة الحسوة لا تعمل إلا بغلاية واحدة فقط، كيف يمكن أن توضح ذلك؟
طبعاً المحطة منذ بدء تشغيلها تعمل فيها 6 غلايات وكل غلاية بطاقة إنتاجية 160 طن بخار جاف بضغط 90 كيلوجراما بدرجة حرارة 540 درجة مئوية، فالغلايات الست هذه لم يتم إجراء أي صيانة عمرية لها، بالرغم من إن الغلاية رقم 3 تعرضت لانفجار عام 2004م، وحالياً الغلاية رقم 4 هي في الصيانة العمرية، والغلاية رقم 6 لم تدخل حتى الآن في الصيانة العمرية، ونحن الآن نبرمج أعمالنا لإخراج الغلاية رقم 6 إلى الصيانة العمرية بعد إدخال غلاية 4 للخدمة، وكل ذلك متوقف على توفر كامل لقطع الغيار التي نحتاجها.
وأود أن أشير هنا إلى أن الأخ وزير الدفاع ساعد كثيراً في تخصيص مبلغ لمحطة الحسوة لإجراء صيانة عمرية للغلاية 6 وتفاعل معنا كثيراً بزيارته للمحطة واطلاعه على المشاكل وطالب بتكلفة الصيانة وتم رفع رسالة من وزير الدفاع إلى رئيس الجمهورية عبد ربه منصور – في حينه كان نائباً لرئيس الجمهورية – الذي بدوره وجه وزيري المالية والكهرباء بتخصيص مبلغ لمحطة الحسوة لإجراء الصيانة، وأخذنا التحويل من الإدارة العامة للمؤسسة بعملية إنزال مناقصة الصيانة، ونشرت المناقصة وتقدمت الشركات وفوجئنا بأن أقل عطاء في المناقصة يفوق تكلفة التكلفة التقديرية وهو ما يخالف القانون الذي ينص على إعادة نشر المناقصة من جديد وهذا سيكلف المحطة وقت طويل في ظل احتياجنا للمواد وقطع الغيار لبدء عملية الصيانة فوراً، وهناك أعمال تحتاج لإنجاز فوري وسريع ولا تحتمل التأجيل، فالمحطة إذا كانت تابعة للقطاع الخاص أو لتاجر أو رجل أعمال لاستطاع توفير القطع والآلات التي يحتاجها بشكل فوري.
^^.. هل لك أن تعطينا فكرة عن نطاق عمل محطة الحسوة وخدماتها، وهل ترتبط فقط بمحافظة عدن فقط أو تتعداها إلى محافظات أخرى؟
بشكل عام المنظومة الكهربائية الموجودة هي عبارة عن كل المحطات الموجودة في عدن ومحطات تعز (المخا) والحديدة وصنعاء ومأرب، هذه كلها ترتبط بشبكة واحدة، وفي عدن يتم الارتباط بالشبكة من خلال المحطة التحويلية بالحسوة على بعد كيلو متر واحد من محطة الحسوة التوليدية – كما ذكرنا سابقاً-، طبعاً يمكن عمل فصل لمنظومة عدن عن منظومة الشبكة الوطنية عن طريق المحطة التحويلية، لكن للأسف عمل الفصل لا يجدي بسبب إن استهلاك عدن وصل في العام الحالي إلى 289 ميجاوات بينما المتوفر من الطاقة حالياً هو 80 ميجاوات أو يزيد قليلاً يتم توليده من محطة الحسوة التوليدية، و40 ميجاوات من محطة المنصورة، و13 ميجا من محطة خور مكسر، ومحطة بالإيجار تنتج 20 ميجا، فإجمالي الإنتاج في منظومة عدن هو 153 ميجاوات بينما الاستهلاك 289 ميجاوات، ومنظومة عدن يدخل فيها عملياً محافظتي لحج وأبين ونطلق عليها منظومة عدن، فالعجز ما زال كبيراً جداً، وقبل أسابيع تم توقيع اتفاقية بين مدير منطقة عدن وشركة أجنبية بحسب توجيهات مجلس الوزراء للتزويد بقدرة 60 ميجاوات بالإيجار ستساعد في تخفيف العجز في الطاقة الذي سيظل قائماً، لكنه شيء أفضل من شيء.
^^.. إذاً ما العمل الذي تقوم به وتقدمه محطة مأرب ضمن الشبكة الوطنية كونها أكبر محطة في اليمن؟
محطة مأرب عندما تدخل في الشبكة الوطنية تزودنا بالطاقة، لكن الاعتداءات المتكررة على خطوط نقل هذه الطاقة يحول دون استمرارية الخدمة، ففي الصيف يتم تزويد عدن بطاقة مقدارها 50-60 ميجاوات من الشبكة الوطنية، وأحياناً تصل إلى 70 ميجاوات، أما في الشتاء يحدث فائض في منظومة عدن بسبب انخفاض الاستهلاك في محافظة عدن إلى 120 ميجاوات، وهناك انطباع خاطئ عند أهالي وسكان عدن أن محافظات الجمهورية الأخرى تأخذ نصيب عدن من الكهرباء في الوقت الذي يحدث العكس.
^^.. ذكرت التوقيع مع شركة أجنبية لتزويد عدن ب 60 ميجاوات، متى سيتم إدخالها للخدمة؟
التوقيع على الاتفاقية تم، وبحسب تصريح لمدير منطقة عدن سيتم إدخال 60 ميجاوات للخدمة في التاسع عشر من يوليو الحالي، أي قبل شهر رمضان بيوم أو يومين.
تحدثت عن إضراب عمال محطة الحسوة ضمن إضراب عام لعمال المناطق والمحطات الكهربائية، كيف أثر هذا الإضراب على سير العمل في المحطة؟
الإضراب تم البدء فيه بداية شهر مايو الماضي، وللأسف الشديد تسبب الإضراب في عرقلة كثير من الأعمال ومن جاهزية المحطة كالصيانة العمرية للغلاية رقم 4 التي تأخرت صيانتها 45 يوماً، ولم تواصل العمل فيها لأنجزت ووفرت الخدمة الكهربائية كأحسن ما يكون، لكن للأسف تسبب الإضراب بتأخير الإنجاز، وكنا بحاجة للعاملين والفنيين لتجاوز كثير من الأعمال التي حدثت في المعدات باستثناء عدد من الفنيين والعاملين الذين نعتز بهم وكنا نستجلبهم مساءً للعمل مقابل بدل إضافي بسيط.
^^.. في ظل عدم وجود تحديث أو تطوير لمعدات المحطة وتأخر الصيانة، كيف يسير العمل في المحطة؟
المحطة قديمة وتكنولوجيتها روسية قديمة، لكنها بالصراحة فيها المتانة، وصحيح أن هناك كثيرا من المعدات قد عفا عليها الزمن، لكن هناك معدات رئيسية تحتاج فقط لقطع غيار وممكن تستمر لمدة 25 سنة أخرى، فقط نريد قليلا من الاهتمام بقطع الغيار؛ لأن مسألة غياب قطع الغيار هذه هي التي تسبب لنا الإزعاج في العمل.
^^.. ما صحة وجود سياسة متعمدة لإفشال محطة الحسوة الحرارية تحديداً؟
لا أستطيع تأكيد ذلك.. إنما ما أود قوله أن ما نعانيه فنياً وعملياً لا تعانيه فقط محطة الحسوة، بل كافة المحطات في الجمهورية التي تفتقر إلى قطع الغيار بحسب معلوماتي البسيطة، كما أعرف وأسمع أن بقية المحطات تعاني أيضاً من نفس معاناتنا، بل إن بعض تلك المحطات تستعين بخبراتنا الفنية في توفير قطع الغيار وعمل الصيانة من خلال التواصل مع قيادة المؤسسة العامة للكهرباء، ونقوم بصنع قطع غيار داخلياً من خلال فرق فنية من محطة الحسوة بمساعدة خبراء أجانب كما حصل مع محطة المخا وترميم عدد من معداتهم وتأهيلها، ولا أعتقد أن هناك توجه لضرب جاهزية محطة الحسوة أو المحطات في عدن، هذا كلام غير صحيح.
^^.. ألا تتفق معي أن انقطاعات الكهرباء هذا العام أشد وأكثر تكراراً من انقطاعات العام الماضي رغم مرور البلاد في العام الماضي بأزمة وثورة؟
نعم.. الانقطاعات في هذا العام أكثر من العام الماضي.. والسبب هو الخروج المتكرر لمحطة مأرب والذي أدى بأضرار كبيرة في المحطات، وخلال الشهرين الماضيين كانت الانقطاعات كثيرة بسبب ازدياد نسبة الاعتداءات على محطة مأرب، يعني خلال اليوم الواحد يحدث اعتداءان أو أكثر، الأمر الذي يسبب تبعات ثقيلة علينا كمحطة الحسوة.
^^.. برأيك.. تكرار هذه الاعتداءات هل هو محاولة لإفشال الحكومة الحالية وإظهارها أمام المواطن بمظهر العاجز عن توفير الخدمات العامة؟
كهدف متعمد لإفشال حكومة الوفاق الوطني.. هذا – بصراحة – لا يوجد لدي أي استنتاج عنه، أنا شخص فني وأعرف ما هي الأسباب الفنية وراء انقطاع أو توقف عمل هذه المحطة بمؤشرات كهربائية معينة كجهود الشبكة بسبب وجود اعتداء على خطوط الضغط العالي من مأرب إلى صنعاء وتكررها باستمرار من خلال أفراد لا نعلم ما هي أهدافهم، هل هدفهم هو إفشال الحكومة أو نتيجة مطالب معينة خاصة بهم، أنا شخصياً لا أستطيع استنتاج ذلك، لكن السبب ليس بالاعتداءات المتكررة فقط، هناك حالات تكون بسبب زيادة السحب القوي على خط الربط خاصةً إذا عرفنا محدودية هذا الخط الذي لا يتجاوز 90 ميجاوات، وهناك انقطاعات بسبب مشاكل في خطوط الضغط العالي التي لا تتحمل أكثر من طاقتها وليست بسبب الاعتداءات، كما إن خطوط التوزيع 33 كيلو فولت مثل تلك الخطوط بين محطة الحسوة ومحطة المنصورة مثلاً هي خطوط ذات حد معين لحمل الطاقة، فالأسباب عديدة ولا تكمن فقط في الاعتداءات أو الضرب المتعمد.
^^.. في ظل ظروف كهذه، ما هي نظرتكم حول مستقبل البلاد؟
والله أنا أرى أن مستقبل البلاد متوقف على أن التقدم والازدهار يكمن في الكهرباء، فالكهرباء هي الأساس والبنية التحتية لأي خدمات أخرى، فإذا توقفت الكهرباء توقفت المياه، ومن خلال دراستنا العلمية والفنية في روسيا عرفنا من خلال مقولة قالها فلاديمير لينين عندما وصف الشيوعية قائلاً: (الشيوعية هي مجلس السوفيتات زائداً كهرباء البلاد) وأنا لست شيوعياً ولا إشتراكياً ولكن أنظر إلى أي مدى كان الاهتمام بالكهرباء لدرجة إدخالها في الفكر الشيوعي ومعنى الشيوعية، لا أعلم لماذا قالها لكن من استنتاجي أن الكهرباء هي الأساس، هي كعبارة تعتبر صحيحة ويمكننا التركيز على الكهرباء لتحقيق نهضة البلاد.
^^.. ما هي استراتيجيتكم وسياستكم لتطوير المحطة مستقبلاً؟
والله عندنا مشروع إضافة غلاية 7 والتي كان يعمل بها خبراء لشركة صينية غادروا بسبب الظروف الأمنية العام الماضي، إنما إن شاء الله يعودون خلال الأشهر القادمة بحسب معلوماتنا، وإذا أدخلت هذه الغلاية فستكون طاقتها أكثر من الغلايات العاملة بمرة ونصف، فالغلايات العادية العاملة طاقتها 160 طنا إنما الغلاية رقم 7 التي ستضاف تبلغ طاقتها 240 طنا وستعطينا فرصة لصيانة بقية الغلايات الأخرى؛ لأن أعمالنا كلها ومعظمها إسعافية بشكل سريع لتوفير الطاقة للمواطن، بالإضافة إلى مشروع الصيانة العمرية للغلاية 6 التي سنبدأ العمل فيها العام القادم في حال توفرت قطع الغيار، بالإضافة إلى مشروع بناء محطة جديدة في منطقة رأس عمران بمديرية البريقة بطاقة 500 ميجاوات وتعمل بوقود الفحم الحجري، لكن هذا المشروع حديث لم يتم فيه أي عمل تنفيذي، حتى عملية المسوحات لم تتم بعد ولم يتم تحديد الشركة المنفذة.
^^.. هل ثمة موضوع تودون الحديث عن ولم نتطرق إليه في حوارنا؟
أحب أن أؤكد مرة أخرى أن مشكلة الكهرباء ليست في المؤسسة العامة للكهرباء وليست في الوزارة، المشكلة في سياسة دولة.. هل تعلم أنه في كل دول العالم وخلال 4 – 5 سنوات تكون لديهم خطة لإضافة طاقة كهربائية، وكم سيتم إضافة ميجاوات لأنهم يضعون في الاعتبار التزايد السكاني والعمراني، ونحن نشاهد إن مناطق سكنية تضم آلاف المساكن والشقق تبنى هنا وهناك في اليمن في كل فترة ولا وجود لخطط عملية لزيادة حجم الطاقة، فيجب إضافة طاقة كهربائية تحسباً لهذا التزايد، وللأسف الشديد ومنذ عام 1986م لا يوجد توجه من الدولة لبناء محطة بخارية.. وما يزيد الطين بلة أن هناك حديثا عن الطاقة صديقة البيئة والمتمثلة في طاقة الرياح والطاقة الشمسية في الوقت الذي نفتقد في بلادنا لقاعدة أساسية للطاقة الكهربائية، فالمفروض بدلاً من الحديث عن الطاقة الشمسية والطاقة صديقة البيئة علينا التفكير أولاً في توفير أساس للطاقة داخل البلد، ثم نفكر في عملية تحسين هذه الطاقة وجعلها صديقة للبيئة، وللعلم فإن الطاقة صديقة البيئة هي طاقة محدودة جداً ففي جميع دول العالم تعتبر المحطات البخارية أو الكهروحرارية هي أساس طاقتها الكهربائية التي لا يمكن الاستغناء عنها، أما محطات الديزل التي نعتمد عليها يجب أن ألا تكون الأساس كما نفعل نحن، إنما هي مجرد محطات مساعدة في أوقات وساعات الذروة؛ لأن طاقتها محدودة وعمرها الافتراضي صغير.
فالمشكلة تكمن في سياسة دولة وليست مشكلة وزارة أو مؤسسة، وأنا متأكد من تواجد العديد من الدراسات لإنشاء مزيد من المحطات البخارية لكن للأسف لا يلتفت إليها أحد، وأقترح على القيادة السياسية وحكومة الوفاق الوطني التقدم بطلب لسفراء الدول المانحة الدائمة في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي ودول الخليج لبناء محطات بخارية بقدرة 200 ميجاوات في عدن وأخرى في الحديدة وثالثة في تعز مثلاً من خلال شركات يقترحها المانحون على أن توفر الدولة الأراضي المناسبة، بدلاً من عقد المؤتمرات والاجتماعات والحوارات حول نوعية الدعم أو مجالاته؛ لأن وجود مثل هذه المحطات كفيل برفع المعاناة عن المواطن البسيط؛ لأن الكهرباء شيء أساسي، ونتمنى من الحكومة القيام بالواجب وبدورها التنموي والتطويري في هذه المجال، ونشكر لكم وللصحيفة إتاحة الفرصة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.