لستُ بناقد أو مقوم لعمل ماء وإنما مجرد رأي ربما يجد تصويباً.. مسلسل الخواجة عبد القادر ناجح بكل المقاييس لعدة أسباب: - مناسبة فكرة المسلسل مع روحانية الشهر ومكانته الدينية عند المسلمين . - لا أجد أي إسفاف أو ابتذال أو - تمغيط - مصطنع في السيناريو حيث التوازن وهيبة التسلسل والحبكة الدرامية المتماسكة بشكل عميق. - لفت نظري احترام الممثل السوداني وقدرته وتفاصيله واقترابه من التحدي الدرامي الحديث . - اختيار الشخصيات حيث اختيار البطل (يحيى الفخراني) كان اختيار بعناية لكبر هامة هذا المبدع وملامحه المصرية الصرفة رغم أن عينيه تحمل تفاصيل غربية لكن دمه المصري طاغ بوجهه الدمث الراقي في الأداء، أوسع في أدائه الشئ الكثير من الإبداع وتمرد عن كل أنا في دور متقن للغاية . - نظافة المسلسل من أي خدش أو انكسار لهيبة رمضان بل كرس التواجد الصوفي الروحي والأناشيد الربانية عطر النفوس بخلفيات تهز قلب المشاهد وتتحكم في أي انفعال بامتياز لا يقارن مع أي مسلسل رمضاني سابق . - الرواية حقيقية . مما أكسب المصداقية في الطرح والتوغل في الذات بشكل يكفل النجاح . - البيئة السودانية والمصرية الصعيدية المحتشمة في طرح الوجوه بستر راق وجمال واقعي ترصده العيون بدون تجريح للقيم والعادات المجتمعية الثقافية القيمة. - هدف المسلسل راق جداً عزز جانباً تدينياً مهماً حيث عالج التطرف والغلو وسوء الطوية والتناقض بين المسلم المقتنع بدينه والوارث للإسلام اسماً دون واقع ومحبة واقتناع . - حرر المشيخة أو الإمامة أو القدوة من الانخراط في ملذات الدنيا والأموال واستغلال الناس.. نجد الشيخ السوداني عبد القادر صورة غير مشوهة كما تعودنا من الإعلام الناقد المنجرف أحياناً. - الواقعية في جميع الأحداث والشخصيات من الأطفال المشاركين حتى يحيى الفخراني كان فعلاً إنساناً جسد قالب العفوية والنضج الدرامي بتقدير ممتاز للغاية . - لا يوجد أي ملل أو استرسال بغيض في مشاهد المسلسل، والإخراج والإضاءة والتصوير مريح للعين فيه تكنيك عالي الجودة واعتقد أنه امتداد للمدرسة التركية في فن التصوير والإخراج الإبداعي . - لا تجد أي لفظ حتى الآن سوقياً أو متحرراً كما نجد في بقية المسلسلات الرمضانية التي لا تحترم ذائقة المشاهدين و تقدر الرسالة العظيمة للفن بشكل عام . - المسلسل عائلي يجتمع عليه كل أفراد العائلة بدون أي تردد او خوف من الخروج عن المألوف في سياق الدراما الاحترافية . - عنصر الإبهار او المفاجأة مغلف بحبكه درامية رصينة وطبيعية لا تشعر بالإهمال او الغلو او الزيف وهذا يعطي مصداقية في الأداء والاحترام للفكرة والممثلين . - البيئة الصعيدية ليست كلها حلوة ولا مرة كان التجسيد هنا عادلاً وواقعياً وكذا السودانية. - المخرج اعتقد أنه احترم الجمهور بصدق وبدون تزلف ووظف جميع ادوات الإبداع في هذه التحفة الرمضانية . - هناك بعض النقد الذي لا يؤثر على الإطار العام للمسلسل ونجاحه حتى الآن والذي لا يخلو منه أي عمل فالكمال لله. - تراجع الخواجة عن شرب الخمر وتوبته الصادقة رغم صعوبة الإقلاع والإدمان مع قوة الإرادة كانت مجسدة في شخصية يحيى الفخراني بطريقة قديرة للغاية. - اللوكيشن أماكن التصوير حسب تسلسل المشاهد كانت معبرة وقوية , - المخرج شادي الفخراني يبقى لهذا المخرج بصمة في حياته العملية تسمى الخواجة عبدالقادر، نجح فيها باقتدار يذكره النقاد والمتذوقون . تهنئة خاصة لكل فريق العمل الذي امتعنا بهذا القدر من الاحترام ووظف هذه القصة بما يتناسب مع روحانية هذا الشهر الكريم. ربما يختلف معي البعض ولكن هذا ما أجده من متابعتي لأكثر من مسلسل والذي انفرد به اهتمامي الخاص يعود ربما لأسباب ذوقية نتفق أو نختلف عليها حسب الرأي العام لكل شخص.