تأسس المركز الثقافي في محافظة تعز في عام 1979م وشملت أنشطته إقامة الدورات التدريبية في مجال الموسيقى والمسرح واحتضان الراغبين من أبناء المحافظة والمديريات لتنمية قدرات الموهوبين الشباب والنهوض بالموسيقى اليمنية وتطويرها وإعداد وتأهيل وتخريج فنانين متخصصين وتكوين الفرق الفنية على مستوى عالٍ من الخبرة من أجل إعداد الفنان المسرحي الدارس والقادر على العطاء والمتفهم لطبيعة ما حوله من فنون وثقافات متعددة بغية المشاركة الإيجابية في قدرات وثقافة المجتمع.. كما شملت أنشطة المركز إحياء التراث اليمني بكافة أشكاله الماثل في ساحة المحافظة من شواهد طبيعية تؤسس للجمال الساحر وما يكتنزه من نسيج طبيعي يسحر الألباب، ولعب المركز الثقافي دوراً مهماً وكبيراً في توفير احتياجات المحافظة من المبدعين والكوادر الجيدة القادرة على إقامة الفعاليات الفنية المتنوعة. ونفذ المركز الثقافي كثيرا من الأنشطة والمهام والأعمال المناطة به على الوجه الأكمل وحقق نجاحات على المستوى الثقافي والفني ورفع المستوى الثقافي في محافظة تعز.. عمل المركز على وضع خطط تنموية متكاملة لبناء أربعة مراكز ثقافية في كل من التربة والمخا والراهدة والمظفر وسيتم البناء من المنحة المقدمة لبلادنا من سلطنة عمان الشقيقة. وعن مشروع القرار الخاص باعتماد محافظة تعز عاصمة ثقافية للجمهورية اليمنية يقول الأستاذ عبدالله المليكي مدير عام المركز الثقافي: يمثل هذا القرار حدثاً هاماً وتاريخياً باعتباره تكريماً للمحافظة وعرفاناً بدورها المتميز وتعبيراً عن الدور النضالي والوحدوي الذي جسدته محافظة تعز في مسيرتها عبر العقود والأزمنة وهذا دون شك جعل مشاعر الفرحة والفخر والاعتزاز تتغشى أفئدة الناس من أبناء المحافظة إكباراً لهذا الشرف العظيم وسيظل هذا القرار في ذاكرة أبناء المحافظة و سيلخده التاريخ وستكون ثمرة هذا القرار واقعاً ملموساً من الإنجازات التنموية التي تحققت لمحافظة تعز. تم اختيار تعز لتكون عاصمة للثقافة لما تمثله تعز من أهمية في تاريخ اليمن لما تتميز به من موقع جغرافي وتنوع وثراء ثقافي منذ القدم، وينعكس هذا التنوع في العدد الكبير من الآثار التاريخية ذات الطابع العمراني المتميز من قلاع وحصون ومبانٍ أثرية وتاريخية كقلعة القاهرة، وحصن العروس في جبل صبر، وحصن الدملؤة في الصلو.. الخ. إضافةً إلى المساجد والمدارس الإسلامية والأضرحة كمسجد أهل الكهف في صبر، جامع معاذ بن جبل في الجند، جامع المظفر، جامع ومدرسة الأشرفية، وقبة الحسينية في المدينة، ومسجد ابن علوان في يفرس، مدرسة المعتبية والأتابكية، وضريح الشيخ عبدالهادي السودي.. وغيرها من الشواهد التاريخية والحضارية، وكذا ما تميزت به المدينة خلال الدولة الرسولية من ازدهار ثقافي وفكري برز في مئات المدارس ودور العلم، حيث كان يقصدها العلماء وطلاب العلم من مختلف أرجاء اليمن والعالم الإسلامي حتى أصبحت ليست فقط مركزاً سياسياً للدولة الرسولية؛ بل عاصمة ثقافية في فترات تاريخية مختلفة. ولمدينة تعز خصوصية ثقافية تقليدية يجسدها موروثها المتنوع من فنون شعبية تعبر عن حياة أبنائها ومعيشتهم، أحزانهم وأفراحهم، أحلامهم وطموحاتهم، ويتنوع هذا الموروث الفلكلوري والفني بتنوع وتعدد المناطق والمديريات حيث إن لكل مديرية طابعها الخاص، إضافةً إلى ما تتميز به من صناعات حرفية ويدوية تتمثل في: صناعة الحلي والمجوهرات والفضيات التقليدية والمنسوجات والمصنوعات الجلدية والأواني الفخارية والحجرية وصناعة الحصير. إضافةً إلى الأسواق الشعبية التي تكسبها خصوصية أخرى، منها ما هو يومي كسوق الشنيني ومنها ما هو أسبوعي يسمى بأسماء المناطق أو بأسماء أيام الأسبوع والتي تمثل كرنفالات شعبية أسبوعية تعكس نمط الحياة السائدة في مناطق تعز.. كما تتميز تعز بأنها مورد للحكايات الشعبية والأساطير ومنها على سبيل المثال لا الحصر حكايات أسطورية حيكت حول شجرة الغريب التي نصفها مشاهد مثيرة، والنصف الآخر حكايات أقرب إلى الخيال.. تلك الشجرة التي تثمر ولا تثمر.. وتستطيل ولا تطال.. متأصلة قروناً ولا أصل لها.. لا ينافسها في بديع خرافتها سوى حكايات طاهش الحوبان، والتلاشي في ظل التطورات التكنولوجية الكبيرة وثورة المعلومات التي يشهدها العالم وتتأثر بلادنا بها، بالإضافة إلى قلة المهتمين والمشتغلين على ذلك التراث!