السؤال عن موقع المواضيع السياسية والتاريخية اليمنية في التناول الدرامي اليمني باعتبارتنا ولها جزءاً من الثقافة الوطنية التي توضح ما خفي وما التبس من قضايا سياسية هامة عبر تاريخ اليمن السياسي الحديث والمعاصر. سيكون سؤال عبيط على رأي إخواننا المصريين فأين هي الدراما اليمنية أصلاً حتى نوجه للقائمين عليها في الجانب الرسمي أو الخاص.. مثل هذه الأسئلة الكبيرة التي تعتبر من أهم أهداف الدراما. ما جعلني أطرح مثل هذه المقدمة هو مرور ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي الذي يمثل اغتياله اغتيال دولة القانون والمدنية في اليمن. فمن يعرف تفاصيل هذه المرحلة السياسية التاريخية اليمنية إلا ما كُتب من مذكرات بعض السياسيين اليمنيين الذين عاصروا المرحلة وفيه كثير من التحفظ والقفز على التاريخ. فما هي الوسيلة التي توضح بشكل دقيق وتصل إلى كل بيت غير الدراما أو السينما. وأين الدراما ولا نقل السينما اليمنية حتى من هذه القضايا...وظلم مرة أخرى أن نقول أين الدراما اليمنية من هذه القضايا السياسية والتاريخية وهي لم تزل تحبو هزيلة الأداء محدودة التطور عقيمة في وسائلها الفنية المختلفة ومبكر جداً أن نعلق عليها الآمال الكثيرة فكوادرها بغير تأهيل.. الموضوع يحتاج إلى نقاش لن ينتهي لكن أقول طالما وليس عندنا من بإمكانه فنياً وإبداعياً درامياً أن يتناول أهم القضايا السياسية اليمنية «اغتيال الشهيد ابراهيم الحمدي ومرحلته السياسية عموماً». فإلى متى ستظل هذه المرحلة السياسية اليمنية مبهمة التفاصيل للناس ولم يتم توثيقها فنياً درامياً وإظهارها للعالم من خلال إنتاج فيلم سينما أو مسلسل درامي عن هذه المرحلة وبطلها الشهيد الرئيس ابراهيم الحمدي. فنعلق الأمل على صناع الدراما في اليمن وأيضاً كلمة «صناع» هذه كبيرة عليهم بل نقول دكاكين وإنتاج التهريج غير مجد ونحتاج إلى وقت حتى يقيض الله للفن عموماً والدراما خصوصاً وجوه مؤهلة قادرة على رسم استراتيجية الارتقاء والتطور والمنافسة العالمية للدراما اليمنية . وهذا يحتاج إلى طول صبر بانتظار ذلك اليوم المجهول في رحم المستقبل ولذلك يجب أن تبدأ الفضائية اليمنية التلفزيون الرسمي الآن بوضع خطة بموازنة مالية حسب ما سيتطلبه العمل الفني الدرامي الكبير عن الشهيد ابراهيم الحمدي لإنتاج هذا العمل في السنوات القادمة يوكل لمخرج كبير مثل المخرج السوري حاتم علي ويقتصر دور إدارة الفضائية اليمنية على تقديم النص الدرامي فقط. وتوكل مهمة الإخراج وكل التفاصيل الفنية المختلفة وكتابة السيناريو واختيار الشخصيات على المخرج حاتم علي الذي يعد الأنسب والأقدر إبداعياً وفنياً على مثل هذه الأعمال الفنية السياسية الكبيرة والجميع يعرفه من خلال مسلسل «الطريق إلى كابول» و«التغريبة الفلسطينية» ومسلسل «عمر الفاروق» وغيرها من الأعمال السياسية والتاريخية الكبيرة التي كانت قمة في الإبداع ونجحت 100 %. في مصر لم يبق أحد من مشاهير السياسة والفن والعلم لم توثق حياتهم الدراما والسينما المصرية من جمال عبدالناصر والسادات والشعراوي وحسن البناء وزينب الغزالي . وهذه الأعمال نجحت ووثقت تاريخ هؤلاء وتاريخ مصر فالجميع يعرف في الوطن العربي عن الإمام الشعراوي كل شيء من خلال المسلسل الدرامي الذي تناول سيرته وبث في مختلف القنوات ونحن في اليمن لم نوثق أهم مراحل التاريخ السياسي اليمني الذي ابتدأ بثورة سبتمبر وأكتوبر مروراً بالتاريخ السياسي للرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي. وحين أقول إيكال مهمة هذا العمل إلى مخرج عربي كبير لا أقصد أن نكرر نفس غلطة مسلسل “سيف بن ذي يزن” عندما أوكل لنجدت أنزور السوري بتكلفة كبيرة بدون اشتراطات معينة كأن يتم أي حشو أو زيادة في كتابة السيناريو يرغب فيه المخرج تخدش في هيبة العمل وتسيء لمصداقيته كما حدث في ذي يزن عندما تم حشو مشاهد أسطورية خارجة عن الكتابة التاريخية في المسلسل فخرج المسلسل ضعيفاً وفاشلاً بامتياز وأخيراً كتابة سريعة لفكرة كبيرة نتمنى أن تثروها أنتم أعزائي القراء.