تعد الحواس الخمس قنوات التواصل الحقيقية للإنسان ومعبراً مهماً للمعلومة إنهن بحق رسل العقل وشهوده ونوافذ العاطفة ومنافذها إلى العالم الخارجي بهن يعطي حكمه عليه ويحدد قناعاته به . ترى كيف عبر الشعراء عن هذه الحواس؟ سنأخذ في هذه العجالة حاسة الشم ونقتطف مواقف لبعض الشعراء عبروا وبرروا وأحيانا سخروا .يقول أحمد البهلول في مدح الرسول الكريم : ولما شممت المسك في نشر تربه غشاوة نور القلب زالت بحبه فقد قال لي من زاره عند قبره شممت فتيق المسك من نشر طيبه أما بن رشيق القيرواني فقد قال يصف ممدوحه : يا سائرا بين الأسنة والقنا أني أشم عليك رائحة الدم ومثله ابراهيم اليازجي : يمر نسيم الشكر في عذباته فينشر عرف الطيب في كل موقف ويورد أبو العلاء المعري في معرض ذكر أثر رائحة الخزامى وهو نبات له رائحة جميلة: وتسوق رائحة الخزامى أينقي فتقودها ذلا بغير خزائم أحمد شوقي يسجل مفارقة تحدث بين الناس حول رائحة الرفات. ونشم رائحة الرفات كريهة وتشم منه الثاكلات العنبرا والمتنبي يصور شوق ولوعته بالجنون الذي يجد علاجه رائحة لمحبوبه تحملها رياح الشوق : يجن شوقا ولولا أن رائحة تزوره في رياح الشوق ما عقلا ولابن زيدون قريب منه : تنشق من عرف الصبا ما تنشق وعاوده ذكر الصبا فتشوق وقد جاء عن لسان الدين الخطيب في هجاء أهل سلا : أهل سلا صاحت بهم صائحة غادية في دورهم رائحة يكفيهم من عوز أنهم ريحانهم ليست له رائحة الأمير الصنعاني يعاتب صديقا له قطع عنه رسائله : وكانت توافينا رقاعك روضة تبسم بالمنثور والورد والآسي يباكرني عرف النسيم بنشرها فنعرفها من قبل لمس لقرطاس ونختم بقول حكيم يسجله لنا أبو تمام: لولا اشتعال النار فيما جاورت ما كان يعرف طيب عرف العود [email protected]