الجنوب يفكّك مخططا تجسسيا حوثيا.. ضربة جديدة للمليشيات    أمطار رعدية تعم 20 محافظة يمنية خلال الساعات القادمة.. وصدور تحذيرات مهمة    لحظة بلحظة.. إسرائيل «تضرب» بقلب إيران وطهران: النووي آمن    بعد إفراج الحوثيين عن شحنة مبيدات.. شاهد ما حدث لمئات الطيور عقب شربها من المياه المخصصة لري شجرة القات    اقتحام موانئ الحديدة بالقوة .. كارثة وشيكة تضرب قطاع النقل    مسيرة الهدم والدمار الإمامية من الجزار وحتى الحوثي (الحلقة الثامنة)    مليشيا الحوثي تحاول الوصول إلى مواقع حساسة.. واندلاع مواجهات عنيفة    السعودية تطور منتخب الناشئات بالخبرة الأوروبية    الشباب يكتسح أبها.. والفتح يحبط الرائد بالدوري السعودي    بالصور: متناسيا أزمته مع الاتحاد السعودي.. بنزيما يحتفل بتأهل الريال    العثور على جثة شاب مرمية على قارعة الطريق بعد استلامه حوالة مالية جنوب غربي اليمن    طعن مغترب يمني حتى الموت على أيدي رفاقه في السكن.. والسبب تافه للغاية    استدرجوه من الضالع لسرقة سيارته .. مقتل مواطن على يد عصابة ورمي جثته في صنعاء    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    مركز الإنذار المبكر يحذر من استمرار تأثير المنخفض الجوي    إنهم يسيئون لأنفسم ويخذلون شعبهم    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    نقطة أمنية في عاصمة شبوة تعلن ضبط 60 كيلو حشيش    إيران تغدر بحماس وتطعنها وراء ظهرها.. صفقة إيرانية أمريكية لاجتياح رفح مقابل عدم ضرب إيران!    طاقة نظيفة.. مستقبل واعد: محطة عدن الشمسية تشعل نور الأمل في هذا الموعد    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    الدوري السعودي ... الشباب يكتسح ابها بخماسية    "لا حل إلا بالحسم العسكري"..مقرب من الرئيس الراحل "علي صالح" يحذر من مخيمات الحوثيين الصيفية ويدعو للحسم    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة الى 33.970    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    لجنة الطوارئ بمأرب تباشر مهامها الميدانية لمواجهة مخاطر المنخفض الجوي    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    مصرع وجرح عدد من العناصر الإرهابية على يد القوات الجنوبية بوادي عومران    انطلاق أعمال الدورة ال33 للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) لأفريقيا    سقوط 9 مدنيين في الحديدة بسبب الألغام ومخلفات الحرب خلال مارس الماضي مميز    الرئيس: مليشيا الحوثي تستخدم "قميص غزة" لخدمة إيران ودعم الحكومة سيوقف تهديداتها    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    دراسة: اقتصاد العالم سيخسر 20% بسبب التغيرات المناخية    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    غرق شاب في مياه خور المكلا وانتشال جثمانه    بن بريك يدعو لتدخل إغاثي لمواجهة كارثة السيول بحضرموت والمهرة    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    دوري ابطال اوروبا ... ريال مدريد يطيح بمانشستر سيتي ويتأهل لنصف النهائي    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    مفاجأة صادمة ....الفنانة بلقيس فتحي ترغب بالعودة إلى اليمن والعيش فيه    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    10 أشخاص ينزحون من اليمن إلى الفضاء في رواية    خطة تشيع جديدة في صنعاء.. مزارات على أنقاض أماكن تاريخية    وللعيد برامجه التافهة    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تراث الجنوب وفنه يواجه.. لصوصية وخساسة يمنية وجهل وغباء جنوبي    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    تخيل أنك قادر على تناول 4 أطعمة فقط؟.. شابة مصابة بمرض حيّر الأطباء!    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعرضت وطنيتي للإهانة فالتحقت بحركة القوميين العرب
المناضل عثمان المهدي ل«الجمهورية»:
نشر في الجمهورية يوم 30 - 11 - 2012

دور الخلايا الفدائية والجبهة القومية في الكفاح المسلح ضد الاحتلال
تلقى تعليمه الأولي في المعلامة بالقرية..تعلم القرآن الكريم على يد أحد المشائخ.
انتقل إلى عدن عام 1954م وعمره لا يتجاوز العشر السنوات، أجبرته ظروف القرية والمجتمع الريفي والقروي البدائي على البحث عن لقمة العيش ومن له ولأمه، حيث مات أبوه ونشأ يتيماً إلى جانب إخوانه الصغار.
ومن يومها حمل هذا الفتى الموهوب الذي كان سريع الحفظ لسور القرآن، ولكل ما يطلع عليه من قراءة للكتب أو المنشورات لصحف وغيرها، حمل على كاهله هم أسرته أمه وإخوانه ومصاريف نفسه، وهو في ذلك السن الطفولي لكن إصراره وعزيمته الفولاذية لم تجعله يستسلم للصعاب بل تجاوزها وتحداها بصلف، بل لم يزده ذلك إلا حباً للعمل وإخلاصاً ووفاءً لقضية وطنه في الخلاص من ربق الاحتلال الجاثم على الأرض اليمنية منذ 1839م.
ومنذ أن وطأت قدماه مدينة عدن أحب هذه المدينة وأهلها وأخلص لها حبه لوطنه كله حتى كلفه ذلك التضحية بروحه ودمه، فلم يتوانى عن ذلك الدور المشهود له والمواقف الوطنية والأدوار النضالية المتعددة التي فعلاً تستحق منا ومن كل المعنيين أن يقفوا احتراماً وإجلالاً بل وتقديراً لدوره وأمثاله المناضلين الشرفاء المخلصين الذين لم يلقوا بعضهم أي اهتمام أو رعاية.
الحديث شيق وممتع وأحداثه متسلسلة نترك الحديث للمناضل الوطني سعادة السفير عثمان المهدي يروي لنا تفاصيله بدقة الرجل القيادي والدبلوماسي الحصيف.. في البداية نود أن نتعرف من هو عثمان المهدي؟ وكيف نشأ وأين تلقى تعليمه الأولي؟
عثمان المهدي من مواليد الربيصة مديرية الشمايتين محافظة تعز نشأت يتيماً ولي إخوان صغار من أمي.. من مواليد 1946م ودرست القرآن الكريم على يد الفقهاء والمشائخ في القرية وكنت سريع الحفظ لسور القرآن وفي سن مبكرة من عمري.
ولأن أسرتي بدون عائل فقد اضطرتني الظروف أن أتركها وأنا دون سن العاشرة واتجهت إلى مدينة عدن عام 1954م لغرض العمل فيها وحتى أوفر مصاريف لي ولأمي وإخواني وما إن وصلت عدن حتى أخذني أخي وخالي إلى عند أحد الأشخاص كان يسكن في شارع الصعيدي بالمعلا لكي أقوم بشراء ونقل حاجياتهم إلى البيت واشتغلت بذلك لهدفين أول لتوفير مصاريف وثانياً لحمايتي كوني طفلاً صغيراً مما كان منتشراً من اعتداءات واختطافات لبعض الأطفال من قبل الصعاليك أو ما كان يسمى “بالجبرت” والذي اتضح أن هناك ناس كانوا يختطفون الأطفال ويبيعونهم عبيداً لأشخاص في شمال الجزيرة.
واستمررت فترة بسيطة في خدمة أصحاب تلك البيت ولم يعجبني العمل عندهم بعدها انتقلت إلى العمل في منزل شخص اسمه أبو أحمد يوسف النهاري وهذا الشخص أحد قياديي جبهة التحرير.. وكانت أمه من النساء الطيبات التي مازلت أذكرها بكل خير ويسميها الناس الأم حبيبة.. وقامت بتربيتي تربية طيبة وقد تبنونا كأحد أولادهم وكان معنا آخرون من البيضاء ورداع، وكنا نحن نقوم بمنفعتهم ومقابل العيش معهم في منزلهم الكائن بشارع البحتري في المعلا.. بعدها انتقلت إلى رعاية الحاج عبدالله فارع سلام الذبحاني وهذا رجل من المقيمين في عدن أي ما كان يسميه الاحتلال “أجنبي مقيم” وقد كان متزوجاً من جزيرة ميون وساكن بالمعلا في عمارة الكاف أمام السوق، وحالياً في المبنى ورشة لتنظيف السيارات كان هذا الرجل ميسور الحال ويمتلك زعيمة تشتغل ما بين عدن وجزيرة ميون، وقد تربيت وعشت معهم حتى سنة 1960م تقريباً.
ألم تلتحق بمدرسة لمواصلة التعليم؟
لم أتمكن من مواصلة التعليم الحديث إلا فيما بعد حينما كانت اتجاهاتي في الأساس اتجاهاً دينياً وكنت أحافظ على قراءة القرآن الكريم بنفسي وبالكد نحصل على مصاريفنا وتربيتنا عند من نقوم بمنفعتهم، وإنما انتقلت إلى مدينة التواهي وعملت هناك عند واحد صاحب مقهى جوار سوق الصيد حافة مليط واسمه محمد طربوش الشرجبي، لمدة فترة معينة.
ثم انتقلت للعمل كبائع ليم وكنت اتنقل في أسواق القات وأسواق الصيد.. واشتغل أعمالاً أخرى حمالاً.. أحمل البرد من السوق إلى البيوت أو المحلات، كما اساعد الجزارين على حمل الخراف المذبوحة من المجزرة إلى السوق وأتولى عملية حدادة السكاكين الخاصة بالجزارين وأصحاب الصيد وأذهب إلى مقر اتحاد نقابات عمال اليمن حالياً في المعلا مقابل عانة أو عانتين “فئة نقدية بسيطة” وهمي كله توفير مصاريفي وإعالة أمي وإخواني.
إذاً من أين بدأتم تكوين شخصية المناضل عثمان المهدي؟
لما شعرت بأهمية تكوين نفسي نمت عندي ضرورة الاعتماد على النفس وأن استقل بعمل ولو كان بسيطاً فبدأت اشتري خضرة من السوق المركزي بالجملة.. وأقوم ببيع تلك الخضرة على البسطة في منطقة الروضة.
مقاطعاً أين هي منطقة الروضة؟
الروضة هي منطقة القلوعة كانت تسمى بهذا الاسم أما اسم القلوعة فهو اسم صومالي اشتهرت به فيما بعد وحتى اليوم.. المهم أنني زاولت مهنتي الجديدة ببيع الخضرة على البسطة في الساحة التي أقيمت عليها جمعية أبناء الربيصة، وكان بجانبي كشك لبيع الصحف وكان يملكه شخص يسمى أحمد قائد حيدر من المشارقة.. وكنت أطلع على الصحف التي تباع في الكشك مثل الحوادث، الصياد، وروز البوسف، والحرية، القوميين العرب، وصحف البعثيين في المنتصف الأخير للخمسينيات.
اطلاعك المعرفي هل أثر على اتجاهاتك التي كانت كما قلت نشأة دينية؟
كنت أحب القراءة والاطلاع وشغوفاً إلى حد كبير بالقراءة خصوصاً وقد كنت أعمل على بيع الخضرة وعند استكمال بيعها أذهب العصر وبقية اليوم لمساعدة صاحب الكشك وأطلع على الصحف الموجودة، وكنت سريع الحفظ والفهم لمواضيعها لأني كنت قد حفظت كثيراً من سور القرآن الكريم على يد القاضي عبدالرحمن سلام محمد في القرية وكنت مستمراً في مواصلة حفظ سور القرآن الكريم بشكل ذاتي وبدأت تنفتح مفاهيمي وأفكاري من خلال تلك الصحف، ومن خلال سماع إذاعة القاهرة وصوت العرب، وأتابع أخبار المذياع والترانزستور الذي دخل علينا بشكل محدود خصوصاً أخبار الثورة المصرية وما تلاها فيما بعد عدوان 1956م، ووحدة مصر وسوريا 1958م.. وقرارات الاشتراكية وغيرها.
هل كنت تلتقي بشخصيات وطنية وقيادية أو تعرفت عليها في أثناء عملك بيع الصحف؟
كنت على صلة واحتكاك بشخصيات تمثل الحركات الوطنية المنظمة، حركة القوميين العرب بعث، ناصريين، ديمقراطيين، اشتراكيين، الأقرب إلى الماركسيين، شخصيات من تيارات دينية “الإخوان المسلمون”.. كانت تلك الشخصيات تأتي لشراء الصحف وأتعرف على توجهاتها من خلال ما تقتنيه من صحف، لأني أقوم بمساعدة صاحب الكشك بيع الصحف بعدما أكون قد وفرت مصاريفي من بيع الخضار.. ولازلت أتذكر شاباً اسمه عبدالرزاق كان من أنشط الشباب البعثي.. ولكنه اختفى فيما بعد.
ألم تجد من يستقطبك لجهة تنظيمية معينة؟
الشعارات التي كانت مطروحة وتروج لها الصحف في ذلك الوقت هي تخدم هذا الغرض ولكل حركة أو تنظيم له صحف تخدم توجهاته، ومن خلال العلاقات مع بعض عناصر تلك الحركات.. بدأ البعض منهم يهدي لي كتيبات أو منشورات، أو دراسات توضح وجهتم وأهدافهم وبرامجهم مثل البعث، والقوميين العرب، وبدأت البوصلة عندي تتجه نحو المجموعة التي ترى أن اسرائيل سرطان في الجسم العربي ينبغي إزالته، وعند القوميين العرب لايمكن إزالته إلا بالقوة.. إذ كان شعار حركة القوميين العرب، وحدة تحرر، ثأر، بينما شعار البعثيين، وحدة، حرية، اشتراكية، والناصريون شعارهم “حرية، اشتراكية، وحدة” والإخوان المسلمون شعارهم الإسلام هو الحل كتنظيم عالمي ولم يكن الإخوان المسلمين بارزين في عدن إلا من خلال شخصيات معينة في المعهد الإسلامي.
أين وجدت نفسك إذاً؟
وجدت نفسي أكثر ميلاً إلى أفكار حركة القوميين العرب، لأنها تركز على القومية.
هل انضممت إليهم؟
الانضمام تم بعد إهانة تعرضت لها وطنيتي وشخصي، بعد قيام اتحاد الجنوب العرب في عام 1959م، سافرت من عدن إلى القرية لزيارة أهلي وأمي وأقاربي وكان السفر سهلاً ولا يوجد موانع ماعدا الجمارك وبمجرد أن يعلن ليلة العيد أي صباح اليوم التالي عيد كنا نسافر ولا نصلي العيد الصباح إلا في القرية عبر سيارات الولس ولاند روفى وسيارات المجذور.. والتي تمر عن طريق المفاليس، أو طور الباحة وبعدها بواسطة الحمير والجمال، نواصل السفر إلى القرية، الربيصة بالشمايتين.
ماهي تلك الإهانة وأين تعرضت لها؟
عند عودتي إلى عدن من الإجازة العيدية ولأول مرة أوقفوني في منطقة كرش وهي النقطة المقابلة لنقطة الشريجة التابعة للشطر الشمالي سابقاً أخذوني شأني شأن كل القادمين من المناطق الشمالية وكنت حينها لم يبلغ عمري ال 20 عاماً وقاموا بتصويري وأخذوا مني ما يسمى باللهجة المصرية الفيش والتشبيه، أي البصمة بالعشر الأصابع، ولم يسمحوا لنا بمواصلة السفر إلا بعد أن تم تسليمنا بطاقة أجنبية من قبل القائمين على النقطة التابعة ما كان يعرف بدولة اتحاد الجنوب العربي التي أعلنت في فبراير 1959م وتكونت في البداية من ست إمارات، ثم توسعت فيما بعد وبأوقات متفاوتة.. لتشمل انضمام مستعمرة عدن التي انضمت إلى دولة اتحاد الجنوب العربي نهاية عام 1962م.
إذاً ما الذي استفزك؟
استفزني ذلك الأسلوب في أني اعتبرت أجنبياً في شطر استعمر واحتل من قبل قوى أجنبية وأنشئت فيه 22 مشيخة وإمارة وسلطنة خلال فترة حكم المحتلين لهذا الجزء الغالي من الوطن.
استفزني ذلك الموقف وذلك الأسلوب عندما اعتبرت أجنبياً وأنا في بلدي الذي عرفته تاريخياً واحداً موحداً، لأن اليمن كان موحداً قبل الإسلام وبعد الإسلام بدليل كل الوثائق التاريخية.
فاستفزني ذلك وانضممت إلى حركة القوميين العرب، لأني لم أشأ أن يكون لي بطاقة أجنبي مقيم كما فعلها الاحتلال وتم صرف بطائق لأبناء المناطق الأخرى وهناك بطاقتان تصرف إحداهما للأجنبي المقيم وأخرى لغير المقيم.
بماذا قوبلت عند انضمامك لعضوية حركة القوميين العرب.. وكيف بدأ عملك التنظيمي ؟
أول ما أعلنت انضمامي للحركة تم ضمي إلى مجموعة تسمى حلقة وكان إلى جانبي ناجي يحيى العديني رئيس جمعية أبناء العدين، محمد الروي “ من يافع” وعبدالله عبدالجبار المقطري يعمل مفتشاً في شركة الباصات العدنية، وحسين الصافي من أبناء عدن يعمل في الكهرباء وأدينا القسم على المصحف الشريف الذي وضع فوق مسدس وقنبلة على أن لا نفشي سر الحركة وأن نعمل على تحقيق أهداف الحركة ولا نخون.
وكان القسم على يد الفقيد المناضل عمر سعيد عبدالله محمد العديني الذي عرف لاحقاً باسمه عبدالوارث أضيف إليه “الأبي” عرف فيما بعد بسعيد عبدالوارث الإبي بينما هو من العدين وقد تزوج المناضلة نجوى مكاوي وتوفيا كلاهما بدون أولاد.
هذا الرجل كان بسيطاً يشتغل مراسلاً في الكهرباء تعليمه محدود جداً لكن اطلاعه ومعرفته السياسية كان يمثل حزباً بمفرده، وكان عضواً في الرابطة أو المديرية التابعة لحركة القوميين العرب وكان ينزل كمساعد مع الأب والمربي الفاضل عبدالرزاق شائف والذي كان عضواً في الشعبة، والشعبة أعلى من الرابطة “مناصب في الحركة” وتحديداً في مديريتي الميناء والمعلا وصيري وخور مكسر ومسئول مديرية الشعب يشمل المنصورة ، الشيخ عثمان، دار سعد، البريقة، وهذا المسئول التنظيمي للحركة الأستاذ عبدالرزاق شائف كان ينزل مع سعيد عبدالوارث ونعرفه باسم “نبيل” كمساعد لعضوية الرابطة بينما هو المسئول الاول عن المديرية وكان نبيل اسماً تنظيمياً للمناضل عبدالرزاق شائف وهكذا إلى أن تم اعتقاله في حملة الاعتقالات الأولى.
كيف تمت حملة الاعتقالات وما أسبابها ونتائجها؟
تمت حملة الاعتقالات الأولى عندما جاء أحد المبعوثين من حركة القوميين العرب إلى عدن واسمه زكي فريج “أردني” وتعرض لحادث مطاردة وصدم بجولة كالتكس بعد خروجه من اجتماع تنظيمي في البريقة ونتيجة لوجود اسماء الأعضاء المجتمعين، وأعضاء التنظيم معه فقد تم اعتقاله وإخضاعه للتحقيق والتعذيب في مربط سجن في دار الرئاسة حالياً بالتواهي كما تم اعتقال عدد من المناضلين إلى جانبه ومنهم أبو بكر شفيق وعبدالرزاق شائف وغيرهم.
ما دورك التنظيمي حينها ؟
انتقلت من وضع الحلقة إلى وضع الخلية القيادية “خلية، فخلية ممتازة” وتم ترقيتي مكافأة لنشاطي وكان بمعيتي حينها السفير عبده علي عبدالرحمن الشوافي نائب وزير الخارجية والفقيد عبدالعزيز عبدالولي أخو عبدالله عبدالولي وعضو المكتب السياسي وشخص آخر اسمه عبده محمد علي من أبناء مدينة عدن وآخر اسمه غازي سليمان.
تكون تلك المجموعات من أبناء المناطق المختلفة هل كان عملاً تنظيمياً للحركة ؟ أو ماذا؟
نعم كان يتم اختبار أعضاء أي مجموعة من أكثر من منطقة ويتم تشكيل أي مجموعة تنظيمياً وبعدها يتم توزيعهم ويتم تكليفهم بمهام عديدة. البداية، القراءة والتزود بالاطلاع والمعرفة خصوصاً للكتب التي تخدم توجهات الحركة، تلخيص الكتب التي يقرونها، رفع تقارير، معرفة الاستعداد، الحفاظ على السرية، وعدم الارتباط بالاستخبارات والالتزام بالقيم الأخلاقية وكشرط أساسي للعضو أن لا يكون صاحب سوابق في الجرائم الاخلاقية وغيرها.
بعدها انتقلت إلى درجة المرتبة المسئولة وهذه المرتبة تساوي قيادة مركز أو مديرية وتضم المرتبة المسئولة إلى جانبي كل من الإخوة عبدالكريم سلام محمد المعروف باسم صالح عبدالكريم، عبدالواسع قاسم المعروف باسم “ذياب” وحسين بامدهف “عدني” منصور الصراري “عبسي” وسعيد أحمد مكرد، ومحمد أحمد علي القباطي فدائي وبعدها انتقلت إلى العمل في الرابطة عندما كان علي صالح عباد “؟؟؟” وعبدالله الخامري مسئولين على عدن، وكان سالم ربيع علي “سالمين” مسئولاً عسكرياً في تلك الفترة قرر إبقاء العمل بالنظام المستوحي من حركة القوميين العرب. مركزي وقسم العمل على أساس أن تقوده مش مرتبة مسئولة وإنما رابطة وهي قيادة مديرية ولكن بمجال.. مثل رابطة المجال التنظيمي الشعبي، رابطة المجال الفدائي، والأمن العسكري ورابطة المجال الطلابي وهكذا.. الخ.
وفي الرابطة كان معي محمد صالح، عبدالرحمن الوالي هذا يافعي ووحدوي وقصته بحاجة إلى كتابة.
ما عملكم في الرابطة.. أو دوركم في النضال الوطني؟
كان دورنا قيادة العمل التنظيمي والنشاطات اليومية وكنت أنا في مديرية الميناء والمعلا وصيرة وخور مكسر.
ما دوركم في الأعمال الفدائية ضد المحتلين؟
نحن كنا نعمل على تهيئة الأجواء، نقل السلاح، إخفاء الأسلحة، إخفاء الفدائيين، توفير المال، والأكل للمختفين، جمع المال، والتبرعات، الدفع بالجماهير للمظاهرات المنددة بالمحتلين، إعداد النشرات ومنها نشرة التحرير، بالإضافة إلى إصدار البيانات هذا كله كان يقوم به التنظيم، رابطة المجال التنظيمي الشعبي، وكذا بقية المجالات الطلاب، والنساء، كل يقوم بدوره.. الخ.
إلى 1967م عندما انتقل من نظام حركة القوميين العرب إلى نظام المجالات بشبه مستقل في الرابطة كان معي محمد صالح عبدالرحمن الوالي والأستاذ التربوي خالد عقبة “من عدن”.
وبعد الاستقلال كان معي السفير أحمد عبد راجح، والسفير عبدالكافي محمد عثمان الذي توفي في حادث الطائرة وعبدالحميد الشعبي كان موظفاً بالجمارك.
بعد الاستقلال ما عمل الرابطة ؟
كان عملنا قيادة العمل التنظيمي لأنه بعد الرابطة شعبة، الشعبة للمحافظة والمسئول علينا الشعبة، والشعبة مسئول عنها القيادة العامة، اللجنة المركزية والمكتب السياسي “اللجنة التنفيذية” وكان فيها شخصيات متعددة هذا كان تركيب الجبهة القومية.
هل يعني ذلك أن الجبهة القومية امتداد لحركة القوميين العرب؟ وليس انقلاباً عليها؟
هي نفسها الجبهة القومية لأنه لم ينظم لتركيبات الجبهة القومية والحزب الاشتراكي إلا حزب الطليعة الذي هو “البعث القطري” الذي يتبع البعث السوري والديمقراطيين الاشتراكيين يعني جماعة منظمة السلفي فشكلوا التنظيم السياسي الموحد فكانت الجبهة القومية أولاً محصورة على حركة القوميين العرب.
متى تم إعلان الجبهة القومية؟
بعد قيام ثورة 26 سبتمبر عام 1962م وقبل انفجار ثورة 14 أكتوبر، لأن الحركة كانت قد كثفت نشاطها داخل النوادي وفي أوساط الجيش وأوساط القبائل، وكانت تحضر للثورة المسلحة وكانت فقط تنتظر وجود الخلفية المساندة والأرضية الداعمة لكي تنجح الثورة المسلحة فتوفرت هذه الأرضية الداعمة والخلفية المساندة بقيام ثورة 26 سبتمبر عام 1962م.
أي دور نضالي لعبته الحركة ؟ مثلاً في دعم ومساندة الثورة ؟
الحركة وجهت عناصرها المختلفة السياسية ، المشيخية، القبلية، الشبابية، النسائية إما من خلال حملات التعبئة والتجيش لدعم ثورة 26 سبتمبر ورفد الحرس الوطني بمقاتلين أو من خلال نشاطات عناصر موجودة هناك في الشمال، كان من ضمنهم قحطان الشعبي، ناصر السقاف، المجعلي والعديد من الشخصيات، والعناصر المنضوية تحت حركة القوميين العرب من أبناء الجنوب.
ويومها عين قحطان الشعبي مستشاراً لرئيس الجمهورية لشئون الجنوب وتجمعت حوله شخصيات عديدة، وكنا نحن واحد ممن تولى عملية حشد المناصرين لثورة 26 سبتمبر وتم إرسالهم إلى تعز لتلقي تدريبات على الأسلحة المتوفرة حينذاك ومنها الرشاشات الشبكي وغيرها، ومن ثم إرسالهم إلى جبهات القتال.
أي جبهة شاركت فيها ؟
شاركت أولاً في الدفع بالشباب للانخراط في الحرس الوطني وإرسالهم إلى تعز وشاركت في جبهة القتال بمعبر حينها كان قائدا الجبهة عبدالكريم السكري ومحمد الرعيني.
هل كنتم في عملكم التنظيمي قد أعددتم لإعلان يوم 14 أكتوبر موعداً لانطلاق الثورة ضد المحتلين؟
14 أكتوبر لم يكن كيوم محدد أي لم يكن هو اليوم الذي تم تحديده لقيام ثورة 14 اكتوبر لأن الحركة كانت تهيئ الأجواء لتفجير الثورة، ولكن مش من جبال ردفان وإنما من منطقة أخرى تكون أكثر تأثيراً، وأكثر فاعلية مثل عدن، لأن قنبلة بعدن توازي قتال أربعة أيام بين طائرات ودبابات في منطقة ريفية جبلية كردفان بالنسبة للضجة الاعلانية، لأن تفكير الحركة بالثورة المسلحة لم يأت اعتباطياً، وإنما كان تفكيراً مبنياً ومستنداً على الدراسات للثورات والتجارب الأخرى، الجزائر، فيتنام، الخ فكانت تريد أن تنفجر الثورة وهي تمتلك كل العوامل خلفية، ظهر حامي ومساند جماعة، مدربة، توفر أسلحة، مال، هي التي تختار نوع المعركة ووسائلها، هذا كان تفكير الحركة لكن مع اندحار فلول الذين جعلهم الغباء والطيش ملكيين لم يكن في الشمال من مؤيد لبيت حميد الدين بما في ذلك جزء من الهاشميين والزيديين كلهم، السادة والقبائل لم يكن من أحد يؤيد الإمامة لأن الشعب اليمني كان كله مظلوماً ويعاني الظلم من حكم الأئمة ولكن يقول :ظلم الأئمة مقارنة بالظلم في عهد النظام السابق كان لا يساوي شيئاً بدليل أن الظلم كان في عهد الإمامة يشمل الجميع أي أن الحرمان يشمل كافة المواطنين حتى المقربين وأفراد السلطة الحاكمة، ولو دخلت وشاهدت مكونات أي قصر من صور الإمام لن تجد مادة من المواد المستوردة من الرخام وغيرها.. وعلى حد علمي وكما تقول ما وصلت لدي من وثائق بأنه لم يذبح إلا 24، أو 28 شخصاً من معارضيه فكم قتلنا نحن ؟ ومع اندحار من جعلناهم بسلوكياتنا وطيبتنا إماميين في بعض المناطق وكان لبعض الأخوة المصريين وبعض الشخصيات دور في تكوين تلك الظاهرة الإمامية.. لأن الناس كانوا جاهلين فكان بمجرد ما يقولوا للقبيلي إن الجمهورية تعني السماح بارتكاب الرذائل والفواحش كالزنا وشرب الخمور يجعل القبيلي يندفع بدافع الغيرة ويواجه الدبابة بسلاحه الأبيض «الجنبية».
ومع اندحار بعض المناطق الحاملة لتلك التيارات والتي كانت مدعومة من الخارج أي موجهة خارجياً، فبدأت بعض القبائل بالعودة فاستغلت قيادة الحركة عودة البعض من أفراد القبائل لكي تدخل معها كميات من الأسلحة التي قد وفرته من خلال مشاركتها أو تواصلها مع الجيش المصري والقوات الجمهورية في المحافظات الشمالية.. أو عن طريق التنسيق مع عبدالناصر نفسه، لأن المسئولين عن القوات والمخابرات المصرية في اليمن غير راضين عن نهج الحركة في الاستقلال.. بمعنى أنهم لم يجدوا من بين أعضاء الحركة عناصر أكثر طاعة وانصياع، ولهذا كان التنسيق يتم عن طريق محسن إبراهيم زعيم حركة القوميين العرب وآخرين في سوريا وغيرهم مع عبدالناصر.. بشأن دعم الكفاح المسلح في جنوب اليمن.
وعندما عرفت الاستخبارات البريطانية والاتحادية التي كانت تتابع ما يدور في المناطق الشمالية فكان أول العائدين من أبناء المحافظات الجنوبية الذين ذهبوا لدعم الثورة في الشمال ومطاردة فلول الإمامين هو المناضل راجح بن غالب لبوزة ومجموعة من أفراد قبيلة المحلئين “المحلئي” وقد عاد ومعه مجموعة من الجمال المحملة بالسلاح، أرسلت له الإدارة البريطانية في عدن عبر المندوب السامي الذي أرسل رسالته يطالبه بتسليم الأسلحة التي بحوزته، لكنه رفض التسليم.
هل حينها كان يوجد تنسيق مع هؤلاء المناضلين بردفان من قبل الحركة والجبهة القومية؟
لم يكن هناك تواصل أو تنسيق إذ لا يوجد بين القبائل من يعرف التنظيمات الحزبية وأنه يوحد حركيين، وكان في ناس محدودين ينظموا من خلال النوادي القروية هنا في عدن، مثل أبناء ردفان، أبناء الضالع، أبناء بشينة، استغلوا هناك ضمن إطار وطني، ولبوزة رجل قبيلي شجاع وأكبر سلاح يعرفه البندق الخشبي، ولم يكن هناك تواصل مع القيادة، أو طرق معبدة، أو...إلخ، والقيادة حتى تجتمع لابد من حضور أعضائها من الشمال مثل عبدالقادر سعيد، محمد قاسم دماج، سعيد الجناحي، “جماعة الشمال” فقيادة الحركة كانت من الشمال والجنوب، “مالك، ويحيى الإرياني، وسالم زين، وطه مقبل، وعلي السلامي، وفيصل عبداللطيف، وقحطان الشعبي وغيرهم”.
لكن المناضل لبوزة رد على رسالة المندوب السامي بأن وضع حلقة رصاص ووضعها في الظرف أرسلها إليه؟
وفي صباح اليوم الثاني أي صبيحة 14 أكتوبر تم إرسال كتيبة من الجيش البريطاني إلى المنطقة وطيران، وبدأت تقصف المكان الذي يتواجد فيه راجح لبوزة وقاوم هو وجماعته بما يملكه من سلاح حتى عصر يوم 14 أكتوبر فاستشهد في ذلك اليوم، ولم يتمكن البريطانيون من تحقيق أهدافهم، أولاً لوعورة المنطقة، بل بالعكس انتقل الثوار إلى مناطق أخرى، وتحول بعد إلى هجوم وبدأنا نسمع عن عمليات هجومية ضد القوات الأجنبية في وادي تيم، ذي ردم، حبيل جبر، مناطق التواجد البريطاني.
كيف تلقت الجبهة القومية هذا الخبر؟
اجتمعت قيادة الجبهة القومية بشكل عاجل وسريع بعد التطورات في الأحداث ممثلة بالمجلس التنفيذي وهو الموجود أصلاً في صنعاء وتعز وخرج الاجتماع بصدور بيان بإعلان تفجير ثورة 14 أكتوبر من على قمم جبال ردفان.
إذاً متى اطلق عليك هذا الاسم الذي عر فت به ومازلت إلى اليوم عثمان المهدي؟
عندما تمت اعتقالات الحملة الأولى كما ذكرنا سابقاً أي عندما تم اعتقال المبعوث الأردني زكي فريج، وعدد من أعضاء الحركة منهم عبدالرزاق شائف وأبو بكر شفيق، فاضطريت ومعي كثير من الزملاء إلى الاختفاء والتنكر، فكنت اتخفى أنا وأسرتي ولا أخرج إلا عند الليل، أخرج متنكراً وحاملاً بطاقة ضابط هجرة برتبة ملازم ثاني باسم فضل أحمد عبدالرب وأحمل الاسم الحركي التنظيمي “عثمان” وضليت على هذا الاسم رغم أنه غير مكتمل إلي، وأعرض بطاقتي باعتباري ضابط هجرة ومنذ عام 1964م حتى الاستقلال وأنا على هذا النحو.
ما دوركم في أسقاط مدينة كريتر عام 1967م؟
كان لي دور فاعل ونشط في اسقاط مدينة كريتر باعتباري عنصراً متفرغاً اتحمل مسئولية أكثر من خلية فدائية، وكل خلية تحتها حلقات ومجموعات انصار ولما دخلنا كريتر كان معي سيارة صغيرة هيلمن أبو بابين وقيمتها تسعة آلاف شلن وهي أول سيارة تقريباً حملنا عليها مدفع الهاون الصغير الذي ضرب المجلس التشريعي في كريتر، بالإضافة إلى نقل الأسلحة من مكان لآخر، إذ كان العضو منا مسئولاً عن تقديم تقرير استخباري كل أسبوع وعلى ضوئها يتم نقل الأسلحة من مكان إلى آخر أكثر أمناً، وقد استخدمها الأخ عبدالكريم سلام محمد “الشرجي” الاسم الحركي “صالح عبدالكريم وكان له دور أكبر من دور رئيس جمهورية وللأسف الآن هذا الشخص مجدول في الشارع وعثمان يوسف الصومالي “من محافظة أبين” وقد تم متابعة السيارة من قبل الاستخبارات الانجليزية.. وحينما كنت مسافراً في تعز ونتيجة للشك بالسيارة فقد أوقفها أحد الأشخاص في حافة القاضي بكريتر، فجاء الجنود واطلقوا وابلاً من الرصاص على الشخص القائم بجوارها فأردوه قتيلاً وهو الشهيد المناضل صالح علي بن بويك “يافعي” ومن ضمن الشباب الذين كنا مسئولين عليهم، وأخذت السيارة ووضعت في مكان تحت البنك الأهلي حالياً، الذي كان عليه حراسات وقناصات.
أين كنت تقيم طيلة فترة تخفيكم؟
كنت أقيم في فندق التلال وهو الفندق الذي كنا نصدر منه النشرة تحت اسم التلال الملتهبة، وهو فندق المستر طه حمود في الخساف بكريتر، وكنت من المساهمين الأساسيين إلى جانب مجموعة من الناس في إصدار المنشور أذكر منهم عبدالولي مرشد.
أين كنت ليلة الاستقلال ما دورك حينها؟
كنا ليلة الاستقلال في كريتر وقد قمنا بحشد الناس إلى مدينة الشعب للذهاب لسماع خطاب الاستقلال من قبل قحطان وعبدالفتاح.
وقد انتقلت للسكن في خور مكسر بعد الاستقلال وذات يوم وأنا في طريقي من المعلا إلى خور مكسر لمحت سيارتي عند السراج في جولة المعلا مع أحد بقايا الأفراد البريطانيين الذين تم بقاؤهم بعد الاستقلال ضمن البعثة العسكرية الجوية الوحيدة التي بقيت بعد رحيل الاحتلال كفنيين للطائرات وقد أبلغت الشرطة عن السيارة فأجاب بأنه اشتراها من أحد الضباط.
فطلب مني قاسم محمود في قسم شرطة المعلا، هويتي فخشيت أن اسلم الهوية فينكشف أمري، إذا أني أحمل بطاقة ضابط هجرة ومكتب الهجرة بجوار قسم الشرطة.. وتوجهت إلى خور مكسر إلى عند الأستاذ عبدالرزاق شائف الذي كان المسئول الأول، وطلبت منه توجيه رسالة تؤكد أن السيارة حقي، ففعل رسالة أن الجبهة القومية تؤكد أن السيارة نوع كذا تبع الأخ عثمان ولم أكن يومها أعرف بعثمان المهدي، فقط الاسم الحركي عثمان، فقلنا! عثمان من؟ قلت؟ يضاف اسم عثمان المهدي.. أي بإضافة اسم المهدي إلى اسمي المعروف عثمان ومن يومها عرفت بالاسم النضالي الحركي عثمان المهدي وقد سجلت السيارة بهذا الاسم وكذلك أعطيت لي شقة في خور مكسر بهذا الاسم وتم تسجيل جميع وثائقي وحتى أول مولود رزقني ربي به عام 1968م تم تسميته باسم عثمان المهدي، وكل وثائق التوظيف حتى أنني عينت مساعد مأمور مديرية عدن لشئون الجزر: كمران وميون باسم عثمان المهدي.
وانتقالي للعمل في الداخلية والإدارة المحلية والخارجية بهذا الاسم وذات يوم كنا في جلسة عندما بدأت الأمور تتلخبط عند المناضلين كنا مع الأخ سعيد أحمد مكرد نتداول الحديث فقال أنا أخشى عليك أن يستهدفوك في يوم من الأيام بتوجيه تهمة انتحال شخصية وهذه مسألة خطيرة ولا نرضى لك أن تسكت عن ذلك وتقدمنا إلى المحكمة بطلب إعادة اسمنا الحقيقي بأنه ونظراً لظروف قاهرة فقد تم تسميتي بعثمان المهدي وصدرت لي وثائق بهذا الاسم ونظراً لزوال تلك الظروف أطالب بإعادة اسمي الحقيقي “قاسم أحمد نعمان” “عثمان المهدي” وقد حصلت على وثائق من المحكمة، وظل هذا الاسم اسم نضالي اعتز به إلى درجة أن أشخاصاً قد ينتابهم الذهول وعدم التصديق أن اسمي الحقيقي هو غير عثمان المهدي، وهو اسم قد صار محبب لدي وعند أفراد أسرتي وأصدقائي وزملائي ولا يعرفنا الجميع إلا باسم عثمان المهدي، الذي صار جزءاً من حياتي.
هل هناك أشخاص عرفوا بأسماء حركية أو نضالية ممكن تذكرهم؟
هناك أسماء لكل الشخصيات القيادية في حركة القوميين العرب ومنهم مثلاً:
عبدالفتاح اسماعيل “عمر”
عبدالرزاق شائف “نبيل”
سالم ربيع علي “سالمين”
محمد سعيد عبدالله حاجب “محسن”
صالح عباد “مقبل”
محمد صالح عبدالله “مطيع”
سلطان أحمد عمر “فارس”
ولكل شخص اسم نضالي، وهناك الكثير لم أتذكر اسماءهم الآن وهؤلاء عناصر الجبهة القومية الأوائل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.