أحلام مستغانمي ثائرة اللغة وثائرة ضد الرجل كما يسميها الرجال؛ فوالدها كان أحد الثوار في الجزائر ضد الفرنسيين. واعتبر الكثيرون أن أحلام وصلت إلى ذروتها في ثورتها ضد الرجل في رواية (نسيان .com) والتي كتبت فيها: إن الكتاب خصيصاً للنساء، وعنونت في الصفحة الأولى (يحظر بيع هذا الكتاب للرجال) وتوجهت في الكتاب بالكثير من الكلام للنساء للتوجه إلى نسيان الماضي وللذاكرة لتبتعد المرأة وتنسى حبها وهمومها ومشاكلها ومآسيها مع التي تعانيها مناها لدى الرجل الذي يستغلها ويسبب لها الكثير من الصعاب في حياتها وإن بالنسيان ترتاح المرأة كثيراً من همومها ومعاناتها، بدلاً من أن تتذكر ذكرياتها وتعمل على اجترار معاناتها مع الرجل الذي أحبته، وهي تعتقد أن تخلي الرجل عنها، ونكرانه لجميلها وحبها له، ليس نهاية للعالم كقول الكاتبة: (ما النسيان سوى قلب صفحة من كتاب العمر.. قد يبدو الأمر سهلاً، لكن ما دمت لا تستطيع اقتلاعها ستظل تعثر عليها بين كل فصل من فصول حياتك) وتصب جام لغتها في إرشاد المرأة في النسيان حتى مهما واجهت من صعوبات وعثرات بداخلها للنسيان؛ لأن الرجل لا يحدث سوى الألم والدمار عند كل حب أو تجربة، ولابد لها من نفي الرجل من حياتها مهما ترك من بصمات وآثار لديها، وتصف تلك الأشياء التي تركها بالفاجعة وتصف نسيانه بالمعركة (أكبر فاجعة عندما تدخلين معركة النسيان اكتشافك أن حواسك خانتك, وأن عليك إن شئت إخراج هذا “الجنّ العاطفي” من جسدك أن تعلني الحرب على نفسك.. أن تقولي “لا” بملء صوتك لحاسة تذكّرك بعطره وأخرى بصوته وأخرى بمذاق قبلته وأخرى بلمسته وأخرى بطلّته, بمشيته, بضحكته, بجلسته, بثيابه.. إنّك باختصار تخوضين حربًا عالميّة بمفردك ضدّ جيوش قوّات الحلفاء مجتمعة!).. وتؤكد بالوقت ذاته أن لا هناك أي رجل يستحق الأنثى، وأنه مهما مارس ألاعيبه البطولية والمقالية ومهما تفرد بالمزايا التي تحتويه، فاختصرت كل ما في الرجل من مقدمات بجملتين لكل امرأة تحاول أن تفكر بحب الرجل بقولها: (لا تصدقي الأساطير... فمؤلفوها رجال) ومن أحبت من قبل فهي قد وضعت نهاية لهذا المعتقد بقداسة الرجل بأنه (لا سبيل للرجل كي ينتصر على المرأة إلا بالفرار منها) حيث حكمت عل كل علاقة حب بهروب الرجل مهما بدا صادقاً،. وتسخر من الحب الذي يظهره الرجل واستطرقت بحب رجل عندما استلهمت ذلك بذكاء نزار قباني، وتحدث الأنثى (تكتبين روايات وقصائد في الحبّ، ولا يسألك أحد في من كتبتها... و لا هل يحتاج المرء حقًّاً كلّ مرّة أن يحبّ ليكتب عن الحبّ). ( لو كان نزار حيًّا لأضحكه السؤال، فالشاعر العربي الذي كتب خمسين ديوانًا في الحبّ لم يحبّ سوى مرّات معدودة في حياته). ودخلت الرواية إلى عمق تفكير الرجل وبما يفكر بالفرار وأنه لا يمكن أن يعترف بهزيمته (في الهروب مخرج مشرف له. يكفي أن يسمي ذلك انسحاباً) ولتعود وتتطوق الرجل بالضعف عند الرحيل، وعلى المرأة المبادرة بالرحيل حين قالت: (إن رجلاً هرب مرة.. سيهرب كل مرة من كل امرأة. كوني أول من يهرب من رجل كهذا, حتى لا تمنحيه فرصة هدر وقتك أو إهانتك.. اقلبي قانون الذكورة. كوني من يهينه بالانسحاب) وحثت الكاتبة على كل امرأة عدم الوفاء للرجل مهما بلغ أعلى المراتب، ولأنه لا يصيب الرجل الوفاء فقد خصصت تواجد الوفاء في الحياة في شيئين: (الوفاء مرض عضال.. لم يعد يصيب على أيامنا إلا الكلاب، والغبيات من النساء!). وتصف أحلام مستغانمي بعضاً من أصناف الرجال التي تقابلهم كل امرأة حسب معطيات الحياة الرجال فيها تقول: (ثمة رجال لا تكسبينهم إلا بالخسارة. عندما ستنسينه حقاً, سيتذكرك, ذلك أننا لا ننسى خساراتنا)، ونوع من الرجال الذي ينكشف غطاؤه لحظة غضب (من الرجال من لا يعلم أنّ الكلمات كالرصاصة لا تسترد.. وقد يفرغ فيك في لحظة غضب ذخيرته من الكلام الذي يفاجئك بأذاه..). وتعود وتوجه رسالة الى كل رجل اقتنى الكتاب بأنه يأخذ درساً من التعلم من غيره .من الرجال وكتبت: (لمن حصل منهم على نسخة منه وقرأه: هذا الكتاب يسمح لمن تسلّل من الرجال هنا، أن يتعلّم من أخطاء غيره من الذكور).. أحلام مستغانمي عاقبت الرجل كثيراً بكتابها، وقد يكون هذا الكتاب هو الفصل الرابع من الفصول التي حددتها عن الحب (فصل اللقاء والدهشة، فصل الغيرة واللهفة، فصل لوعة الفراق، فصل روعة النسيان..إنّها رباعيّة الحبّ الأبديّة بربيعها وصيفها وخريفها وأعاصير شتائها). وتعد (نسيان.com) هي الثائرة ضد الرجل، ويعد الكتاب الرابع بعد ثلاثيتها المشهورة (ذاكرة الجسد وفوضى الحواس وعابر سبيل) لتأتي بنسيان في العام 2010م وهذا ما جعلها تكسب شعبية واسعة لينتظر المتابعون روايتها الجديدة التي أعلنت عنها والتي ستكون بعنوان (الأسود يليق بك) قد تكون قاسية وثائرة على الرجل وربما تأتي وتنصف الرجل ضد المرأة.