باستثناء الاحترام والتقدير لبعض لاعبينا,ممن وضعوا بصمة لهم في مبارياتنا التي خاضها منتخبنا الوطني في بطولات الخليج تبقى مشاركاتنا متذبذبة, ومحكومة بالضعف الفني,وخلو رصيدنا من انتصار واحد, طال انتظاره من جماهيرنا الكروية خلال خمس دورات خليجية شاركنا فيها,كان يمكن أن يحرز منتخبنا نتائج تتوافق مع الطموحات..ويكسر حاجز الخسارات الثقيلة..والتعادلات الثلاثة في افتتاحيات خليجيات(16و17و18) على التوالي في استهلال مشاركاته.. حاز الأحمر اليمني على التقدير لأدائه الدفاعي,لكنه في المحصلة كرة القدم ليست مباراة مغلقة فقط..بل هي مجموعة من الأساليب هجوماً دفاعاً مناورة تكتيكات ولياقة بدنية,ومهارات ولمسات جمالية,وأداء جماعي,ورتم وإيقاع سريع تارة..ورسم هجمات وصد تسديدات..وإعطاب غزوات..وخطوط دفاعية.. وسياجات وكثافة لاعبين لمنع الخطورة على مرماهم.. والانتقال المنسق من الدفاع إلى الهجوم الارتدادي, الذي يعتمد على خبرة وحرفية اللاعبين.. يضاف إلى تلك اللوحة الكروية أن يتفاعل الجمهور فيؤآزر منتخبه, ويحييه, ويسهم في ضخ الروح المعنوية المعنوية لدى اللاعبين..وللأسف فإن العديد من هذه العناصر التي تشكل اللوحة الجميلة في الملعب خلال المباريات غير متوافرة في أداء منتخبنا الجماعي..رغم الاجتهاد الواضح الفردي الذي قدمه اللاعبون مقارنة بالمنتخبات القوية التي لعبت معها.. لسنا مع توجيه النقد وتحميل المسئولية لاعبي منتخبنا الوطني,لأنهم تفوقوا على ضعف الإعداد, وبرهنوا على أنهم ليسوا هم المشكلة..وأنها تكمن في القائمين على كرة القدم..إذ أن المدرب البلجيكي استلم مهمته مع منتخبنا منذ شهرين تزيد قليلاً..وهي فترة وجيزة جداً غير مثالية للتحضير والاستعداد لخوض بطولة غرب آسيا..ودورة الخليج الجارية في المنامة..فيما معظم منتخبات الخليج تختار مدربيها منذ فترة كافية.. قد تصل إلى أكثر من سنة كروية.. المعضلة التي مازالت أعراضها واضحة على مشاركات منتخبنا الوطني في الاستحقاقات الإقليمية والعربية والآسيوية..أن الاستقرار للأجهزة الفنية المكلفة بتدريبه تتغير بسرعة مثلما يتم اختيارها..وهذا يحدث التذبذب في أدائه..والاكتفاء بتحجيم الخسارة.. وصار مسئولو اتحاد القدم يقيسون التطور والتدهور للمنتخب بقلة الأضرار!!..وليس بتحقيق الفوز الأول. فالمعايير في الفكر الاتحادي للتقييم تشير إلى أنها ترى أن المنتخب الوطني خسر من الأخضر السعودي في «خليجي مسقط 19» 6/صفر.. فتطور منتخبنا من ذات المنتخب ليخسر في «خليجي 20» بنتيجة 4/صفر.. وتأكيداً على التقدم الذي حدث في مستوى الأحمر اليمني فقد خسر للمرة الثالثة على التوالي من السعودية 2/صفر.. وهذه مؤشرات على تطوره.. فبالله عليكم هل الهزيمة يتم تسويقها وتوظيفها على أنها علامات للتقدم كروياً..فالمحللون الخليجيون يجمعون على وجود خلل في المنهجية المتبعة لاختيار اللاعبين,وغياب الاستقرار الفني للمدربين,والظروف التي مرت بها بلادنا..وبإيجاز فإن التطور الحقيقي للكرة اليمنية يحتاج إلى عامل الزمن وتنفيذ استراتيجية التخطيط العلمي..