منذ أن وضع التاريخ ريشته على صدر تعز, وتعز, تنسج الثورة حلماً وتصيغ الحلم ثورة, منذ أن صاغ “ابن علوان” كتاب “المهرجان” معلناً رفضه للظلم, أشعاراً ونثراً ************ منذ أن خرج “المقطري” عن حكم الظلام معلناً أنه لن ينام, قبل أن تسود العدالة كل الوطن فمات شهيداً يقاوم سجن الإمامة ************ من زمان “ابن فليته” وأغانيه البديعة وحتى زمان تغاريد “الفتيح” وأناشيد “الفضول” وتعز ثورة تتبع ثورة. ************ في تعز, انتفض “الثلايا” في وجه الإمامة, معلناً للشعب أن الوقت حان لاقتلاع الطاغية, رأسه ورؤوس أنصاره كانت ثمن الانتفاضة, ************ الأنة الأولى “للنعمان” تحكي ثورة العقل على جهل الطغاة ************ بعدها كانت تعز, قد عانقت الحلم حقيقة, عانقته وطناً يحمل في عنقه ثورتين, ثورة ضد الإمامة, وثورة ضد الغزاة الإنجليز وعلى وقع أغاني الثورتين “أنا الشعب زلزلة عاتية” و”يا شاكي السلاح, شوف الفجر لاح حط يدك على المدفع زمان الذل راح” رقصت تعز رقصة الموت أو النصر, وكان لأبنائها أن يثوروا من أعلى الجبال إلى قدم الشواطئ ومن قدم الشواطئ, إلى أعلى الجبال, ************ وفتاح عنون ثورته ب “تاج النهار” و”مخلف صعيب” ثورة أخذت لونها من صحوة الفجر وأشواق الضحى وقاربه يمخر البحر على ضوء نجمته الرائدة, ************ حين كانت تعز.. تبلع الجمر قهراً وظلماً كان في جوفها وطن ينتفض قاصداً فوهة الانفجار يستعد لميلاد فجر جديد ************ أشعل ال “بو عزيزي” شرارته المذهلة, شرارته التي عجلت بطلوع فجر الربيع فثارت تعز, وثار الوطن كله وظل الشباب في أول الصف منذ البداية.. ************ وحازت.. تعز.. شرف النصر والتضحيات الجسام, وتصدت لكل نظام السفالة والغدر والانحطاط هزمت غدره, وأنصاره مزقت خطط الحقد والانتقام الحقير بشجاعتها النادرة, بالشهيدات والشهداء وبالدم والسلم دونت قصة شعب يثور على الظلم والبغي والمهزلة, ************* حين أحرق الغدر ساحتها لم تخف, قاومت, وداست على جرحها رفعت راية النصر مستشهدة, وراحت تضاعف ساحاتها, تضاعف أعدادها تضاعف تصعيدها تضاعف سلمية ثورتها الحاسمة. ************ رفعت هامتها عالياً ومضت والقذائف تقصف أرجاءها تحصد ثوارها, لم تخف.. ومضت نحو تحقيق أهدافها صدرها عارٍ كالوليد باهٍ كالقمر شامخٌ كشموخ “صبر” نصرها خنجر شق جسم النظام وأركانه, وصاعقة أذابت بقايا النظام وأعوانه, للشهيدات والشهداء مكان الصدارة في الثورة الحاسمة *********** الشهيدات والشهداء حصون الخلود وبنيانه حصون الكرامة والعدل والانتصار, هم ضمير ثورتنا الخالدة, هم يعيشون فينا ونحن بفضل شهادتهم نستميت ونحيا.