أبطالاً أتوا من تعز الحالمة.. يحملون حلمهم الكروي معهم إلى الأردن.. محطة الحسم.. وطور المخاض الأصعب كونه درب العبور الوحيد إلى الآسيوية.. بعد الاجتياز الناجح لأدوار بطولة كأس الرئيس الرابعة عشرة، وتتويجه بلقب الكأس لأول مرة في تاريخه الحديث خاصة، ولأندية تعز عامة.. ليمثل اليمن آسيوياً، وتضعه قرعة بطولة الاتحاد الآسيوي في مواجهة حاسمة مع النادي السوري العريق، والقوي والكبير الوحدة الدمشقي. طاروا إلى العاصمة الأردنية عمَّان.. يسبقهم الأمل المشروع.. والطموح الحقيقي بتشريف الكرة اليمنية.. ويرافقهم إيمانهم بقدراتهم وإمكاناتهم.. يدفعون عزمٌ لايلين.. وإرادة تتعاظم كلما اقترب موعد اللقاء الفاصل مع الوحدة الدمشقي لتحديد الفريق رقم(8) المكمل لقرعة دور المجموعات في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي.. فالمجموعة الأولى تضم(4) أندية والثانية تضم (3) وتنافس على المقعد الرابع الأهلي التعزي والوحدة السوري فحصل الأهلي على المقعد وهو ثامن فريق ثم تليها المجموعات من 3 إلى 8 ليصل العدد إلى 32. حطت رحال شباب أهلي تعز وسط العاصمة عمّان في وقت متأخر من يوم الثلاثاء 6فبراير الجاري.. وهم أشد إصراراً على تحقيق العبور.. ولإعلان ميلاد جديد لفريق الأحلام الأهلاوي.. ولإخراس الألسن المثبطة والمشككة.. والنفوس الخانعة وأعلنوا من عمّان الأردنية كفرهم البواح بالمرجفين وأرباب الإحباط.. وكهنوت الفكر المنادي بانسحاب أهلي تعز من المباراة، حتى لاتحدث فضيحة كروية مدوية، أخرى كما زعموا تذهب بالبقية الباقية من السمعة الرياضية لبلادنا، عقب الهزائم المتتالية، والإقصاء المستمر لمنتخباتنا الوطنية منذ أكثر من عقد من الزمن.. فخابت (خرابيطهم) وفاز عميد أندية تعز. المصاعب حفزت الأهلي ليحصد المجد العديد من المطبات ترصدت بالعميد الحالمي.. والمساعي السيئة المقاصد تربصت بشبابه.. لكنهم جعلوا منها محفزات لهممهم.. وتغلبوا على المصاعب.. وبفضل وعي الإدارة والجهاز الفني وتكاتف وفهم اللاعبين لمخططات أعداء نجاحهم.. أحبطوا أحابيلهم.. وقفزوا بعيداً عن الدروب المزروعة بألغام تقتل الانسجام والتجانس، وتشظي شباب الأهلي إلى (شِللٍ) مشلولة العزيمة.. مفتتة الصف، للإجهاز على القوة النادرة التي امتازت بها كتيبة البطولة ففشلوا.. وحصد الأهلي المجد لأندية الحالمة الثقافية الرياضية.. ولعشاقه من الجماهير الكروية الأهلاوية خاصة.. وجماهير الرياضة في تعز ومحافظات الجمهورية عامة. ختام سعيد لممثل رياضة اليمن السعيد لما استطاع الجهاز الفني وإدارة النادي إحداث النقلة النوعية للفريق الكروي.. وإعداده في تعز أولاً ثم في عَّمان الأردنية ثانياً.. من حيث الجاهزية النفسية والمعنوية بدفء العلاقة، والارتباط الوثيق، والاقتراب من همومهم، وضخ الروح القتالية في نفوسهم.. واقتلاع عنصري التهوين بالوحدة السوري، والتهويل من خبرة لاعبيه، وسجلهم الآسيوي.. فقد أسقطت بذلك إدارة فكري قاسم وزملائه جدار الرهبة.. وبنوا بديلاً له عزماً فولاذياً يحطم محاولات منافسي الأهلي.. وعندما استمر الجهاز الفني بقيادة المدرب محمد عقلان ومساعده أحمد المهتدي في توزيع المهام على اللاعبين.. ورسم الخطوط الأساسية لأداء الفريق الأهلاوي.. واتضحت للخطوط الثلاثة الدفاعية، والهجومية والوسط.. وأتقنوا ذلك في التدريبات التكتيكية المتتالية للأيام الثلاثة السابقة لمباراة الحسم.. أسقط بذلك الجهاز الفني نظرية الطقس وأفرغ فرضية عاملي الأرض والجمهور.. فخاض الأهلاوية لقاءً كروياً، وشكل صدمةً للجماهير الأردنية والسورية الحاضرة، التي لم يسعها سوى إبداء الإعجاب.. وتقديم الاحترام للفريق التعزي الذي كتبت عنه الصفحات الرياضية في الأردن، قبل (موقعة الزرقاء) بأنه يتكون من عناصر شابة، محدودة الخبرة، وتسعى للمشاركة المشرفة، وتقليل الأضرار.. ثم برهن شباب أهلي تعز أنهم الأفضل.. الأرقى.. الأجمل وأكدوا استحقاقهم التأهل إلى دور المجموعات.. فصمتت مدافع الصحفيين الموالين للوحدة السوري.. وعادوا ليعتروا أن صغار الأهلي كانوا كباراً فأبدعوا.. وأمتعوا.. وكانوا الأكثر سيطرة وبرزت شخصية الفريق الأهلي اليمني من خلال اللمسات المتقنة البينية، والأهداف المرسومة وحسن استغلال المهارات والفرص المتاحة.. وحظيت (كتيبة الصغار الكبار) بالإشادة في الاستوديو التحليلي للأردنية الرياضية.. ناهيك عن المشاركة في ختام المباراة مع الفريق من الجماهير السورية، والأردنية التي احتفت بشباب العميد الحالمي.. وهنأت اللاعبين خارج الملعب، وأحاطت بحافلتهم مبتهجة بالختام السعيد لممثلي الرياضة في اليمن السعيد.. وعلى الأقل صاغوا فرحة أولى للملايين من اليمنيين في الداخل والخارج. حلمٌ تحقق.. وغداً ثانٍ!! بالأمس تحقق حلم.. وغداً سيتحقق آخر.. ولايزال أهلي تعز يطمح إلى أن يحرز هذا الجيل لقباً محلياً ثانياً.. وهو عاقد العزم للتنافس مع بطل الدوري شعب إب أواخر الشهر الجاري، لتكون هذه القمة المرتقبة مفتتحاً إيجابياً لمشاركته الآسيوية ضمن المجموعة الثانية إلى جانب فرق: فنجاء العُماني – أربيل العراقي – الأنصار اللبناني.. صحيح أن العنيد لديه رصيد من الخبرة في مباريات بهذا الحجم، ويمتلك رغبة كبيرة في إحراز لقب بطل كأس السوبر ولديه نجوم مرصعة، وأسماء لاعبيه ذات شهرة وصولة.. لكن كأس السوبر تذوب فيه هذه المعطيات.. وتنتصر في مبارياته غالباً الهمة العالية، والثقة المتوازنة.. والحيوية التي يقدمها اللاعبون الشباب.. إلى جانب الحضور الذهني، والتحضير البدني، وقدرة المدربين على توظيف هذه المنظومة من العناصر ميدانياً.. لخلق الفرص، والنجاح في استغلالها.. وفي موقعة الزرقاء التي جمعت بطل كأس سوريا(الوحدة الدمشقي) أهلي تعز تأكيدٌ موضوعي أن أهلي الحالمة على موعد مع لقبه الثاني إن شاء الله.