قبل نحو عشرة أعوام نشب قتال بين أهالي قريتي قراصنة والمرزوح المتجاورتين أسفل جبل صبر الموادم على مصادر الماء، وأسفر ذلك الاقتتال، عن عديد قتلى وجرحى ليس من الطرفين فحسب بل من عابرين الجبل نزولاً وصعوداً من أهالي جبل صبر الذين لا ناقة لهم ولا جمل، لكن الحرب التي طالت قرابة أربعة أعوام انطفأت بتدخل رسمي وجهوي وفاعلي الخير والصلح من رجالات الأعمال في المحافظة أبرزهم أبناء المرحوم هائل سعيد أنعم يومها كان القاضي أحمد عبدالله الحجري محافظاً لتعز عندما حلت المشكلة. واليوم وللأسف الشديد تجددت المشكلة منذ أقل من شهر وبدأ كل طرف يضغط على الزناد لولا نصائح وتروي عقلائهم لبدأ إطلاق وتبادل الرصاص بين ال “مرتبين” من الطرفين. كان الحل الذي ارتضته القريتان يومها يقضي بأن تحصل قرية قراضة على ماسورة ماء من العين محل الخلاف قطر “4” هنش، فيما الأخرى على “2” هنش. ولعل الشتاء القاسي هذا العام وأطماع الاستحواذ والاستئثار على أغلبية المياه لبيعه “بالساعات” لري أشجار القات أذكى المشكلة مجدداً إضافة إلى ذلك حرص البعض على الاستفادة من فرصة الاستهتار في الأمن والجهات الضبطية موضة هذين العامين. يضع أحد الشاكين من أهالي المرزوح صوراً فتوغرافية توضح أثر تفجير الخزان التجميعي الخرساني بالديناميت على أيادي شباب قراضة حد ادعائه بغية خروج الماء عبر الفتحة والمرور مباشرة إلى الماسورة ال “4” هنش الخاصة بقرية قراضة حيث قام شبابها بتوسيع مدخلها على شكل مائل لتلتهم الماء بغزارة ، حسب ما تشير الصور في مقابل قيام الجناة بطرق الماسورة ال”2” هنش المخصصة للقرية الأخرى “المرزوح” وهو ما حال دون وصول المياه إليهم. وحيال الشكوى أجرينا عديد اتصالات هاتفية استقصائية إلى ما أمكننا من الطرفين كون الانتقال إلى مكان الخلاف فيه مجازفة فقد أكد الأخ سعيد حسن محمد علي “شيخ المرزوح” ومعه الأخ طه سعيد قائد وأحمد محمود عبدالله إسماعيل وآخرون من القرية أنهم محرومون من مياههم تلك التي تعلو قريتهم فيما يتجشمون مشقة “مناقلة” “دبَبْ” المياه من غيل أقمار في قرية ثعبات أسفل قريتهم حتى أن معظم أبنائهم وبناتهم يتركون المدارس هذه الأيام في سبيل الحصول على الماء في حين استحوذت قرية قراضة على مجمل الماء وأرسلت مسلحيها لحراسة المواسير ومنبع الماء حتى أن أحداً من قرية المرزوح لا يجرؤ على الاقتراب حد قول أهالي المرزوح. ويختتم شيخ المرزوح قائلاً: محافظ المحافظة كلف مدير عام المديرية والوكيل عبداللطيف راجح بالاجتماع بنا والوقوف على خيوط المشكلة غير أنهم في الأسبوع الفائت التقوا بأهالي وشيخ قراضة ووعدونا بالاستماع في اليوم التالي لكن ها هو أسبوع قد مر ودخل الأسبو الثاني ولم يستمع أحد لنا ومأساتنا تتفاقم ويضيف أحد أهالي المرزح: لا أخفيك أن شباباً منا بدأوا يرتبون في مواقع مواجهة لشباب قراضة في الليل والنهار ولا ينتظرون إلا إشعال الفتيل لكننا والله شاهد نكره التورط في حرب جديدة لذا نتوسم خيراً في المحافظ شوقي هائل إعطاء قضيتنا ما تستحق من بت سريع وحل عاجل لإعادة الماء إلى ما كان عليه سابقاً. هاتفنا شيخ قرية قراضة الأخ عبد المؤمن قراضة لكنه نفى اتهامات أبناء المرزوح مؤكداً أن الوكيل ومدير عام المديرية التقوا واستمعوا وكله ثقة بحل قريب.