اعتبر متابعون أن دعوة الوزير المؤتمري السابق وعضو اللجنة الفنية للحوار الوطني الدكتور صالح علي باصرة إعادة ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب وإلغاء التقسيم الإداري الذي طبقته الحكومة اليمنية في العام 2000م وضمت بموجبه مناطق شمالية إلى الجنوب والعكس تمهيد واضح لفك الارتباط في وقت لاحق. بل إن هناك من القيادات من ترى “أن قيام نظام فيدرالي بين الشمال والجنوب بحدودهما قبل عام 1990م هو الخيار العقلاني لتصحيح مسار الوحدة بين الشطرين وإحداث التوازن في إدارتها عن طريق تقاسم السلطة والثروة والمنافع بعيداً عن تغوّل الدولة البسيطة ومنهجيتها القائمة على الإقصاء والاستعلاء والتهميش”.. وكان باصرة الذي قدّم في الفترة الأخيرة مشروعاً لتقسيم اليمن أثار حالة من الجدل، تحدّث إلى قناة «السعيدة» الفضائية خلال البرنامج الحواري “على الطاولة” مساء الثلاثاء، قائلاً: إن المشروع الفيدرالي الذي ينادي به ويرى فيه حلاً للقضية الجنوبية؛ يأتي من وحي شعوره الوطني بخطورة الوضع اليمني وارتفاع سقف المطالب الجنوبية.. ويذهب مراقبون إلى أن هذه الاستباقات من المقرّر أن يخرج به مؤتمر الحوار من شأنه أن يخلق وضعاً متوتراً خصوصاً لدى أولئك الرافضين لفكرة الفيدرالية، ويرون في الحكم اللامركزي كامل الصلاحيات أفضل معالجة للقضية الجنوبية، واعتبر المراقبون مثل هذه الطروحات مغالطات لا تخدم بناء الدولة المدنية الحديثة المنشودة.