يصادف الأسبوع الأول من شهر أبريل من كل عام (أسبوع اليتيم العربي) وهي مناسبة ليست للاحتفال باليتيم، أو إحياء ذكراه المؤلمة لأي طفل، ولكنها وقفة لإيقاظ المشاعر الإنسانية، وليتذكر المجتمع أن هناك أطفالاً شاء القدر أن يُحرموا العطف والحنان في كنف أسرهم، للمساهمة في مد يد العون لهم، ليكونوا عناصر فاعلة في المجتمع، ومن هذا المنطلق تقوم مؤسسة التواصل للتنمية الانسانية بكفالة الأيتام وتعليمهم ورعايتهم، كما تنظم حملة سنوية للاحتفال باليتيم لتعريف المجتمع بهذه الشريحة التي تحتاج إلى الدعم والمشاركة المجتمعية أكثر من حاجتها إلى نظرات الشفقة.. وخلال الأسبوع الماضي أقامت مؤسسة التواصل للتنمية الانسانية حملة (معكم حياتي أجمل) التي استهدفت (1000) يتيم ويتيمه و (700)من أمهات وأخوات الأيتام، والتي تهدف إلى دعوة وتحفيز المجتمع للاهتمام بالأيتام والترويح عنهم وتكريم الأيتام المتفوقين دراسياً في مختلف المؤسسات والمساهمة في نشر ثقافة التطوع لدى العاملين في الشركات التجارية ولمساعدة الأيتام وذويهم للاندماج في المجتمع. واجب إنساني وفي حفل تدشين المهرجان الثقافي والترفيهي أكد أمين عام المجلس المحلي بأمانة العاصمة أمين جمعان أن رعاية اليتيم واجب على الجميع، تجسيداً لمبادئ الدين الإسلامي الحنيف وتحقيقاً لروح التكافل الاجتماعي كواجب إنساني يقتضي استشعار المسئولية الوطنية والعمل على الارتقاء بجوانب الرعاية والتأهيل الاجتماعي وتأمين التمويلات اللازمة لتغطية الاحتياجات الحياتية للأيتام . وقال جمعان: إن شريحة الأيتام هي أسمى مكون اجتماعي خصهم الله تعالى بعنايته وبجميل الصفات الإبداعية، وهم جيل واعد يشكل حاضر ومستقبل وطن. وأشاد أمين عام المجلس المحلي بأمانة العاصمة بجهود الجمعيات الخيرية المخلصة التي ساهمت في تقديم الرعاية الاستحقاقية لهذه الشريحة الهامة، ودعم الفعاليات التعليمية الإيوائية والصحية المختلفة لأيتام اليمن. ودعا جمعان المؤسسات الخيرية والقطاع الخاص والهيئات الحكومية المعنية بمضاعفة الجهود ورفع مستويات الدعم المخصص لهذه الفئة الواعدة، وتبني برامج طموحة تحقق ما يصبو إليه هذا الجيل المتطلع حسب قوله. التعليم أولاً من جانبه استعرض محمد معوضة، عضو مجلس أمناء مؤسسة التواصل للتنمية برامج وأهداف المؤسسة ومشاريعها الخيرية، التي تشمل كفالات تعليمية للأيتام في مدارس نموذجية في محافظات “صنعاء، الحديدة، عدن، تعز” وإنشاء مدرستين تابعة للمؤسسة بصنعاء وتعز، تسهم في تقديم منح وبرامج تدريبية للأيتام في مختلف المجالات التقنية، إضافة إلى محو أمية المهارة للتدريب الحرفي، وبرامج مهارات حياتية تسهم في تنمية قدرات الأيتام الفكرية والمعرفية. وأكد أن المؤسسة مستمرة في بناء الإنسان وتشجيعه على مواصلة التحصيل العلمي، وذلك من خلال تكريم هذه الكوكبة من المتفوقين في تحصيلهم العلمي والبالغ عددهم 200 طالب وطالبة وتحفيزهم على الإبداع والمنافسة الشريفة. أعمال جبارة وقالت موضي العميري مدير دور القرآن الكريم بوزارة الأوقاف الكويتية: إنها مع الوفد الكويتي خلال زيارتها لمختلف المؤسسات والجمعيات الخيرية باليمن وجدت أعمالاً جبارة ونشاطاً دؤوباً لم تجده في أي مكان، وخاصة في هذا الوقت الذي طغت المادة على الأعمال الإنسانية. وأكدت أن الأعمال التطوعية في أي مجتمع هي القدوة لتطور وتقدم الحضارات والدول.. مشيدة بكل من ساهم وشارك ودعم وعمل على تنظيم هذا المهرجان ورعاية وكفالة الأيتام.. مؤكدة أن اليمن والخليج دولة واحدة وقلب واحد، ويجب التفاعل وتقديم يد العون والمساعدة لشريحة الأيتام وتمكينه من الاعتماد على الذات ودمجه في المجتمع. تكريم المتفوقين وقالت مديرة المرأة والطفل هدى الحمادي مديرة إدارة المرأة والطفل في مؤسسة التواصل: إن المؤسسة تقدم الرعاية للأيتام في العديد من الجوانب المعيشية والتعليمية، كما تقوم المؤسسة برعاية أم وأخت اليتيم من خلال التدريب والتأهيل الحرفي، وتقديم الدعم الذي من خلاله أن يستطيعوا الاكتفاء الذاتي. وهذا المهرجان التي تنظمه المؤسسة كل عام يأتي في إطار البرنامج الترفيهي للأيتام وأسرهم، والذين يحرمون من وسائل الترفيه، وهي فرصة لتكريم المتفوقين من الأيتام والذي يمثل حافزاً إيجابياً لاستمرارهم في التفوق في مختلف المجالات, وتكرم المؤسسة خلال المهرجان 200 طالب من الأيتام المتفوقين في المراحل الدراسية المختلفة. للترفيه مكان واحتوى المهرجان العديد من الفقرات، حيث قدم المدرب فؤاد الصبري محاضرة تدريبية عن الاحتياجات النفسية، تلتها قصيدة شعرية من محسنات الكويت للشاعرة “إقبال النهام” بعنوان «لليمن أهدي السلام، اعتب على دنيا تفرقنا، وكنا للوفاء عنوان”. والترفيه كان حاضراً في المهرجان، فقد قدم الفنان نبيل الآنسي (زنبقة) مسرحية فكاهية ووصلات إنشادية للمنشدين (محمود كارم وخالد زاهر وأسامة الإرياني) تغنوا فيها عن اليمن وأمجاده.