Marwan Al-Ghafory في السنوات الأخيرة زرت دولاً عديدة دخلت مكتباتها ومتاحفها وجامعاتها. بحثت عن الشعر لم أجد أثراً لكتب الشعر لكن الشعر كان يغطي كل شيء وماء ينبع من كل الجهات. لهذا الفن الساحر المنقرض. عندما غادرت مصر نهاية 2009 تركت لمالك الشقة هدية صغيرة: 106 دواوين شعرية. الشعر يتحول لفن ذائب، عابر للحدود، بلا شخصية مستقلة يختفي في الموسيقى، في التشكيل، في الصورة، في الجملة الروائية، في خصر فتاة جميلة في مهارة لاعب كرة قدم، في الدبكة، في الموال، .. إلخ يمنح كل الأشياء الجميلة طاقتها الجمالية دون الحاجة لأن يعيش كفن مستقل. Samia Mikhail لا أعرف بالضبط إذا كانت الخيوط الشفافة التي تعبرني أحياناً وأشعر بالحزن هي بسبب عدم التوازن الهورموني في جسدي، أم لأن هناك خللاً واضحاً في المخلوقات أمامي. لقد ركزت انتباهي في الفترة الأخيرة على سبب فشلي في متابعة أي حديث مع أحدهم، كأن تقال جملة ما تشير الى معنىً ما تغرز في القناع الموجود أمامي الى داخل دماغه وأرى كيف يدور دماغ هذا القناع حتى أفشل في متابعة الحديث، العلاقة، المرح، وأقرف وأغادر. الكثير من الناس يستخرجون شفقة ما تطفو فجأة وبسرعة على عيني. لا أستطيع أن أخبئها وكأن ما هو غير الشفقة فيني ليس إلاّقناعاً رقيقاً يتمزق بسرعة. كا ن أحدهم يصرخ في الترام اليوم لأنّه نسي أن يخرج في المحطة السابقة وأخذ يضرب الزجاج ويلعن باب الترام وهاجم السائق بشكل سخيف. بعض البشر يصرخون ويهددون وهم لا يستطيعون أن يتمالكوا لحظات في حياتهم، حيوات متعبة مقرفة، متراكمة فوق بعضها البعض أمامي ولا أستطيع أن أفعل أي شيء ولا أرغب بأن أفعل شيئاً، بشر يتقاتلون قبل أن تزداد نسبة الكوليسترول في دمائهم ويثقلون ويرتمون فوق أمكنتهم المملوءة بأشياء جمعوها طوال حيواتهم الثقيلة. أنا ولم أتحول الى غبار بعد، ما زلت أشعر وأتحسس مسام جلدي للهواء والشمس والنظرات، لا أريد أن أسمع ما يقوله البشر. البشر لا يقولون شيئاً. بعض الناس الحزانى والخائبون يتحولون الى ذئاب إذا سنحت الفرصة لهم، كل الناس يتحولون الى ذئاب بما فيهم أنا. لا فائدة من الكلام ولا من المحاولة وطالما أنني لست غباراً بعد، فلأبتسم ولأنام طويلاً، فلأمشي ولأنظر الى إبتسامات أخرى. أود أن أزار من أناس يبتسمون وغير مستعدين لقول أشياء ، يكفي أن يتنحنح أحدهم لينتبه كل من حوله.