طالب المشاركون في حلقة نقاشية خاصة ب«قضية صعدة.. الأسباب والحلول» عُقدت أمس في صنعاء بتوجيه اعتذار رسمي لأبناء صعدة وحرف سفيان والمناطق المتضرّرة من الحروب الستة الماضية؛ واعتبار تلك الحروب خطأ تاريخياً لا يجوز تكراره، وإعادة إعمار صعدة وتعويض أبنائها مادياً ومعنوياً؛ وذلك تمهيداً لتقديم الحلول الجذرية لقضية صعدة. وأكد المشاركون في حلقة النقاش التي نظمها مركز سبأ للدراسات الاستراتيجية ضمن برنامج دعم الحوار الوطني الشامل بمشاركة نخبة من رجال الفكر والسياسة اليمنيين، أكدوا أهمية إعادة الاعتبار للدولة اليمنية، وبناء دولة المؤسسات، واحترام الحقوق والحريات، وبناء المؤسسة العسكرية والأمنية على أسس وطنية؛ بحيث يكون ولاؤها لله ثم الوطن والشعب، وتحفظ للوطن سيادته واستقلاله، وتخليصها من الولاءات الحزبية والمناطقية والمذهبية. ونبّه المشاركون بحسب ما نقلته وكالة (سبأ) من خطورة حملات التحريض الطائفي والمذهبي، مشدّدين على ضرورة أن يحرص الجميع على تبنّي خطاب متزن يساعد على تعزيز مبدأ التعايش بين جميع أبناء الوطن في ظل دولة العدل والمساواة. كما طالبوا بالإفراج الفوري عن بقية المعتقلين على ذمة حروب صعدة، والكشف عن المخفيين قسرياً سواءً كانوا أمواتاً أم أحياءً. وكانت حلقة النقاش التي حضرها عضوا مؤتمر الحوار الوطني الشامل وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي، وعضو مجلس النواب عبدالكريم جدبان قد استعرضت ورقة عمل بعنوان «قضية صعدة.. الأسباب والحلول» للباحث في الشؤون المحلية عبدالملك العجري، تناول فيها جذور القضية ومسبباتها بأسلوب علمي وموضوعي من وجهة نظر جماعة “أنصار الله” وتطرّق الباحث إلى الأسباب السياسية والفكرية التي أدّت إلى بروز مشكلة صعدة، والدوافع إزاء توسُّع نشاط الحوثيين وصولاً إلى عدد من مديريات صعدة وعدد من المناطق المجاورة، إضافة إلى المتغيّر الطائفي وعلاقته بالأزمة، والمعالجات والحلول. وأكد الباحث أن الأسباب البنائية الكامنة لقضية صعدة هي غياب الدولة المدنية المؤسسية، واعتماد الأطر القبلية والمذهبية محل القوانين والتشريعات؛ بالإضافة إلى فساد السلطة القضائية ما جعل كل طرف يدافع عن حقوقه بنفسه!.