تهبُّ كالعاصفة, فتزعزع سكون واستقرار المنزل، وإن لم ينجح الزوجان في السيطرة عليها، تقتلع كلَّ ما يعترض طريقها, إنَّها الخلافات الزوجية التي وإن تعدَّدت أسبابها من سوء الاختيار واختلاف الطباع، من فقدان الثقة والاحترام وحبِّ التسلط، من الإهمال والغيرة وضغوط الحياة المختلفة... الخ، تبقى عواقبها وخيمة، فالأسلوب الذي يتَّبعه الزوجان في مواجهة خلافاتهما إمّا أن يقضي عليها أو أن يؤجِّجها ويوسِّع نطاقها. ونظراً لأهميّة المؤسّسة الزوجية في بناء الأسرة والمجتمع، لا بدّ من تحديد الأساليب العملية التي يجب أن يتَّبعها الزوجان للوصول إلى حلِّ خلافاتهما بأقلّ خسائر ممكنة. وكيف يديران خلافاتهما بحكمة وروية.. أم محمد 15 سنة زواج: دائماً أحل مشاكلي مع زوجي باللين من جهتي, فزوجي عصبي وعند حدوث مشكلة بيننا يفقد أعصابه قد يصل به الأمر إلى إن يمد يده علي لذا أكون حريصة على أن امسك أعصابي أثناء حدوث المشكلة والتزم الصمت حتى يهدأ وفي كثير من الأوقات وبعد مرور وقت كاف على حدوث المشكلة، أجده يعتذر مني ويشكرني على صبري, وهذا يجعلني لا أندم على إني التزمت الصبر أثناء حدوث المشكلة.. عادل 5 سنوات زواج: أنا عصبي وزوجتي كذلك، وعند حصول مشكلة ما أبدأ بتكسير كل شيء أمامي, لذا من واجب زوجتي عند حدوث مشكلة بيننا أن تلتزم السكوت، ولا تزيد من تعصبي بكلامها والرد على كل كلمة تخرج من فمي ساعة غضبي.. بالنسبة لي لا أستطيع أن أتنازل فذلك يشعر زوجتي أني ضعيف أمامها، ورغم أني أسمع كثيراً من النصائح، إلا أني لا أستطيع تطبيقها على الواقع.. إدارة الخلاف وتحويله إلى حب الخلافات الزوجية أمر لا مفر منه، فالتفاعلات اليومية بين الزوجين لا بد أن تفرزها، أحياناً تكون تلك الخلافات علامة على صحة الزواج وحيويته، وأحياناً أخرى تدق ناقوس الخطر محذرة من اقتراب كارثة عائلية قد تنتهي بانهيار الزواج تماماً. يمكن للزوجة الذكية أن تتحكم في إدارة الصراع لتجعله يدور في دائرة الحب والاحترام، دون أن يفلت الزمام منها. وكلما كانت الزوجة تتحلى بالذكاء العاطفي الذي يعني الحس المرهف والمهارة الاجتماعية والقدرة على ضبط النفس وتوجيه الانفعال والتعاطف مع الآخرين كلما أحرزت نجاحاً مبهراً في العلاقة الزوجية بصفة خاصة وفي علاقتها الاجتماعية عموماً.. الزوجة الذكية هي الزوجة المحبوبة، التي تظل تحظى بارتباط زوجها بها وحبه لها، وعدم قدرته على الاستغناء عنها، وهذا يرجع إلى ما تمثله في حياته من مساندة ودعم نفسي وعامل محفز للنجاح وصدر حنون عند الأزمات.. ويرجع أيضاً إلى ما تشيعه في حياة عائلتها من تفاؤل وأمل وطمأنينة، إنها الروح المرهفة التي يلجأ إليها الزوج، عندما يحتاج إلى التعاطف، ويلتف حولها الأبناء وتشكل دائماً نقطة الارتكاز ومحور التوازن في الأسرة كلها. أمين- 18 سنة زواج: أنا بطبعي هادئ وزوجتي عصبية جداً، ولا تستطيع أن تمسك أعصابها أثناء حدوث مشكلة ما بيننا، لذا أثناء وقوع أية مشكلة بيننا أتركها تصرخ وتقول كل ما في نفسها، حتى تتعب ثم تنظر لي وتصرخ مرة أخرى لتصب جام غضبها عليّ وهذه المرة لأني رفعت لها الضغط كما تقول بسبب سكوتي, ثم تجلس جواري وتبدأ تسألني لماذا أنت ساكت؟ لماذا لا تناقشني, أضحك وأقول لها: كيف أناقشك وأنت لا تتركين لي فرصة حتى للكلام, فترجع تعتذر وتحاورني بهدوء.. خالد 5 سنوات زواج: مشاكلي مع زوجتي أعالجها بحكمة وروية, وغالباً أصل إلى الحل بالتراضي مع زوجتي. أحياناً أتمسك برأي معيَّن، لكن عندما يحصل النقاش قد أغيره وأعمل برأي زوجتي إذا كان مصيباً أكثر. ومقولة "إنَّ الرجال قوَّامون على النساء" لا تعني أن لا آخذ برأيها. وعند وقوع الخلاف نتحاور، وإذا لم نحقق أية نتيجة، نترك الأمور تأخذ وقتها، ولكن دائماً نصل إلى التوافق في النهاية. الارتباط العاطفي بين الزوجين موضوع الخلافات الزوجية كان محل اهتمام د. جون جوتمان في معمل الأبحاث الذي يديره وهو طبيب نفسي في جامعة واشنطن، حيث أجرى أهم بحث تفصيلي عن العوامل التي تساعد على استمرار الارتباط العاطفي بين زوجين في زواج ناجح، وأسباب انهيار وتفسخ الروابط بين الزوجين في الزيجات المهددة بالفشل، وسنعرض نتيجة أبحاثه التي اتسمت بالمثابرة والعمق. 1 حسن الاستماع والشكوى الموضوعية: يحتاج الرجال إلى أن يتعلموا حسن الاستماع لمشكلات الزوجات دون إظهار الضجر أو تسفيه الشكوى بل بمزيج من الاهتمام والود.. هذا الشعور الطيب يحل نصف المشكلة, أما النساء فليتهن يبذلن جهدًا في عدم نقد الأزواج أو الهجوم على شخصياتهم، بل عرض الشكوى بموضوعية للموقف الذي أثار مشاعرهن. 2 عدم التركيز على المسائل التي تثير العراك بين الزوجين: مثل تربية الأطفال ومصروف البيت والأعمال المنزلية، بل التركيز على نقاط الاتفاق والتوافق بينهما. 3 تفادي الوصول إلى مرحلة الانفجار: عندما تزداد حدة المناقشة وقبل أن تصل إلى مرحلة التفجر العنيف، على الطرفين أن يبحثا عن وسيلة لإيقاف ذلك، وهذه النقطة بالذات تشكل أساساً قوياً لنجاح الزواج، بل هي جوهر الذكاء العاطفي الذي يشترك الزوجان في رعايته، وذلك بالقدرة على تهدئة النفس وتهدئة الطرف الآخر بالتعاطف والإنصات الجيد، الأمر الذي يرجح حل الخلافات العائلية بفاعلية، وهذا ما يجعل الخلافات الصحيحة بين الزوجين معارك حسنة تسمح بازدهار العلاقة الزوجية وتتغلب على سلبيات الزواج التي إن تركها الطرفان تنمو على أن تهدم الزواج تمامًا. 4 تنقية النفس من الأفكار المسمومة: تثير حالة انفلات الأعصاب الأفكار السلبية عن الطرف الآخر وبالتالي تساعد الطرف الغاضب على إصدار أحكام قاسية. لذا فإن إزالة الأفكار المسمومة من النفس، تساعد عل معالجة هذه الأفكار بشكل مباشر، فالأفكار العاطفية السلبية التي تشبه القول أنا لا أستحق مثل هذه المعاملة تثير أحاسيس مدمرة تشعر الزوجة بأنها ضحية بريئة والتمسك بهذه الأفكار والشعور بالغضب وحرج الكرامة تعقد الأمور. ويمكن للزوجة التحرر من قبضة هذه الأفكار المسمومة برصدها بوعي وإدراك وعدم تصديقها وبذل مجهود متعمد يسترجع فيه العقل شواهد ومواقف وأحاسيس تشكك في صحة هذه الأفكار المسمومة. مثلاً يمكن للزوجة أن توقف هذا التفكير في أثناء شعورها بسخونة اللحظة، فبدلاً من أن تقول لنفسها إنه لم يعد يهتم بي إنه هكذا دائماً أناني ..إلخ. تتحدى هذه المشاعر وتتذكر عددا من مواقف زوجها التي تعني الاهتمام الشديد بمشاعرها وحقوقها، فإذا فعلت ذلك سيتغير تفكيرها، ويقول لسان حالها حسن، إنه يبدي اهتمامه بي أحياناً، على الرغم مما فعله الآن من مضايقتي وعدم مراعاة شعوري، ولا يمكن أن أنسى ما يتحلى به من صفات كريمة، أو أغفل أنه أبو أولادي، وهل لي أن أنكر حبه وحنانه ورعايته لأسرتنا وتعبه من أجلنا.. وهكذا تفتح الصيغة الأخيرة بتداعياتها الباب لإمكانية الوصول إلى حل إيجابي للمشكلة. أما الصيغة الأولى فتثير الغضب والشعور بجرح المشاعر. ه - ن 10 سنوات زواج: بداية زواجي كنت لا استطيع رؤية زوجي يثور ويزمجر أثناء حدوث مشكلة بيننا, وقد يتفوه بكلمات سب نابية, فكنت أرد الصاع صاعين مما كان يسبب تفاقم المشكلة وإن كانت صغيرة, وهذا الأمر أتعبني كثيراً فحياتي أصبحت لا تصفوا أبداً , لكني وبعد تفكير وقراءة الكتب التي تفيد في هذا المجال اتخذت نهجاً في إدارة أي خلاف بيني وبين زوجي, فأثناء حدوث المشكلة أسكت ولا أتكلم، حتى وإن أساء لي زوجي بكلمات غير لائقة, بهذه الطريقة ريحت نفسي، وذلك بأن المشكلة تنتهي بمجرد أن ينتهي زوجي من إخراج ما في قلبه, ولا أعاتبه أبداً، فهذا طبعه ولا استطيع أن أغيره أبداً. عبدالله- 7 سنوات زواج: النقاش هو الأساس, لكن عندما يصعب حل الخلاف يتوقف الحديث بيننا, ولكي تهدأ النفوس أخرج من البيت، وعندما أرجع تكون النفوس قد هدأت نوعاً ما، فنستطيع بعدها أن نتناقش حول المشكلة ونحن أقل عصبية من قبل. دليل السيدة عائشة لمواجهة المشاكل تعرضت أُمُّنا عائشة الطاهرة المطهرة الصادقة بنت الصديق لأعظم ما يمكن أن تُبتلى به امرأة عفيفة شريفة، ألا وهو القذف بالزنا. وما أقساها من تجربة، وما أفظعها من تهمة. فهي لم تكن محدودة ولا محصورة بين أشخاص أو بيت أو عائلة، لقد انتشرت في المجتمع بأسره، ورَوَّجت لها أبواق الدعاية والشر أيَّما ترويج. إنها مشكلة كبيرة وابتلاء عظيم لا يتحمله إلا من كانت شخصيته في عظمتها بحيث تفوق هذه الصعوبة وتتغلب عليها. فماذا فعلت أمنا عائشة تجاه هذه المشكلة العويصة؟.. وكيف جابهتها وتصدت لها وتغلبت عليها؟ 1. الشعور بوجود المشكلة والوقوع فيها: من المهم معرفة أنه لا معنى للمشكلة ما لم يَحس بها الشخص أو من له علاقة بها. فأُمُّنا عائشة أحسَّت أنها في مشكلة عندما عادت ولم تجد الجيش، هذا بالنسبة للشق الأول من المشكلة. أما من حيث الشق الثاني وهو اتهامها بالزنا، فقد أحست بالمشكلة عندما أخبرتها أم مِسْطح بما يشيع عنها. فلم تكن تحس بها من قبل؛ لأنها تعجبت مما قيل مع أنها دافعت عن مسطح في بداية الأمر. 2. الحفاظ على التماسك النفسي وعدم التضعضع والخوف: فقد حافظت أُمُّنا على رباطة جأشها وتماسكت، مع أن الموقف في غاية الشدة؛ لأنها وحيدة وقد تركها الجيش ورحل. وأيضاً حافظت على توازنها عندما سمعت بالإشاعة وامتصت الصدمة، مع أنها تفاجأت وذُهلت لما قيل عنها، وكانت تتمثل قوله تعالى: {فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون}. ويتحقق التماسك النفسي بالاستعانة بالله تعالى بالدعاء والصلاة والذكر، وإحسان الظن بالله وبالمسلمين، ممن لهم علاقة بالموضوع والتفاؤل بالخير. كما أن للجانب الإيماني العام تأثيره. ولا بد من الحفاظ على ذلك في كل مراحل حل المشكلة. وهذا ما تمسكت به أمّنا عائشة على الرغم من أنه قد رُوي عنها أنها تأثرت بالأمر، لكن ليس إلى الحد الذي يُخرج الإنسان عن تماسكه. 3. تحديد ماهية المشكلة ومعرفة أبعادها: حددت أُمُّنا المشكلة في أن الجيش قد رحل وتركها فصارت وحيدة. وهذا يترتب عليه أن تخاف على نفسها من الموت أو الأسر أو الاعتداء. كما حدَّدت المشكلة في الشق الثاني، وتعرفت عليها عندما علمت بالإشاعة، وأنهم قد رموها بالزنا. وأية تهمة هذه؟! وماذا يمكن أن يترتب عليها؟!. 4. التفكير في حلول ممكنة للمشكلة: ماذا يمكن أن يكون قد جال بخاطر أمنا؟. اللحاق بالجيش، لكنها لم تجد الراحلة، والظلام قد حل، ولا يمكنها السير لوحدها. البقاء في نفس المكان مع الاختباء. الذهاب إلى مكان آخر. الانتظار في نفس المكان في حالة عودة الجيش أو نفر منهم؛ لأنهم إذا فقدوها فلابد أن يعودوا أدراجهم إلى المكان ليبحثوا عنها. البحث عن أحد قد تخلف مثلها من الجيش، أو أحد يتعقب الجيش. أما من حيث الشق الثاني (أي حالة الإشاعة) فقد تكون أمنا فكرت فيما يلي: الدفاع عن نفسها. ترك الأمر للرسول صلى الله عليه وسلم مع البقاء في بيتها. لكن ربما لاحظت تأثر الرسول بالموضوع، وأنه قد سرى وانتشر. اللحاق بأهلها والصبر والاحتساب لله تعالى. 5. تطبيق الحل الملائم من بين الحلول والبدائل المتاحة: ارتأت أمنا البقاء في مكان الجيش لعلهم يرجعون، أو يرجع نفر منهم. وفعلاً حضر صفوان، ويبدو أنها ظنت أنه مُرسَل من قِبَل الجيش، فركبت الجمل دون حتى أن تناقشه في الموضوع. ولهذا لم يخطر ببالها أن يقال ما قد قيل عنها؛ لأن هذا قد أرسله الجيش ليأخذها.. أما في موضوع القذف فقد طلبت من الرسول أن يأذن لها باللحاق بأهلها. وحسناً فعلت؛ لأن الموضوع كان يحتاج إلى أن يُبَتًّ فيه، طالما أن الرسول لم ينطق بوحي فيه. كما أن مواضيع مثل هذه تحتاج إلى التراخي فيها حتى تَسْكن وتهدأ؛ فكان اختيارها أن تذهب إلى بيت أهلها ينطوي على كثير من الحكمة والحنكة. ومما يؤيد ذلك موافقة الرسول صلى الله عليه وسلم بسرعة على طلبها. 6. التفكير في المشكلة ونتائجها وأبعادها: حيث تبين لأم المؤمنين أنها كانت على صواب فيما فكرت فيه واتخذته من قرارات. وخرجت من المشكلة أقوى مما كانت، فقد برَّأها الله من فوق سبع سماوات، ونزل فيها قرآن يُتلى. وترتب على ذلك الكثير من الأحكام والمعالجات، فكان في ذلك الخير الكثير. كما أن مثل هذه المشاكل صار لها حل معلوم يمكن اتباعه في حالة وقوعها، وهذا لم يكن قبل وقوعها. أبو أحمد 20 سنة زواج: إن أساس الزواج الناجح هو الحب والاحترام، والزوجة التي وهبها الله الفطنة والكياسة، تتمتع بعلاقات إيجابية ثرية ومشبعة، وتكون هي القلب الدافئ المشع في أسرتها, إنها إنسانة إيجابية، تملك القدرة على التأثير والإقناع، وتتسم بالهدوء والاتزان وتوحي بالثقة والطمأنينة أكثر من الرجل, فلذلك هي من يمسك العائلة بأسنانها وهي من تهدمها. وليس معنى ذلك أن الزوج ليس له دور في جعل الزواج ناجح وسعيد، ولكن المرأة هي الأساس فزوجتي مثلاً أجد حكمتها تظهر عند وقوع أية مشكلة بيننا, فلقد مر على زواجنا أكثر من عشرين سنة لم يحدث أبداً أن ذهبت لبيت أهلها غاضبة فهي تحتوي أية مشكلة، وتحاول تتغلب عليها بحكمة، ولها الفضل بعد الله أني أعيش حياة زوجية سعيدة. أم عبد الرحمن- 18 سنة زواج: لم نصل يوماً إلى الحل فزوجي يتمسك برأيه ولا يتنازل أبداً ولا يكترث لرأيي حتى وإن كان مناسباً, لذا أتنازل أنا دائماً حتى تستمر حياتنا؛ لأن زوجي يعتبر المرأة تابعة لا يحق لها أن تقول رأيها في أي أمر من الأمور، وهكذا تربى وهكذا عودني أنا. الخاتمة.. ليست المشكلة في أن الزوجين مختلفان فهذا أمر طبيعي في حياة البشر، فلا يوجد فردان متماثلان في الطبائع، لا بد من وجود مساحة اختلاف، و لكن المشكلة تكمن في إدارة الخلاف و لكي تنجح إدارة الخلاف في البيت لا بد أن تكون تحت مظلة المودة و الرحمة كما أراد الله لاستقامة العلاقة بين الزوجين قال تعالى: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} و تظل المودة و الرحمة هي المظلة التي يستظل بها الزوجان في علاقتهما حتى في حالات الخلاف الشديد لا ينسوا هذه المظلة فليصحبوها معهما في كل مراحل حياتهما قال تعالى: (وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) و هذا هو النجاح الأسري الحقيقي والواقعي و لكن من ينشد عدم الاختلاف مطلقاً، فهذا شخص واهم أو يهرب من أن يواجه علاقته الأسرية بصورة واقعية وهذا ما يتناقض مع نواميس الكون فالحياة يتعذر استمرارها دون النقيضين الأبيض و الأسود.. النجاح كل النجاح للأسرة عندما نتعلم كيف ندير خلافاتنا الأسرية.. والفشل الحقيقي ليس في الخلاف، و لكن في إعلان اليأس و الانسحاب من مواجهة أخطائنا في إدارة خلافاتنا الأسرية.. فلنتحلى بالحلم و الأناة ونستعين بالله لعلنا نصل بسفينة أسرنا إلى بر الأمان، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن القوي خير، وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف. وفي كلٍّ خير. احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تَعْجَز .. وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا، كان كذا وكذا، ولكن قل: قدَّر الله، وما شاء فعل، فإن لَوْ تفتح عمل الشيطان” رواه مسلم..