Mohammed Alsamie - كيفك يا بطل ؟ - تمام ؟ - ايش تشتي تطلع لما تكبر ؟ - دكتور .. ( طيار ) .. ( مهندس .. ) - حلوووو يا سلااااام ... .. في الاعلى حوار يدور مع كل الاطفال اليمنيين .. في المحصلة تقول الارقام الرسمية ان البلد يعاني من نقص شديد في الكفاءات , ومعدلات التنمية والمعرفة في تناقص حاد .. ناهيك عن تسرب الاطفال من المدارس وازدياد نسبة الجرائم المجتمعية والانفلات الاخلاقي والقيمي العام .. يقول استاذ علم الاجتماع حمود العمودي ان الشخصية اليمنية شخصية طامحة وحالمة وستجد بداخل كل يمني “ مشروع رئيس دولة “ او زعيم ما .. لفت نظري هذا الطرح ووجدته يقارب الواقع بشكل مخيف . فبصرف النظر عن امكانيات المجتمع والافراد سنجد ان سقف احلام كل مواطن يمني يفوق ما هو متاح , وهو ما جر المجتمع على مدى عقود الى سلسلة من النكسات والاحباطات. الفرد اليمني يحمل قيماً فطرية كالتواضع والكرم والطيبة ودماثة الخلق لكن توجد كيمياء طامحة تجر الانسان اليمني - مهما كان وضعه المعرفي والاجتماعي - الى برج عاجي يرى من فوقه كل ماهو دونه صغيراً ويمكن تطويعه .. مادفعني لكتابة هذا التصور , انني كنت اليوم في العيادة النفسية للاطفال في مستشفى الشارتيه وسط برلين . تكلمت مع اكثر من طفل وسألتهم كلهم ماذا يريدون ان يصبحوا وهم كباراً , فسمعت وظائف لأول مرة افكر بها .. قالت لي فتاة في الصف السابع انها ستصبح مسؤولة حضانة اطفال . قال لي طفل في الصف السادس انه سيصبح طباخاً في المدرسة . وقال لي آخر انه يريد أن يشتري مزرعة فراولة ويبيعها في المدينة . Afraa Ali Alhabori البدائية القسرية ========= بينما يبحث المهتمون من الباحثين و المغامرين عن مناطق نائية فيها تجمعات سكنية صغيرة منزوية بعيدة عن تطورات العصر لدراسة الكيفية التي عاش فيها الانسان البدائي وطريقة تعامله مع ما حوله من الظروف البيئية ، وتأقلمه مع المتغيرات ، و تقديم كل ذلك بأفلام وثائقية بتم نقلها بأهم المحطات التلفزيونية لإمتاع المشاهدين . طبعاً .. اليمن البلد الوحيد الذي لا تحتاج فيه الى السؤال عن تلك المناطق او بذل أي عناء يذكر في البحث ، فيكفي أن تكون في قلب العاصمة صنعاء وتنقطع خدمة الكهرباء لتعيش البدائية القسرية بكل صورها المرة . فحينها تتعطل كل وسائل الحياة العصرية والمريحة ، تنطفئ الانوار يحل الظلام لتختفي اليمن من الخارطة العصرية – هذا اذا كانت قد دخلتها اساساً – يبدأ الناس باستخدام الوسائل البدائية لممارسة حياتهم اليومية فترى “ مسايبة الماء بالدبيب “ و “ تسخين الماء على النار بأوعية المطبخ بغرض الاستحمام ، اشعال الفوانيس ، تحول الثلاجة الى دولاب يحفظ عفن الطعام ، وتتحول الخلاطة والكاوية و المايكرويف و باقي الادوات الكهربائية الى تحف قبيحة الشكل ، ينقطع الانسان عن العالم لينعزل عن الاحداث والمعلومات ، تُغلق محلات الخياطة والحدادة والنجارة، تخسر المصانع والشركات وقد تتحول بعضها الى مساكن ميكانيكية للأشباح خاصة لو رافق انقطاع الكهرباء انقطاع بالوقود أو ارتفاع سعره ، لترى المُزارع حينها اشبه بفزاعة طيور في أرض جرداء .