حذر وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي أبناء الوطن من تصديق ما تبثه وسائل الإعلام المغرضة في حديثها عن الحوار الوطني الذي يسير حالياً بصورة طيبة كما قال. منوهاً أن هذه الوسائل الإعلامية تحاول دس السم في العسل فهي تتكلم عن الحوار وتحاول من خلال ذلك المنحى إفشاله ولهذا ثقوا تماماً أن كل ما تقرؤونه ليس بالحقيقة احياناً وربما في كثير من الاحيان. مؤكداً أهمية أن تضطلع أجهزة الإعلام والثقافة والتربية ومختلف مؤسسات التنشئة الاجتماعية بواجبها الوطني في هذا المجال من أجل تعزيز روح المحبة والتسامح والسلام وحشد الجهود في معركة البناء الوطني وبناء جيل يتسلح بالعلم والمعرفة خالٍ من كل رواسب وأحقاد الماضي. وقال الوزير القربي رئيس مجلس أمناء كلية الرازي للعلوم الطبية أمس في احتفائية تخرج دفعة “بالحوار نصنع المستقبل” من طلاب معهد وكلية الرازي للعلوم الصحية والطبية للعام الدراسي 2012م- 2013م البالغ قوامها 180 خريجا وخريجة: “إن مؤتمر الحوار الوطني يعد محط اهتمام استثنائي على المستويين الدولي والإقليمي كون ما سيتمخض عنه من نتائج سيترتب عليها رسم ملامح مستقبل اليمن، وعليه ينبغي علينا جميعاً ان نحرص على إنجاز الحوار في وقته المحدد ونتجاوز كل العثرات والاشكاليات ونخرس كل الاصوات التي تحاول عرقلته وإفشاله، داعياً الجميع الى الوقوف صفاً واحداً الى جانب الاخ رئيس الجمهورية الذي يبذل جهوداً جبارة في إخراج اليمن من محنتها في الوقت الراهن ويسعى بكل ما أوتي من قوة إلى إنجاح الحوار الوطني والوصول باليمن الى مستقبل افضل يلمس ابناؤه في ظله دولة مدنية حديثة تتحقق فيها العدالة ويتشارك فيها الجميع بالحكم وتوزيع الثروة ومحاربة الفساد وصولاً الى مجتمع يمني واحد موحد. وشدد وزير الخارجية على مختلف المكونات السياسية والاجتماعية في طي صفحة الماضي وتجاوز كل الخلافات ومحاربة كل أشكال الفرقة ونبذ ثقافة الكراهية والمناطقية والتعصب وإثارة الأحقاد والضغائن ووضع مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات والعمل على إنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقال: بناء الاوطان يحتاج إلى جهد الجميع دون استثناء وطي صفحة الماضي بإرساء وتعميق ثقافة التسامح والتصالح كون هذين المبدأين هما الطريق الافضل الى المستقبل وليس سياسة التهميش أو استبعاد أي طرف من الاطراف، مشيداً بمكوني المرأة والشباب في مؤتمر الحوار الوطني اللذين كما قال يؤديان دوراً هاماً ويخلقان توازناً في المؤتمر ويبعثان على النفس الآمل بمستقبل اليمن. وقال الوزير القربي: لا يمكن لليمن ان تعيش إلا موحدة وعلى شباب اليمن وشاباتها قراءة التاريخ اليمني بتمعن وعناية لكي يعرفوا أن الوحدة اليمنية وما واكبها من تناقضات وتقصير وعيوب ستبقى صمام الأمان لمستقبل اليمن فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ كونها تشكل مستقبلكم ومستقبل ابنائكم أنتم، أما نحن فقد وصلنا إلى نهاية العمر. مشيرا الى اهمية هذه المناسبة الوطنية الغالية؛ العيد ال(23)لإعلان الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية في ال(22)مايو 1990م والتي جاءت متزامنة مع انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الخيار الذي انتهجه ابناء اليمن للخروج من ازمتهم الراهنة وتغليبهم الحوار على ما سواه من العوامل التي كادت ان تعصف باليمن وبوحدته والذي يجسد بحق الطريق الحضاري الامثل والحكمة اليمنية في انصع صفحاتها لمعالجة كافة القضايا والاختلالات التي تهم الوطن. وقال وزير الخارجية: إن اي جهد لإنجاح دوره في مؤتمر الحوار لن يكتب له النجاح مالم يكن هناك إرادة سياسية ومؤازرة حقيقية واصطفاف وطني من شأنه أن يخدم القضايا الوطنية ويحقق مطالب المواطن وطموحاته وتحديد وصوغ أولويات ورؤى وأهداف ومطالب الشباب في قالب مشترك على النحو الذي ينقل طموحاتهم من حيز الآمال والطموح الى حيز التطبيق والنفاذ. وأضاف: ولإن الشباب هم عماد الأمة وثروتها الحقيقية ومستقبلها وأملها الوضاء فإننا جميعاً نعلق عليهم آمالاً جساماً في التصدي لكل المعوقات والتحديات التي تعيق حاضرهم وتهدد مستقبلهم كما أن أمامهم فرصة تاريخية من خلال مؤتمر الحوار الوطني بحضورهم القوي وإثبات دورهم الفاعل والمؤثر في تقرير استحقاقاتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وإظهار قدر من المسؤولية الوطنية. كما أشار الوزير القربي إلى أهمية الاحتفال بتوديع الخريجين الذي يتزامن مع احتفالات شعبنا بالعيد الوطني ال 23 للجمهورية اليمنية “22مايو” هذا اليوم الذي التأم فيه شمل الأسرة اليمنية وأعاد للتاريخ اليمني اعتباره ولليمن مكانتها وقوتها وعزتها وطوى الى الأبد عهود الانقسام والتشطير وأعلن ميلاد اليمن الجديد يمن الحرية والديمقراطية والتنمية. وأكد أهمية الحفاظ على الوحدة اليمنية التي تعد تاجاً على رأس كل اليمنيين والنواة الأولى لتحقيق الوحدة العربية وستبقى الشمعة المضيئة التي لن تنطفئ ونبراس الأمل لأبناء شعبنا وأمتنا العربية. من جانبها قالت النائب الأول لأمين عام مؤتمر الحوار الوطني الدكتورة افراح الزوبة إن فرق عمل الحوار تعمل حالياً على استكمال تقارير عملها التي ستقدمها لجلسة العمل الثانية التي ستبدأ في الثامن من يونيو القادم.. موضحةً أن شعار "بالحوار نصنع المستقبل" يمثل نقطة تحول تاريخي في حياة اليمن التي يمكن من خلالها الخروج بصيغة عقد اجتماعي هو دستور يرسم ملامح اليمن الجديد، حاثةً أبناء الوطن جمعياً دون استثناء إلى القيام بمسؤوليتهم في تنفيذ الدستور الجديد مراعاةً للمصلحة العليا للوطن.