ارتفعت حمى الحفريات في العديد من حارات مدينة الحديدة للبحث عن مصادر المياه، التي افتقدها الأهالي مؤخراً.. وقام العديد من المواطنين باستخدام وسائل متعددة للربط من خارج العداد والحفريات إلى مستوى المواسير الأرضية وتركيب "الدينامات" للشفط من العمومي مباشرة وحرمان الآخرين من وصول المياه إليهم. ومع أن المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي تعلم علم اليقين بكل تلك الأعمال، التي تعتبر تخريباً للشبكة إلا أنها تدفن رأسها في الرمال، ولم تحرك ساكناً سواء لمنع ذلك العمل التخريبي أو لمعالجة وحل المشكلة.. مبررين بذلك بأن المواطنين سيقومون بالاعتداء عليهم إذا تم منعهم من هذه الأعمال.. وهي مبررات واهية أقبح منها صمت هذه الجهات، لقد اختلطت مياه الشرب في العديد من الأحياء والحارات مع مياه المجاري، نتيجة لتلك الحفريات المتعمقة لربط الديناموهات في المواسير العمومية لشفط المياه... ومع أن مياه المجاري في هذه الأحياء هي “حفريات” من البيارات الأرضية.. فقد كان يتم اختلاط مياه الشرب مع مياه المجاري، وهو ما أكده الكثير من المواطنين عند شفطهم للمياه.. إن مؤسسة المياه مطالبة بمعالجة المشكلة وحلها سريعاً بدلاً من المواقف المتخاذلة، وهنا نناشد الجهات المسئولة في السلطة المحلية النظر بروح المسئولية الملقاة على عاتقها، والقيام بوضع المعالجات لهذه القضية التي أصبحت تؤرق الجميع من سكان المدينة في العديد من الحارات وخاصة منها الأطراف والهروب من معالجة المشكلة ليس حلاً.. وعلى المؤسسة أن تتحمل مسئوليتها وتبري ذمتها في ضبط كل من يحاول تخريب شبكة المياه وإحالتهم إلى الجهات المختصة.. فليس من المنطق أن تظل المؤسسة تنظر لمثل هذه الأعمال وتدفن رأسها في الرمال..