رماني بلبل في الدوح أشقر بنغم رقرق عذب وسكر يبث لواعجي فأتيه وجداً مع الإصباح إذ ما الفجر أسفر فما لصبابتي ثارت وإني لأكره صوت دندنة ومنكر عذوبة نغمه سلبت فؤادي بشهر الصوم يحدو ما تيسر فهيّجني إلى نظم القوافي فهاتي يا ابنتي قلما ودفتر *** إلى رمضان كم شوق شجاني ومالي لا أتوق إلى الجنان فبلغني الكريم رحاب صوم أداوي الجرح أنفض ما دهاني وأتلو من كتاب الله ورداً أزكي النفس بالسبع المثاني فللقرآن في رمضان نفح له في القلب ما يجلو ارتهاني ودمع العين حرى حين أتلو لها صدق بمدلول المعاني *** أنا من غاص في لجج المعاصي وعشت الدهر للرحمن عاصي أتوب قبيل غرغرة وقبض وأسبق يوم يؤخذ بالنواصي ألوذ بمن تعالى في علاه أتوق لعتقه أرجو خلاصي فيا رباه في رمضان زدني عطايا لا تراني الدهر عاصي فإني قد نزلت عليك ضيفاً ومن ضيفت فاز بلا انتقاص *** ولما قيل شهر الصوم أسفر ودوّت من شفانا: الله أكبر ولجت الشهر منكسراً أناجي وجئت أشد في رمضان مئزر ذنوبي لا تطاق ولي رجاء بعفو الله يغفر ما تكدر أتيت ومصحفي يرتاد نهجي وسجاد ومئذنة ومنبر أهنئ كل من عشق المعالي فقام الليل ترويحاً وأوتر *** فيا ضيفاً يحل ولا يوفى و يا رمضان فيك بسطت كفا أحبك حب توقير وإني رشفت الحب من شفتيك رشفا بك النفحات ما أحلى العطايا أرى كرما أرى عفوا ولطفا ألاقي فيك من رحمات ربي عطايا ما استطعت لهن وصفا أحبك شافعا لتقر عيني إذا قالوا: فؤاد قد توفّى *** ومالي لا أهيم الدهر مالي وفيك لقيت من كرم النوال وألقى رحمة وأنال غفراً وعتقاً من لظى، ألقى منالي قيام الليل فيك له مذاق له عبق إذا حسن امتثالي وللقرآن ترويح إذا ما أناجي الله في غسق الليالي فمن مثلي إذا ما عشت أصبو إلى رضوان ربي ذي الجلال *** أناجي الله أدعو في اعتكافي أبث لخالقي ما ليس خافي أبيت بمسجد، فتهيم نفسي إلى ربي مكوثي وانصرافي خضوعاً للذي خلق البرايا بأخبات وخوف وارتجاف وفي العشر الأواخر ما أحيلا بليلة قدرها القرآن شافي أزكّي النفس بالصدقات فيها و أمنح مضجعي روح التجافي