إن نظرية التطور، كان الجاحظ من أول من نظّر للتطور من البيولوجيين المسلمين. كتب عن تأثير البيئة على فرص بقاء الحيوان، وكان أول من وصف الصراع من أجل البقاء. كان الأول أيضاً في الكتابة عن سلسلة الغذاء كما كان من القائلين بالحتمية البيئية حيث حاول أن يبرهن بأن للبيئة القدرة على تحديد الصفات والمميزات الجسمانية لقاطني المحيطات البيئية المختلفة، كما قال: إن لون البشرة المتباين بين البشر هو إحدى نتائج تأثير البيئة. يذكر في كتابه “الحيوان”: “تدخل الحيوانات صراعاً من أجل الحياة: من أجل المصادر مثلاً، أو بغية تجنب الافتراس من قبل الحيوانات الأخرى، أو من أجل التكاثر. بإمكان العوامل البيئية أن تؤثر على الكائنات الحية لتطور صفات جديدة تساعد على النجاة وبالتالي تؤدي إلى تحولها إلى أنواع حية أخرى. إن الكائنات الحية التي تتمكن من البقاء تستطيع التكاثر مما يؤدي إلى انتقال تلك الصفات المميزة إلى الذرية”. كان لكتابه هذا تأثير عظيم على العلماء المسلمين خلال القرون من 11 إلى 14 الميلادية، كما أن التراجم اللاتينية لأعماله وأعمال غيره توفرت لتشارلز داروين ولمن سبقه ك «لينيوس، بوفون، ولامارك». من نوادره: ليلى الناطعية ولبس المرقع ما زالت ليلى الناطعية ترفع قميصاً لها وتلبسه، حتى صار القميص الرقاع، وذهب القميص الأول، ورقعت كساءها ولبسته، حتى صارت لا تلبس إلا الرفو، وذهب جميع الكساء. وسمعت قول الشاعر: البس قميصك ما اهتديت لجيبه فإذا أضلك جيبه فاستبدلِ فقالت: إني إذاً لخرقاء، أنا والله أحوص (أخيط) الفتق وفتق الفتق، وأرقع الخرق وخرق الخرق.