قالت مصادر طبية وأمنية: إن عدد قتلى تفجير مزدوج هز مدينة طرابلس بشمال لبنان أمس الجمعة ارتفع إلى 42 قتيلاً. وقالت المصادر: إن التفجيرين أسفرا عن إصابة مئات، وكان الصليب الأحمر اللبناني قد قال من قبل: إن التفجيرين تسببا في إصابة 500 شخص على الأقل. ووقع الانفجاران بعد صلاة الجمعة في المدينة التي يغلب على سكانها السُنّة، وهما الأكبر والأشد فتكًا في طرابلس منذ انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت من عام 1975م إلى عام 1990م. وجاءا بعد أسبوع من انفجار ضخم قتل فيه 24 شخصًا في معقل لحزب الله الشيعي ببيروت. وقال شاهد من رويترز في طرابلس متحدثًا من مكان بالقرب من مسجد التقوى الذي يتردد عليه إسلاميون متشددون سنّة: «أرى سبع جثث داخل عدة سيارات محترقة». أما باقي القتلى فسقطوا في الانفجار الثاني خارج مسجد السلام. وهرعت سيارات إسعاف إلى الموقع وانتشر دخان أسود كثيف في السماء، وأظهرت لقطات بثها التلفزيون حفرة كبيرة خارج مسجد السلام ومساحة كبيرة احتوت على سيارات محطمة وأخرى تحترق، وركض الناس في الشوارع وحمل بعضهم المصابين، وكانت هناك جثتان على الأرض وتحطمت النوافذ والشرفات في بعض المباني السكنية. بعد ذلك خرج مسلحون غاضبون إلى شوارع طرابلس وأطلقوا أعيرة نارية في الهواء، وبالقرب من موقعي التفجيرين قذف رجال غاضبون الحجارة على جنود لبنانيين كانوا يتفقدون الموقعين. وشهدت الضاحية الجنوبية ببيروت التي يهيمن عليها حزب الله تفجير سيارتين ملغومتين خلال شهر تقريبًا، وألقى زعيم حزب الله حسن نصر الله بالمسؤولية على إسلاميين متشددين سُنّة. والشيخ سالم الرافعي إمام مسجد التقوى من أقوى مؤيدي مقاتلي المعارضة السورية الذين يغلب عليهم السُنّة وكذلك المسلحين اللبنانيين من الطائفة ذاتها الذين انضموا للقتال ضد الأسد في سوريا.