Sana Mobarak كان هناك سيدتان، إحداهما عربية بالبشرة الخمرية و الجسد المكتظ و الثانية ببشرة دقيقة و ملامح غربية و جسد رياضي أصم ، توقفتُ بالمقربة في باحة الانتظار في أحد المباني ، و انتقلت إليّ حمى حوار كان يدور حول النساء الغربيات و العربيات و كيف أنهن استطعن في أوروبا و أمريكا اقتلاع الحقوق التي نعجز نحن العربيات و الشرقيات عن انتزاعها من فك الرجولة الشرقية الشرسة ، كان اتجاه الحوار يمشي نحو التماهي اللامبرر ،و تعمدت السيدة الغربية رفع صوتها و مشاركة الجميع بنظرياتها المتطرفة ، لم يرقني الحال و كنت أتململ من خلف الجريدة التي اقرأها في انتظار أن تخلص إحداهن إلى نمط مقنع في الأخذ و الرد ، كانت السيدة العربية تعدد مزايا الرجل الشرقي دون توقف ، و وجدتني أوافق مبالغاتها كلها بشكل غريزي و غير مفهوم ، بينما ظلت الأخرى تحاول إقناع الجميع بأن الخلل يكمن في خنوعنا لصلفهم بدرجة أساسية ، جاءت مناسبة للمشاركة و رحت أسال السيدة عن اسمها بلطف ؛ فذكرته و سألتها إن كانت متزوجة أم لا ، قالت إنها متزوجة و لديها طفلة ، توقعت أن اسمها الذي ذكرته هو اسم عائلة زوجها ، كالعرف الغربي الشهير ، سألتها عن اسمها قبل الزواج فذكرت اسم عائلتها هذه المرة ، صرخت بغيظ المنتقم : آه الحمد لله ، على الأقل الآن أضمن و انا ارتبط بالشرقي الشرس انه لن يسلبني اسم عائلتي الذي حملته بفخر كل هذه السنوات ، و لن أبدو خانعة و أنا أوافق أن أتخلى عن هويتي و كياني بأي حال ، بدا ردي مقنعاً لحظتها حتى إني تلقيت غمزة لئيمة من شريكة العروبة ، نعم نحن مجتمعات معيبة ، لكن ليس الأمر كارثياً للدرجة التي قد يتخيلها الغرب و تشعرهم بالرضا عن أنفسهم ، نظل نشتكي من الرجال الشرقيين و لكنهم إخواننا و آباؤنا و رفقاء الدرب و لهم مزايا تروقنا ، و لا نبدلها بشيء ، بالمناسبة أيضاً نحن لسنا نساء خانعات على اختلاف مستوياتنا و بيئاتنا ، نحن صلبات و جسورات و نناضل في حياة قاسية نجعل منها ممكنة قدر الإمكان ، خنوعنا عاطفة ، إنها الطبيعة الشرقية و أمومة الفطرة يا سادة المادية العظمى ، تمارس الشرقية أمومة واسعة النطاق على كل الذكور في حياتها و يشعرها هذا الدور بالرضا وحيداً بعض الأحيان ، ربما يدخل في هذا دفاعنا عمن تعتقدونهم سبب شقائنا ، من باب “ أنا أدعي على ولدي ، بس ماشتي أحد يأمن “.